وصف التجربة:

كان الأمر يشبه النظر في مشهد متعدد الألوان ومتغير الأشكال (مرة أخرى ليس هذا بالضبط ما حدث بالفعل، ولكنه أقرب ما يمكنني شرحه بالكلمات). الأشياء التي كنت أختبرها (والحق يُقال، إن استخدام كلمة "رؤية" ليس دقيقًا حقًا لكن الكلمات تقيدني) لم يكن لها معنى على الإطلاق في البداية، ولكن بعد فترة من الوقت، بدا لي أنني قادر شيء فشيء على فهم جميع الصور / المناظر التي كانت تدور من حولي. بعد وقت أطول، بدأت أدرك ببطء أن بعض الأشكال والألوان التي كنت أختبرها كانت نوعًا من "المناظر الطبيعية" - ولكن بعد ذلك شعرت بالدهشة عندما اتضح لي أن بعض الصور المجمعة تمثل في الواقع كائنًا واعيًا.

لم يمض وقت طويل حتى أدركت وجود شخص معي، وعرفت دون أدنى شك أنه كان جدي من ناحية والدتي. وكان جدي لأمي قد توفي قبل أن أبلغ الثالثة من عمري، وليس لدي أي تذكر واعٍ للرجل على الإطلاق. في الواقع وفي وقت حدوث هذه التجربة لم يكن لدي حتى فكرة واعية عن الرجل ربما لأكثر من عقد من الزمان. وبعد مرور المزيد من الوقت، تمكنت من فهم أنه كان يشير لي أنني لا أستطيع الحضور إليه بعد. أقول هذه الرواية كما لو كان هناك اتصال لفظي فعلي قد حدث بيننا، لكن في الواقع لم يحدث مثل ذلك على الإطلاق. كان كل شيء مجرد سلسلة من الانطباعات المتبادلة التي يصعب وصفها. أتذكر في وقت من الأوقات أنني اعتقدت أن هناك حاجز من مادة تشبه الزجاج بيننا - كنت بالتأكيد على أحد جانبي هذا الحاجز بينما كان هو على الجانب الآخر.

بعد فترة وجيزة من هذا اللقاء، شعرت بأسوأ إحساس شد يمكن أن تتخيله. لقد حدث ذلك مرتين أو ثلاث مرات (لا أتذكر حقًا)، وعندئذ استيقظت في سيارة إسعاف لأجد مجموعة من المسعفين الذين تبدو عليهم مظاهر الراحة لأني فتحت عيني. أتذكر أنني كنت غاضبًا جدًا في البداية لأنهم أعادوني. لم أستطع حقًا فهم الكثير من الأشياء التي مررت بها خلال ذلك الوقت القصير الذي "اقتربت" فيه من الموت. لكني كنت أعلم دون أدنى شك أن المكان كنت فيه أفضل بكثير من هذا الواقع المؤلم المتمثل في وجود أنابيب في رئتي، وإبر في ذراعي، وأنبوب لدفع الهواء داخل وخارج صدري بسبب أن شُعبي الهوائية كانت ضيقة للغاية.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 27/04/2000

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم. ضيق شديد بالجهاز التنفسي (أنا أعاني من الربو المزمن منذ كان عمري 3 سنوات) وتوقف قلبي لأكثر من دقيقتين، وطبقاً لتقدير الطبيب فقد ظل مخي بدون أكسجين لفترة تقارب ضعف هذه المدة.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ محتوى رائع

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أقل وعيًا وانتباهًا من المعتاد. لست متأكدًا من كيفية الإجابة على هذا السؤال. لقد فقدت قدرتي المعرفية قبل فقداني الفعلي لوعيي بفترة طويلة، ولم أستعد أي قدرة معرفية حقيقية حتى بعد أن أخرجت من الغيبوبة الطبية بعد يومين من الحادث.

