بيني إم تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لا أعرف كيف أكتب عن هذه التجربة لكنني سأحاول. في يوم الثلاثاء 17 يوليو من عام 2006، كانت لي تجربة في غرفة الطوارئ بالمستشفى، كنت محاطًا بالعديد من موظفي غرفة الطوارئ وعدد قليل من الأطباء الذين كنت أعرفهم من قبل. لقد توقف قلبي عن الخفقان وفقدت الوعي. يصعب جدا عليّ الكتابة والشرح، لكنني دخلت إلى مستوى آخر من الوجود في نفس اللحظة التي فقدت فيها وعيي، وأدركت أنني كنت أعوم في فضاء متعدد الأبعاد. لم يكن هذا حلماً، فالأحلام بالنسبة لي لم تكن أبداً محددة العلاقة بهذه الدقة بالزمان والمكان ولا كانت محددة المعنى المعرفي مثل ما كانت محددة بهذا الشكل في هذه التجربة. لقد كنت واعياً تمامًا بذهني في هذا الموقف. لم أكن متأكدًا تمامًا أو حتى أسأل في هذه المرحلة، أين كنت أو لماذا أنا هنا؟ لقد كنت هناك وحسب حيثما كنت.
لم يكن الوقت والمسافة والمكان كما نعرفهم هنا إنما ظهروا بشكل مختلف. لم تكن الحركة محدودة كما هي هنا في حياتنا الأرضية اليومية. لقد سافرت فيما يبدو لآلاف الأميال بدءاً من نقطة دخولي وذلك في خلال خمس وأربعين ثانية فقط، وخضت تجربة تتجاوز حتى أكثر لحظاتي وعياً على الأرض أو أقوى حالاتي الذهنية أو حتى أية أحلام عشتها على الإطلاق. كان هذا جديدًا تمامًا وحقيقيًا. كان هذا انتقالًا إلى عالم آخر. عندما توقف قلبي، تعرضت للإغماء على الطاولة. واستعدت وعييّ على الفور وأنا في هذا المستوى الجديد من الوجود.
كانت المنطقة المرئية عبارة عن مزيج من الفضاء الهائل والموقع المحدد في نفس الوقت. للتوضيح: رأيت نفقًا من الخارج بينما كنت أحلق في الفضاء على ارتفاع عدة آلاف من الأقدام فوقه. كانت المساحة من حولي بلون أزرق سماوي دافئ وناعم. كانت هناك خيوط من الضوء الأبيض الناعم تتحرك ضمن نطاق رؤيتي، لكنها كانت بعيدة جدًا عني في المسافة. ظهر النفق بلون أزرق وأبيض شفاف وبدا كما لو أنني أستطيع النظر من خلاله.
كانت فتحة النفق تحتي، لكن النفق نفسه كان يتدفّق لأعلى، وبعيداً جداً فوق مستوى بصري، واندمج النفق في ضوءين جميلين أزرق وأبيض حيث اجتمع كل شيء معًا. كان المشهد الأكثر روعه الذي رأيته في حياتي. كنت أشعر بتلك المنطقة المحيطة بي، وقد بدت مريحة وآمنة. وعندما نظرت إلى مدخل النفق، تحركت بسرعة لحظية وبشكل فوري نحو فتحة هذا النفق. أعتقد أنني قد انجذبت إليه بحكم الطبيعة أو المصير كما لو أنني كنت أعرف ماذا أفعل.
للعلم فقط، ودون أي تقليل من الجمال المذهل للتجربة، والألوان، وراحة البال، والشعور غير المؤلم والمريح الذي مررت به في هذه التجربة والذي لن أحاول وصفه، فقد كانت التجربة رائعة وحسب. أعلم أنني سأكافح لتضمين كل التفاصيل، وهو أمر يستحيل القيام به.
لقد كان النفق كبيرًا وذو حواف مستديرة ناعمة وممتدة. كان لونه أزرق ناعم، ليس من النوع الذي يصيبك بالخوف من الأماكن المغلقة بل كان دافئاً ومريحاً ومُرحباً. عندما ولجت إلى المساحة المحيطة بالمدخل، كنت أطفو، ثم بدأت أتقدم إلى الأمام. وهنا رأيت مشاهد وأحداث تظهر على طول سطح النفق، كأنها مليون شاشة تلفزيونية كبيرة، أو كأنها لوحات عرض ضخمة تبطن الجدران، رغم أن هذا الوصف مخلاً حقًا بما جربته. بدت الأحداث وكأنها تحيط بي من جميع الجهات. شعرت في البداية بشيء من الصلة بهذه الأحداث دون إدراك حقيقي.
