أليسون د. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

تم حقني بمادة التباين "الجادولينيوم" أثناء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي. وبمجرد أن تم إدخالي في جهاز التصوير، حتى بدأت أشعر وكأنني احترق. كان الجزء العلوي من جسمي، من الخصر إلى أعلى رأسي يشتعل، ويحترق، لم يكن جسدي يشتعل فقط بل شعرت كأن النيران كانت تلتهمني حية. كيف يمكنني أن أصف ذلك؟ كنت أعاني من انتفاخ في الحلق؛ حكة داخلية؛ انتفاخ في الذراعين واليدين؛ احتراق في كل مكان من جسدي؛ حتى عينيّ ولساني كانا يتورمان؛ ألم مروع في بطني؛ رؤيتي بدأت تتلاشى. ومع ذلك، كنت خائفة من الضغط على "زر الطوارئ في حالة الذعر" لأن الفني قد يوقف الاختبار، ولن أتمكن أبدًا من معرفة العلة التي كنت أعاني منها. كان هذا أهم من الموت أو فقدان القدرة على التنفس – لأن فقدان القدرة على القيام بوظيفتي والحصول على درجتي العلمية كان بمثابة موت داخل الحياة. بالفعل كنت بالكاد أستطيع الرؤية أو المشي أو التفكير. لذلك ظللت ثابتة كما يجب أن تكون أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي، رغم أنني كنت أعرف أن بصري بدأ يتلاشى وأن رؤيتي أصبحت مظلمة، وأن كل شيء فقد أهميته. لم أعد "أنا" أنا، كنت فقط موجودة في مكان ما – حتى أخرجوني من الجهاز. لا أتذكر الكثير بعد ذلك، باستثناء أنني كنت منزعجة قليلاً من محاولة الفني منعي من فقدان الوعي مرة أخرى، ومع ذلك كنت أشعر بالقلق عليه من أن يتعرض للمساءلة.

كنت مستعدة للتضحية بأي شيء لأعيش هذا الشعور مرة أخرى، لكي أتواجد في ذلك المكان مرة أخرى، لكنني لم أكن من المفترض أن أكون هناك الآن. قبل هذه التجربة، فكرت في الانتحار في عدة مناسبات. أما الآن فلم أعد أؤمن بأن هذه الحالة يمكن الوصول إليها عبر الانتحار. كانت هذه حالة طبيعية وأروع تجربة مررت بها في حياتي. كنت أعيش بالكامل في الحاضر. لم يكن هناك ماضٍ ولا مستقبل. لا توقعات، ولا أحكام بالنسبة لوضعي. كنت واعية بأنني كنت أموت، لكن لم يكن هناك شعور بالندم، لأنه لم يكن هناك إحساس بالماضي (للندم عليه) ولا بالمستقبل (للحسرة على خسارته). كنت فقط موجودة، وكان ذلك جميلًا. كنت أعاني من الألم والاختناق، لكن هذا لم يكن يهم، لأنني كنت أتجاوز الأبدية، كنت في الفراغ، وكنت أنا الفراغ، والفراغ كان أنا – كنت سأبقى في هذا المكان حيث كنت إلى الأبد – وإن كان الأبد لحظة أو ألف سنة، فلم يكن لذلك أي أهمية. شعرتُ بفكرة "ابقَي معي هنا، الآن، لأنني في سلام، ونحن واحد". شعرت بوحدة مع كل من كان معي في الغرفة، وكل من كان فاقدًا للوعي معي. كنت أموت، وكان ذلك جيدًا.

كان الأمر كذلك فقط – وكان الأمر جيدًا. لا شيء رائع أو معجز أو مذهل. كان فقط "جيد". جيد تمامًا، وبوضوح. كان بإمكاني أن أقضي تريليون سنة هناك، مع ذلك الحضور، مهما كان. لكن الشيء الصعب شرحه هو أنه لم يكن هناك "تريليون سنة". كان هناك الآن فقط. لم يكن لدي أي إحساس بالمستقبل. فقط الآن، وأنا على قيد الحياة ومدركة لأنني سأكون راضية بأبدية مثل هذه. في ذلك الوقت، كان أي مفهوم عن "الأبدية" خارج نطاق تجربتي، لأن "الزمن" كان خارج نطاق تجربتي. السلام الرائع المبهج، والشعور بالحضور، والفراغ الخالي، مع انعدام الماضي أو المستقبل – لا أستطيع استرجاع التجربة، لكنها غيّرت حياتي. أحتاج إلى التحدث إلى الآخرين عنها، وكعالِمة، أعلم أنه ربما كان مجرد "نقص في وصول الأكسجين" إلى الدماغ، لكن هناك الكثير مما لا يمكن تفسيره – ونعم، لقد غيّر هذا حياتي. ليس ما رأيته أو سمعته، بل ما شعرت به.

