تجربة أليس س في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت في حفلة في منزل صديقي وفقدت الوعي بسبب مشروب قدمه لي أحد أصدقائه. نمت لبقية ذلك المساء. وعندما حان وقت العودة إلى المنزل، جاء صديقي وأيقظني. وبينما كنا نركب السيارة، كان خلف عجلة القيادة وفقد الوعي. كانت هذه حفلة عيد ميلاده الحادي والعشرين. ذهبت إلى جانب السائق، وحركت صديقي وقدت السيارة. وبعد حوالي نصف ميل، بدأ المطر يهطل. وبينما كنت أبحث عن مفتاح تشغيل ممسحة الزجاج الأمامي، بدأت بالخروج عن الطريق. نظرت إلى الأعلى ورأيت أننا نتجه نحو صف من صناديق البريد. ولسبب ما، مددت يدي وأمسكت بخصر صديقي، وقلت: "يا حبيبي، لقد قُضِي علينا". خرجت السيارة عن الطريق وانقلبت مرارًا وتكرارًا. وظللت أتخبط داخلها صعودًا وهبوطًا. كنت أسمع صوت تحطم الزجاج وتصدع المعدن، ورأيت الأضواء تنعكس على الأشجار بينما كنت أطير في السيارة. أصاب شيء ما فخذي الأيمن. لم أكن على دراية بوجود صديقي في السيارة.
وفجأة أخرجني أحدهم من السيارة. وبدأت في البكاء وأتذكر أنني قلت: "كنت أعلم أنك لن تسمحين لأي شيء بأن يحدث لي". لم أكن أعرف من هي، لكنني عرفتها. لقد كانت أنا، وكنت هي. شعرت بسعادة غامرة لوجودي معها مرة أخرى. يبدو الأمر جنونيًّا لكننا كنا نمر من خلال بعضنا بعضًا. كان الأمر كما لو كنا غير مرئيتين. لقد شعرت بالحب عندما مررت عبرها. نظرنا إلى السيارة لنجد أنها كانت مقلوبة رأسًا على عقب في واد صغير. كان بإمكاني رؤية جسدي ملقى هناك، وكانت رقبتي منحنية بزاوية عرفت من خلالها أنني ميتة. لم أشعر بأي صلة بجسدي، فقد كنت أعلم أنني لم أعد موجودة فيه. كما تمكنت من رؤية صديقي ملقى في منتصف الطريق خارج السيارة وعرفت أنه بخير. أتذكر أنني قلت: "يا لسعادتي، لم أشعر بذلك الألم!".
ذلك الكائن -الذي بدا وكأنه شخص أعرف اسمه- بدأ يتحدث معي. لقد ذكرت لي أخواتي. أنا واحدة من ست فتيات كلهن مقربات جدًّا لبعضهن. قالت إننا جميعًا كنا هنا. كنا شخصًا واحدًا بأسماء مختلفة. لقد أحببت البقاء معها بغض النظر عن المكان الذي كنا فيه. أخبرتني أنه مع أننا كنا قد خططنا لرحيلي في هذا التوقيت، فقد تغيرت بعض الأشياء. كنت سأنجب أطفالًا. كان ابني مهمًّا، وعندما أصبح امرأة عجوز سأفعل شيئًا مميزًا. لم تخبرني بما سأفعله أو لماذا سيكون ابني مهمًّا. لم أكن أرغب في العودة بكل تأكيد. إذ لم أشعر قط بمثل هذا الحب والرفاه اللذين شعرت بهما معها.
والشيء التالي الذي تذكرته هو الجلوس على سقف السيارة، والنظر إلى أضواء لوحة القيادة والتفكير، "من المفترض أن أموت، فقد كُسِرت رقبتي". شعرت فجأة بألم شديد في رقبتي. وبعد ذلك، لم أتمكن من إيقاظ صديقي. لقد استنجدت مرارًا وتكرارًا ولكن لم يأت أحد، لذلك اضطررت للذهاب لطلب المساعدة. كان عليَّ أن أزحف على ركبتي إلى أعلى التل، لأن ساقي اليمنى لم تكن قادرة على تحمل وزني. وصلت بطريقة ما إلى منزل، وحصلت على المساعدة ثم عدت إلى ذلك الوادي لأحضر صديقي. وفي الطريق إلى المستشفى في سيارة الإسعاف، اختفى كل الألم الذي كنت أشعر به في رقبتي. لقد انقلبت السيارة ست مرات قبل أن تتوقف. واختفت جميع الأبواب والنوافذ، وكان السقف مهروسًا حتى المقعد الخلفي. الجزء الوحيد في هذه السيارة الذي لم يُدمَّر هو المقعد الأمامي وجزء السقف الذي فوقه. لقد أنقذنا واد صغير.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
مايو ١٩٥٩.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم، حادث. كُسِرت رقبتي وخُلِعت لدرجة أنه لم يكن من المفترض أن أعيش. وهذا كلام الأطباء الذين عالجوني.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
إيجابي.
