تجربة أوغسطين في الاقتراب من الموت.
|
وصف التجربة:
كنت في الخدمة العسكرية في مدينة مليلية. وكنت أعاني وقت حدوث تجربتي من نزلة برد وارتفاع في درجة الحرارة. كنت ضعيفًا للغاية - أرتجف - لذا طلبت أن ارتاح في المستوصف. وهناك قرروا أن يحقنوني بالبنسلين، مما أدى إلى اضطراب في الوعي في البداية ثم فقدان للوعي. وهذا ما اكتشفته لاحقًا، لأن السائل دخل إلى جسدي في نفس الوقت الذي فقدت فيه الوعي.
ودون أن أشعر بألم، لم اكن أريد أن أشعر بألم، بدأت أرى نفسي كما لو أنني كنت متحللًا على الأرض. بدأت الأجهزة الطبية في إطلاق أصوات الإنذار. فحملوني ووضعوني على السرير، وكانوا يقولون بعض التعليقات في الوقت نفسه عن ظهري، وأرادوا إنعاشي. ثم انطوت الغرفة من السقف وبدأت في الارتفاع، في كل مرة أسرع وأعلى، حتى لم أعد موجودًا في المكان الذي حدث فيه هذا. بدأت أشعر بتحرر غير عادي لروحي من جسدي. بدا الأمر كما لو أنني قد أُطلق سراحي من حكم بالسجن مدى الحياة؛ وكأن جسدي كان سجني (دون أن أعي ذلك حتى الآن). كل ما كان يربطني بهذا الجسم كان ثقيلًا ومرهقًا: اضطراري للتنفس، واضطراري لتحريك جسدي، وما إلى ذلك، تلك الروابط التي تقيدني منذ الطفولة بالعائلة والأصدقاء والمعارف والمدينة، وما إلى ذلك. وأخيراً، تحررت من كل ما كان يربطني وعدت إلى الوطن، إلى ذراعي أمي، لتوحدني مع كل ما كنت جزءًا منه، لكل ما سعيت إليه منذ ولادتي.
وسرعان ما وجدت نفسي في مكان وحيز لا أعرفه، وصلت إلى هناك بسرعة لم أكن أعرفها، بقوة جذب تشبه قوة جذب المعدن للمغناطيس. دخلت مكانًا بدأ الظلام يحل فيه كما لو أنني كنت داخل سحابة، وأصبحت أكثر كثافة وأكثر قتامة، وفي ذلك الظلام الذي أصبح شبه كلي، لمحت نجمًا أو نورًا صغيرًا، جذبني إليه دون تردد من نفس اللحظة التي اكتشفته فيها، بنفس التقدم والسرعة الفائقة. وفي الوقت نفسه كان حبي، أو ما أسميه أروع شعور يمكن تجربته، كان يكبر كلما اقتربت منه، فاض ابتهاجي، وكان النور في كل مرة يكبر أو كان ينبعث من مكان ما - لا أعرف. الفكرة هي أنني وجدت نفسي في هذا النور. شديد الروعة، شديد البياض، ولكن دون أن يزعجني. كان النور عبارة عن طاقة نقية، من القوة والحب والحياة - لقد كنت في وطني بالفعل. لم يكن لتلك الأحاسيس وصف فنحن محدودون للغاية في هذه الحياة؛ أما هناك فقد انفتح أمامي عالم مجهول من الأحاسيس الجديدة – من الفهم لكل ما لم أفهمه حتى ذلك الحين، وأن تحب، يا إلهي، وكيف تحب.
وبعد ذلك شعرت وكأن شخصًا ما يقترب لاستقبالي، حتى أحسست بوجوده أمامي مباشرة. كما لو أن له شكل بشري لكن دون جسد مادي، كان كل شيء عبارة عن نور وطاقة وحب، وكنا نتواصل بشكل مثالي، لم نتحدث بل تواصلنا بالفكر والعقل. بدأت أدرك وجود المزيد من الكائنات التي تشبهه والتي أحاطت بنا واستقبلتني. لم أستطع استيعاب فرحتي ورضاي؛ كان كل شيء يعمه السلام والوئام، وبدأت أعيش بشكل كامل في تلك المساحة التي كانت ملكي.
