تجربة الاقتراب من الموت لألان ماكد
|
وصف التجربة 3760:
تحية طيبة للجميع.
آمل أن تقرءوا هذا السرد وأن تجدوا فيه الفائدة المرجوة.
قد يتساءل القارئ: "ما مدى صحة هذه المقالة؟" سيكون جوابي أنها صحيحة تمامًا على المستوى الشخصي. فهي انعكاس حقيقي لما اختبرته أثناء حالة غيبوبة عميقة نتيجة مرض شديد. ولكن هل هي انعكاس حقيقي لبعض أسرار الجانب الآخر من الحياة؟ لا يمكنني أن أقول ذلك على وجه اليقين.
سأحاول وصف تجاربي في الاقتراب من الموت أثناء مرضي الشديد ووجودي في حالة غيبوبة عميقة. هذه مهمة شبه مستحيلة، حيث يجب عليّ محاولة نقل الأبعاد الغريبة وغير المألوفة للجانب الآخر من الحياة بطريقة يمكن فهمها في عالمنا المادي ثلاثي الأبعاد.
لقد وجدت نفسي في مكان مظلم ولم أمر بتجربة الدخول إلى النفق المعتاد الذي يقود إلى النور. بدا وكأنني أصبحت نقطة كثيفة ومكثفة من الطاقة الذكية النورانية. لم يكن لدي جسد، لكن في الوقت نفسه كنت نفس الشخصية التي سكنت جسدي الأرضي. أصبحت فكراً خالصًا ومكثفًا (وهذا أفضل وصف يمكنني تقديمه).
وهناك، التقيت في بعض الأحيان بكائن من النور الخالص، ليس على شكل بشري، بل كان مجرد نقطة من النور، وكان يتواصل معي من خلال نوع من التخاطر. في البداية اعتقدت أنه الله، ولكن لاحقًا استنتجت أنه مجرد ملاك.
ثم أظهر لي هذا الكائن النفق الذي يظهر عادة بعد حدث الاقتراب من الموت.
لم أتمكن من رؤية أي من طرفي النفق لأننا كنا في ظلام دامس، باستثناء نقطة النور الذكي. لقد كانت تجربة خروج من الجسد.
قيل لي إن أحد طرفي هذا النفق يؤدي إلى النور، بينما يؤدي الطرف الآخر إلى الفراغ المظلم.
لقد أوضح لي هذا الكائن النوراني أن هذا النفق له طرفان، أحدهما يؤدي إلى نور الله المجيد، والآخر إلى ظلام العدم. أود أن أُضيف هنا، فيما يتعلق بسؤالكم الأساسي المتعلق بالحساب في الحياة الآخرة أن: "الظلام (الشر) لا يمكنه أن يغزو النور (شمعة واحدة قادرة على أن تبدد الظلام)، بينما النور (الخير) يمكنه أن يؤثر على الظلام".
في البداية، تم أخذي عبر النفق إلى مكان للتعلم (مكتبة) في النور المجيد عند أحد طرفي هذا النفق شبه اللامتناهي. أثناء وجودي في النور، شعرت بمشاعر عظيمة من البهجة والحب والسلام. هناك عُرضت عليّ أحداث عظيمة ستحدث على كوكب الأرض في المستقبل. هناك كان معي كائن طوال الوقت لم أستطع رؤيته، لكنني كنت أسمعه. كان يتحدث بصوت ذكوري. اعتقدت أنه ما نطلق عليه نحن البشر "الله". لكن لاحقًا قيل لي إن هذا الكائن لم يكن الله، بل كيان متطور جدًا يشبه الملائكة. سُئِلتُ إذا كنت أرغب في الاستمتاع باللحظة، فأجبت بشدة: "نعم، نعم من فضلك، لكن أرجوك دعني أتذكر كل شيء إذا عدت إلى الحياة".
عندما استيقظت من هذه التجربة، وجدت للأسف أنني نسيت معظمها، لكن مع مرور السنوات، بدأت ذكريات الحدث تطفو على السطح من أعماق عقلي، لذلك عليّ أن أعيد تحرير هذا المقال وتحديثه من وقت لآخر.
أثناء حديث هذا الكيان، كنت أرى مشهدًا بانوراميًا لكوكب الأرض، وكأنني رائد فضاء يراقب الأرض طوال الوقت من نافذة مركبة فضائية. كنت أرى الأرض تدور بكل جمالها الرائع وتتوقف مرارًا وتكرارًا فوق كل بلد وقارة مع رسالة من الصوت العظيم لللانهاية. هذا الصوت الذي كنت أعتقد في البداية أنه صوت الله، لم يكن سعيدًا بما يحدث على كوكبنا، وظل يشير إلى الإنسانية بمصطلح "أيها الإنسان الفاني، أنا غير راضٍ عنكم" (لا أستطيع أن أتذكر لماذا كان غير راضٍ). أثناء حديث هذا الكيان النوراني، كانت الأرض تدور وتتوقف عند فترات زمنية معينة فوق كل قارة بدورها، حيث كانت تُوجه رسالة تحذيرية لكل قارة.
يبدو أنه إذا لم تغير البشرية موقفها تجاه بعضها البعض وتجاه الكوكب الذي يمنحنا الحياة، فيسكون هناك تدخل مباشر وسيتم تقييد الإرادة الحرة.
الجزء المحبط هو أنني لم أتمكن من الاحتفاظ بكل ما قيل "للإنسان الأرضي الفاني" من قبل هذا الكيان أثناء وجودي معه أراقب الأرض. ومع ذلك، أتذكر بوضوح تحذيرين. التحذير الأول أن حدثًا كارثيًا سيبدأ من شبه القارة الهندية. والتحذير الثاني أن أزمة الشرق الأوسط لن تُحَل بواسطة جهود حفظ السلام البشرية، وأن تدخلًا إلهيًا مباشرًا سيأتي في النهاية إلى الأرض في وقت ما في المستقبل، بسبب السلوك غير المقبول الذي يرتكبه بعض البشر الفانين المسؤولين عنه بشكل مباشر على الأرض. (اغتصاب الكوكب). "حدث إعصار كاترينا وتسونامي".
لقد أُظهِر لي أيضًا أن الله لا يحكم علينا، بل من خلال أفعالنا في الحياة، هي التي تحدد المكان الذي يبدأ منه المرء مصيره الأبدي في الحياة الآخرة. إذا أصبحت جميع أفعالنا سيئة تمامًا بحلول نهاية الحياة، فسنصبح كائنات من الظلام، وسيصبح من المستحيل ببساطة دخول نور الله. (لا يمكن للظلام اختراق النور!). للوصول إلى هذه النقطة، فلا بد وأن نكون كائنات فاسدة تمامًا (مثل هتلر) بدون أي صفات حسنة تشفع لنا. إن مصير هذا النوع من الأشخاص، بأفعالهم الخاصة، سيكون النفي إلى أعمق أعماق الظلام في هذا النفق الطويل اللامتناهي الذي يؤدي إلى الفراغ المظلم الذي ذكرته سابقًا، بعيدًا عن محبة الله.
كما أُظهِر لي أن هناك درجات من العقاب في الفراغ. تتراوح العقوبات من جو رمادي كئيب، نزولاً تدريجيًا إلى رعب مطلق، ويأس وقنوط، وخراب في ظلام دامس. لم أر أي بحيرة من النار! ومع ذلك، حصلت على انطباع واضح بأن الله سيقوم يومًا ما بدفع كل السلبية بعيدًا عنه إلى الظلام اللانهائي البعيد العميق ثم ينساها ويجعلها تتلاشى هناك إلى الأبد.
هناك توازن جميل في الوجود، فبينما الفراغ المظلم رهيب، فإن مجال النور مليء بالسلام والحب والمجد، بل وحتى النعيم الذي لا أستطيع أن أجد كلمات كافية في اللغة لوصفه.
لذلك، لدينا جميعًا درجات متفاوتة من النور بداخلنا والتي ستسمح لنا بدخول نور الله المجيد. حيث سنلتقي بجوهر الله في الطرف المضيء من النفق، في نهاية حياتنا الأرضية. يمكن لله أن يعمل مع النور بداخلنا، ليجعلنا نقيين ويسمح لنا بالتقدم في المستويات المختلفة من الجنة إلى حضوره الأبدي المليء بالسلام والفرح! إنها عملية تعلم أبدية. ثم نصبح واحدًا مع الله، لكننا نحتفظ بوعينا الذاتي الفريد أو شخصياتنا الفريدة إلى الأبد.
إن الزمن كما نختبره على الأرض هو مجرد وهم، يشبه إلى حد كبير خيطًا مرنًا يمكن تمديده أو تقصيره إلى ما لا نهاية. (ربما لهذا السبب تبدو بعض الأيام وكأنها تستغرق دهراً لتمر بينما تمر الأيام الأخرى في لحظات معدودة؟). إن الحدث الأخير (نهاية الزمن) لن يأتي في وقت زمني محدد، بل عندما تتزامن مجموعة معينة من الأحداث المستقبلية. إن الكون ليس أزليًا أو لانهائيًا؛ فقد كان له بداية وسيكون له نهاية.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لقد حفزت تجربة الاقتراب من الموت التي مررت بها قدراتي على رؤية أبعاد غريبة أخرى وعوالم ومستويات من حقائق أخرى، وبدأت في السفر أثناء حالة الخروج من الجسد. وبمرور السنوات، بدأت أتذكر المزيد والمزيد من تلك الرحلات العجيبة التي قمت بها إلى الجانب الآخر من الحياة المادية.
