تجربة آلان في الاقتراب من الموت 10049
|
وصف التجربة
لا أعرف كيف وصلت هنالك, وأين اصبحت, كانت السماء صافية وزرقاء مع بعض الغيوم الخفيفة المتفرقة, نظرت فوجدت نفسي على طريق ترابي وسخ وكانت الرياح تأتي من خلال أشجار تمتد لمئات الياردات وبعد ذلك عدة تلال محيطة.
كانت هنالك صخورا في التلال بنية اللون جرداء ولم أرى أي شيئا أخضر اللون على تلك التلال, أما تلك الأشجار فلم تكن ضخمة, وكان لون الجذع مائلا إلى اللون الرمادي أكثر من كونه بنيا أما الأوراق فكانت تميل إلى اللون البني وليس إلى اللون الأخضر !!.
كانت هنالك عدة بقع من العشب الجاف لونه بني وأيضا بعضا من كتل نبات المرمية الذهبية هنا وهناك’ وكانت تنتشر في المنطقة صخور يتراوح حجمها من حجم رأس الرجل إلى حجم رأس الفيل, كان المشهد يشبه مقطع من فيلم بونانزو أو مقطع من فيلم من أفلام الغرب ورعاة البقر.
كنت أمتطي حصانا وسمعت صوتا ينادي تعال إلى هنا, وما أن التفت إلى مصدر الصوت حتى رأيت مجموعة من رعاة البقر, كانوا يرتدون تلك الأحذية الطويلة, وكانوا يرتدون معاطف طويلة لونها بني, وقبعات كاوبوي وضعت على رؤوسهم بشكل منخفض وكذلك وضعوا على وجوههم أقنعة أخفت معظم معالم الوجه’ كانت تبدو كأحدى مدن الغرب الأميركية التقليدية. وكان هنالك طريقا واحدا يقطعها, كان هنالك أيضا مبنى جدرانه رمادية جرداء ولا ألوان تظهر عليه سوى الرمادي, ويافطات بيضاء كالتي ترى عليها الأعلانات التجارية.
فجأة أطلق الرعاة النار في الهواء وهم يصرخون, ولكنني شعرت أن شيئا ما خطأ, ربما كانوا موجودين هنا قبلا, كان سكان المدينة ينتظروونا.
من خلف المبنى كان هنالك من يطلق النار علينا, ورأيت غبار يخرج من ثقوب في ملابس الرجال اللذين انا معهم. شعرت بشيء يضربني بين كتفي, لم أشعر بألم, ولكنني سقطت على الأرض ولم أستطع الحراك, رفعني الرعاة و ألقوا بي على إحدى العربات المرافقة لهم.
انسحبنا إلى عيادة طبيب, وضعوني على سريرا وسألوني إن كنت أرغب بالبقاء هنا أو الذهاب معهم.
التفت ونظرت إلى من كان يتكلم معي فرأيت أن به ثقوبا أحدثها الرصاص, ولكن لم أرى دماء تسيل من تلك الثقوب ولا لحم ممزق.
الظلام لفني تحت جناحه, ولم أعد أرى إلا ظلاما دامسا ولكن من بعيد ظهرت بقعة من النور, كان كالكهف أو كأنبوب ضخم للصرف الصحي, عندما كنت صغيرا لعبت في مثل تلك الأنابيب, وهذا ليس شيئا مخيفا, ظننت لوهلة ان ذلك الضوء ما هو إلا وهما ليس إلا, فتح الكهف على شكل كبير بدا كالقمع, أما جدران النفق كانت من الصخور السوداء.
كلما أوغلت فيه تغير لونه من الأسود إلى الرمادي بالتدريج, ومن ثم إلى الأفتح لونا إلا أن أصبح أبيضا لامعا لدرجة انك لا تستطيع أن ترى ما حولك.
والجدران كانت مصممة كي تجعل الأنتقال أكثر سلاسة وراحة. وفي النهاية نورا ساطعا وبعد ذلك النور كانت هنالك أعمدة ضخمة ترتفع ولم أتمكن من رؤية السقف الذي عليها.