لكن بعد ثوانٍ قليلة، أدركت أن تلك المشاهد هي أحداث حياتي وذكرياتي، وأنني على وشك أن افهم هذه الأحداث وأضع معان مناسبة لها. اللون والوضوح كل شيء كان بالضبط كما كنت أتذكر. كانت هذه الذكريات والأحداث تمر عبر ذهني بمنظور بصري مذهل، وكان كل منها نابضاً بالحياة وبتفاصيل مطلقة، يمكنني أن ألمسها وأشعر بها جميعًا في نفس الوقت. خلال كل هذا كنت أتحرك أبعد وأبعد داخل النفق، وكنت أتجه إلى الأعلى نحو اندماج النور الأزرق والنور الأبيض المحيطين. كان هذا يمثل وجودي أو كياني، كما لو كان كل هذا موجودًا في داخلي وفي روحي ومتصلًا في لحظة واحدة رائعة.
ثم تشتت للحظة. فقد لاحظت حدثًا كنت فيه مع ابني ولفت انتباهي. تمكنت من إبطاء حركتي عبر النفق لفترة كافية للتوقف أمام ذلك المشهد ورؤيته؛ كان عيد ميلاده. ربما كان عيد ميلاده السابع - كان كل شيء يعاد أمامي بالتفصيل المطلق. خرجت من ذلك الحدث مع ابني ورجعت إلى النفق. بدا أن سرعة مروري تزداد على نحو أكبر بعد ذلك، وتوقفت عن محاولة التمسك بكل ذكرى كانت تمر أمامي.
كنت ما زلت حتى هذه اللحظة لم اتوقف لأفكر في ما كان يجري. فقد كان ما يحدث لي رائعًا لدرجة أنه أستولى عليّ. لم أفكر في الغرض أو السبب وراء ما كان يحدث معي. في تلك اللحظة، توقفت لفترة وجيزة وركزت مع أفكاري بعيدًا عن المشاهد التي كانت تمر حولي، ثم أدركت بوضوح شديد أنني مت. لم يقع أي حدث في حياتي بهذا الوضوح الذي عاينته. كانت هذه التجربة دقيقة وذات معنى وهدف.
كان هذا ترتيبًا طبيعيًا. لكن جسدي كان على ما يرام خلال عملية الموت. لا أريد أن أبدو قاسيًا بقولي هذا. فلم تصل أي أحداث مرت عليّ في حالة اليقظة الذهنية الأرضية إلى هذا المستوى من الإدراك الواعي.
تذكرت لفترة وجيزة غرفة الطوارئ، وأدركت أن شيئًا ما قد حدث بشكل خاطئ ولكن لا يهم.
كانت أعمق لحظة في حياتي. يجب أن أعترف انها كانت عاطفية للغاية بالنسبة لي. لقد غادرت جسدي ولم أعد موجوداً به بعد الآن. كنت أعيش على هيئة روح. لم أكن خائفًا، لقد كنت راضياً عن حياتي ومقتنع جدًا.