لقد رتبت أولوياتي، وأصبحت قيمي واضحة، وكل شيء في ذلك الفراغ الذي يعتقد المرء أنه "لا شيء" كان موجودًا – والسبب الوحيد الذي يجعلنا نسميه "لا شيء"، أعتقد، هو انعدام وجود الوقت، وأن الوجود هو مجرد كينونة. هذه كانت تجربتي. ربما هذا ما حاول الفلاسفة الوجوديون بشدة توصيله، هذا "الوجود في اللحظة"، هذا الوعي بالذات – ما قالوه كان ضئيلاً مقارنة بهذا. ما شعرت به كان قويًا ومكثفًا ومغيرًا للحياة. كان يتجاوز أي "لحظة" مجردة. عندما أموت، إذا كان هذا ما سأشعر به طوال الأبدية، فسأنتظره وأتطلع إليه.

لكن مع هذه التجربة، أعلم (ولا أعرف كيف) أنني لا أستطيع فرض حدوثها، أو التعجيل بها. لكنني أعلم. وهذه هي الحقيقة. تلك الحالة النفسية البحتة والنقية والمثالية التي وصلت إليها عن طريق الصدفة. يمكنني فقط استعادتها في الذاكرة، وهي حقيقية، وهي إمكانية حقيقية أصيلة للعقل البشري. يا ليتنا نستطيع اكتشاف طريقة لاسترجاع هذه الحالة كحالة يومية، ولو لخمس دقائق. سيكون العالم في سلام. وأنا لا أشير هنا إلى "السلام العالمي"، بل إلى السلام الداخلي. كنت في عذاب جسدي، كنت وحيدة ويائسة وخائفة – ثم جاء هذا السلام، هذه السكينة، هذا اللازمن، وجعلني أرغب في تكرار التجربة عشر مرات. أنا أؤمن وأصدق. أحتاج إلى الحديث عن تجربتي. سامحوني لقد عجزت الآن عن توصيل ما حدث كما ينبغي. لقد قللت كلماتي البشرية من قيمة وعظمة التجربة.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 5/10/2008.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. رد فعل تحسسي. كنت أعاني من صدمة الحساسية المفرطة بسبب رد فعل تحسسي زائف تجاه مادة الجادولينيوم المستخدمة كعامل تباين أثناء تصوير بالرنين المغناطيسي. كنت فاقدة للوعي وتوقفت عن التنفس. أخبروني أنه لولا أنني فقدت التحكم في مثانتي وتبولت (المادة يتم استقلابها بواسطة الكلى)، لكنت قد توفيت. أنا مندهشة جدًا لأنني لم أفقد حياتي. كل أبحاثي منذ ذلك الحين تخبرني أنني كان يجب أن أموت. رغم ندرة هذه الحالة، حيث أن حالة واحدة فقط من كل عدة عشرات من آلاف الحالات تعاني حساسية شديدة، بينما تتعرض حالتان فقط للوفاة من بين كل مليون حالة. طلبت استخدام الحمام قبل عشرين دقيقة من إدخالي الجهاز، لكن الفني قال: "لا، هل يمكنك التحمل؟"، وهو ما وجدته غريبًا، كأنني في روضة الأطفال. لكن كيف سيكون الحال لو لم يفعل ذلك.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أقل وعيا وانتباها من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في لحظة ما، أدركت أنني لم أكن فقط "أغفو" بل كنت فاقدة للوعي وأكثر من ذلك. شعرت وكأنني في تزامن مع دقات قلب الكون. غريب، أليس كذلك؟. قد تعتقد أنني سأهتم لكوني كنت وحدي مع رجل غريب بدلاً من أن أكون مع أشخاص أحبهم، ولكن كل شيء كان واحدًا بالنسبة لي. في تلك اللحظة، كنت مع ذلك الرجل، الفني المختص بالرنين المغناطيسي، وكان يمثل "الإنسانية"، ولم يكن يهمني أنني لا أعرفه لأنه كان الجميع، والجميع كانوا نفس الشيء، وكنت في سلام تام بمجرد وجودنا هو وأنا معًا في الغرفة. أتذكر أن كل شيء كان "الآن" فقط، ولم يكن هناك أي إحساس بالماضي ولا المستقبل.