بريندا دبليو. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت في السابعة عشرة من عمري فقط وأقيم مع عمتي وعمي في باوندري باي، كولومبيا البريطانية، كندا. ولحسن حظي، كانا ممرضة وطبيبًا. كنت هناك لأن الربو كان يمثل مشكلة لي ولم أستطع العيش في أيوا مع والديّ. ومع ذلك، كان الربو خطيرًا، فأعطاني عمي دواءً ثم ذهب إلى مكتبه معتقدًا أنني سأكون بخير. لكنني لم أكن كذلك. أصبحت رئتاي أكثر ضيقًا، وازداد الظلام من حولي، وكان الذعر يتصاعد داخلي إلى مستويات غير معقولة. سمعني أحد أبناء عمي، فركض ليحضر عمتي، التي صرخت في أحدهم ليعيد عمي، بينما قامت بتدليك حلقي وعضلات رقبتي وكتفي، محاولةً إرخاء جسدي، على ما أعتقد. وجدت أنه من الغريب أنني كنت أفكر بسرعة مذهلة حتى مع تضيق رؤيتي، وشعرت وكأن الخلايا في جسدي كلها تنطفئ وتتلاشى. أتذكر أنني فكرت أنه لو كانت خلاياي نجومًا، فإن جسدي كان سيغرق في الظلام. كنت أعلم أنني أموت.

كنت واعية عندما وصل عمي. حملني إلى السيارة، لكنني لم أستطع رؤية أي شيء – رغم أنني وجدت أنه من الغريب أننا كنا نقود بسرعة عالية مع الفرملة الحادة والانعطافات الصاخبة، ومع ذلك كنت أستطيع رؤية أوراق الأشجار – وهذا مستحيل لسببين. أنني لم أكن أرتدي نظارتي، وأنني كنت مستندة إلى زوجة عمي وعيناي بعيدتان عن النوافذ. كنت واعية أيضًا عندما وصلنا إلى عيادة عمي، وعندما حقن فخذي بدواء – والذي افترضت حينها أنه جرعة كبيرة من البريدنيزون و/أو الإبينفرين. بالكاد كنت أتنفس، ولم أكن قادرة حتى على المحاولة. ومع ذلك، كان الذعر يتصاعد، وتكررت أجزاء من المزمور الثالث والعشرين في رأسي: "أيضًا إذا سرتُ في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا..." مرارًا وتكرارًا، وأنا أتساءل لماذا كنت لا أزال خائفة. توسلت إلى الله أن يرسلني إلى إفريقيا وليس إلى الموت. على الأقل في إفريقيا، كنت سأظل قادرة على رؤية الشمس والنجوم والعالم المألوف.

أتذكر اندفاعة أخيرة، ربما لمحاولة الحصول على الهواء. نهضت فجأة، ورأيت أننا قد دخلنا مدخل نفق چورچ ماسي الذي يمر تحت نهر فريزر إلى المستشفى في ريتشموند، كولومبيا البريطانية. سقطت مرة أخرى على زوجة عمي وانطلقنا بسرعة إلى داخل النفق، وسمعت زوجة عمي تقول: "لقد فقدناها". وجدت ذلك غريبًا. إذا كنت قد مت، فلماذا كنت لا أزال في النفق؟ لماذا استطعت سماعها وهي تقول ذلك؟ كما وجدت أنه من الغريب أنني كنت أستطيع رؤية وجه عمي وهو يستدير ليرى بنفسه. لا تزال ملامحه محفورة في ذاكرتي. في تلك اللحظة، في عمق النفق – وكنت أعتقد لسنوات أنه كان نفق چورچ ماسي، لكنني أدرك الآن أنه كان النفق ذاته الذي يدخله الآخرون عندما يمرون بتجربة الاقتراب من الموت – ثم خرجت إلى النور.

كان النور كما وصفه الآخرون. حمام دافئ من النور يتم اختباره باعتباره نورًا إلهيًا، مليء بالمعرفة الكاملة، والمحبة المطلقة، والغبطة. كان هناك تواصل بلا كلمات، وفهمت أنني سأعود لأعيش حياة رغدة. لكنني توسلت ألا يحدث ذلك.

