أورييل ب. تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

مرحبًا،

في سن التاسعة والأربعين، جاء موتي فجأة ودون سابق إنذار. بالنسبة لي، كانت رحلة استمرت أحد عشر يومًا، وعندما تكون بالكاد واعيًا ومريضًا بشدة، يمكن أن تمر تلك الأيام سريعًا. لم أقم بترتيب أي من أدراجي، ولم أقل أشياء للناس كان يجب أن أقولها، ولم أنجز الأعمال التي كانت جاثمة على مكتبي. لم أقم حتى بغسل الملابس!

بدأت رحلتي عندما استيقظت في السابع من مارس 2006. عندما نظرت في المرآة، كنت مرتبكة وقلقة في الوقت ذاته. حرفيًا، بين ليلة وضحاها، تحول بياض عيني إلى اللون الأصفر الفاقع. كانت بشرتي برتقالية داكنة، ولساني مليئًا بالبقع والتشققات. وبينما كنت أنا وزوجي نحاول معرفة السبب وراء ذلك، وافقت على الاتصال بعيادة الطبيب بمجرد فتحها لتحديد موعد في ذلك اليوم. اتفقنا على أن الوضع غريب جدًا، وأن الجلوس في غرفة الطوارئ لن يجدي نفعًا على الإطلاق. ولزيادة غرابة الوضع، فإنني لم أكن أشعر بالمرض. لم أكن أعلم حين وصلت إلى عيادة الطبيب أنني سأتوجه إلى المستشفى لتلقي العلاج، وبالتأكيد لم أكن أعلم أنني سأُشخّص قريبًا بمرض عضال مع توقع بأن أمامي خمسة أيام متبقية للعيش. وقد مرت الأيام الأحد عشر التالية كما يلي:

في 8/3/2006 تم إدخالي إلى المستشفى وأنا أعاني من اليرقان الشديد (الصفراء) والوذمة (حالة يحدث فيها تراكم غير طبيعي للسوائل في الأنسجة، مما يؤدي إلى انتفاخ في منطقة معينة من الجسم) وضيق التنفس.

في 8/3/2006 تم اكتشاف أن مستويات البوتاسيوم لدي مميتة.

في 11/3/2006 تعرضت لفشل كبدي كامل، وتم نقلي بالإسعاف إلى مستشفى متخصص ووُضعت في العناية المركزة.

في 11/3/2006 أُخبروا زوجي بأن لدي أقل من خمسة أيام للعيش، وطلبوا منه الاتصال بالعائلة وبدء المشاركة في جلسات الدعم النفسي المتعلقة بفقدان شخص عزيز.

في 12/3/2006 انخفض ضغط دمي إلى 85/39، وبلغ معدل نبضات قلبي أثناء النوم 109.

في 13/3/2006 تفاقمت حالتي مع ظهور وذمة رئوية حادة وفشل كلوي حاد، وزاد إيقاع ضربات قلبي بشكل سريع.

في 14/3/2006 تفاقمت الوذمة الرئوية، وعانيت من تضخم القلب والطحال.

في 15/3/2006 بدأت رئتاي في الانهيار.

في 19/3/2006 أصبت بقصور القلب الاحتقاني (فشل في القلب يؤدي إلى احتقان السوائل في الجسم)، وبدءوا في تنفيذ عمليات الإنعاش القلبي الرئوي لي.

وبعد ذلك حدث ما يلي:

من الصعب جدًا وصف ما حدث بكلمات أرضية، لكنني سأبذل قصارى جهدي.

شعرت بالخفة وكأنني أطفو، ثم أدركت أنني كنت أقف بجانب سريري في المستشفى. كنت أستطيع رؤية نفسي. كانت عيناي مغلقتين وأنبوب أكسجين في أنفي. كان ذراعيّ متصلات بالحقن الوريدية، ومثبت فيهما إبر متعددة، وحقائب السوائل معلقة فوق السرير على كلا الجانبين. كان لون بشرتي رماديًا برتقاليًا، وبدا أنني كنت نائمة. لم أرَ أحدًا آخر في الغرفة، فاستدرت باتجاه الباب.

عندما خرجت إلى الممر، شعرت بدفء لا يُصدق. أفضل طريقة لوصفه هي كأنك وضعت بطانية كبيرة ناعمة ودافئة في المجفف ثم قمت بلفها حول بشرتك العارية. غمرني الدفء، وكانت رائحته كرائحة يوم ربيعي.

ثم إلى يساري، أصبح الممر مشرقًا بشكل مكثف. حجب النور كل شيء آخر، فاستدرت نحوه وبدأت بالمشي.

رأيت نفسي من الخلف. كنت أرتدي رداء المستشفى، بأكمام قصيرة ويصل طوله إلى منتصف الساق. ورغم أنني كنت قد فقدت معظم شعري بسبب المرض، إلا أن شعري الآن كان طويلًا وكثيفًا، وينسدل تقريبًا حتى خصري.

كان الانجذاب نحو النور لا يقاوم. أردت الذهاب. واصلت المشي نحوه بسلام وطمأنينة غامرة. كنت أعلم أنني ميتة. لم يكن هناك حزن ولا ألم ولا ندم ولا خوف. اختفت كل الأفكار الأرضية. كنت عائدة إلى الوطن.