وقد كتب تجربتي في ذلك أدناه.
04/12/2007
لقد كتبت هذه المقالة بناءً على تجاربي في الاقتراب من الموت لأولئك المهتمين بها.
في صباح أحد الأيام، وبينما كان الظلام لا يزال مخيمًا، استيقظت في حالة ما بين النوم واليقظة، وبدأت الحدود بين ذاتي الجسدية وكل شيء مادي من حولي في التلاشي. كان الهدوء يشبه غطاءً ناعمًا دافئًا ومريحًا من السلام نزل على جسدي وعقلي النائم. كنت أسمع في الخلفية أغنية عذبة للطيور تغني بلطف، وعرفت بطريقة ما أن أصواتها الرائعة الجميلة كانت تصدح في انسجام مطلق، وأنها بطريقة ما تعكس الإلكترونات التي تندفع في عقل الكائن الواحد اللانهائي. في الخارج، كانت الأوراق تتحرك مع نسيم الليل الخريفي، ورغم أنني كنت لا أزال على سريري، إلا أنني شعرت بطريقة ما بالنسيم وهو يلامس بشرتي، واستنشقت عبير العشب والزهور الذي يغمر الأرض.
بعدها ارتفعت فوق الأرض حيث تحول اللون الأزرق إلى أسود، ونظرت بدهشة إلى مجد الليل اللامتناهي. وفجأة اختفى كل شيء ولم أعد مدركًا لمكاني حتى أحاط بي نور ذهبي دافئ، وعرفت أنني في ذلك المكان الأبدي خارج الزمان أو المكان. في الواقع، كنت أعيش الآن في اللحظة اللامتناهية الأبدية. اجتاحت عقلي ومضات رائعة من الفهم غير العادي، واستطعت بفهم إلهي جديد من استيعاب كافة أسرار الوجود. كان واضحًا لي حينها أن الكون في معظمه خير، وأن الشر لن ينتصر أبدًا على النور. كل شيء بدا مترابطًا بشكل جميل في انسجام مجيد. بدا أنني نقطة نور مكثفة وذكية. أصبحت كأنني الله، شعرت بالنشوة في حالة التجلي الشامل هذه. كنت أعرف كل شيء، وبمجرد التفكير في القيام بهذا أو ذاك، كان يتم تحقيقه.
لقد رأيت نارًا أبدية داخل روح كياني، وامتلأت بها مع مشاعر دائمة من البهجة والفرح الهائل والسلام والنشوة والنعيم السامي. لقد تدفق في عقلي إشراق فكري يتجاوز الوصف. علمت حينها أن البشرية بأكملها خالدة وتمتلك حياة أبدية، وأن الخطة النهائية للكون هي لصالح كل من يسكن فيه داخل حدوده الذهبية الرائعة والمذهلة التي لا يمكن تخيلها. اختفى مفهوم الزمن، وبدا أنني أعيش في لحظة أبدية. كان الكون المادي بالفعل جوهرة ثمينة جدًا في عقل الله.
أعظم شعور كان شعور الحب غير المشروط والشامل الأبدي من خالقنا وكل الكائنات المبهجة في هذا المجال الأبدي الباهر النقي من النور والحياة. كانت كل أشكال الحياة ذات أهمية قصوى، وأرواح الحيوانات كانت محبوبة من الله الخالق. وهناك غنينا جميعًا معًا في تناغم مثالي أغنية الخلق عن وجود الله وسرّه الأبدي.
كانت هذه الحقيقة الخالدة أكثر واقعية بكثير من واقعنا ثلاثي الأبعاد الذي نختبره على الأرض. في هذه الحالة كان عقلي صافياً، وشعرت بطاقة هائلة وقوة تسري داخلي في هذا الزمكان الجديد الرائع المتجاوز لكل وصف.
لم يكن هناك شيء سوى إحساس بالمعرفة والوجود والحب. الشيء الغريب هو أنه في هذا البعد يمكن للمرء أن ينتقل بين التجربة من منظور ذاتي والتجربة من منظور خارجي موضوعي في أي وقت بإرادته.
يا إلهي! كم شعرت روحي بالبهجة حينها، وكم كنت مترددًا في العودة إلى الوجود الدنيوي الباهت الذي عشته على الأرض. عند التفكير في حياتي المبكرة، تساءلت كم من اللحظات أو الأيام التي عشتها على الأرض بجسدي الفاني والتي كانت سعيدة حقًا.
كنت أعيش الآن سعادة مستمرة تتجاوز الوصف، مع مشاعر من الفرح والسلام والمجد لا يمكن تصورها.
خلال إقامتي في هذا العالم الآخر، ذهبت بين النجوم، ورأيت مجدها العظيم وكواكبها الرائعة متعددة الألوان، وشاهدت كائنات عظيمة يبلغ ارتفاعها ملايين الكيلومترات، تبحر على النور الساطع في الفضاء المظلم الذي يشكل معظم الكون. سألت الكائن اللامتناهي عما إذا كانت هناك حياة في الكون، وعرفت أنه مليء بالحياة. لقد اجتاحت أمواج من الوحي كياني بالكامل، وكان العجب والفرح في كل ذلك يكاد يكون أكثر من أن أتحمله أو أفهمه.
لقد انكشف لي حينها أن الغرض الأساسي من وجودنا وهو التقدم الدائم صعودًا عبر أبعاد عديدة نحو نور الحقيقة المطلقة النهائية (وهو الله)، مع الحفاظ دائمًا على تفردنا المبارك. في النهاية، سنندمج جميعًا مع كل الأشياء، ونعيد الانسجام إلى الوجود الخلّاق. سنظل أنفسنا، ولكننا سنتمكن أيضًا من الوصول إلى المعرفة والقوة والحضور اللامتناهيين لله الخالق عندما نعود مرة أخرى إلى أنفسنا.
عندها سنصبح شركاء في الخلق، قادرين على الإبداع بقوة الخيال والإدراك والفكر. لقد أظهرت لي أمي، التي توفت وانتقلت إلى الجانب الآخر، كيف يمكنها إذا رغبت في أن يكون لها منزلًا على ذوقها، أن تفكر فيه بالتفصيل وتخلقه كواقع. بالطبع، لا يحتاج أحد إلى المنازل هناك للاحتماء من الطقس.
السفر هناك يتم أيضًا عن طريق الفكر – سواء إلى الأبعاد المادية أو الأثيرية للواقع.
لقد كُشف لي عن بعض الأحداث المستقبلية التي ستحدث على كوكب الأرض. ستضطر البشرية إلى الهجرة من كوكب الأرض إلى الكون، لأن موارد الأرض محدودة. لن تكون هناك محرقة نووية تدمر الأرض، وسيكون التهديد الأعظم هو الانفجار السكاني. بالإضافة إلى ذلك، فالمستقبل ليس محددًا، والقرارات التي يتخذها شخص أو أمة يمكنها أن تغير نتيجة المستقبل.
لقد كان فقدان المبادئ الأخلاقية المطلقة مصدر حزن الله، واستعادة هذه المبادئ المطلقة لها أهمية قصوى إذا كان للبشرية أن تنجو وتنضم إلى بقية الكائنات العاقلة في الكون الشاسع. يجب على جميع الناس أن لا يكتفوا بالإيمان فقط، بل أن يعرفوا أيضًا أنهم سوف يحاسبون في النهاية أمام الله عما فعلوه أثناء رحلتهم وحياتهم ككائنات بشرية أثناء وجودهم على كوكب الأرض.
لقد سألت عما إذا كانت الملذات التي نختبرها في المجال الروحي مشابهة للملذات التي نختبرها بأجسادنا المادية على الأرض، مثل الطعام الجيد والحب البشري واللمس والتذوق والشم والبصر والجنس. هل ستضيع كل هذه الملذات عندما نعود إلى أجسادنا الأثيرية أو الروحية؟. ماذا عن أصدقائنا وعائلاتنا وأحبائنا ورفقاء أرواحنا؟.
ماذا عن السفر والمنازل التي بنيناها، وما إلى ذلك؟ ماذا عن حدود السلوك؟ هل سيكون هناك أي شيء محرمًا إذا تم إلغاء مفهوم الخطيئة؟ بما أنه لن يكون هناك شر أو خطيئة في الجنة، فكل شيء سيكون مباحًا، وسنكون قادرين على تجربة النشوة والبهجة والفرح العظيم عندما نمتزج ونندمج تمامًا مع أي شخص نريده. فكل شيء هناك أكثر كثافة واستدامة وجمالاً وكمالاً وروعة بكثير إذا حاولنا بأي شكل من الأشكال مقارنته بما هو موجود على الأرض. إنها بالفعل تجربة مثيرة للغاية! تتجاوز خيال أي إنسان في الوقت الحاضر (مع بعض الاستثناءات بالطبع).
