بوب سي. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
في الليلة التي سبقت رحلة الغوص في المياه المفتوحة، سهرنا أنا وشريكي في الغوص لوقت متأخر نشرب البيرة، ولم ننم كثيرًا. وفي الصباح استيقظنا مبكرًا، واضطررنا للقيادة حوالي 50 ميلًا (80 كيلومتر) للذهاب إلى مدينة لوجانسبورت حيث كنا سننفذ الغطسة. في سن التاسعة عشرة، كنت مغرورًا وفي قمة لياقتي البدنية. وبما أنني كنت "رجلاً حقًا"، اخترت عدم ارتداء بذلة الغوص (فالطقس دافئ في مايو، أليس كذلك؟). وعند نهاية الغطسة الأولى (لم أتناول أي طعام في ذلك الصباح، وكان جسدي قد استهلك جميع السعرات الحرارية المخزنة في محاولة للبقاء دافئًا)، لذلك تعرضت للإغماء على عمق 30 قدمًا (9 أمتار) تحت الماء.
لم يتمكن شريكي في الغوص من مساعدتي عندما بدأت أشعر بالذعر لما أدركت (للحظة وجيزة) المأزق الذي وقعت فيه. أتذكر أنني اتخذت قرارًا سريعًا بابتلاع الماء كي أموت بسرعة. بعدها وجدت نفسي أمشي على أرض صلبة في جو غائم ساطع للغاية، وشعرت بانجذاب نحو نقطة معينة. (لم تكن بالضرورة هي مصدر النور، لكنني شعرت بدافع قوي يجذبني نحو تلك النقطة بعينها). ومرت بي فكرة سريعة عن أحبائي الذين خلفتُهم ورائي، لكنني كنت أعلم غريزيًا أنهم سيكونون بخير، ولم أفكر فيهم أكثر من ذلك. أحداث حياتي لم "تمر أمام عيني" في أي وقت. ثم وجدت نفسي عند مدخل مفتوح في "جدار" أبيض (أو فاتح اللون).
عندما بدأت بالمرور عبر هذا المدخل، الذي كان عرضه حوالي 20 بوصة (نصف متر)، رأيت ثلاث سيدات، وكل واحدة منهن كانت تبتسم ابتسامة تشبه ابتسامة "الموناليزا". سيدة منهن كانت أمام السيدتين الأخريين، ورغم أننا لم نتحدث بكلمة، لكن كان لدي انطباع واضح أنهن يعرفنني. كانت هؤلاء السيدات يرتدين عباءات بيضاء طويلة. وشعرت بالدفء والسلام التامين. لم أشعر بمثل هذا القدر من "الحب" قط. أتذكر (كنت لا أزال عند المدخل) أنني نظرت إلى اليسار، ورأيت مدخل آخر، وشعرت فجأة أن "وراء ذلك الباب تكمن أجوبة كل الأسئلة!". وعندما بدأت في دخول الغرفة مع النساء، تواصلت معي السيدة الأولى، وأخبرتني أن هذا هو المكان المناسب، لكنه ليس الوقت المناسب لي بعد. ابتسامتها الموناليزية لم تتغير، لكنني شعرت منها بعاطفة مفادها أنها كانت تأمل أن أتفهم أنني "لن يُسمح لي بالدخول بعد".
غمرني حزن ساحق، لكنني استسلمت لحقيقة أنهن كنَّ يعرفن ما يتحدثن عنه (أيتحدثن؟). وبنفس الحزن الشديد، نظرت إلى السيدات للمرة الأخيرة، واتخذت قرارًا واعيًا بالابتعاد عنهن. ثم استيقظت بعدها (بعد يومين) في سرير في وحدة العناية المركزة بمستشفى ميثوديست في إنديانابوليس، ووجدت أمي جالسة بجانبي. سألتها أين السيدات، وبالطبع لم يكن سؤالي منطقيًا على الإطلاق.
منذ ذلك الحين، لم أشهد نورًا ساطعًا "نظيفًا" مثل ذلك النور الذي شهدته في تلك التجربة. ورغم أنني كنت بالفعل متدينًا، إلا أنني أشعر أني حصلت على رؤية عميقة للقيم "الحقيقية" لهذه الحياة. لم أعد أتوق إلى حيازة الممتلكات المادية، وأنا مقتنع أن الانتحار ليس خيارًا. (إذا كان الأمر كذلك، فماذا كانت السيدات سيقلن لي؟ هل أخذت القرار من أيديهن؟)
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
يونيو 1970.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا يوجد رد.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
أبدًا، في الواقع أتذكر أنني كنت أرتدي ملابس "عادية".
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لقد كنت واعيًا تمامًا لتجربتي، لم يكن هناك أي ارتباك على الإطلاق.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا. لم يكن هناك أي أصوات على الإطلاق.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ لم أرى مصدر هذا النور أبدًا، لكنه لم يكن "نورا مبهِرًا" على الإطلاق، لكنه كان أكثر نور مشرق يمكنني تخيله.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الحب والدفء وعدم الاهتمام بالماضي.