في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لست متأكدًا من كيفية الإجابة على هذا السؤال. لقد فقدت قدرتي المعرفية قبل فقداني الفعلي لوعيي بفترة طويلة.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بدا أن الوقت الذي أمضيته في هذا الخضم من الألوان والأحاسيس قد استغرق أبد الدهر – لكنني في الواقع أمضيت فيه خمس دقائق تقريبًا.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم يكن لدي أحاسيس سمعية أو بصرية أو لمسية بالشكل الذي نعرفه في هذا الوجود. هذا هو القيد الذي يجعل من الصعب وصف تجربتي بالتفصيل.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. انظر الشرح المذكور أعلاه.

هل بدا أنك كنت على دراية بالأمور التي كانت تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا

هل واجهت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. لقد قابلت جدي لأمي، الذي تواصل معي لكن بطريقة لا أستطيع أن أكون محددًا بشأنها. لقد أخبرني بالتأكيد أنه لم يحن الوقت بعد كي أبقى معه، لكنه لم يستخدم كلمات أو أي شيء من هذا القبيل. كان الأمر كما لو أنني ببساطة "استوعبت" أفكاره. كنت أعرف بالتأكيد أنه هو، لا يوجد شك في ذلك.

هل رأيت، أو شعرت، بأنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا

هل بدا لك أنك دخلت عالمًا آخر غامض؟ لا

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الارتباك في الغالب – مع بعض الشعور بالذهول عندما أدركت أن هناك كائنًا واعيًا يقف بالقرب مني - لكن بخلاف ذلك، كانت العواطف مجرد ارتباك وهدوء وتساؤل.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ فرح لا يصدق

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني فرد منه

هل بدا لك فجأة انك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم

هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ نعم. بدا وكأن هناك حاجز يفصل بيني وبين الكائن الذي عرفت أنه جدي، وأفضل وصف يمكنني تقديمه لذلك الحاجز الذي كان بيننا أنه يشبه "لوح من الزجاج أو الماء المتجمد". لكني لم أعبر هذا الحاجز. لم يكن لدي إحساس معرفي حقيقي بما كان سيحدث لو تجاوزته. لا يبدو أنه شيء كان بوسعي القيام به.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ لا شيء ليبرالي

هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ لا

ما هو دينك الآن؟ لا شيء ليبرالي

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل

في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ لا

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكد. هناك أوقات أشعر فيها أن أي شيء أفعله في هذه الحياة يبدو تافهاً لأن هذا الوجود المادي أصبح الآن وبوضوح مجرد حالة مؤقتة من الوجود. لكن بخلاف هذه اللحظات العابرة، لم أعد أشعر بتأثير كبير بعد الآن لهذه التجربة.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. كان الأمر كما لو أني كنت أحصل على المعلومات بطريقة أخرى غير حواسي الخمس. يمكنني تقديم تفسيرات غامضة للغاية لما مررت به عن طريق الكلمات، لكن محاولة وصف تجربتي للناس كانت شبيهة بما أتخيله محاولة وصف اللون الأحمر لشخص أعمى تمامًا منذ ولادته.

هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ لا

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. حكيت عن تجربتي على الفور تقريبًا بعد استعادة وعيي في المستشفى. وعندما أخبرت والدتي، انخرطت في البكاء وأخبرتني أن طلب جدي الأخير قبل وفاته كان أن يُدفنوا معه صورة لي في سترته. وكانت هذه معلومات غير معروفة لي من قبل.

هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد

في أي وقت من حياتك، هل أعاد أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. لقد استخدمت بعض الأدوية المهلوسة في محاولة لإعادة عيش هذه التجربة. لقد حققت مستويات من الوعي من خلال استخدام هذه المواد والتي كانت بالتأكيد خارج نطاق ما يمكن اعتباره تصورًا "طبيعيًا'' - لكن لا شيء جعلني حتى قريبًا مما عايشته عندما اقتربت من الموت.