أذكر هنالك كان مشهدا خراطيم مكافحة الحرائق وهي ملقاة على الأرض, وكان أحدا ما يمسك بأحد هذه الخراطيم وكان يغسل به الجدران حول النفق لتصبح براقة ذهبية وكان ما بالخرطوم ليس ماءا بل أشعة ذهبية اللون وأحد تلك الأشعة ضربني في صدري, لم أشعر بألم, ولكني سقطت ولم أستطع الحراك, شخصا ما التقطني ووضعني على طاولة ما, سأني إن كنت أود الذهاب معهم أو البقاء للشفاء, لم أستطع أن أرى وجوه من يحيط بي, شدة توهج النور جعلني لا أستطيع أن أنظر إلى تلك الوجوه, أو ربما ذلك التوهج يأتي من تلك الوجوه, رددت قائلا أود البقاء هنا للعلاج.
الأشياء فقدت تركيزها للحظة. وعادت الرؤية الواضحة لي, الأشياء مختلفة الآن والضوء من فوقي, ضوء مشرق ولكن ليس مثل النور الذي شاهدته أولا. كان هنالك فوقي أناسا يرتدون أقنعة وفي يد أحدهم قطبين لامعين كالفضة, أستعدت وعيي مرة أخرى, وجدت نفسي لا أستطيع الحراك, ولا أستطيع الكلام والرؤية مشوشة, أدركت أنني أرقد على سرير المستشفى, وعرفت أنني بهذه الحالة منذ أربعة أسابيع, أستطعت أن أتكلم مجددا بعد خمسة أشهر, وعاد نظري ليكون طبيعيا, وعرفت أن هذه الحواس كان قد أصابها الشلل, الآن انا مشلول بسبب سيارة ضربتني, أتذكر في تلك الليلة لم أكن قادرا على السياقة ومشيت إلى البيت, كان ذلك في شهر يناير والثلج يتساقط و الآن نحن في الصيف ورياح الخمسين تهب بين الحين والآخر.
أتذكر أن الثلج كان يتساقط والضباب كثيف, ولئلا أخوض في بركة مياه قررت أن أسير على الطريق السريع فالوقت متأخر ولن أجد الكثير من السيارات عليه.
قالوا لي أن السيارة التي ضربتني كانت تسير بسرعة 50 ميلا في الساعة, ما أن التفت حتى رأيت أضواء السيارى التي ضربتني ومزقت ساقي الأيمن إلى أجزاء, من الكاحل إلى الركبة, وساقة الأيمن أنحشر وأنهرس تحت غطاء المحرك لدرجة أنها بقيت لاحقا في الجبس لشهور طويلة, وأما رأسي فلقد تلقى ضربة من زجاج السيارة الأمامي, ودخلت من الزجاج الأمامي إلى داخل السيارة وسقطت على المقعد الأمامي بجانب السائق, ذلك جعل رأسي ينثني إلى الخلف بشدة لدرجة أنه أصاب عمودي الفقري, أخيرا توقفت السيارة, طرت من جديد ولكن هذه المرة إلى خارج السيارة, ارتطمت بغطاء المحرك ومن ثم إلى قارعة الطريق.
وصلت سيارة الأسعاف بعد خمسة وأربعين دقيقة, كان ضغط دمي قد أصبح0/50 ولكني كنت لا أزال حيا, طلب طبيب المستشفى من أهلي أن يودعونني, ولكنني نجوت. آمل أنه وفي يوما سأصعد إلى هنالك إلى ذلك العالم الذي عالجونني فيه العلاج الجدي. انا رجل أبيض عمري ثمانية وثلاثين سنة أؤمن بالله, ولكني لا أحب الدين التقليدي, أشرب ولكني لا أتعاطى المخدرات, كنت عداء ماراثون, ولكني الآن مقعدا.
موقع تجارب الاقتراب من الموت:
اذا وجدت ايه تعليقات عن الأسباب الممكنة عن رعاة البقر المذكورين في التجربة ستساعد في فهم الصورة الكلية, وشكرا للمشاركة.
آلان: لا أملك أدنى فكرة عن رعاة الأبقار أو حتى عن أشكالهم الدقيقة. سألوني مرتين ماذا تريد أن تفعل, وذلك كي يكونوا متأكدين إذا ما كنت أريد العودة أو البقاء هنالك, كنت دائما إنسانا متهورا, وأقول الآن دائما أفضل لو أنني مت بدلا من حالة الشلل التي أحيا بها.
نقلها إلى العربية: بهجت حسان/غزة-فلسطين.