هل يوجد أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟
لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لقد كانت أشبه بالحلم لأن تلك الأشياء التي كانت تحدث لا يفترض أن تحدث بهذه الطريقة. كيف يمكنك أن تمر من خلال شخص ما وتشعر بالحب في أثناء هذا المرور؟
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
نعم.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
لقد كنت واعية ومتنبهة تمامًا لما كان يحدث في أثناء تجربة الخروج من الجسد. لم أفهم الأمر في الحقيقة لكنني كنت في حالة انتباه تام.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لا يوجد شعور بالوقت هناك.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. عندما تحدثت معي بدا الأمر وكأنه قرع ريح على الزجاج لكنني فهمت ما كانت توصله.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
لقد كان لدي أطفال. لدي ابن. وما زلت أنتظر الباقي.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. لم أر سوى ذلك الكائن الذي أخرجني من السيارة قبل أن تستقر. كنت أعرفه في ذلك الوقت. لقد كانت أنا وكنت هي. ولاحقًا أرتني أختي صورة للعمة أليس التي ماتت عندما كانت شابة. تبلغ من العمر ١٨ عامًا (وفوق ذلك، توفيت في نفس اليوم الذي تعرضت فيه لحادث السيارة قبل ٣٠ عامًا). وكما قلت، أخبرتني أنني وأخواتي كنا هنا معًا وقررنا أن نعيش هذه التجربة الأرضية معًا. قيل لي أيضًا إنه يجب عليَّ العودة إلى الأرض لأنني سأنجب أطفالًا وأن ابني مهم وسأفعل شيئًا مميزًا في الكبر.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. لقد كنا في ذلك الضوء المذهل طيلة الوقت.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح. شعرت أن سمعي كان حادًّا جدًّا.
ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
شعرت بالسعادة والفرح والحب والامتنان والعجب والحزن عندما أُبلِغت أن عليَّ المغادرة.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون. عندما تحدثَت عن وجودي أنا وأخواتي هنا، كنت أشعر/ أعلم بداخلي أنها محقة. لقد صدقتُ كل ما قالته.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم. حتى الآن، كل ما قالته لي حدث. ابني، الذي قالت إنه سيكون مهمًّا، أصبح الآن شابًّا بالغًا يدرس القانون. ماذا سيفعل؟ هذا ما سنراه. أنا في السابعة والستين من عمري وأعمل مع مجموعة جادة على تعزيز فكرة العيش من منطلق ألوهيتنا الذاتية. أشعر أنني في المكان المناسب لي.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما دينك قبل تجربتك؟
محافظة/ أصولية. نشأت كاثوليكية.
ما دينك الآن؟
ليبرالية. أنا كاهنة روحانية.
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. لقد فسخت خطوبتي وذهبت إلى التمريض، وهو أمر لم أكن أفكر فيه من قبل. لقد سلكت اتجاهًا مختلفًا تمامًا في حياتي. أصبحت روحانية.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت:
متزايدة.
ما التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟
أصبحت منفتحة جدًّا على تجربة تلك المواقف التي تثبت أننا أكثر مما نعرفه. لقد مشيت على الجمر، ليس مرة واحدة فقط بل مرتين. في إحدى هاتين المرتين أمسكت بيد إحدى أخواتي ورقصنا على الفحم. لقد أصبحت أمًّا تُعلِّم أبناءها من خلال سلوكها أن يكونوا على سجيتهم.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
راجع إجابة السؤال رقم ٢١. لقد أصبحت روحانية.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. بعض جوانبها. لم أكن متأكدة من ذلك المكان الذي كنت فيه. كانت الكلمات أصواتًا لكني فهمتها. ما حدث لم يكن واقعيًّا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. لقد ظهرت ببطء. بدأت أعرف الأشياء قبل حدوثها. يمكنني الذهاب إلى السينما ومعرفة السطور التالية التي ستقال. بعد ذلك ذهبت إلى مدرسة روحية لأفهم ما كان يحدث ولصقل مهاراتي.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
الأفضل هو معرفة وجود الحياة بعد الموت. والأسوأ هو أنني اضطررت إلى العودة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. معظم هذه المشاركات كانت مع أفراد عائلتي وأصدقائي المقربين. اعتقد البعض أنني مجنونة لكن معظم أفراد عائلتي صدقوني. لقد تمكنت من إخبار الآخرين بأننا لسنا هذه الأجساد الظاهرة، وأنه بعد هذه الحياة يوجد الكثير. سنبقى كما نحن حتى بدون أجسادنا.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
أعلم أنني مررت بهذه التجربة لأشاركها مع الآخرين ولأعرف أنني لست جسدي.