تجربة إيمي ب، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري أصبت ببكتيريا قاتلة تسمى التهاب السحايا النيسرية. في غضون الخمسة عشر ساعة الأولى من ظهور الأعراض الأولى يكون المرض قاتلًا بنسبة خمسة وتسعين بالمئة. بعد دخولي المستشفى أدخلوني في غيبوبة مستحثة لأن جسدي كان معطلًا بالكامل. فشلت كليتي وكان كبدي ينهار ورئتي وغددي الكظرية كانا ينزفان وكنت بحاجة إلى عمليات نقل دم مستمرة. في مرحلة ما أدركوا أنني كنت أنزف داخليًّا وأخذوني إلى فحص الأشعة المقطعية والذي أظهر أن طحالي قد تمزق. لقد أعطيت "فرصة أقل من ٢٪ للعيش". وعلى الرغم من أنني كنت في غيبوبة، فقد كنت أدرك تمامًا أنني في عملية جراحية. في البداية كنت مستلقية على المنضدة أنظر لأعلى. رأيت الطبيب الهندي يقف على يسار إحدى الممرضات وعلى يميني بشعر بني مجعد. كانا يتحدثان معي ويخبرانني أنه إذا كنت أريد أن أعيش فإن الأمر متروك لي. سألني الطبيب إذا كنت أؤمن بالله وإذا كنت أفكر في ذلك. كان قلبي ينبض بمعدل ٢٤٤ نبضة في الدقيقة، ولأكون دقيقة أتذكر الشعور بأنه كان ينبض بقوة. كنت أشعر بالطبيب يشق صدري. لم يكن الأمر مؤلمًا، لقد شعرت بلمسة خفيفة انتقلت من منتصف صدري إلى سرتي، وشعرت أن صدري كان مفتوحًا لكنني لم أشعر بأي ألم. ثم كنت أنظر من الأعلى إلى جسدي وإلى الطبيب والممرضات. فكرت أنني كنت في جراحة قلب لأن قلبي كان يخرج من صدري بشكل متقطع.
ظل الطبيب يتحدث معي، ورغم أنني لا أتذكر رؤية فمه يتحرك، كنت أسمع صوته وكلماته. كان يتحدث معي بفمه. وفي وقت ما كنت أعلم أنني كنت أموت، كان قلبي ينبض بشدة وبسرعة وظللت أفكر: أعلم أنكم يا رفاق تحاولون مساعدتي ولكن عجلوا لأنني ذاهبة، أنا ذاهبة، عجلوا، أنا ذاهبة. ثم شعرت بآخر نبضة في صدري وعرفت أنها كانت أنفاسي الأخيرة. وفي هذه المرحلة، تم التأكيد في تقارير تخطيط قلبي على أنني أظهرت خطًّا مسطحًا على شاشة المراقبة. أتذكر أنني كنت أطفو تقريبًا في مكان ما، لم أشعر بساقي. كان الوضع مظلمًا ولكن كان هناك ضوء أخضر في الخلفية. لم يكن ضوءًا متألقًا ساطعًا بل كان أخضر خفيفًا. رأيت ثلاث صور ظلية، لم أعرف من هم أو ما كانوا لكنهم تحدثوا معي قائلين، "يمكنك أن تأتي معنا كما يمكنك البقاء" أتذكر أنني كنت غاضبة حقًّا لأنني كنت صغيرة جدًّا ولم أكن لأسمح لنفسي أن تموت. أتذكر أنني كنت أفكر في كل الأشياء التي لم أرغب في التخلي عنها، مثل صوت أمواج المحيط والعواصف الرعدية، وحتى طعم مياه الخرطوم عندما كنت طفلة. فكرت في عائلتي ورائحة نيران المخيم. لم أكن مستعدة للتخلي عن ذلك. أتذكر أنني كنت أعلم أن حياتي ستكون مختلفة من تلك النقطة فصاعدًا وأن حياتي المادية ستتعرض لتحديات لكنني اتخذت قرارًا بالعيش. قال لي شخص آخر في تلك المرحلة، "بغض النظر عما سيحدث في الحياة، استمري فيها. فقط أديري وجهك مع كل صفعة. الحياة ليست بهذه الخطورة وستكون كلها منطقية في النهاية". في تلك المرحلة شعرت بأقوى نفس من الهواء التقطته في حياتي وشعرت كما لو أن جسدي أصبح فجأة مفعمًا بالحياة. بعد تلك الجراحة بقيت في غيبوبة لمدة أسبوع آخر ثم استيقظت ببطء. لقد استيقظت بالفعل أشعر بالإيجابية والقوة الذهنية، وأدركت أنني أنا من اتخذ قرار البقاء، لذلك لم أستطع الشكوى من التحديات القادمة. وبعد أربعة أسابيع بترت ساقيَّ وبعد عام واحد أجريت لي عملية زرع كلية. وحتى الآن كل ما حدث في حياتي كان نعمة.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
يوليو ١٩٩٩.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، مرض. جراحة ذات صلة. أثناء الغيبوبة ووجودي في وحدة دعم الحياة، انفجر طحالي وكنت أنزف داخليًّا. خضعت لعملية جراحية لإزالته ولم يكن متوقعًا مني أن أعيش. كان قلبي يظهر خطًّا مسطحًا وكنت على دراية بكل ما يحدث على الرغم من أن عيني كانتا مغمضتين بشريط لاصق وكنت في غيبوبة.