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم يكن هناك ماض ولا مستقبل، فقط الحاضر.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لقد تلاشت رؤيتي بالتأكيد وتحولت إلى ظلام، لذا أي مشاهد رأيتها كانت في ذهني.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة.غير مؤكد. لا أتذكر. يبدو أنني لم أسمع أي شيء، واستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أسمعهم وهم يحاولون مناداتي باسمي.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ النشوة والسعادة الكاملة والرضا التام. لا أعرف كيف أصفها. لقد كانت المشاعر الأكثر كمالًا التي يمكن تخيلها. لا عظيمة للغاية ولا هادئة للغاية، ليست مفرطة ولا خافتة، ولكن مثالية، الحالة النفسية المثالية للإنسان، وكنت مستعدة للتضحية بأي شيء لاستعادتها. كانت الحالة العاطفية هي النقطة الأهم والأعلى في التجربة ومفتاح الذاكرة. لقد كنت أبقى متيقظة في الليل أعيد التفكير في تلك الحالة العاطفية، أحاول تحليلها، لمعرفة كيفية استعادتها، لإيجاد طريقة لإعادة خلقها في الحياة الطبيعية. أفضل وصف يمكنني تقديمه هو أنها: كانت سعادة خالصة وتجريبية دون أحكام، دون إحساس بالزمن (لا ماضٍ ولا مستقبل)، كانت حالة ذهنية تمامًا (رغم أنني كنت أشعر بالألم، لكن لم يكن هناك وعي "إيجابي أو سلبي" بالألم)، ومعها سعادة صافية، رائعة، ونشوة لا يعكرها أي مشاعر سلبية أو اضطراب. في الواقع لم تكن هناك أي مشاعر سلبية على الإطلاق. لا شيء على الإطلاق.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ السعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد تعلمت أنه لا يمكن تحقيق السعادة المثالية في الحياة الآخرة أو أثناء الموت من خلال الانتحار. كنت في الماضي أفكر جديًا في الانتحار، وتعلمت أنه لا يمكن الوصول إلى تلك الحالة من النشوة الواعية السعيدة المثالية التي اختبرتها من خلال الانتحار. لا أعرف كيف عرفت هذا. أنا فقط أعرف، وهذا ما تعلمته أثناء تجربتي.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. أنا أحاول اكتشاف القدرات التي ربما تطورت لدي من هذه التجربة. الأمر غريب قليلاً.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لقد شعرت بـ"وعي" متزايد. هذا كل ما يمكنني وصفه. كنت في الغالب في الظلام، في فراغ. لا أعرف ما إذا كانت هناك حواجز أم لا. ومع ذلك، بعد التجربة - يا إلهي. لطالما كان لدي درجة من "الإدراك الحسي الفائق" (التعاطف، ودرجة طفيفة من التخاطر). للأسف بالنسبة لي، أصبح لدي الآن تعاطفًا كبيرًا وكثيرًا من التخاطر. أحاول تعلم كيفية استخدامه بشكل مناسب، وكيفية استخدامه علميًا، وكيفية استخدامه أخلاقيًا كأخصائية نفسية.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ غير مؤكد. ما زلت أفكر في هذا الجزء. لقد مر أقل من ثلاثة أشهر على التجربة.