هناك يصبح الاتحاد الصوفي الكامل مع الإرادة الإلهية هو القاعدة، وكذلك الاتحاد بين الأرواح. ربما تكون أشد أنواع النشوة الممتعة التي عرفتها البشرية هي العلاقة الجنسية، ويستمر في الحياة التالية شيء مشابه لهذا، لكنه أكثر كثافة وابتهاجًا واستمرارية.
هناك يكون لدينا الحرية في إرضاء بعضنا البعض من خلال العطاء الكامل لأرواحنا وأذهاننا وأفكارنا في اندماج يمنحنا لذة لا يمكن لعقولنا وأجسادنا البشرية الحالية أن تستوعبها. إن الجسد الأثيري أو الروحي موجود بمعدل اهتزاز أعلى بكثير بحيث يمكنه تجربة أمور مستحيلة بالنسبة للجسد المادي.
لكن الاتحاد مع الله هو الشيء الأكثر روعة، جميل لدرجة لا تُصدق، مبارك بشكل لا يمكن تصوره، ومليء بالسعادة والمجد والهناء الأبدي، لدرجة أنه لا توجد أي لغة أرضية يمكنها حتى الآن صياغة كلمات تقترب ولو قليلاً من وصف هذه النعمة الأبدية.
لكن لا يقتصر الأمر على مجرد الوجود في نعيم لا نهاية له؛ إذ يجب على الجميع أن يتعلموا ويتطوروا، ويخلقوا واقعهم الخاص. هناك تحديات لا تنتهي، ولا مكان للملل.
تجري عملية التعلم على نحو مستمر، مع إمكانية الوصول الفوري إلى جميع المعرفة عبر التخاطر بين كل العقول في الكون. بالإضافة إلى ذلك، يمكننا التواصل بنفس الطريقة مع العقول البسيطة البريئة لحيواناتنا الأليفة التي فارقتنا، ويمكننا التواصل مع كل المخلوقات، صغيرة كانت أم كبيرة. يمكننا الوصول الفوري إلى كل أحبائنا، في أي مكان في الخلق، بغض النظر عن مدى بعدهم عنا، عبر هذه الوسيلة المذهلة.
أليس هذا رائعًا؟ لذلك لا وجود هناك للانفصال أو الوحدة أو الدموع أو الحزن أو المرض، وفي النهاية يتحقق الانتصار على الموت نفسه.
لكن هل ستنتقل البشرية كلها إلى هذا البعد الرائع مهما كانت فاسدة في الحياة؟ بالطبع لا! لأننا سنكون عرضة لأفكارهم المظلمة (لأن وسيلة التواصل هي التخاطر)، وستتحول الجنة إلى مكانًا غير سماوي على الإطلاق. لذا، من المنطقي والواضح أن الله لا يمكن أن يسمح بحدوث هذا. لدي شعور (لكنني لست متأكدًا) بأن أسوأ الكائنات الوحشية (وليس جميعها من أصل بشري) قد تُمحى حياتها إلى الأبد. وهذا هو الموت الثالث، الذي لا يستيقظ منه أحد أبدًا. (الموت الثالث هو الانفصال النهائي عن الله، وفيه تنتهي الروح ولا يبقى لها أثر)
إن كتاب الحياة، وهو عبارة عن ذكريات مخزنة في الفص الصدغي من أدمغتنا، يتم تشغيله مثل تسجيل فيديو عند الموت، أمامنا وأمام الله فورًا بعد الوفاة. تُعرف هذه العملية بمراجعة أحداث الحياة في تجارب الاقتراب من الموت. لا يوجد هنا حساب، بل مجرد استنكار خفيف وعتاب بنّاء لتوضيح الأخطاء التي ارتكبناها في الحياة.
في مراجعة أحداث الحياة نعيش السعادة والحزن بشكل ذاتي من أفعال وأحداث حياتنا، ونعيش مع تأثيرات أفعالنا الجيدة على شبكة الحياة الواسعة. ونشعر أيضًا، بشكل موضوعي، بالآثار الجيدة والسيئة لكيفية تأثير أفعالنا على الآخرين. تُعرض مراجعة أحداث الحياة بسرعة كبيرة كأنها فيلم يتم تقديمه بسرعة لا تستطيع العين متابعتها. ولكن على عكس الفيلم، فإننا نكون جزء من هذه المراجعة. تحدث مراجعة أحداث الحياة في لحظة واحدة خاطفة، لكن الغريب أننا نعيش كل لحظة من حياتنا مرة أخرى حتى نتعلم من أخطائنا.
كل شخص سوف يواجه الله بما فعله على الأرض. وباستثناء هتلر، فكل منا يحمل نورًا وخيرًا بداخله، وهو ما سيمكننا من نشر نور الله. شمعة واحدة تبدد الظلام. أي شخص يقرأ هذا الشهادة لن يدخل بالتأكيد إلى ظلام الانفصال عن الله بل سيرث ملكوت الله. تعود أرواح جميع الحيوانات إلى الله الذي أحبها كثيرًا. أما من أساءوا معاملة الأطفال، فسوف يواجهون غضب الله الكامل، وكان من الأفضل لهذا النوع من الأشخاص ألا يولدوا أبدًا.
من المدهش أن ندرك أن البُعد الذي تمت مناقشته في هذه الشهادة هو فقط البُعد الأول من بين العديد من الأبعاد التي يجب على الروح أن تجتازها قبل أن تندمج أخيرًا مع الله اللامحدود. عندها سنحظى بإمكانية الوصول المباشر إلى العقل اللامحدود لله (سلم يعقوب). (يقصد الارتقاء الروحي)
لقد عُرض عليّ الكثير من الأشياء غير المعروفة عن كوننا الجميل بشكل لا يمكن تصوره. هناك كائنات تبحر عبر محيطات شاسعة نسميها الزمكان، مدفوعة بالطاقة الإشعاعية على أجنحة شفافة تمتد لآلاف الأميال.
هناك أيضًا أشكال حياة أخرى غريبة شبيهة بالبشر متقدمة جدًا لدرجة أنهم قد لا يعترفون بي ككائن عاقل. وهناك أشكال أخرى بدائية، وبعضهم مشابه تمامًا لكوكب الأرض مع اختلافات طفيفة. ما نسميه المادة ليس سوى نفحة دخان، ويمكنني التحرك بسرعة عبر الكواكب العملاقة، التي تمر سريعًا على شكل صخور وبلورات ونيران، وتدخل مرة أخرى في الفراغ الذي لا يمكن تصوره، والذي يوحد كل شيء في النور الأبيض لله مصدر الخليقة. إن كوننا يظهر في البداية كمستوى مظلم لا نهائي، ثم يصبح كرة سوداء ضخمة، حتى يصبح مجرد نقطة سوداء واحدة وسط الأكوان الأخرى في "الحاضر" الأبدي للوجود. كل هذه الأكوان عبارة عن جزيئات مترابطة تشكل جسدًا كونيًا عملاقًا.
الكون يعج بالحياة، بعضها مختلف تمامًا عن حياتنا لدرجة أنهم لا يروننا ككائنات واعية، ونراهم نحن أجرامًا ضخمة غير متحركة. ولكنهم يتحركون بمعدل مختلف لدرجة أننا سنضطر للانتظار آلاف السنين لملاحظة أبسط حركة لهم.
بالنسبة لهم، نحن مجرد شرارات إلكترونية ذات وميض، موجودة وسرعان ما تختفي. بعض هؤلاء الكائنات يراقب عالمنا منذ ملايين السنين، والتغيير الحقيقي الوحيد الذي لاحظوه هو الانجرافات القارية الضخمة.
إن الوجود والزمن والحجم كلها مفاهيم للعقل المادي، ويمكن للمرء أن يغوص إلى ما لا نهاية وصولًا إلى الصغير اللامتناهي، وهو جسيم كمي يُعد كونًا بأكمله، وأن يرتقي كذلك في اللامتناهي الكبير.
إن خلق كوننا المجيد كان بالفعل عملاً ذكياً وجميلًا بشكل لا يمكن تصوره ولا يمكن وصفه.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
خلال سنة 1992.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. المرض. محاولة انتحار. الغيبوبة العميقة.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت منفصلاً تمامًا عن جسدي المادي وأتواصل مع الكائن النوراني.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد قفز الزمن من الماضي السحيق إلى المستقبل البعيد. لم يتدفق الوقت بشكل خطي في الأبعاد التي زرتها.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. سمعت عن طريق التخاطر. وكان هناك أيضًا ضجيج شديد للغاية.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. لقد وجدت نفسي على الفور في حضرة الكائن النوراني.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم، نظرًا لكونه كان نقطة من النور اعتقدت أنه الله / ملاك، وبدا أن له جوهرًا ذكوريًا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ مشاعر مختلطة، حب سامي لا يمكن تصوره، وأيضا خوف لسبب ما.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لمحات عابرة من حياتي، ولكنها ليست المراجعة الكاملة لأحداث الحياة التي قرأت عنها والتي قرأ عنها الآخرون. حتى أنني رأيت لمحات من حياتي المستقبلية أيضًا، مما أدهشني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. لقد خرجت من كوننا المادي ورأيته يتحول إلى نقطة صغيرة في النور المركب اللامتناهي لله. الكون ليس كل شيء. الله خالق، ولا يتوقف أبدًا عن الخلق.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي. مسيحي أصولي خائب الأمل.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم.