ثم رأيت لافتة الطوارئ الحمراء الخاصة بالمستشفى – مرة أخرى، كان ذلك أمرًا غريبًا بالنسبة لي، لأنني لم أكن أدرك مفهوم أنني كنت خارج جسدي. لم أتمكن من فهم كيف استطعت رؤية شيء خارج السيارة.

بعد ذلك، رأيت عمي يوقف السيارة بشكل مفاجئ أمام قسم الطوارئ. وقفز خارجًا منها واندفع نحو الخلف، وفتح الباب الخلفي للسيارة وحاول سحبي للخارج. ركض الممرضون بعربة نقالة للمساعدة، لكن قدمي كانت عالقة تحت المقعد الأمامي. كنت أصرخ لهم قائلة: "قدمي عالقة!"، كنت أضع يدي على فمي وأصرخ بأعلى صوتي. كنت أصرخ، وأتساءل لماذا كنت أسمعهم وأسمع نفسي، لكنهم لم يسمعوني. وكيف استطعت رؤية أن قدمي كانت عالقة تحت المقعد؟ أخيرًا، قالت زوجة عمي: "قدمها عالقة".

قفز عمي إلى الباب الأمامي، وفتحه بقوة، وانحنى إلى الداخل وسحب المقعد للأمام. وبهذه الطريقة، تمكنوا من إخراج جسدي.

لقد رأيتهم يضعونني على النقالة وفجأة، بوم! عدت إلى قفصي الجسدي. لقد مررت بالكثير من الألم والخوف خلال الأربعين سنة الماضية من حياتي، لكن لا شيء يقارن بهذه العودة العنيفة والالتحام بين الجسد والروح. كنت أرتعش، وألهث، وأعود وأنا في حالة من الذعر التام. سمعت عمي يقول: "لا تدعوها تستلقي! ستموت إذا استلقت!". قفز إلى النقالة بجانبي وسحبني إليه. ثم اندفعنا إلى الداخل، جالسين. في الداخل كنت لا أزال جالسة، وكانت هناك مجموعة من الأطباء (بدأت رؤيتي تعود تدريجيًا) يقومون بحقني بالإبر ويضعون لي قناع الأكسجين.

عندما استقرت حالتي، نقلوني إلى غرفة وتركوا لي أفكاري، والأكسجين، والسوائل الوريدية.

عشت في عالم صامت مليء بالغموض لسنوات عديدة - غير قادرة على التعبير عما حدث - باستثناء محاولتي كتابته. كنت قد نسيت أنني فعلت ذلك، ولم أجد المذكرات إلا العام الماضي. كانت الكتابة محاولة ضعيفة لوصف ما لا يوصف.

ما يزيد من تعقيد هذه التجربة هو أنني مثل كثيرين غيري، عدت معتقدة أنني سأعيش حياة رغدة، مليئة بالمعنى والهدف الجديد. شعرت أن الله وضع يده عليّ بطريقة خاصة، وأن لدي شيئًا أقدمه للعالم. في الواقع، أصبح الربو الذي أعاني منه خارج السيطرة لدرجة أنهم أرسلوني للعيش مع أصدقاء للعائلة في أريزونا.

لقد تركتني أمي في رعاية طبيب مسيحي – رجل كان موصى به بشدة وقائدًا في جمعية "يونغ لايف" (منظمة مسيحية غير ربحية موجهة للشباب). لقد اعتدى عليّ جنسيًا، ولم أكن أملك أي لغة لوصف ما كان يفعله. كنت في السابعة عشرة من عمري فقط، وكنت قد انتقلت، في غضون ثلاثة أشهر، من أبواب الجنة إلى بوابات الجحيم المجازية.

استغرق الأمر سنوات قبل أن أتعلم عن تجارب الاقتراب من الموت والاعتداء الجنسي، وأتمكن أخيرًا، ولو بدرجة محدودة، من تسمية ما مررت به.

