بالدوين ر. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
أثناء التدريب الأساسي في الجيش شعرت بالمرض، تم تشخيص حالتي لاحقًا بأنها التهاب رئوي. كان يوم عطلة رسمية، لكنه لم يكن عطلة بالنسبة لنا كمتدربين، فقد قضيت ثماني ساعات في تنظيف الأواني والمقالي في المطبخ، وهو أكثر الأعمال سخونة. ولأنني أعاني من الربو طوال حياتي، شعرت أنني أصبت بنوبة ربو.
في تلك الليلة، كل ما أردت فعله هو الذهاب إلى السرير على أمل التعافي خلال الليل. كان الذهاب إلى العيادة الطبية غير مشجع، وللقيام بذلك كان عليك أن تحزم كل معداتك وأغراضك وتبلغ المستشفى في وقت نداء الحضور. والأسوأ من ذلك، إذا فاتك ما يكفي من التدريب، فإنك تخاطر بإعادة الدورة وتأخير إجازتك للعودة إلى المنزل.
في تلك الليلة أثناء نومي، أصبت بحالة هذيان، كنت أتحدث وأئن بصوت عالي بما يكفي لإيقاظ زميلي في السكن ونصف أفراد الثكنة. ولأنه كان يوم عطلة، فلم يكن هناك الكثير من الناس، لذلك تم نقلي إلى الرقيب المسؤول الموجود في غرفة الاستراحة.
ألقى عليّ نظرة واحدة ثم اصطحبني فورًا في سيارة جيب إلى المستشفى العسكري. وفي الطريق كنت أفقد وعيي وأستعيده، وكان الرقيب يمسك بقميصي حرفيًا ليبقيني جالسًا. وهنا حدثت التجربة.
في المستشفى العسكري كانت هناك قاعة انتظار / قاعة محاضرات ضخمة، في تلك القاعة أجلسني الرقيب على كرسي قابل للطي، وقال: "ابق هنا، سأذهب لإحضار المساعدة". كل ما تمكنت من رؤيته كان مكتبًا صغيرًا به نور من الأمام.
أغمضت عيني مجددًا، وفي المرة التالية التي استيقظت فيها، وجدت نفسي مستلقيًا على أرض رطبة وباردة. كانت الأرض تميل إلى الأعلى؛ واستخدمت كل قوتي للوقوف. وعندما وقفت، أدركت أنني في نفق. ورأيت أمامي عدد من الأشخاص. وحينما بدأت أسير نحوهم، اقتربت مني سيدة عجوز. وعرفت بعد ثلاثين سنة أنها كانت "ماري" عمة والدتي. قادتني عبر النفق ومررنا ببعض الأشخاص، مررنا بجندي يرتدي زيًا رسميًا مرصعًا بالأوسمة والزينة. لكن الزيّ كان غريبًا، لم يكن مثل زيي العسكري، وكان يرتدي سراويل ضيقة. بعد ذلك أخذتني العمة ماري ناحية اليمين باتجاه نور ساطع يزداد سطوعًا كلما اقتربنا منه. وهناك من خلال قوس أو بوابة، رأيت الكثير من الأشخاص يبتسمون. ثم عدت إلى الجندي، الذي سألني إذا كنت أريد البقاء أم العودة. قلت: "أريد العودة". فاستدار وأشار إلى جندي آخر. عندما تقدم هذا الجندي، بدا أنه ضابط. كان يرتدي معطفًا طويلًا وقبعة وبنطالًا ضيقًا. سألني إذا كنت متأكدًا من أنني أريد العودة، فقلت: "نعم".
وبعد ذلك أدركت أن ممرضة برتبة ملازم ثاني كانت تهزني وتطلب مني النهوض. تم نقلي إلى جناح، وأُمرت بخلع ملابسي والدخول إلى دش بارد. بعد ذلك تم وضعي في سرير، وطُلب مني شرب الكثير من السوائل. ثم تعافيت وعدت للتدريب في غضون خمسة أيام.
لعدة سنوات، فكرت في هذه التجربة. من كان ذلك الجندي؟ من كانت تلك السيدة العجوز؟. ذات مرة، كنت أقود سيارة أجرة ومررت بسنترال بارك في مدينة نيويورك، وعلقت في نفق بسبب ازدحام حركة المرور، وعندئذ بدأت أتذكر كل شيء. كان ذلك في سنة 1973. بدأت أسأل والدتي عن عم اعتقدت أنه يشبه ذلك الجندي، لكنه لم يكن رجلًا عسكريًا أبدًا. في البداية، اعتقدت أن الجندي كان والدي، الذي كان لا يزال حيًا، وكان محاربًا في الحرب العالمية الثانية.
بعد ثلاثين سنة، ذهبت إلى حفل زفاف أحد أبناء عمومتي. بدأت أنا وبنت عم آخر نتحدث عن أجدادنا. تذكرنا أن شقيق جدي قد قُتل في الحرب العالمية الأولى. لاحقًا، أرسلت لي صورة له. نظرت إلى الصورة لفترة طويلة ولاحظت السراويل الضيقة.
في إحدى الليالي كنت أقود سيارتي عائداً إلى المنزل وأستمع إلى برنامج حواري (كان المذيع يتحدث عن الأمور الخارقة للطبيعة). كانوا يتحدثون في البرنامج عن تجارب الاقتراب من الموت، وفجأة بدأت أفهم.
كانت السيدة العجوز هي العمة ماري، والجندي كان شقيقها الذي قُتل في فرنسا. وكان الجندي هو شقيق جدي، أي عم والدتي. أما الضابط، فكان الجنرال جون أوريان، قائد الفرقة السابعة والعشرين، التي كانت تُعرف باسم حرس نيويورك الوطني. ولدي صور تثبت ذلك!
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
"مايو 1968".
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. وصلت درجة حرارتي إلى 108 فهرنهايت (42.2 مئوية). كنت أفقد الوعي وأستعيده. كنت في حالة هذيان.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لا.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان. حينما كنت أستيقظ.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ حينما كنت أستيقظ.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم يكن الكلام منطوقًا، بل كان تواصلاً ذهنيًا عن طريق توارد خواطر.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم، كان النفق عبارة عن طريق يرتفع إلى الأعلى، وكانت الأجواء ممطرة وباردة ورطبة.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. قابلت العمة ماري، والعم جون – والجنرال جون فرانسيس أوريان.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، رأيت نورًا مشرقًا للغاية يصعب النظر إليه.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الخوف والسعادة.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ السعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم، وصلت إلى أبواب الجنة.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. كاثوليكي.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ معتدل. كاثوليكي.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ نعم، سافرت في النهاية إلى فرنسا لزيارة قبر العم جون، وشعرت أنني كنت هناك من قبل. ورغم أنني لم أكن أملك الكثير من المعلومات، إلا أنني تجولت في ساحة المعركة وكأنني أعرف أين كنت.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بعد ثلاثين سنة، البعض صدقني، والبعض كان فضوليًا.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ لم أفكر في أمر التجربة كثيرًا، كنت مشغولًا بأمور أخرى، كنت أمضي قدمًا في الحياة. الناس كانوا ينظرون إليّ ويتصرفون كأنني كنت شبحًا.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ ربما كانت التجربة حقيقية. لقد قرأت التجارب المذكورة على موقعكم، ربما كانت التجربة مجرد حلم؟.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ غير مؤكَّد.