ما هو دينك الآن؟ معتدل.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. بدا الأمر كأنني أصبحت الله وعرفت كل شيء يعرفه، بطريقة ما اندمجنا في كيان واحد وواقع واحد.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أعلم الآن أن الله ليس حصرًا على فئة معينة، وأنه يحب البشرية جمعاء.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لم أستطع تذكر كل شيء عند عودتي، وفقدت تقريبًا أغلب المعرفة الإلهية التي لا حدود لها عندما رجعت.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، لقد أصبحت حساسًا للغاية، وظهرت لدي قدرات نفسانية تنبؤية عالية.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ بعد التجربة الأولية بدأت باستكشاف هذه العوالم عن طريق تجارب الخروج من الجسد.
لقد غيّرت هذه التجربة تصوراتي عن الواقع.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لقد استغرق الأمر مني بضع سنوات، لكن عائلتي لم تأخذني على محمل الجد. ولا تزال كذلك حتى الآن.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم. لقد قرأت كتاب "الحياة بعد الحياة" قبل سنوات عديدة، وكان هذا الكتاب عونًا كبيرًا بالنسبة لي.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم، لقد لعب الاكتئاب الهوسي الشديد (يُعرف الآن بـ الاضطراب ثنائي القطب) دوراً كبيراً.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أنا الآن أقل خوفًا من الموت، لكني ما زلت خائفًا من عملية الاحتضار.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ إن هذا الاستبيان شاملًا للغاية، وأعتقد أنه تم تصميمه بواسطة شخص آخر مر بتجربة الاقتراب من الموت. الاستبيان مثالي ولا مجال للتحسين عليه.
وصف التجربة 16041:
قبل أن أسرد قصة تجاربي المفصلة أدناه، أود أن أشارك تجربة الاقتراب من الموت التي مررت بها سنة 2011 عندما كنت في الحادية والسبعين من عمري.
لقد توفي آلان ماكد عدة مرات بسبب انسداد القلب ثم عاد للحياة.
في الثامن عشر من أغسطس سنة 2011، توفيت مرات عديدة على طاولة الإنعاش بسبب انسداد في القلب من الدرجة الثالثة. مررت بكل التفاصيل الدرامية لتوقف قلبي عن النبض وانخفاض المؤشرات الحيوية بشكل متكرر. تم حقن الأدرينالين والأتروبين مباشرة في قلبي، واستخدمت أجهزة الصدمات الكهربائية وحركات الضغط على الصدر مرارًا وتكرارًا في محاولة يائسة لجعل قلبي ينبض مجددًا بشكل طبيعي.
إذا كانت لدي أي شكوك حول الحياة بعد الموت، فلقد اختفت الآن. في كل مرة كان يتوقف فيها قلبي، كانت روحي أو وعيي يغادر جسدي وينتقل إلى أبعاد أخرى من الوجود. في البداية، لم أتذكر سوى القليل فقط مما حدث خلال تلك الساعات الثلاث من الصراع بين الحياة والموت، ولكنني بدأت في الآونة الأخيرة أتذكر المزيد والمزيد عن العوالم الغريبة التي رأيتها خلال ذلك الوقت. وفي كل مرة كانوا يعيدون فيها قلبي للنبض، كنت أعود إلى جسدي.
لقد رأيت العديد من الأشخاص يتجمعون معًا للترحيب بي في الحياة الآخرة. كان جميع أحبائي هناك. بدا الأمر وكأنه حفل استقبال في المنزل، ولكن بمجرد أن تمكن الأطباء من إعادة تشغيل دقات قلبي، حتى عدت ثانية إلى العالم الأرضي.
في تجربة أخرى، رأيت شجرة حولها العديد من الكتب. وعندما قرأت ما هو مكتوب على أغلفتها، اكتشفت أنها تحتوي على كل معارف وأسرار الوجود.
كان هناك كتاب ضخم جدًا يبدو أنه يحتوي على كل ما هو موجود في الكتب الأصغر. عندما حاولت رفعه، وجدته ثقيلًا جدًا بحيث لا يمكنني حمله، وقررت أن أعود إليه لاحقًا لأخذه.
رأيت كرة جميلة نابضة من النور الذهبي، وقد ظننت أنها الرب يسوع لأنها كانت تشع سلامًا وحبًا كاملين. لم أمر من خلال نفق، ولم التقي بكائن نوراني، ربما لأن الفريق الطبي كان يستمر في إنعاشي.
بعد ثلاث ساعات، قام الأطباء بتركيب جهاز تنظيم ضربات مؤقت للحفاظ على نبضي. أخبرني الطبيب أنني كنت "ميتًا تمامًا".
قال الطبيب إنني لو كنت قد وصلت إلى المستشفى بعد خمس دقائق فقط، لما كان من الممكن إحيائي. أنا الآن في الحادية والسبعين من عمري، ولم أكن لأعترض لو كنت مت في ذلك الوقت. أعتقد أنه لا يزال هناك بعض الأشياء التي يتعين علي القيام بها، لأن العديد من الصدف الإيجابية جعلت نجاتي ممكنة.
كان ذلك يوم الخميس، وكنت قد أخذت غفوت في تلك الليلة، واتصل بي صديق عزيز في وقت متأخر من الليل، وهو أمر لم يفعله من قبل. استيقظت لأجد أن قلبي في حالة جنونية ويكاد يتوقف. اتصلت زوجتي فورًا بالإسعاف، ووصلوا إلى منزلي في سبع دقائق فقط. يبعد المستشفى أقل من نصف كيلومتر عن منزلي، ووصلت هناك خلال خمس دقائق، وحصلت على العناية الطبية اللازمة فور وصولي.
لاحظ أنه إذا لم يتصل بي صديقي في تلك اللحظة بالضبط، لما كنت قد استيقظت أبدًا، ولكنت توفيت أثناء نومي.
الآن لدي جهاز تنظيم ضربات دائم تم تركيبه في صدري، من المفترض أن يستمر لمدة عشر سنوات. ورغم الصدمة الهائلة التي تعرضت لها، إلا أنني أشعر بحيوية كبيرة وأنني بصحة جيدة.
يرجى ملاحظة أن المصطلح الطبي لما حدث لي هو انسداد القلب الكامل بين الأذين والبطين.
مع خالص محبتي،
آلان ماكد
مقدمة للأحداث الأخرى في حياتي الطويلة:
منذ أن كنت صبيًا صغيرًا، كنت أعرف وأرى أشياء لا يراها الآخرون. اعتبرني كثيرون فتى غامض غريب الأطوار، وما زال البعض يراني كذلك كشخص بالغ. غالبًا ما كنت أُربك والديّ وعائلتي ومعلمي المدرسة وأخيفهم أحيانًا. كنت أتساءل لماذا كان والداي يحييان فقط الأشخاص الذين يدخلون من الباب الأمامي، ويتجاهلان الأشخاص اللطفاء جدًا وأحيانًا المخيفين جدًا الذين يدخلون المنزل عبر الجدران. كنت أعرف عندما يعاني شخص أو فرد من العائلة من الألم أو يشعر بتوعك، فقط من خلال النظر إليهم والتعليق على ما يتعبهم في ذلك الوقت. كنت أشعر بألمهم وأحدد المنطقة التي تأتي منها المشكلة في أجسادهم.
أتذكر أنني كطفل كان لدي دائمًا ثلاثة أصدقاء أثيريين، أو ما يُسمى بالأصدقاء الخياليين في الطفولة. أسماؤهم جينيري، روف ريفن، وكلوديوس. بالطبع كانوا / ما زالوا كيانات أو ملائكة حارسة حقيقية، إن شئت القول. كانت عائلتي تقول أنهم أصدقاء خياليين، ولكن كيف يمكن لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات أن يخترع مثل هذه الأسماء المعقدة؟. كنت غالبًا ما أخبر والدي وأجدادي أنني رأيت يسوع في الجنة، وحتى أنني ذهبت للسباحة معه أحيانًا، وأخبرهم أنه لم يكن يرتدي ثوبًا وليس لديه لحية. ومرارًا وتكرارًا كنت أسمع أصواتًا غريبة، وأشم روائح لم يلاحظها الآخرون. هناك واقعة تبرز بشكل واضح في ذاكرتي هي اضطرارنا للسير مسافة طويلة إلى المنزل مع والديّ في وقت متأخر من الليل، لأننا الحافلة الليلية فاتتنا بعد مشاهدة فيلم. أثناء السير أخبرت والديّ ألا يقلقا. قلت لهما إنني سأدعو الله كي تأتي حافلة لاصطحابنا. دعوت الله وبعد لحظة، جاءت حافلة وتوقفت. أخبرنا السائق أنه سيأخذنا إلى المنزل مجانًا. وبالفعل أنزلنا بالضبط أمام بيتنا في المدينة مما أثار دهشة والديّ.
واقعة مع ملاك من الله عندما كنت طفلاً صغيراً في السادسة من عمري.
عندما كنت في السادسة من عمري، كنت أسلك طريقاً للعودة إلى المنزل من المدرسة، كنت أعلم أنه غير آمن، ولم يكن والداي ليعرفا أين كنت أو أين ذهبت إذا ضللت طريقي أو تعرضت للأذى في هذا الطريق.
