تجربة ألفونسو إس دي في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت في ريو دي جانيرو لحضور دورة تدريبية برعاية الشركة التي أعمل بها. عندما انتهت الدورة في فترة بعد الظهر، قررنا الذهاب إلى الشاطئ. كان البحر هائجًا، ومع ذلك قررت دخول البحر. وفي لحظة، سحبتني التيارات المائية إلى أعماق البحر. أتذكر أنني حاولت السباحة باتجاه الشاطئ، لكن مهما حاولت، لم أتمكن من لمس القاع. كنت أكرر لنفسي: "اهدأ، اهدأ... يمكنك النجاة". وبينما كنت أكافح للسباحة، كنت أدعو والديّ المتوفيين لمساعدتي على الخروج من هذا الوضع، وأنني لا أريد أن تنتهي حياتي بهذا الشكل. كما أتذكر أنه بينما كنت أحاول التنفس، كانت الأمواج تضربني وكنت أبتلع الماء، لكن الغريب أنني لم أشعر مطلقًا بإحساس الغرق، وظللت مستمرًا في المحاولة.
وفجأة أصبح كل شيء هادئًا، وكأن أحدهم أطفأ مفتاحًا. كان الشعور مروعًا. أمامي كان هناك نور (لست متأكدًا هل كان نورًا أم خطًا أفقيًا، كان مستقيمًا تمامًا ويمتد إلى ما لا نهاية). لا أستطيع أن أتذكر اللون أو الشكل الدقيق، لكنه كان كل ما هو موجود. حرفيًا كل شيء وفي نفس الوقت لا شيء، لا شيء غير هذا النور كان له وجود، لم يكن هناك كون، لا عالم، لا زمان، ولا مكان، لا شيء – ولا أحد! كان هذا الإحساس أكثر إحباطًا وإيلامًا لدرجة الشعور بـ "العدم المطلق"، ولم يكن بالإمكان تغييره أو النظر إليه من زاوية مختلفة، كان ذلك مستحيلًا. كان النور هو كل شيء، وجسدي لم يكن موجودًا. بدا الأمر كما لو أن أحدهم قال: "حسنًا أيها العبقري، لقد وصلت إلى هذا الحد، هذا هو الموت، العدم، المتجر مغلق، إنها النهاية!". في خضم ذلك، شعرت بخيبة أمل. كنت واعيًا تمامًا وأفكر في أشياء مثل: "ماذا حدث هنا؟ لقد تم خداعي، ما الفائدة من حياتي؟ ماذا كان الغرض من الحياة؟ وماذا عن الأشياء الطيبة التي قمت بها من أجل الآخرين؟ وأين والداي؟ أين النفق المزعوم؟ لا أراه. كل ما أستطيع رؤيته هو هذا. يا إلهي ساعدني. أين الجنة – وأين الله؟ هل هذا كل شيء؟ لا معنى لذلك؟ هل انتهى الأمر؟ هل هذا ما رأى أهلي؟ وهل ما زالوا يرونه حتى الآن؟ هل سيظل الحال هكذا إلى الأبد؟ ولكن لم يحذرني أحد من هذا – بالطبع! فالأموات لا يعودون لإخبارنا". حاولت أن أهدأ، لكنني لم أستطع. ظل النور موجودًا، والشعور لم يختفِ.