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
مختلط.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح ووجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كنت واعية بالمستوى المادي حيث كنت أعرف ما كان يحدث لجسدي في البداية. ثم كنت في مكان تركت فيه جسدي وواجهت ثلاثة أرواح، لذا في تلك اللحظة التي كنت فيها، أعتقد أنك ستسمي ذلك وعيًا روحانيًّا.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت واعية بالمستوى المادي حيث كنت أعرف ما كان يحدث لجسدي في البداية. ثم كنت في مكان تركت فيه جسدي وواجهت ثلاثة أرواح، لذا في تلك اللحظة التي كنت فيها، أعتقد أنك ستسمي ذلك وعيًا روحانيًّا.
هل تسارعت أفكارك؟
سريعة بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
غير مؤكَّد.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
غير مؤكَّد. لأنني كنت في غيبوبة. لكن خلال تجربة الاقتراب من الموت كان بإمكاني سماع كل شيء ورؤية كل شيء بوضوح.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم. لم أعبر النفق لكنني بقيت فيه - لم أكن أقف على قدمي.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. لم أكن أعرفهم، كانت هناك ثلاث صور ظلية لم يكونوا ذكورًا ولا إناثًا، كانوا يسألونني إذا كنت أريد البقاء أو الذهاب معهم. وعندما اتخذت قرار البقاء، طلب مني شخص آخر أن أتغلب على اللكمات وأن أعيش بعطف، سيكون كل شيء منطقيًّا في النهاية.
هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. ضوء أخضر شاحب خفيف في نهاية النفق المظلم.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
مزيج من مشاعر الغضب لأنني لم أرغب في المغادرة، والعاطفة والإثارة بشأن الحياة والعيش، وشعور بـ"المعرفة" لقد شعرت أيضًا بالتعاطف والامتنان.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟
سعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم. كنت أعلم أنني سأكون معاقة جسديًّا. وفقدت ساقيَّ الاثنتين بعد أربعة أسابيع.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
ليبرالية. لا شيء.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
لا.
ما هو دينك الآن؟
ليبرالية. لا شيء.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. كنت أعلم أنني أنا من يقع عليه عبء اتخاذ القرار بين العيش أو الموت. قيل لي أيضًا أن كل شيء سيكون منطقيًّا في النهاية وأن أعيش الحياة كيفما تأتي لأنه حتى الأشياء السلبية في الحياة توجد حكمة وراءها.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. أنا أكثر امتنانًا لكل شخص في حياتي اليوم وأكثر تعاطفًا أيضًا. إن الحياة تدور حول العيش بحنان ورضا، أعلم ذلك الآن.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
لا.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
التجربة بأكملها. وإدراك أنني أنا من اتخذ قرار النجاة، هذا الإدراك ظل عالقًا في ذهني منذ ذلك الحين. فكرت أيضًا في كل الأشياء التي لم أرغب في التخلي عنها وكل الأشياء التي أردت تجربتها. إن حياتي الآن يملأها الرضا. أنا أقدر كل لحظة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. بمجرد أن استيقظت من غيبوبتي، كتبت تجربتي على الورق لأن جهاز التنفس الصناعي كان لا يزال موضوعًا أسفل حلقي ولم أستطع التحدث. كتبت كل شيء مررت به على الورق. أحبها الجميع لأنها كانت معجزة نجوت منها. وعلى الرغم من أنني أجد صعوبة في إخبار الناس عنها -ليس من المريح الجهر بها- فهي شيء أعتز به.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
غير مؤكَّد. لقد سمعت عنها من قبل. وهذا كل ما في الأمر.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
لا.