كان هناك مسار صغير ضيق مغطى بالحصى يلتف عبر غابة كثيفة من الأشجار. كان طوله حوالي ميل ونصف (2.5 كيلومتر)، وعندما كنت في عمق الغابة، نظرت إلى الوراء ورأيت رجلاً ضخمًا لديه ابتسامة شريرة على وجهه. شعرت بخوف شديد لأنني كنت متأكدًا في أعماقي أنه يريد إيذائي بطريقة ما. بدأت بالمشي بشكل أسرع، لكنه ظل يسير بسهولة بنفس السرعة. وكلما أسرعت، أسرع هو أيضًا، وكل ذلك كان يؤدي إلى تقليص المسافة بيننا.
ثم فجأة، وبدهشة شديدة، وجدت رجلاً ودودًا يمشي بجانبي. نظرت إلى الخلف ورأيت أن الرجل الشرير الضخم بدا متفاجئًا عندما رأى هذا الشخص الطيب وبدأ يتراجع شيئًا فشيئًا حتى اختفى تمامًا ولم أعد أستطيع رؤيته.
بينما استمر الرجل الودود بالسير معي وإرشادي للخروج من هذه الغابة الكثيفة، قال لي: "چو" (كُنيتي)، "لا تسلك هذا الطريق وحدك أبدًا مرة أخرى. عدني بذلك يا چو". استدرت لأشكره، لكنه اختفى. لقد اختفى ببساطة. أؤمن حقًا أنه كان ملاكًا اتخذ شكل إنسان.
كان والداي وخالتي في حالة من الذعر ويبحثون عني في كل مكان. أخبرتني خالتي بيسي لاحقًا أنها وجدتني عند مخرج هذا الطريق الضيق. وعندما رويت لها القصة، كانت مقتنعة بأنه كان ملاكًا من الله.
لم أكن أفهم هذا الحدث بشكل كامل حينها، لكن مع مرور السنين أدركت أن الله قد أرسل أحد ملائكته الجميلة لإنقاذي. أنا أحب الله.
مع خالص محبتي،
آلان ماكد
بداية تجاربي العميقة كشخص بالغ:
أعتبر نفسي متصوفًا، أو كما يسمي المسيحيون ذلك، صاحب "مواهب روحانية". وفي المصطلحات غير الدينية، يُطلق عليّ لقب شخص يتمتع بقدرات روحانية تنبؤية خارقة. سألني أشخاص آخرون مروا بتجارب اقتراب من الموت لماذا تختلف هذه التجارب من شخص لآخر. الأمر كله يعتمد على الإدراك الذاتي والفهم، ومدى طول وعمق تلك الأحداث وتفصيلها. مثلما أن لكل حياة على الأرض طابعها الفريد، فإن لكل تجربة اقتراب من الموت طابعها الخاص أيضًا لكل شخص مر بهذه التجربة التي غيرت حياته.
أنا شخص عميق ومعقد ومثقف وواسع الاطلاع للغاية، لذلك فإن روايتي عن السماوات والحياة الآخرة لا تحتوي على تفاصيل مثل: لقد "التقيت بعمي ريتشارد" أو "قابلت أجدادي". هناك العديد من الروايات الأخرى عن تجارب الاقتراب من الموت التي توفر هذا النوع من الراحة للقراء.
إن البشر فريدون، وبالتالي لكل منهم تجاربه الفريدة. ليس جميع الناس يذهبون إلى نفس المكان أو إلى نفس الزمان أو البُعد في العوالم التي لا تُعد ولا تُحصى، سواء داخل الكون المادي أو خارجه، والتي تظهر أيضًا في تجارب الاقتراب من الموت الروحية. تعتمد إمكانية جعل هذه التجارب مقروءة وقابلة للفهم على مهارة الكاتب صاحب التجربة، ومدى دقة ذاكرته للأحداث التي مر بها في العوالم الروحية أو الجنان أو السماوات في الحياة الآخرة.
بالطبع، لكي يروي الشخص تجربة اقتراب من الموت أو أي تجربة أخرى بطريقة سلسة ومفهومة، يجب أن يكون كاتبًا جيدًا ولديه ذاكرة قوية.
ورغم أنني لم أمر بالتجربة الكاملة المعتادة للنفق، إلا أنني التقيت بكائن من نور اعتقدت في البداية أنه يسوع أو ملاك. ومررت بجزء من "مراجعة أحداث حياتي"، ورأيت لحظات جميلة ومليئة بالحب والمعنى في حياتي، وكذلك لحظات محرجة ومؤسفة. أنا لا أصف تجربتي بناءً على تعاليمي الدينية المسيحية ولا أي عقيدة دينية أخرى. لذلك، لن تجد في هذه الشهادة أي إشارة للخلاص بأي وسيلة أو معتقدات مثل التناسخ والكارما. ومع ذلك، فأنا مسيحي مولود من جديد! (أي أنه اعتنق المسيحية أو جدد التزامه بها بعد تجربة شخصية روحانية عميقة). سوف أتطرق لهذا الجانب لاحقًا أثناء رواية تجاربي.
ما سأكتبه في الفصول التالية ليس مأخوذًا بالكامل من تجربة اقتراب واحدة من الموت أو من حدث واحد، بل أنه يستند أيضًا إلى مزيج من تجارب الخروج من الجسد، والأحلام، والمعرفة الجوهرية الفطرية التي أصبحت جزءًا من فهمي. بطريقة ما، على مر السنين، تم "تحميل" الكثير من هذه المعرفة الغامضة إلى عقلي وفهمي مباشرة من ما أسميه "الوعي الكوني الشامل". هذا الوعي هو تجمّع للحكمة والمعرفة لجميع الكائنات العاقلة في الكون المادي، ويُعرف أيضًا بـ "اللاوعي الجمعي". وهو نوع من الإنترنت الكوني، إن أردت تسميته. ملاحظة! هذا الوعي بالتأكيد ليس الله القدير الذي هو الوحيد الأبدي واللامحدود.
يبدأ هنا وصف تجاربي الروحية والمعرفية عن السماوات والحياة الآخرة:
في صباح الباكر لأحد الأيام، وبينما كان الظلام لا يزال مخيمًا، توفيت. صعدت بجسدي حتى أصبح اللون الأزرق قاتمًا وأسود. استيقظت في عالم مظلم حيث بدأت الحدود بين ذاتي الجسدية وكل شيء مادي حولي تتلاشى ببطء. رأيت عددًا لا نهائيًا من النجوم تضيء ليل السماء المظلمة. غمرني الهدوء وكان يشبه غطاءً ناعمًا دافئًا ومريحًا من السلام نزل على جسدي وروحي وعقلي. ورغم أنني الآن كنت خارج ذاتي الجسدية، إلا أنني كنت قادرًا بطريقة ما على أن أسمع في الخلفية أغنية عذبة للطيور وهي تغني بلطف، وأدركت أن أصواتها الرائعة الجميلة كانت تصدح في انسجام مطلق كصوت واحد، وأنها بطريقة ما تعكس الإلكترونات التي تندفع في عقل الكائن الواحد اللانهائي.
في الخارج، كانت أوراق الشجر تتحرك مع نسيم الليل الخريفي البارد، ورغم أن جسدي كان لا يزال مستلقيًا على السرير في الداخل، إلا أنني شعرت بطريقة ما بالنسيم الهواء البارد. وواصلتُ الشعور واستنشاق الرائحة العطرة للعشب وعبير الزهور التي تملأ الأرض المادية. بطريقة ما، أصبحتُ كيانين منفصلين لكن بوعي مترابط بينهما.
تحولت إلى نقطة صغيرة من الطاقة الذهبية النقية، وصعدت عاليًا فوق الأرض إلى حيث يتحول لون السماء الصباحية الزرقاء إلى اللون الأسود، ونظرت إلى الأرض من عظمة وجلال الليل اللامتناهي، من مكان في الكون المادي. ووجدت نفسي في حضرة كيان بدا لي وكأنه "كرة" ذهبية نابضة، شبيهة بحالتي الوجودية آنذاك، لكنه كان أكثر سطوعًا وطاقة. في ذلك الوقت، ظننت أن هذا الكيان قد يكون الله. لكنني عرفت لاحقًا أنه كان ملاكي الحارس.
بقيت لفترة كنقطة صغيرة ساطعة من النور المفكر، وهي نقطة متفردة، ونقطة ذكاء داخل النور الأعظم الذي كان يحتضنني بمحبة. كشف لي هذا الكيان فيما بعد، عن طريق التخاطر من عقل إلى عقل، عن بعض الأمور الرائعة التي تحدث في الحياة الأخرى، وكوكب الأرض، والأكوان المادية. كان هذا الكيان يتواصل معي باستمرار، بينما كان يأخذني في رحلة طويلة وعميقة إلى العوالم الغامضة، والأبعاد، والأماكن الروحية السماوية والعوالم. وأخبرني لاحقًا أنه كان رفيقي طوال حياتي، كان ملاكي الحارس في طفولتي. بدأت أتذكر كيف كان يتواصل معي ويساعدني في التغلب على الصدمات والتجارب الرهيبة التي اضطررت لتحملها عندما كنت طفلاً صغيرًا، بالإضافة إلى كفاحي الرهيب كشخص بالغ مع اضطراب الاكتئاب الهوسي (يُعرف حاليًا باسم "الاضطراب ثنائي القطب").
