تجربة أندريه القريبة من الموت
|
وصف التجربة:
كان يومًا حارًا ومشمسًا جدًا. وكان لدينا مسبح في روضة الأطفال، وكان مليئًا بالماء النظيف. حتى أنني أذكر أن نوعًا من الأسماك الفضية كان يسبح هناك. يبدو أن ماء المسبح كان يُؤخذ من بحيرة ما. في ذلك السن كان المسبح عميقًا جدًا بالنسبة لي. لم يسبق لي أن اقتربت أو سبحت في مثل هذه المياه العميقة. فجمعتنا المعلمة في مجموعة وأخبرتنا أننا سنسبح. خلال هذا الوقت من العام في أوزبكستان (أعتقد أنه كان منتصف الصيف) كان الجو حارًا بشكل لا يُصدق، حيث كانت درجة الحرارة أكثر من 40 درجة مئوية في الظل.
خرجنا إلى المسبح وانتشرنا، وبدأ الأطفال بالغطس واللعب من حوله. جاءت إلي المعلمة وسألتني: "لماذا لا تسبح؟"، فأجبت بأنني لم أسبح من قبل، لذلك لا أعرف كيف أسبح. لذلك طلبت مني الابتعاد عن المسبح. كنت صغيرًا جدًا، ولم أفهم شيئًا عن الموت، وكنت فضوليًا بشكل لا يُصدق. لذا عندما جلست المعلمة لتقرأ جريدتها، اقتربت من حافة المسبح. وكان هناك أطفال آخرون يتناثرون من حولي. كان الجميع يضحكون ويدفعون بعضهم البعض باستمرار في الماء، ثم يعودون ويرمون بأنفسهم على من دفعوهم وهم يضحكون. كنت فضوليا للغاية. ولم يسبق لي أن رأيت الكثير من الماء من قبل. لذلك اقتربت أكثر من الحافة وكنت أشاهد رذاذ الماء.
كنت أرتدي فقط ملابس السباحة مثل زملائي. وفجأة دفعني أحدهم. وقبل أن تتح لي الفرصة لأقول: "لا أستطيع السباحة..."، وجدت نفسي في الماء. كان الماء دافئًا جدًا. كنت في حالة صدمة وبدأت بالصراخ وربما البكاء أيضًا، وهو أمر كان من الصعب تمييزه تحت الماء. كنت أسقط إلى القاع ووجهي إلى الأعلى وعيني مفتوحة. كنت أصرخ. كنت خائفًا جدًا. الجزء الأكثر إثارة للاهتمام هو أنني لم أشعر بأنني أختنق أو لا أستطيع التنفس، بل شعرت على الفور برئتي تمتلئان بالماء وشعرت بمدى ثقلهما. لقد غصت نحو القاع بظهري. شعرت بكل شيء، حتى البلاط الأزرق الداكن البارد. كنت مستلقيًا هناك أنظر، وظللت أحاول الصراخ رغم أنني ولسبب ما لم أتمكن من إخراج أي صوت. ولم أكن أعلم حينها أنه لو كانت الرئتين مليئتين بالماء وكان الشخص تحت الماء فلا يمكنه الصراخ. لقد شعرت بالرعب.
وبطريقة ما بدأت أشعر بسلام لا يُصدق. كنت أشاهد الأطفال يسبحون فوقي. وبعد ذلك ولسبب ما، شعرت بأنني أسقط من خلال بلاط المسبح وأدخل في نفق من نوع ما، وكانت مياه المسبح تتحرك بعيدًا عني أكثر فأكثر. كان لا يزال بإمكاني رؤية الأطفال وهم يسبحون لكنهم كانوا يبتعدون عني. وأخيرًا سقطت لأسفل بعيدًا جدًا عن المسبح حتى وجدت نفسي في ظلام دامس. ثم فجأة ظهر نور ساطع من جميع الجهات. نظرت حولي مندهشًا. ووجدتني أراقب المسبح والمجموعة من الأعلى. نظرت إلى نفسي بدهشة. لقد فهمت أنني لا أستطيع الطيران؛ ومع ذلك شعرت كما لو أنني أستطيع الذهاب إلى أي مكان على الإطلاق، ولن يمنعني شيء. لم يكن لدي جسد. كنت غير مرئي. كما أنني لم أشعر بذراعي لأنني لم يكن لدي ذراعين. لم أكن شيئًا، لكنني كنت أرى وأفهم كل شيء. لقد نظرت حولي. وبطريقة ما كان بإمكاني النظر إلى عدة نقاط في نفس الوقت إذا أردت ذلك. نظرت حولي واستطعت رؤية كل ما كان يحدث مع المجموعة. لن أقول إنني كنت دافئًا أو شعرت أني بحالة جيدة، بل لم أشعر بأي شيء. كان مجرد شعور رائع بالحرية. كنت أستطيع أن أكون حيثما أردت وأن أرى ما أريد رؤيته. كنت أعلم أيضًا أنني لا أستطيع التأثير على الأشياء المادية. كانت مجرد معرفة. ولا أعرف كيف عرفت وفهمت كل هذا.