ثم فجأة خفتت شدة النور وبدأت الأبواب تظهر كظلال على جانبي الممر. وحينما مررت بالباب التالي، ظهرت شخصيتان ترتديان زي الممرضات. وضعتا أذرعهما بلطف حول كتفي وبدأتا في إدارتي. قلت: "لا. يجب أن أذهب". ابتسمت إحداهما وربتت على كتفي قائلة: "لا. لم يحن أجلكِ بعد. علينا أن نعيدكِ". أتذكر أنني غمرني شعورًا قويًا بخيبة الأمل والحزن، وعندما اقتربت من غرفتي في المستشفى ونظرت إلى الداخل، كان السرير الآن فارغًا وينتظرني. رأيت الطيات وأثر جسدي على الفراش حيث كنت مستلقية، ثم عاد الظلام مجددًا. استيقظت بعد عدة أيام وكنت لا أزال موجودة في وحدة العناية المركزة، وما زلت متصلة بجهاز غسيل الكلى وغير قادرة على المشي.

إذن، كيف كان شعوري عندما مت؟ لقد اختفى كل الألم تمامًا، سواء كان جسديًا أو نفسيًا. كان يشبه التعب المهدئ الذي يجعلك تغرق في النوم، الإرهاق الناتج عن الصدمة الذي يجعلك مستعدًا لنهايتها. وإذا كانت علاقتك بالله وبالسيد المسيح على ما يرام، عندها تصبح بلا خوف.

عندما عدت، لم تكن أول الأسئلة التي خطرت ببالي تتعلق بجسدي المادي. كنت أعلم أنني سأعيش لأنني أُعيدت للحياة لغرض معين. في الواقع، كانت هناك عدة أغراض، لكن الغرض الرئيسي من عودتي هو مشاركة هذه القصة مع أشخاص مثلكم. أشكر الرب لأنه سمح لي بأن أُكون من المصطفين، وأنا مستعدة لأن أمر بكل ذلك المرض مرة أخرى فقط للحصول على فرصة لتجربة تلك اللحظات الرائعة والمباركة. آمل أن تساعد قصتي في تليين قلوب المترددين ومساعدتهم على الوصول إلى القوة والحقيقة والسلام في أحضان يسوع المسيح.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 19/3/2006.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. كنت في العناية المركزة وعانيت من قصور في الكبد والكلى والرئتين والقلب.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودة خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ طوال هذه التجربة، كنت أشعر أن جميع حواسي أصبحت أكثر حدة ووضوحًا بشكل استثنائي.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم يكن هناك إحساس بالوقت. شعرت أن الزمن لا نهائي ولا حدود له.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان النور ساطعًا جدًا لدرجة أنه كان يشبه محاولة التحديق في الشمس في حياتنا الواقعية. وكانت الألوان زاهية للغاية.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. لقد مشيت في الممر.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم. في نهاية تجربتي، رأيت ممرضتين أخبرتاني أنني يجب أن أعود لأن "أجلي لم يحن بعد".

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأيت نورًا مشرقًا للغاية، يشبه القدرة على التحديق في الشمس.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الدفء، السلام، الراحة، السعادة، الحب، الحنان، الرعاية.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. مسيحية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ غير مؤكّد. لم تتغير، فقط تم تعزيزها.

ما هو دينك الآن؟ معتدل. مسيحية.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ غير مؤكّد. لم تتغير، فقط تم تعزيزها.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أنا وزوجي وأولادي أصبحنا أقرب إلى بعضنا البعض، وقد ساعد ذلك في إعادة الكثير من العبادة إلى حياة بعض أفراد عائلتي.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. من الصعب وصف المشاعر بكلمات "عادية". كانت التجربة شيئًا آخر مختلف عن أي شيء "أرضي".

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، أشعر بوحدة خاصة مع الله لم أشعر بها من قبل. كما أشعر أيضًا أنني مدفوعة "بقوة أعظم" عندما أتعامل مع الحيوانات والبشر. كما أنني الآن لم أعد أشعر بالخوف، حرفيًا. على سبيل المثال: طوال حياتي كنت أخاف من العناكب. الآن أسمح للعنكبوت أن يزحف على يدي ثم أخرجه إلى الخارج. أراه الآن مجرد مخلوق صغير خائف وأشعر بالتعاطف معه بدلاً من الخوف منه.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ عندما تمت إعادتي إلى الحياة. وعندما تم إخباري "عليك أن تعودي، فلم يحن أجلكِ بعد"، عندها سيكون من غير المنطقي تجاهل البحث عن الأسباب التي جعلتني ما زلت هنا. لقد تم اصطفائي لغرض معين، وأشعر أنني مباركة لأنني حصلت على هذه الفرصة.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لقد شاركتها مع عائلتي لأول مرة بعد حوالي أربعة أشهر عندما خرجت من المستشفى، وبعدها شاركتها مع الآخرين. شعرت بضغط روحي كبير لمشاركتها بعد أن تحسنت بما فيه الكفاية. أشعر أن الرب سمح لي بالراحة قليلاً قبل الرحلة التالية. لقد تفاجأت بردود الفعل. الناس يريدون معرفة الحقيقة. إنهم يشعرون برغبة ملحة لمعرفة ما إذا كان هناك شيء بعد هذه الحياة، وإذا كان هناك، فما هو. لقد واجهت ردود فعل متباينة. البعض أكد إيمانه الديني، يبدو أن تجربتي عززت من معتقدات البعض، وبدا البعض الآخر منزعجًا منها، وكأن قصتي تؤكد وجود حياة أخرى، ويشعرون أنهم لم يفعلوا ما يكفي من "الخير" في حياتهم للوصول إليها.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، كنت أعرف هذا المصطلح فقط، لكن لم يسبق لي أن تعرفت على أي شخص مر بتجربة مماثلة.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أنا مستعدة لتحمل معاناة المرور بنفس المرض مرة ثانية فقط لأعيش هذه التجربة مرة أخرى.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أرى أن هذا الاستبيان شاملاً للغاية.