لكن شيء ما أغلق الطريق أمامي؛ لم يتوقعوا وصولي، وقال لي هذا الكائن الفريد أن عليّ أن أعود ولم يكن هناك خيار آخر؛ لم يكن هذا قراري، ولكنه كان القرار الأصوب، وهو ما أسفت له كثيرًا. ثم بدأت أسمع أصوات أخرى، لألاحظ كيف أغمضت عيني دون أن أرغب في ذلك، وقبلت ما قالوه لي بأنه: "لا يزال لديك أشياء لتفعلها بقوة حبك!" – وكانت هذه هي ورقة المساومة؛ كانت الشيء الوحيد الذي سيجعلك تبقى هناك؛ ليس فقط أنك تحب وأنك تحب كثيرًا، ولكن أيضًا أنك محبوب ومحبوب كثيرًا، فهذه ستكون العلامة الواضحة.
بعدها تبدأ كافة حرياتك المكتسبة في التلاشي، وتبدأ في إدراك أن عليك الدخول مرة أخرى إلى هذا الجسد، وأنه يتوجب عليك العودة إلى التنفس، وتصبح بالفعل واعيًا بمن أنت، ويعود كل شيء مرة أخرى؛ وتشعر بأصوات (الممرضات). لم أكن أريد أن أفتح عيني. أردت العودة. لقد فعلت كل شيء من أجل العودة، ولكن مرة أخرى وجدتني في المستشفى، بائسًا ومريضًا. لا أستطيع أن أصدق ما عشته وشعرت به، والشيء الأسوأ – هو أنني أستطيع أن أصدق ما أصبحت الآن أعرفه. يجب أن استمر في الحياة حتى موعد لا أعرف متى يحين، لكنني سوف أحيا بسعادة في نفس الوقت بفضل معرفة أنني سأعود، وأنهم ينتظرونني، وسوف أبذل كل ما في وسعي لتحقيق ذلك. أن الأمر سهل جدًا، سهل جدًا وبسيط جدًا.
أنه الحب فقط.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ حدوث تجربة الاقتراب من الموت:
أبريل 1980
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث ما يهدد حياتك؟ نعم. المرض. رد فعل تحسسي.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ محتوى رائع.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. الوعي الذي لدينا هنا هو اللاوعي؛ نحن هنا محدودون.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ خلال التجربة بأكملها.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. ليس هناك وقت. ليس للوقت وجود ولا الفضاء كذلك. إنه مثل بُعد آخر.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لقد انفتح أمامي عالمًا جديدًا، أكثر شمولًا. أصبح لكل شيء تفسير وأصل ووظيفة؛ ليس هناك أسئلة بلا أجوبة، كل شيء معروف.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. أكرر نفس الإجابة السابقة، ليس هناك حدود؛ لقد انفتح أمامي عالمًا جديدًا - لا نعرف منه سوى طرفه.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. لا زلت غير متيقن: هل هو ذلك المكان المغلق الذي نخرج منه، أم هو ذلك المكان المظلم حيث يجذبنا الضوء.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية )؟ نعم. تلك الكائنات كانت جزء مني أو كنت جزء منها: القوة، الطاقة، الحياة، والحب.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من روحاني أصلي أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأيت نورًا رائعًا، أبيض نور يمكنك تخيله، لكن دون أن يأخذ بصرك .
هل بدا لك أنك دخلت عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الحرية الكاملة .
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد كنت واعيًا بكل شيء؛ لم يكن عليّ أن أتذكر أي شيء. نعم لقد كان هذا الحب هو الشيء الأهم من كل شيء.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. ألاحظ أنني أصبحت أكثر حساسية وتنتابني هواجس بالأشياء قبل حدوثها.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ نعم. لقد كنت في الداخل لكنني شعرت بوجود باب خلفي. تمنيت أن أدخل بالكامل وأن لا أعود.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ مرورك بتجربتك؟ نعم
ما هو دينك الآن؟ ليبرالي
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم
هل بدا أنك قابلت كائنًا أو حضورًا غامضًا، أو سمعت صوتًا غير معروف؟ لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. يكون العقل مفتوح. هناك معرفة وفهم. إنها الحقيقة النقية. لا يوجد شيء سري ولا مخفي .
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أصبح لديك أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. حدس معين بالأشياء قبل حدوثها.
هل سبق أن حكيت للآخرين عن هذه التجربة؟ نعم. بعد عدة أشهر من حدوثها، لأنني لم أعتقد أن أحدًا سوف يصدقني. لقد احتفظت بأمر التجربة وكأنها سر، تمنيت مشاركته مع الآخرين. وأخيراً وجدت أشخاصاً مروا بنفس التجارب، وحكيت لهم عن تجربتي.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ ما حدث معي كان حقيقيًا، أرجو أن تصدقوني؛ وأعتقد أيضا أنني أحبكم جميعًا.