أنا ممتنة للكلمات التي ساعدتني في وصف تجربتي؛ ومع ذلك، لا يمكن للعالم المحدود أن يستوعب غموض ما هو أبعد من هذا العالم. أعتقد أن تسعين بالمئة مما مررت به قد ضاع – بنفس الطريقة التي يتلاشى بها الحلم، لكنه يتركك مملوءًا بالدهشة.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أحد قرائنا رد على برندا، حيث كتب Butterfly:

لقد تأثرت بتجربة الاقتراب من الموت التي مرت بها بريندا و. ووصفها لمعاناتها، ودفعتني إلى كتابة قصيدة ردًا على ذلك:

كلما طال الرجاء

كلما عظم العطاء

فالله يمنحنا صبرًا يعين،

لنيل تمامٍ يفوق الظنون،

سنلقاه حتمًا ولو بعد حيـن.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 17 أغسطس 1969.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. نوبة ربو حادة. كنت أعاني من الربو.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودة خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ ربما عندما كنت أنظر إلى السيارة وجسدي، رأيت قدمي عالقة والجميع في حالة ذعر محاولين إخراجي. كان لدي يقظة أفتقدها حتى يومنا هذا. وكانت لدي القدرة على رؤية كل التفاصيل.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. ليس لدي كلمات أو لغة لوصف ذلك حتى الآن.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان جسدي الجديد شفافاً. كنت أطفو، لكن كان لدي ذراعان وساقان، وكنت أشعر بيدي على فمي وأنا أصرخ في وجه الجميع. كنت أرى الحصى على الرصيف. وكان بإمكاني رؤية قدمي عالقة ما بين الإطار المعدني وقماش كرسي السيارة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، كنت أسمع كل ما يُقال. وعندما كنت في النور، كنت أفهم دون لغة. ومع ذلك فإن وصف ذلك بالتخاطر العقلي يقلل من قيمة التواصل.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟نعم، ما جعل هذه التجربة مثيرة للاهتمام هو أنني دخلت نفق الموت في نفس اللحظة الذي دخلت فيه نفق چورچ ماسي، وقد أربكني ذلك لسنوات.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟لا. لقد سمعت أن آخرين قد مروا بذلك أيضًا. شعرت بخيبة أمل عندما سمعت أن هذا كان احتمالًا، لأن ذلك يعني أنني ربما كنت سأرى أختي المتوفاة – وهي شخصًا ما زلت أحزن عليه وكنت سأحب رؤيته، حتى لو كان ذلك للحظة واحدة فقط. لا زلت أتساءل لماذا لم يحدث ذلك. لقد رأيت الله فقط، وقيل لي إنه يجب عليّ العودة. افترضت أنني لم أتقدم أكثر في عملية الموت.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟نعم، لقد خرجت من نفق چورچ ماسي (لكن في الحقيقة، كنت أخرج من نفق الموت) إلى النور. أدركت فورًا أنني قد مت وأنني مع الله – ولكن ليس وفق المفهوم المحدود الذي تعلمته عنه. فلم يكن هناك حساب، على سبيل المثال. كنت أعلم أن يسوع قال أنه نور العالم، لذا كنت سعيدة برؤيته نورًا، وأسعدني أكثر معرفة أنه كان أكثر من مجرد كلمات. كان النور ساطعًا لكنه لم يكن قاسيًا، كان دافئًا لكنه لم يكن خانقًا. كان يبدو شافيًا ومهدئًا، كأنه بلسم من نوع ما.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ لقد شعرت بمشاعر مختلفة، حسب ما كان يحدث. انتقلت من الذعر والرعب إلى النعيم، ومن الاختناق إلى انعدام الألم، ومن النعيم إلى الحيرة، ومن الحيرة إلى الرعب مرة أخرى. لقد شعرت بالإحباط لعدم قدرتي على التواصل مع عمي عندما كان يحاول إخراجي من السيارة. وشعرت بالغضب والحزن عندما أُعيدت مرة أخرى إلى جسدي رغمًا عني. وكنت في أسعد حالاتي عندما كنت مع النور.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بالسعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد تعلمت أن عقلي هو أنا، وأنني سأعيش إلى الأبد، وأن الله موجود، وأن الدين لغز لا تستطيع أي كنيسة أن تعرفه بالكامل. لقد تعلمت أن الله هو الحب حقًا، وأننا كبشر لا نستطيع حتى أن نبدأ في فهم عمق هذا الحب ولا تأثيراته. لكننا بدلاً من ذلك يبدو أننا مصممون على تقييد هذا الحب.