نظرت حولي ولاحظت تغيرًا غريبًا. كان بإمكاني النظر إلى الشمس بسهولة رغم أنها كانت قوية جدًا، لا بد أنها كانت الساعة الرابعة عصرًا لأن الشمس كانت تتجه نحو الأفق. لم يكن نور الشمس ساطعًا على الإطلاق، ولكنه كان معتدلًا إلى حد ما. لا أعرف. لا يمكن وصف النور بالكلمات. الآن يذكرني هذا بأشعة الشمس في منتصف شهر سبتمبر. ولكن حتى هذا ليس وصفًا دقيقًا تمامًا. كانت هناك أشجار تنمو حول المسبح. لا أستطيع أن أتذكر بالضبط نوع الأشجار، لم تكن خضراء ولكنها داكنة إلى حد ما وكانت تنتج ظلالًا غريبة. لا أعرف كيف أشرح ذلك. كانت الظلال تتغير باستمرار. وفي الوقت نفسه لاحظت أن المعلمة قامت وتركت جريدتها، وكانت تنظر إلى الأطفال. حتى أنني "دنوت" منها، وكنت قريبًا جدًا منها، ورأيت أنها كانت تبتسم. كانت عيناها طيبتين للغاية.
وفجأة أصبحت جادة واختفت ابتسامتها. وصرخت قائلة: "هل رأى أحدكم أندريه؟". صمتت المجموعة كلها. وأشار أحد الأولاد إلى حوض السباحة وصرخ قائلاً إنه مستلقي هناك. خلعت المعلمة ثوبها؛ كانت ترتدي بيكيني أسود. وأثناء ركضها صرخت على أحد الأولاد ليركض ويحضر الممرضة، ثم قفزت في الماء. وخلال ثوانٍ قليلة أخرجتني وأخذتني إلى المقعد الموجود في الظل الذي كانت تجلس عليه قبل قليل تقرأ جريدتها. لقد كنت هناك طوال الوقت، وكان بإمكاني رؤية وجه المعلمة المرعوب جيدًا. ورأيت أيضا كيف وضعتني على المقعد. كان لوني غير طبيعي إلى حد ما. أتذكر أنني كنت أبدو مثل الدمية. ثم رأيت امرأة كبيرة الحجم تركض من الجهة المقابلة ترتدي معطفاً أبيضًا، وتحمل حقيبة عليها صليب أحمر كبير على خلفية بيضاء. ركضت نحونا وقلبتني فورًا على بطني. وبدأ الماء يخرج من فمي. وضعتني على ركبتيها وبدأت تربت على ظهري بلطف، وبدأ المزيد من الماء يخرج مني. ثم وضعتني على الأرض. (الحمد لله وضعتني في الظل وإلا كنت سأصاب بحروق من الشمس أيضًا). وبدأت تقوم بعملية التنفس الفموي. وفي تلك اللحظة رجعت داخل جسدي. كنت مبتلًا وغير مرتاح وجسدي بارد بشكل رهيب. ثم سعلت.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1984.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث. الغرق.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما ذكرت بالأعلى.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت أنظر من الأعلى وأنظر حولي، عندها فهمت كل شيء بوضوح. لا أعرف حتى كيف أشرح ذلك؛ لقد رأيت وفهمت كل شيء ببساطة.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كنت أستطيع رؤية كل شيء في وقت واحد ومن زوايا مختلفة. كان بإمكاني تركيز انتباهي على المشهد وعلى المجموعة في نفس الوقت، وعلى الابتسامة على وجه المعلمة وعلى الممرضة القادمة من الجانب الآخر أيضًا. كانت الألوان متباينة وحادة بشكل لا يُصدق كما لو أنها كانت تتنفس.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لست متأكدًا. كانت الأصوات واضحة بشكل لا يُصدق كأنها كانت تنطق مباشرة في أذني.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم، كان النفق يشبه البئر، وكان سطح المسبح يتحرك بعيدًا عني تدريجيًا، حيث كنت أرى الأطفال يقفزون من حوله، وكانوا يتحركون بعيدًا عني أيضًا. كنت مغمورًا في الظلام؛ ولم أتمكن من رؤية أي جدران.