ذاكرة الحياة الآخرة وكيفية عملها
نحن نحتفظ بجميع ذكريات هويتنا الشخصية الأرضية منذ لحظة وجودنا في الحياة الآخرة. يتم تخزين كل اللحظات المتغيرة التي لا حصر لها داخل العقل الإلهي، مع إبقاء كل لحظة في سياقها. لذلك، إذا التقينا كيانًا آخر، يتم تزويدنا فورًا بكل المعرفة ذات الصلة للتفاعل بشكل كامل، ويتم تخزين تلك الذكرى في العقل الإلهي.
وتستمر التجربة.
لقد وجدت نفسي أنظر إلى الأسفل على الكرة الأرضية، كأنني كنت أشاهدها من نافذة صغيرة على متن مركبة فضائية، ولاحظت أن الأرض كانت تدور بسرعة كبيرة. كنت أتوقف فوق كل بلد. وكان ملاك الله العظيم يُوجه تحذيرًا صارمًا لكل قائد: "أيها الإنسان الفاني، أنا غير راضٍ عنك". ثم تتحرك الأرض مرة أخرى إلى أن تتوقف فوق بلد آخر، وهكذا دواليك. في هذه المرحلة، لم يكن لدي جسد أثيري. لقد بقيت كنقطة من النور أو وحدة فردية من التفكير المكثف. وبينما كنا نطفو معًا في الفضاء فوق الأرض، كانت الأرض تستمر في الدوران والتوقف، ثم الدوران والتوقف، وفي كل مرة تتوقف فوق بلد أو قارة أخرى. بعد التوقف فوق البلد، كنت أستمر في سماع الملاك العظيم يُطلق تحذيرًا صارمًا بصوت عالٍ لكل أمة بدورها: "أيها الإنسان الفاني، أنا غير راضٍ عنك".
أتذكر بوضوح، عندما كنا نحلق فوق القارة الآسيوية، وننظر إلى الهند والمناطق المحيطة بها، شعرت بأن كارثة كبرى ستأتي من هذه المنطقة. ستكون من تحت المحيط الهندي وستؤثر بشكل رهيب على شبه القارة الهندية وعدد لا يحصى من الناس في أماكن نائية أخرى. لاحقًا، تم تأكيد هذا التحذير بالأحداث التي وقعت في زلزال شبه القارة الهندية الكبير في سنة 2004 والتسونامي الرهيب الذي أعقبه، والذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص.
لاحقًا، تذكرت أن بعض التحذيرات الأخرى التي وجهها الملاك للبشرية قد تحققت أيضًا، وهي إعصار كاترينا والإعصار المدمر الذي ضرب بورما سنة 2008، مما أسفر عن مقتل 250 ألف شخص، وزلزال اليابان بقوة 9.1 ريختر في سنة 2010. وهناك العديد من التحذيرات الأخرى بشأن الأحداث الكارثية التي لم تتحقق بعد، ولكنها ستحدث في المستقبل القريب. الأرض متألمة، والله يتحدث إلى البشرية من خلال هذه الكوارث قائلًا: "استيقظوا، انظروا إلى الأعلى، وحاولوا أن تفهموا ما سيحدث قريبًا جدًا على الأرض".
قد يتساءل القارئ: "ما مدى صحة هذه المقالة؟" سيكون جوابي أنها صحيحة تمامًا على المستوى الشخصي. فهي انعكاس حقيقي لما اختبرته أثناء حالة غيبوبة عميقة نتيجة مرض شديد. ولكن هل هي انعكاس حقيقي لبعض أسرار الجانب الآخر من الحياة؟ لا يمكنني أن أقول ذلك على وجه اليقين.
سأحاول وصف تجاربي في الاقتراب من الموت أثناء مرضي الشديد ووجودي في حالة غيبوبة عميقة. هذه مهمة شبه مستحيلة، حيث يجب عليّ محاولة نقل الأبعاد الغريبة وغير المألوفة للجانب الآخر من الحياة بطريقة يمكن فهمها في عالمنا المادي ثلاثي الأبعاد.
لقد وجدت نفسي في مكان مظلم ولم أمر بالتجربة المعتادة في "الدخول إلى النفق المؤدي إلى النور". بدا وكأنني أصبحت نقطة كثيفة ومكثفة من الطاقة الذكية النورانية. لم يكن لدي جسد، لكن في الوقت نفسه كنت نفس الشخصية التي سكنت جسدي الأرضي. أصبحت فكراً خالصًا ومكثفًا، وهذا أفضل وصف يمكنني تقديمه.
وهناك، التقيت في بعض الأحيان بكائن من النور الخالص، ليس على شكل بشري، بل كان مجرد نقطة من النور، وكان يتواصل معي من خلال نوع من التخاطر. في البداية اعتقدت أنه الله، ولكن لاحقًا استنتجت أنه مجرد ملاك. ثم أظهر لي هذا الكائن النفق الذي يظهر عادة بعد حدث الاقتراب من الموت. لم أتمكن من رؤية أي من طرفي النفق لأننا كنا في ظلام دامس، باستثناء نقطة النور الذكي. لقد كانت تجربة خروج من الجسد. قيل لي إن أحد طرفي هذا النفق يؤدي إلى النور، بينما يؤدي الطرف الآخر إلى الفراغ المظلم.
لقد أوضح لي هذا الكائن النوراني أن هذا النفق له طرفان، أحدهما يؤدي إلى نور الله المجيد، والآخر إلى ظلام العدم. أود أن أُضيف هنا، فيما يتعلق بسؤالكم الأساسي المتعلق بالحساب في الحياة الآخرة، أن: "الظلام (الشر) لا يمكنه أن يغزو النور، لأن شمعة واحدة قادرة على أن تبدد الظلام، بينما النور (الخير) يمكنه التأثير على الظلام".
في البداية، تم اصطحابي عبر النفق إلى مكان للتعلم (مكتبة) في النور المجيد عند أحد طرفي هذا النفق شبه اللامتناهي. أثناء وجودي في النور، شعرت بمشاعر عظيمة من البهجة والحب والسلام. هناك عُرضت عليّ أحداث عظيمة ستحدث على كوكب الأرض في المستقبل. هناك كان معي كائن طوال الوقت لم أستطع رؤيته، لكنني كنت أسمعه. كان يتحدث بصوت ذكوري. اعتقدت أنه ما نطلق عليه نحن البشر اسم "الله". لكن لاحقًا قيل لي إن هذا الكائن لم يكن الله، بل كيان متطور جدًا يشبه الملائكة كثيرًا.
أثناء حديث هذا الكيان، كنت أرى مشهدًا بانوراميًا لكوكب الأرض، وكأنني رائد فضاء يراقب الأرض طوال الوقت من نافذة مركبة فضائية. كنت أرى الأرض تدور بكل جمالها الرائع وتتوقف مرارًا وتكرارًا فوق كل بلد وقارة مع رسالة من الصوت العظيم لللانهاية. هذا الصوت الذي كنت أعتقد في البداية أنه صوت الله، لم يكن سعيدًا بما يحدث على كوكبنا، وظل يشير إلى الإنسانية بمصطلح "أيها الإنسان الفاني، أنا غير راضٍ عنكم". لا أستطيع أن أتذكر لماذا كان غير راضٍ. أثناء حديث هذا الكيان النوراني غير المرئي، كانت الأرض تدور وتتوقف عند فترات زمنية معينة فوق كل قارة بدورها، حيث كانت تُوجه رسالة تحذيرية لكل قارة. ما أتذكره هو أنه كان يقول للبشرية إنه مستاء من أفعالهم الشريرة بطريقة ما.
الجزء المحبط هو أنني لم أتمكن من الاحتفاظ بكل ما قيل "للإنسان الأرضي الفاني" من قبل هذا الكيان أثناء وجودي معه أراقب الأرض. ومع ذلك، أتذكر بوضوح تحذيرين. التحذير الأول أن حدثًا كارثيًا سيبدأ من شبه القارة الهندية. والتحذير الثاني أن أزمة الشرق الأوسط لن تُحَل بواسطة جهود حفظ السلام البشرية، وأن تدخلًا إلهيًا مباشرًا سيأتي في النهاية إلى الأرض في وقت ما في المستقبل، بسبب السلوك غير المقبول الذي يرتكبه بعض البشر الفانين المسؤولين عنه بشكل مباشر على الأرض. اغتصاب كوكب الأرض. ثم حدث إعصار كاترينا والتسونامي.
لقد أُظهِر لي أيضًا أن الله لا يحكم علينا، بل من خلال أفعالنا في الحياة، هي التي تحدد المكان الذي يبدأ منه المرء مصيره الأبدي في الحياة الآخرة. إذا أصبحت جميع أفعالنا سيئة تمامًا بحلول نهاية الحياة، فسنصبح كائنات من الظلام، وسيصبح من المستحيل ببساطة دخول نور الله. لا يمكن للظلام اختراق النور!. للوصول إلى هذه النقطة، فلا بد وأن نكون كائنات فاسدة تمامًا (مثل هتلر) بدون أي صفات حسنة تشفع لنا. إن مصير هذا النوع من الأشخاص، بأفعالهم الخاصة، سيكون النفي إلى أعمق أعماق الظلام في هذا النفق الطويل اللامتناهي الذي يؤدي إلى الفراغ المظلم الذي ذكرته سابقًا، بعيدًا عن محبة الله.
كما أُظهِر لي أن هناك درجات من العقاب في الفراغ. تتراوح العقوبات من جو رمادي كئيب، نزولاً تدريجيًا إلى رعب مطلق، ويأس وقنوط، وخراب في ظلام دامس. لم أر أي بحيرة من النار! ومع ذلك، حصلت على انطباع واضح بأن الله سيقوم يومًا ما بدفع كل السلبية بعيدًا عنه إلى الظلام اللانهائي البعيد العميق ثم ينساها ويجعلها تتلاشى هناك إلى الأبد.
هناك توازن جميل في الوجود، فبينما الفراغ المظلم رهيب، فإن مجال النور مليء بالسلام والحب والمجد، بل وحتى النعيم الذي لا أستطيع أن أجد كلمات كافية في اللغة لوصفه.
لذلك، لدينا جميعًا درجات متفاوتة من النور بداخلنا والتي ستسمح لنا بدخول نور الله المجيد. حيث سنلتقي بجوهر الله في الطرف المضيء من النفق، في نهاية حياتنا الأرضية. يمكن لله أن يعمل مع النور بداخلنا، ليجعلنا أنقياء، ويسمح لنا بالتقدم في المستويات المختلفة من الجنة إلى حضوره الأبدي المليء بالسلام والفرح! إنها عملية تعلم أبدية. ثم نصبح واحدًا مع الله، لكننا نحتفظ بوعينا الذاتي الفريد أو شخصياتنا الفريدة إلى الأبد.
إن الزمن كما نختبره على الأرض هو مجرد وهم، يشبه إلى حد كبير خيطًا مرنًا يمكن تمديده أو تقصيره إلى ما لا نهاية. ربما لهذا السبب تبدو بعض الأيام وكأنها تستغرق دهراً لتمر بينما تمر الأيام الأخرى في لحظات معدودة. إن الحدث الأخير (نهاية الزمن) لن يأتي في وقت زمني محدد، بل عندما تتزامن مجموعة معينة من الأحداث المستقبلية.
لقد حفزت تجربة الاقتراب من الموت التي مررت بها قدراتي الروحانية، وبدأت في السفر أثناء حالة الخروج من الجسد. وبمرور السنوات، بدأت أتذكر المزيد والمزيد من تلك الرحلات العجيبة التي قمت بها إلى الجانب الآخر من الحياة المادية.
وقد كتب تجربتي في ذلك أدناه.
12/2007
لقد كتبت هذه المقالة بناءً على تجاربي في الاقتراب من الموت لأولئك المهتمين بها.
في صباح أحد الأيام، وبينما كان الظلام لا يزال مخيمًا، استيقظت في حالة ما بين النوم واليقظة، وبدأت الحدود بين ذاتي الجسدية وكل شيء مادي من حولي في التلاشي. كان الهدوء يشبه غطاءً ناعمًا دافئًا ومريحًا من السلام نزل على جسدي وعقلي النائم. كنت أسمع في الخلفية أغنية عذبة للطيور تغني بلطف، وعرفت بطريقة ما أن أصواتها الرائعة الجميلة كانت تصدح في انسجام مطلق، وأنها بطريقة ما تعكس الإلكترونات التي تندفع في عقل الكائن الواحد اللانهائي. في الخارج، كانت الأوراق تتحرك مع نسيم الليل الخريفي، ورغم أنني كنت لا أزال على سريري، إلا أنني شعرت بطريقة ما بالنسيم وهو يلامس بشرتي، واستنشقت عبير العشب والزهور الذي يغمر الأرض.
بعدها ارتفعت فوق الأرض حيث تحول اللون الأزرق إلى أسود، ونظرت بدهشة إلى مجد الليل اللامتناهي. وفجأة اختفى كل شيء ولم أعد مدركًا لمكاني حتى أحاط بي نور ذهبي دافئ، وعرفت أنني في ذلك المكان الأبدي خارج الزمان أو المكان. في الواقع، كنت أعيش الآن في اللحظة اللامتناهية الأبدية. اجتاحت عقلي ومضات رائعة من الفهم غير العادي، واستطعت بفهم إلهي جديد من استيعاب كافة أسرار الوجود. كان واضحًا لي حينها أن الكون في معظمه خير، وأن الشر لن ينتصر أبدًا على النور. كل شيء بدا مترابطًا بشكل جميل في انسجام مجيد. وبدا أنني نقطة نور مكثفة وذكية.
لقد رأيت نارًا أبدية داخل روح كياني، وامتلأت بها مع مشاعر دائمة من البهجة والفرح الهائل والسلام والنشوة والنعيم السامي. لقد تدفق في عقلي إشراق فكري يتجاوز الوصف. علمت حينها أن البشرية بأكملها خالدة وتمتلك حياة أبدية، وأن الخطة النهائية للكون هي لصالح كل من يسكن فيه داخل حدوده الذهبية الرائعة والمذهلة التي لا يمكن تخيلها. اختفى مفهوم الزمن، وبدا أنني أعيش في لحظة أبدية. كان الكون المادي بالفعل جوهرة ثمينة للغاية في عقل الله.
أعظم شعور كان شعور الحب غير المشروط والشامل الأبدي من خالقنا وكل الكائنات المبهجة في هذا المجال الأبدي الباهر النقي من النور والحياة. كانت كل أشكال الحياة ذات أهمية قصوى، وأرواح الحيوانات كانت محبوبة من الله الخالق. وهناك غنينا جميعًا معًا في تناغم مثالي أغنية الخلق عن وجود الله وسرّه الأبدي.
كانت هذه الحقيقة الخالدة أكثر واقعية بكثير من واقعنا ثلاثي الأبعاد الذي نختبره على الأرض. في هذه الحالة كان عقلي صافياً، وشعرت بطاقة هائلة وقوة تسري داخلي في هذا الزمكان الجديد الرائع المتجاوز لكل وصف. لم يكن هناك شيء سوى إحساس بالمعرفة والوجود والحب. الشيء الغريب هو أنه في هذا البعد يمكن للمرء أن ينتقل بين التجربة من منظور ذاتي والتجربة من منظور خارجي موضوعي في أي وقت بإرادته. يا إلهي! كم شعرت روحي بالبهجة حينها، وكم كنت مترددًا في العودة إلى الوجود الدنيوي الباهت الذي عشته على الأرض. عند التفكير في حياتي المبكرة، تساءلت كم من اللحظات أو الأيام التي عشتها على الأرض بجسدي الفاني والتي كانت سعيدة حقًا.
كنت أعيش الآن سعادة مستمرة تتجاوز الوصف، مع مشاعر من الفرح والسلام والمجد لا يمكن تصورها.
خلال إقامتي في هذا العالم الآخر، ذهبت بين النجوم، ورأيت مجدها العظيم وكواكبها الرائعة متعددة الألوان، وشاهدت كائنات عظيمة يبلغ ارتفاعها ملايين الكيلومترات، تبحر على النور الساطع في الفضاء المظلم الذي يشكل معظم الكون. سألت الكائن اللامتناهي عما إذا كانت هناك حياة في الكون، وعرفت أنه مليء بالحياة. لقد اجتاحت أمواج من الوحي كياني بالكامل، وكان العجب والفرح في كل ذلك يكاد يكون أكثر من أن أتحمله أو أفهمه.
لقد انكشف لي حينها أن الغرض الأساسي من وجودنا وهو التقدم الدائم صعودًا عبر أبعاد عديدة نحو نور الحقيقة المطلقة النهائية (وهو الله)، مع الحفاظ دائمًا على تفردنا المبارك. في النهاية، سنندمج جميعًا مع كل الأشياء، ونعيد الانسجام إلى الوجود الخلّاق. سنظل أنفسنا، ولكننا سنتمكن أيضًا من الوصول إلى المعرفة والقوة والحضور اللامتناهيين لله الخالق عندما نعود مرة أخرى إلى أنفسنا.
عندها سنصبح شركاء في الخلق، قادرين على الإبداع بقوة الخيال والإدراك والفكر. لقد أظهرت لي أمي، التي توفت وانتقلت إلى الجانب الآخر، كيف يمكنها إذا رغبت في أن يكون لها منزلًا على ذوقها، أن تفكر فيه بالتفصيل وتخلقه كواقع. بالطبع، لا يحتاج أحد إلى المنازل هناك للاحتماء من الطقس.
السفر هناك يتم أيضًا عن طريق الفكر – سواء إلى الأبعاد المادية أو الأثيرية للواقع.
لقد كُشف لي عن بعض الأحداث المستقبلية التي ستحدث على كوكب الأرض. ستضطر البشرية إلى الهجرة من كوكب الأرض إلى الكون، لأن موارد الأرض محدودة. لن تكون هناك محرقة نووية تدمر الأرض، وسيكون التهديد الأعظم هو الانفجار السكاني. بالإضافة إلى ذلك، فالمستقبل ليس محددًا، والقرارات التي يتخذها شخص أو أمة يمكنها أن تغير نتيجة المستقبل.