ولأنني تعرضت للاعتداء الجنسي بعد التجربة بوقت قصير، وبدأت أعيش حياة الضحية مثل العديد من الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء، فقد اتكئت إلى حقيقة تجربتي في الاقتراب من الموت كي أبقى قوية. وكثير من الناس، عندما يسمعون عن أي من معاناتي العديدة، يسألونني: "وما زلتِ تؤمنين بالله؟".

هناك افتراض بأن الله يجب أن يحدّ من ألمنا. وأنا نفسي أعاني مع هذا الأمر. لكن لأنني أعرف أن الله موجود، وأنه محبة مطلقة، فلم أتمكن من إدارة ظهري للحب الحقيقي الوحيد الذي عرفته على الإطلاق.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. معمدانية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، أنا لست مرتاحة مع الأديان المنظمة، ولست مرتاحة بين الملحدين أيضًا. مرة أخرى، لا يبدو أنني أنتمي إلى أي مكان. أنا متدينة جدًا بالنسبة للأغلبية، ولست متدينة بما يكفي بالنسبة للكنيسة. لم أذهب إلى الكنيسة منذ سنوات، رغم أنني أعزف على الأجراس اليدوية في كنيسة لوثرية صغيرة بالريف، بنيت قبل أكثر من مائة سنة، الكنيسة لها مئذنة وجرس وكل الأجواء التي تذكر بلوحات كورير وإيفز. (Currier and Ives: شركة أمريكية شهيرة في القرن التاسع عشر كانت متخصصة في الطباعة الحجرية ونشر المطبوعات الفنية التي كانت تصور الحياة الأمريكية مثل المناظر الطبيعية والأحداث التاريخية، وقد ساهمت تلك المطبوعات في توثيق الحياة الأمريكية في تلك الحقبة)