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، كان هناك ببساطة وميض ساطع أعماني للحظة.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لم يكن هناك عواطف. لقد كنت كائنًا ليس لديه أي مشاعر. كنت نوع من الوجود والحضور المجرد، لم أكن أفكر في الخطأ والصواب. لقد بدأت الآن فقط في فهم كل ما حدث في وقت التجربة.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ غير مؤكّد. لا أفهم هذا السؤال. لم أكن موجودًا داخل جسدي، أنا متأكد تمامًا من ذلك. مهما قال العلماء، لقد كنت موجودًا خارج جسدي.
الله والروحانية والدين:
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ معتدل بوذية الزن
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، كنت أعرف كل شيء، ولكن بعد ذلك نسيته؛ لكن ما زال هناك شعور يرافقني. ما زلت أعرف ما كنت أعرفه حينها، فقط لا أستطيع أن أتذكره، لدي شعور دائم بأنني نسيت شيئا ما. في بعض الأحيان أحقق إنجازًا وأبدأ في قول أشياء مذهلة تمامًا، والتي تبدو منطقية تمامًا بالنسبة لي ولكنها تبدو غير منطقية للآخرين حتى أشرحها بالتفصيل. لدي بالفعل كل المعرفة عن بوذية الزن. عندما أقرأ أشعر وكأنني أتذكر ولا أتعلم. الجميع يتساءلون عن ذاكرتي – في الواقع الأمر كله يتعلق بالذكريات وليس المعرفة.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، كثيرًا. لقد اعتبرني الآخرون دائمًا إنسانًا لطيفًا جدًا، حتى وإن كنت غريب الأطوار جدًا أيضًا. لذلك كنت فعليًا وحيد طوال حياتي. لدي العديد من المعارف لكني وحيد. في بعض الأحيان أشعر وكأنني شخص غير مرغوب فيه. هذا المجتمع سوف يتخلص مني ذات يوم كما يفعل مع أي حيود آخر. المجتمع البشري في جوهره ليس مبنيًا بشكل صحيح. ولحماية نفسها فإنه يقضي على أمثالي. لكن بصراحة، لا يهمني. :)
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكّد. أحيانًا تظهر المعرفة لدي فجأة. أعرف الحقيقة وأتذكر الحقيقة. كأنني تلقيت معادلاً للحقيقة. قد لا أجد بعض الكتب مثيرة للاهتمام، وأعلم أنها غير صحيحة لذلك أرميها بعيدًا. بالمناسبة، كل ما يعرضونه في الأخبار على شاشة التلفاز ليس سوى حقيقة مجتزأة. لذلك السبب أنا لا أشاهد التلفاز. أعرف فقط أن التلفاز شيء سيء. لا أشاهد الأخبار وأقرأها أحيانًا على الإنترنت. رغم أنني أجيد التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كل شيء في التجربة على نفس القدر من الأهمية بالنسبة لي. الموت لا وجود له. وقد وصلتني معرفة تتعلق بالحقيقة والعدالة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ غير مؤكّد. لا أستطيع أن أقول ما رأيته. أستطيع فقط وصفه.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ غير مؤكّد. في تلك السن لم أكن أعرف معنى الموت. أتذكر ذات مرة كنت أشاهد برنامجًا عن الطبيعة عن كيف يأكل العنكبوت فراشة، وسألت أمي ماذا حدث للفراشة، لماذا لم تكن تتحرك.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.