وفجأة، بدأت أشعر أنني أُلمَس. شعرت فقط بأطراف أصابع شخص ما تلمسني على فترات، على ذراعي، على قدمي. فورًا فكرت: "يبدو أن الوضع يتغير. هناك شيء. هل أنا على قيد الحياة؟ أم أنني ميت؟". بطريقة مشوشة، بدأت أسمع أصواتًا تناديني باسمي: "ألفونسو! ألفونسو!". ظل النور موجودًا. قلت: "أنا هنا! أخرجوني من هنا! أنا آسف!"، كنت أصلي وأبكي بشكل يائس. اعتقدت أنني قد مت وأن شخصًا ما على الجانب الآخر كان يناديني. سمعت شخصًا يتحدث بالبرتغالية، وفكرت لوهلة أن مكان الوصول في الجانب الآخر يعتمد على المكان الذي تموت فيه. بدأ النور يتغير إلى منظر طبيعي بلون أحمر دموي، ثم برتقالي. رأيت أشخاصًا من حولي. كانوا يراقبونني. هل أنا على الشاطئ؟ عندها فهمت. أنا على قيد الحياة! لقد أنقذوني. لم أستطع التنفس. حاولت أن أصرخ بصوت عال، وأنا أتلعثم وأتأوه من شدة الألم: "ساعدوني. أنقذوني، أنا أموت". لحسن الحظ، جاءت سيارة الإسعاف بسرعة. وقضيت أربعة أيام في المستشفى.
بعد الحادثة، ما زلت أعاني من فوبيا الأماكن المفتوحة لبعض الوقت. على سبيل المثال، إذا رأيت جدارًا فارغًا تمامًا، فإن ذلك يعيد لي الشعور نفسه. يحدث الشيء نفسه عندما يظهر مخطط الألوان على التلفزيون بصوته المستمر – كان الأمر مشابهًا. عندما أرى أيقونات، فقط رؤية أيقونة واحدة معزولة على خلفية فارغة، عندئذ يكون الشعور ساحقًا. أقترح تمرينًا لمعرفة ما إذا كنت تشعر بنفس الشيء. اختر أيقونة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، تكون معزولة. انظر إليها بثبات، دون أن ترمش أو تحرك عينيك بعيدًا عنها. تخيل أن هذه الأيقونة هي كل شيء، وأنه لا شيء آخر موجود، وفي نفس الوقت أن هذه الصورة لا تحمل أي معنى، لا تعني شيئًا، هي لا شيء، فأنك تجد نفسك في أعمق شعور بالعدم. كان ذلك الشعور بالنسبة لي على الأقل، مروعًا. هذا تقريبًا ما شعرت به في تجربتي.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
20 مارس 2008.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث – أوشكت على الغرق في البحر، فقدت الوعي ولكن تم إنقاذي في الوقت المناسب.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة مخيفة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان. كما شرحت أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ أعتقد أنني بقيت واعيًا طوال الوقت. لقد انطفأت حواسي الخمس تمامًا، لكنني تمكنت من النظر والتفكير في وضعي.
هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. الزمان لم يكن موجودًا، ولا المكان. لم يكن هناك شيء موجود – لا شيء!
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لم أر أي شيء، سوى نقطة النور.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. أعتقد أنني تمكنت من الاستماع إلى بعض الأصوات. أعتقد، رغم أنني لا أتذكر ذلك جيدًا، أنها كانت مشابهة للنغمة المستمرة التي تصاحب لوحة الألوان التي تظهر على التلفزيون.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، رأيت نقطة من النور .
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ اليأس، الغضب، الكرب، خيبة الأمل.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. ربما حقيقة أن متاع هذه الدنيا لا يعني شيئًا في العالم الآخر. ورغم أن التجربة كانت مزعجة، إلا أنها لم تجعلني أفقد إيماني بالحياة الآخرة ومعنى الحياة.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ معتدل.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. كان من الصعب وصف الإحساس الدقيق بما في ذلك وصف النور.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لا.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لقد رويت هذه التجربة لأصدقائي الذين جاءوا لرؤيتي في المستشفى. وأذكرها للآخرين بشكل عابر. البعض يتفق معي على أن الشعور كان فظيعًا.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، كنت أعرف بأمر هذه التجارب، خاصة من خلال التلفزيون. كنت أتمنى أن تكون تجربتي مماثلة، لكنها لم تكن كذلك، وهذا كان مخيبًا للآمال بشدة.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ نعم، يمكنك إضافة سؤال حول ما إذا كان الشخص قد شعر بإحساس ساحق بالعدم: (نعم/لا).
يمكنكم أن تسألوا هل كانت التجربة مرعبة: (نعم/لا).