لقد كان فقدان المبادئ الأخلاقية المطلقة مصدر حزن الله، واستعادة هذه المبادئ المطلقة لها أهمية قصوى إذا كان للبشرية أن تنجو وتنضم إلى بقية الكائنات العاقلة في الكون الشاسع. يجب على جميع الناس أن لا يكتفوا بالإيمان فقط، بل أن يعرفوا أيضًا أنهم سوف يحاسبون في النهاية أمام الله عما فعلوه أثناء رحلتهم وحياتهم ككائنات بشرية أثناء وجودهم على كوكب الأرض.
لقد سألت عما إذا كانت الملذات التي نختبرها في المجال الروحي مشابهة للملذات التي نختبرها بأجسادنا المادية على الأرض، مثل الطعام الجيد والحب البشري واللمس والتذوق والشم والبصر والجنس. هل ستضيع كل هذه الملذات عندما نعود إلى أجسادنا الأثيرية أو الروحية؟. ماذا عن أصدقائنا وعائلاتنا وأحبائنا ورفقاء أرواحنا؟.
ماذا عن السفر والمنازل التي بنيناها، وما إلى ذلك؟ ماذا عن حدود السلوك؟ هل سيكون هناك أي شيء محرمًا إذا تم إلغاء مفهوم الخطيئة؟ بما أنه لن يكون هناك شر أو خطيئة في الجنة، فكل شيء سيكون مباحًا، وسنكون قادرين على تجربة النشوة والبهجة والفرح العظيم عندما نمتزج ونندمج تمامًا مع أي شخص نريده. فكل شيء هناك أكثر كثافة واستدامة وجمالاً وكمالاً وروعة بكثير إذا حاولنا بأي شكل من الأشكال مقارنته بما هو موجود على الأرض. إنها بالفعل تجربة مثيرة للغاية!
هناك يصبح الاتحاد الصوفي الكامل مع الإرادة الإلهية هو القاعدة، وكذلك الاتحاد بين الأرواح. ربما تكون أشد أنواع النشوة الممتعة التي عرفتها البشرية هي العلاقة الجنسية، ويستمر في الحياة التالية شيء مشابه لهذا، لكنه أكثر كثافة وابتهاجًا واستمرارية.
هناك يكون لدينا الحرية في إرضاء بعضنا البعض من خلال العطاء الكامل لأرواحنا وأذهاننا وأفكارنا في اندماج يمنحنا لذة لا يمكن لعقولنا وأجسادنا البشرية الحالية أن تستوعبها. إن الجسد الأثيري أو الروحي موجود بمعدل اهتزاز أعلى بكثير بحيث يمكنه تجربة أمور مستحيلة بالنسبة للجسد المادي.
لكن الاتحاد مع الله هو الشيء الأكثر روعة، جميل لدرجة لا تُصدق، مبارك بشكل لا يمكن تصوره، ومليء بالسعادة والمجد والهناء الأبدي، لدرجة أنه لا توجد أي لغة أرضية يمكنها حتى الآن صياغة كلمات تقترب ولو قليلاً من وصف هذه النعمة الأبدية.
لكن لا يقتصر الأمر على مجرد الوجود في نعيم لا نهاية له؛ إذ يجب على الجميع أن يتعلموا ويتطوروا، ويخلقوا واقعهم الخاص. هناك تحديات لا تنتهي، ولا مكان للملل.
تجري عملية التعلم على نحو مستمر، مع إمكانية الوصول الفوري إلى جميع المعرفة عبر التخاطر بين كل العقول في الكون. بالإضافة إلى ذلك، يمكننا التواصل بنفس الطريقة مع العقول البسيطة البريئة لحيواناتنا الأليفة التي فارقتنا، ويمكننا التواصل مع كل المخلوقات، صغيرة كانت أم كبيرة. يمكننا الوصول الفوري إلى كل أحبائنا، في أي مكان في الخلق، بغض النظر عن مدى بعدهم عنا، عبر هذه الوسيلة المذهلة.
أليس هذا رائعًا؟ لذلك لا وجود هناك للانفصال أو الوحدة أو الدموع أو الحزن أو المرض، وفي النهاية يتحقق الانتصار على الموت نفسه.
لكن هل ستنتقل البشرية كلها إلى هذا البعد الرائع مهما كانت فاسدة في الحياة؟ بالطبع لا! لأننا سنكون عرضة لأفكارهم المظلمة (لأن وسيلة التواصل هي التخاطر)، وستتحول الجنة إلى مكانًا غير سماوي على الإطلاق. لذا، من المنطقي والواضح أن الله لا يمكن أن يسمح بحدوث هذا. لدي شعور (لكنني لست متأكدًا) بأن أسوأ الكائنات الوحشية (وليس جميعها من أصل بشري) قد تُمحى حياتها إلى الأبد. وهذا هو الموت الثالث، الذي لا يستيقظ منه أحد أبدًا. (الموت الثالث هو الانفصال النهائي عن الله، وفيه تنتهي الروح ولا يبقى لها أثر)
إن كتاب الحياة، وهو عبارة عن ذكريات مخزنة في الفص الصدغي من أدمغتنا، يتم تشغيله مثل تسجيل فيديو عند الموت، أمامنا وأمام الله فورًا بعد الوفاة. تُعرف هذه العملية بمراجعة أحداث الحياة في تجارب الاقتراب من الموت. لا يوجد هنا حساب، بل مجرد استنكار خفيف وعتاب بنّاء لتوضيح الأخطاء التي ارتكبناها في الحياة.
أننا نشعر بشكل موضوعي، بالآثار الجيدة والسيئة لكيفية تأثير أفعالنا على الآخرين. تُعرض مراجعة أحداث الحياة بسرعة كبيرة كأنها فيلم يتم تقديمه بسرعة لا تستطيع العين متابعتها. ولكن على عكس الفيلم، فإننا نكون جزء من هذه المراجعة. تحدث مراجعة أحداث الحياة في لحظة واحدة خاطفة، لكن الغريب أننا نعيش كل لحظة من حياتنا مرة أخرى حتى نتعلم من أخطائنا.
كل شخص سوف يواجه الحساب جزاء ما فعله على الأرض. وباستثناء هتلر، فكل منا يحمل نورًا وخيرًا بداخله، وهو ما سيمكننا من نشر نور الله. شمعة واحدة تبدد الظلام. أي شخص يقرأ هذا الشهادة لن يدخل بالتأكيد إلى ظلام الانفصال عن الله بل سيرث ملكوت الله. تعود أرواح جميع الحيوانات إلى الله الذي أحبها كثيرًا. أما من أساءوا معاملة الأطفال، فسوف يواجهون غضب الله الكامل، وكان من الأفضل لهذا النوع من الأشخاص ألا يولدوا أبدًا.
من المدهش أن ندرك أن البُعد الذي تمت مناقشته في هذه الشهادة هو فقط البُعد الأول من بين العديد من الأبعاد التي يجب على الروح أن تجتازها قبل أن تندمج أخيرًا مع الله اللامحدود. عندها سنحظى بالقدرة المذهلة على الوصول المباشر إلى العقل اللامحدود لله.
لقد عُرض عليّ الكثير من الأشياء غير المعروفة عن كوننا الجميل بشكل لا يمكن تصوره. هناك كائنات تبحر عبر محيطات شاسعة نسميها الزمكان، مدفوعة بالطاقة الإشعاعية على أجنحة شفافة تمتد لآلاف الأميال.
هناك أيضًا أشكال حياة أخرى غريبة شبيهة بالبشر متقدمة جدًا لدرجة أنهم قد لا يعترفون بي ككائن عاقل. وهناك أشكال أخرى بدائية، وبعضهم مشابه تمامًا لكوكب الأرض مع اختلافات طفيفة. ما نسميه المادة ليس سوى نفحة دخان، ويمكنني التحرك بسرعة عبر الكواكب العملاقة، التي تمر سريعًا على شكل صخور وبلورات ونيران، وتدخل مرة أخرى في الفراغ الذي لا يمكن تصوره، والذي يوحد كل شيء في النور الأبيض لله مصدر الخليقة. إن كوننا يظهر في البداية كمستوى مظلم لا نهائي، ثم يصبح كرة سوداء ضخمة، حتى يصبح مجرد نقطة سوداء واحدة وسط الأكوان الأخرى في "الحاضر" الأبدي للوجود. كل هذه الأكوان عبارة عن جزيئات مترابطة تشكل جسدًا كونيًا عملاقًا.
الكون يعج بالحياة، بعضها مختلف تمامًا عن حياتنا لدرجة أنهم لا يروننا ككائنات واعية، ونراهم نحن أجرامًا ضخمة غير متحركة. ولكنهم يتحركون بمعدل مختلف لدرجة أننا سنضطر للانتظار آلاف السنين لملاحظة أبسط حركة لهم.
بالنسبة لهم، نحن مجرد شرارات إلكترونية ذات وميض، موجودة وسرعان ما تختفي. بعض هؤلاء الكائنات يراقب عالمنا منذ ملايين السنين، والتغيير الحقيقي الوحيد الذي لاحظوه هو الانجرافات القارية الضخمة.
إن خلق كوننا المجيد كان بالفعل عملاً ذكياً وجميلًا بشكل لا يمكن تصوره ولا يمكن وصفه.
مع خالص محبتي،
آلان ماكد، 71 سنة، جنوب أفريقيا، 6 ديسمبر 2012.