ما هو دينك الآن؟ معتدلة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكد. ما زلت أفكر في هذا الجزء. لقد مر أقل من ثلاثة أشهر على التجربة.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. لقد تعلمت أولوياتي، وكيف أن ما تم تعليمي إياه من قبل المجتمع ليس هو ما يهم في النهاية. كان الأهم هو أن لا يقع الفني في المتاعب وليس إنقاذ حياتي. لا أستطيع شرح ذلك. يبدو بسيطًا. لكنه ليس كذلك. لقد ارتفعت أخلاقي إلى درجة أعلى. وتعلمت الاستماع للآخرين. إن الخوف من الموت هو أمر سخيف. وهي ليست مسألة شجاعة. هذا يعني أن الموت شيء يجب الخوف منه، وأن أولئك الذين لا يخافون من الموت هم شجعان. إن الخوف من الموت يتجاوز ذلك. إنه مثل الخوف من الحليب، أو الخوف من اللون الأزرق. الموت غالبًا ما يكون جميلًا وأحيانًا عاديًا، لكنه ليس مخيفًا، لذلك فكرة أن تعيش حياتك في خوف من الموت هو إهدار لحياتك. أيضًا، أولئك الذين قالوا إنك ستحصل على مكافأة عندما تموت، سواء كان المسيح أو أي شخص آخر (وأنا لست متدينة إلى هذا الحد)، حسنًا، لقد كانوا على حق. اختر من تريد أن تستمع إليه. لكنني أعلم أن من يقولون إنه هناك شيء مذهل ينتظرنا على الجانب الآخر – أعلم أنهم على صواب. توقف عن عيش حياتك في خوف، واستمع. ليس عليك تصديق بقية الأمور، ولكن افرح في هذا الجزء. إنه رائع. إنه حقيقي. إنه مذهل. الجزء الصعب هو الانتظار. لقد تعلمت أن الموت هو كل شيء، هو أفضل جزء في الحياة. لكن في نفس الوقت تعلمت أنك يجب أن تموت بشكل طبيعي للوصول إلى "الجزء الأفضل". (هل فهمت؟)

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أواجه صعوبة في التحدث إلى بعض الأشخاص. أحتاج إلى التحدث عن هذه التجربة، وأعلم أنهم لن يصدقوني.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، لست متأكدة هل كان عقلي يعمل بكامل طاقته في ذلك الوقت أم لا، وهناك العديد من التناقضات. مثل كيف أكون في ألم شديد، ومع ذلك لا أعتبره كذلك – تناقضات من هذا النوع.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، بالتأكيد. حواسي التخاطرية أصبحت أكثر حدة، وكذلك قدرتي على التعاطف، لدرجة أنني أستطيع أن أخبر شخصًا ما عن مشاكله الجسدية، ومكان ألمه، ومشاعره، وفي كثير من الأحيان أخبره عما يفكر فيه. أحتاج إلى تعلم أخلاقيات هذه الهبات. لأنها تكون مخيفة في بعض الأحيان.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ اليقين بأن الانتحار لا يمكن أن يعيدني إلى تلك الحالة. والحالة العاطفية المذهلة التي ما زلت اتذكرها، وأستطيع استحضارها متى أردت.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، أخبرت زوجي وعدد قليل من الأشخاص الآخرين، لكنني لم أكن أعلم أنها تجربة اقتراب من الموت حتى سمعت شخصًا آخر يقول: " كنت مستعدًا لفعل أي شيء لأستعيد هذا الشعور مرة أخرى". لقد كان مريضًا. وكنت استمع إليه وهو يخبرني بقصته. كانت قصته مشابهة تمامًا لقصتي. لم أستطع مشاركة تجربتي معه لأسباب مهنية، لكنني أدركت أن ما مررت به لم يكن مجرد رد فعل تحسسي عادي. لم أكن أعتقد ذلك من البداية، لكنني حصلت الآن على تأكيد. ما زلت لا أجد من أتحدث إليه حقًا. أنا بحاجة إلى أشخاص يمكنني التحدث إليهم. ويفضل أن يكونوا أشخاصًا ذوي عقلية علمية وفي الوقت نفسه روحانيين.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم. لم أكن أعلم أنني توقفت عن التنفس حتى اتصلوا بي لاحقًا، وبما أنني لم أرَ النور أو النفق أو تلك الأمور، فلم يخطر ببالي أنني مررت بتجربة اقتراب من الموت. كنت أعلم فقط أنها كانت تجربة مذهلة، وهو أمر اعتقدت أنه غريب بعض الشيء، لكنني لست خائفة، لذا افترضت أنني كنت شجاعة.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا توجد أدوية أو مواد يمكنها أن تفعل ذلك. أعرف ذلك بشكل بديهي. أنا أيضًا لا اتعاطى المخدرات، لكنني أعرف أشخاصًا يتعاطونها، وقد سألت بعضهم بشكل غير مباشر، وأجمعوا على نفس الرأي – هذا الشعور ليس في زجاجة دواء أو جرعة من الحشيش.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ من المحتمل أن يكون هناك تفسير علمي لكل ما حدث، لكن ذلك لا يغير شيئًا من الأهمية الروحية للتجربة. لا أرى أي تعارض بين الأمرين. في الواقع، هذه التجربة بحد ذاتها تعزز إيماني بهذه الحقيقة.