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. أنا غير مرتاحة مع الأديان المنظمة.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، أنا لست مرتاحة مع الأديان المنظمة، ولست مرتاحة بين الملحدين أيضًا. مرة أخرى، لا يبدو أنني أنتمي إلى أي مكان. أنا متدينة جدًا بالنسبة للأغلبية، ولست متدينة بما يكفي بالنسبة للكنيسة. لم أذهب إلى الكنيسة منذ سنوات، رغم أنني أعزف على الأجراس اليدوية في كنيسة لوثرية صغيرة بالريف، بنيت قبل أكثر من مائة سنة، الكنيسة لها مئذنة وجرس وكل الأجواء التي تذكر بلوحات كورير وإيفز.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، لقد خرجت من هذه التجربة وأنا أعلم أنني أُعيدت لسبب ما. لكن ما هو هذا السبب، لم أكن أعلم، لكنني شعرت بالثقة بأنه سيتم الكشف عنه مع الوقت. عدت أيضًا وأنا أعلم أنني يجب أن أكتشف ما هي الحياة الرغدة. في محاولتي الأولى للكتابة عن هذا، أطلقت عليها اسم "الحياة بحروف كبيرة". ومع ذلك، ونظرًا لأن صحتي كانت متدهورة، وتم إرسالي للعيش في أريزونا مع أصدقاء للعائلة، ووُضعت تحت رعاية طبيب مسيحي اعتدى عليّ جنسيًا. لقد أمضيت الأربعين سنة الماضية أعيش مع الآثار النفسية والعاطفية للإيذاء الشديد، ولم أفهم قط الهدف من تجربتي في الاقتراب من الموت. أنا لا أعيش حياة كاملة ورغدة. ليس لدي هدف. لقد عانيت في كل جانب من جوانب الحياة: جسديًا، وعاطفيًا، وماليًا، وروحيًا. إن الألم الناجم من عدم الفهم يزداد مع مرور الوقت، وهناك أيام عديدة أفكر فيها بالانتحار. لقد توصلت إلى استنتاج مفاده أنني ربما أستاء من عودتي. وأن الحياة لم تكن تستحق كل هذا العناء. لو كنت أملك الخيار، لكنت قررت البقاء ميتة، والذهاب إلى العالم الآخر للإقامة مع النور. هل يبدو هذا منطقيًا؟ أنا أحاول أن أكون صادقة هنا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أشعر بأنني منفصلة تمامًا عن الجميع. وكأنني أعيش في عالم موازٍ، خارج الزمن، غير قادرة على الوصول إلى ما يعتبره الجميع أمرًا مسلمًا به. لا أعلم ما إذا كان هذا نابعًا من تجربتي في الاقتراب من الموت أم من التعرض للاعتداء الجنسي. أخشى أن يكون الحدثان قد اختلطا بشكل رهيب في كيفية تأثيرهما على نفسيتي.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. في ذلك الوقت، لم أكن قد سمعت من قبل عن تجارب الاقتراب من الموت، ولم يكن لدي لغة أو فهم لما حدث لي. عشت في صمت لسنوات، حتى صادفت شيئًا مكتوبًا عن هذا الموضوع. في ذلك الوقت، شعرت بالراحة لحصولي على كلمات تفسر التجربة ("آه! لقد كنت خارج جسدي! آه! كنت ميتة بالفعل! آه! لم يكن نفق جورج ماسي الذي دخلته؛ بل كان نفق الموت!")، ولكن في نفس الوقت، أصبت بقلق شديد عندما قرأت تجارب مماثلة، لأنه حتى عندما حصلت على الكلمات التفسيرية، تلاشى غموض وعظمة التجربة – تمامًا مثلما يختفي الحلم عند الاستيقاظ. أدركت أنني الآن أمتلك أدوات لتفسير تجربتي بشكل سطحي؛ لكنني كنت أيضًا على دراية بأنني لم أعد أملك "ذاكرة" لتسعين بالمائة من ماهية تلك التجربة. الكلمات اختزلت كل شيء إلى أبسط أشكاله. وكالحلم المتلاشي، لم يتبق لي سوى الشعور أكثر من الكلمات.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، أستطيع أن أشعر بحزن الناس. أستطيع أن أعرف متى يتعرض شخص ما للإيذاء. كنت أعرف ذات صيف أن واحدة من بنات عمي ستموت خلال السنة. وكان ذلك صحيحًا؛ فقد ماتت كريستين، التي لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها. عمي وزوجة عمي، اللذان تمكنا من إنقاذ حياتي، لم يتمكنا من إنقاذ حياة ابنتهما.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ النور هو الحدث الأساسي. لم أرغب في المغادرة. ومنذ ذلك الحين، أشعر بالوحدة.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لقد مرت سنوات. وأخيرًا أخبرت والدتي. لكنها فسّرت الأمر كله على أنه مجرد هلوسات، وهكذا دخلت في سنوات أخرى من الصمت. وعندما بدأت شهادات أخرى في الظهور، بدأت تصدقني. لقد أخبرت الآخرين في السنوات الأخيرة، في المقام الأول لأنهم أصبحوا الآن على دراية بهذه الأمور.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا. لو كنت أعلم، لكنت قد أدركت ما كان يحدث بدلاً من أن أشعر بالارتباك. أتساءل عما إذا كان بإمكاني أن أكون أكثر تحليلًا بشأنها، وأن أتعامل معها كرحلة للبحث عن الحقائق أو شيء من هذا القبيل، حيث إن لدي فضولًا لا يمكن شفاؤه.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا. لقد كدت أموت بسبب نوبات الربو مرتين بعد تجربة الاقتراب من الموت، ولكن في المرتين لم أتوقف عن التنفس أو أفقد الوعي.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أعتقد أن تجربتي الاقتراب من الموت والتحرش الجنسي، لحدوثهما بفارق زمني قصير وفي وقت لم أكن أمتلك فيه لغة للتعبير عنهما، قد جعلا كلا الأمرين يختلطان ببعضهما البعض. فكلاهما حقيقي لدرجة أنني أعيشه مرارًا وتكرارًا. وكلاهما مربك جدًا ويحمل العديد من التساؤلات.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أعتقد أنك قمتم بعمل جيد.