بينما كنت أفكر في كل هذا، وجدتني أتحرك سريعاً، وكانت سرعتي تزداد عندما كنت أتحرك لأعلى عبر النفق باتجاه النور الأزرق / النور الأبيض الأكثر إشراقًا. كان النور جميلًا جدًا تعجز المصطلحات البشرية عن وصفه. كان لدي شعور بأنني كنت بعيدًا جدًا عن الواقع الذي كنت موجودًا فيه قبل ذلك، وأنني كنت أقطع هذه الرحلة لتحقيق هدفاً منه. لذلك كنت راغباً في الاستمرار. وهنا شعرت بالخوف قليلا لأنني سمعت شخصًا ينادي باسمي، وبالفعل أجبت على الصوت الذي كان يناديني، وهنا تباطأت حركتي، وعندما أدرت أفكاري تجاه الصوت انعكس اتجاهي، ومرة أخرى وبسرعة لا تصدق انطلقت عائدًا بطول النفق ورجعت إلى مدخله. لم يكن هذا قراري. ثم استيقظت في غرفة الطوارئ وأنا في مساحة ثلاثية الأبعاد - مخيبة للآمال. لم يكن هناك نبض في قلبي لمدة 45 ثانية، وشعرت كما لو أنني رجعت من مسافة طويلة للغاية، واستيقظت لأجد نفسي في جسدي.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
"17 يوليو 2006"
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟ نعم. تباطؤ القلب وسكتة قلبية مع انقباض لمدة 45 ثانية. فشل في القلب. لقد توقف قلبي في غرفة الطوارئ.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ كانت تجربة رائعة
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما قلت، لقد اختبرت "الوجود" في مستوى متعدد الأبعاد. رغم كون هذه التجربة الجديدة وبها تلك العناصر الجديدة، إلا أنني شعرت بأنها طبيعية. بدت التجربة أكثر وضوحًا في الفكر بمئات المرات من حياتنا اليومية.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ من البداية الى النهاية. لكن عندما أدركت أنني قد مت، كانت تلك أكثر اللحظات وعيًا في وجودي.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يصدق
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. كل شيء كان يتحرك بسرعة كبيرة. كما قلت من قبل، اختلطت المساحة من حولي بأفكاري ومشاعري لخلق بيئة متعددة الأبعاد. لقد شعرت وكأنني جزء من هذه الأبعاد نفسها.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ حيوية بشكل لا يصدق
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. . نعم. يبدو أنني كنت حي بشكل طبيعي لكنني لم أكن موجوداً في جسدي. لم أشعر أبدًا برأسي يلتفت للنظر، ومع ذلك كان بإمكاني رؤية الكثير في وقت واحد. أنا آسف - يصعب شرح هذا الأمر.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. . غير مؤكد. لا أتذكر أنني سمعت أي أصوات. الغريب هو أنني لم افتقد وجود حاسة السمع.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التأكد من ذلك
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم .يرجى الرجوع إلى ما ذكرته أعلاه .
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. على امتداد النفق رأيت ابني، لكن كان الأمر أشبه باسترجاع ذكرى، ذكرى متعددة الأبعاد . ما زال أبني على قيد الحياة وبصحة جيدة. لكني لم اتواصل بكلمات منطوقة.
هل رأيت، أو شعرت، بأنك محاط بضوء مشرق؟ ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان النور حولي في كل مكان، لكنه كان أكثر إشراقا فوق منظور رؤيتي.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بأمان شديد. شعرت بالحب في كل مكان من حولي. شعرت بالعزم عندما اعتقدت أنني مت ولن أعود. شعرت بالذنب لأنني أردت الاستمرار.
أرجو أن لا تُقرأ العبارة الأخيرة بطريقة خاطئة. أنا أحب حياتي وأريد البقاء حتى النهاية. لكن كان هناك شيئًا ما جعلني أشعر أن كل شيء على ما يرام، وأنه لا داعي للقلق لأن كل شيء بخير. أشعر كما لو أنني استسلمت لهذا الشعور.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ فرح لا يصدق
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بأني متحد مع الكون أو فرد منه
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي، دون تحكم مني. لا بد وأنني قد رأيت آلاف الأحداث تمر بسرعة الضوء، لكن كل حدث تعرفت عليه وفكرت فيه. هل غيرتني التجربة؟ لطالما آمنت بوجود حياة بعد الموت، لذلك من الجيد أن أعرف انني على صواب بين الحين والآخر.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟ لا
الله، الروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي ميثودي (طائفة مسيحية)
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟ نعم. أشعر أنني أصبحت أقرب إلى الله والكنيسة.
ما هو دينك الآن؟ محافظ / أصولي ميثودي (طائفة مسيحية)
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم أشعر أنني أصبحت أقرب إلى الله والكنيسة.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟ غير مؤكد
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟ نعم. الأبعاد المتعددة، والسرعة التي دارت بها أفكاري، والسرعة التي استطعت التحرك بها.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ لا
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟ إدراك موتي. من الصعب شرح ذلك. في لحظة معينة من هذه التجربة، أدركت تمامًا أن موتي كان يحدث، وتقبلت ذلك.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أخبرت زوجتي بعد ساعات. معظم أصدقائي يعتبرونني شخصًا ذكيًا. لقد أخبرت الكثير منهم، وقد صدقوني، وطرح العديد منهم أسئلة مثيرة للاهتمام حول التجربة وأرادوا التعلم منها. لقد منحت تجربتي معظمهم الراحة.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟ لا
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟ لا.