كال جي. تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

في خريف عام 1993، خصصت أربعين يومًا للامتناع عن الطعام والنوم والتواصل البشري استعدادًا لمحاولة انتحار. وفي موعد ولادتي تمامًا، حقنت نفسي بعنصر الزئبق باستخدام حقنة حجمها 10 سم مكعب وإبرة قياس 18. وخلال ثلاث دقائق بدأت أعاني من ارتعاشات لا إرادية وفقدت السيطرة على جسدي. بعد أن ظننت أن محاولتي باءت بالفشل، توجهت إلى جسر مرتفع لأقفز منه إلى موتي المزعوم. لكن النوبات جعلتني عاجزًا ولم أتمكن من المشي أو القيادة. ما زلت أذكر وجه والدتي (التي جاءت لتأخذني للتسوق بمناسبة عيد ميلادي) وتعبير الرعب الذي كان على وجهها قبل أن أفقد الوعي.

شعرت بالوحدة وعدم الأهمية في تلك اللحظة، وكنت أفكر مليًا فيما كنت أفعله بعائلتي من خلال موتي. أتذكر بوضوح رغبتي في تجربة الموت، ولم أفوت أي تفصيلة؛ ومع ذلك شعرت أنني لا أستطيع الهروب من وعيي الروحي. وجدت نفسي متكئًا على جدار في منزل والدتي. رأيت جسدي في حوض الاستحمام، يتصبب عرقًا في بركة من الماء المثلج. وكان هناك دمًا جافًا تحت أذنيّ وأنفي. كانت والدتي تقيس ضغط دمي وتستجوب حبيبتي التي لم تكن تعرف شيئًا.

وفجأة بدأت البيئة من حولي تتغير، ورأيت عالمين، بُعدين متوازيين. كان أحد البعدين ماديًا فقط، بينما الآخر كانت له خصائص بصرية، لكنها كانت غير مرئية للأشخاص المحتشدون في الغرفة الصغيرة. كان هناك أشخاص، بعضهم يتحرك، وبعضهم ثابت في مكانه. الذين كانوا يتحركون بدا أنهم كانوا مشغولين للغاية، حيث كانت تظهر لهم آثار من الطاقة (أو الحرارة) أثناء تحركهم. شكلهم الوحيد كان عبارة عن ظلال داكنة ظهرت كظلال ثلاثية الأبعاد. اعتقدت أنهم كانوا كائنات سماوية بدون شكل حقيقي. ثم بدأت أقاتل لتحويل وعيي، لأنني كنت قلقًا بشأن مشاعر والدتي. وقررت أن أجد طريقة للعودة إلى البُعد الذي جئت منه.

بتركيز كبير، تمكنت من فتح عينيّ — رغم أن حبيبتي أقسمت أنني كنت ميت تمامًا في ذلك الوقت. تم سحبي إلى الأريكة حيث استمرت النوبات ثم نمت لعدة ساعات، كنت أستعيد وعيي وأفقده. وبحلول اليوم التالي، استعدت السيطرة على خصائصي الجسدية، وتحققت من الأحداث التي وقعت حينما كنت "ميتًا". وقد تطابقت القصص التي سمعتها مع ما رأيته وأنا خارج جسدي، وخلصت إلى أن العنصر الروحي للحياة كان حقيقيًا وهو جزء لا يتجزأ.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 10-14-1993.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. محاولة انتحار بجرعة زائدة سامة، كان التشرد القسري هو دافعي للتخطيط للانتحار.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ نعم. تعاطيت الميثامفيتامين لمدة أربعين يومًا مع التجويع المتعمد – وانتهى الأمر بحقنة زئبق في وقت الوفاة.

هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟ نعم، لم يكن لدي سوى القليل من السيطرة على خصائصي الميتافيزيقية، مثل الحلم تمامًا.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم، لم أستطع رؤية نفسي، أعتقد أنني كنت بلا شكل وبدون هيئة مرئية.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ على مقياس من 1 إلى 10 – كان مستوى الوعي عالي عند 9.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم أكن أواجه مشكلة مع إحساسي الداخلي بالوقت.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، سمعت صوتًا مثل صوت نهر أو جدول قريب. وسمعت أيضًا أصواتًا هامسة يبدو أنني وحدي من كان يسمعها. شعرت المراقبة، كأنني كنت في المستشفى.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ لقد قمت بعرض كل ما رأيته وأنا خارج جسدي على الأشخاص الذين كانوا حاضرين، وكانت روايتهم للأحداث متزامنة مع ما رأيته. كان من المستحيل أن أمتلك هذه المعرفة لو كنت "أتظاهر بالموت" من جسدي المادي.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. لم يكن هناك ممر — رغم أنني أشير إلى هذه التجربة على أنه ولادة جديدة. مثلما يشهده بعض الأطفال عند خروجهم من الرحم.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. كانت الكائنات الأخرى شبه إنسانية في شكلها، لكنها كانت شفافة تقريبًا. كانت نشطة، لكن لم تقترب أو تتواصل معي شفهيًا ولا تخاطريًا.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا، لم أرى ذلك النور الذي يصفه الأشخاص الذين مروا بتجارب الاقتراب من الموت.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الخوف، البهجة، القلق، الحزن.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. عند مشاهدة "العالم الآخر"، أتذكر أنني كنت في حالة وعي عالية — وللحظة حتى اعتقدت أنني قد عرفت هدف البشرية. هل تصدق أننا نمتلك شيئًا مشتركًا مع النمل؟

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ كان هناك عرض مرئي أظهر "عرض من الشرائح" لصور من ذاكرتي. كانت معظم هذه الصور لأشخاص أثّروا في حياتي؛ خاصة أولئك الذين عرفت أنهم كانوا يتمتعون بإحساس بالحب تجاه الإنسانية. استمر هذا العرض لمدة تقارب الأربع دقائق — وهو وقت قريب جدًا من الوقت الذي فقدت فيه السيطرة الجسدية على نفسي.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم، لقد شعرت بالحدود، لكن لا — لم أتجاوزها. لقد تجاوزتها لاحقًا في تجربتي الثانية في الاقتراب من الموت. (تجاوزتها دون حتى أن أطلب).

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. الجرمانية / هكسكروفت

ما هو دينك الآن؟ محافظ / أصولي. الجرمانية / (تيوتوني) هكسكروفت

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد استعدت الإحساس بقيمة الحياة البشرية والمشاعر التي يمكن أن تحافظ عليها أو تلغيها عن طريق التأثير الاجتماعي.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

كانت التجربة مع مرور الوقت: تزيد.

ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ لقد أجبت بالفعل على هذا السؤال بأفضل ما أستطيع.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أستطيع أن أكتب كتابا للإجابة عن ذلك السؤال. لكن دعونا نقول فقط — لقد غيرت التجربة كل شيء.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، لعدم وجود أدلة قابلة للتصديق.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، لقد تم تعزيز إحساسي بالتخاطر بشكل كبير. كبير حقًا، بحيث لاحظ الآخرون تأثيراته.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الجزء الأفضل من التجربة – هو أنني فتحت عيني (جسديًا) ورجعت للحياة. أما الجزء الأسوأ منها – فكان الاحساس بالخزي الذي شعرت به عندما أدركت ما فعلته بنفسي.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، يعتقد معظم الناس أنني كنت في مكان خاص بناءً على الطريقة التي أتعامل بها بالأشياء التي لا ينبغي لي أن أعرفها.

يمكنك أن تدعوني عرافًا روحانيًا، لكن إدانتك لا تعني الكثير بالنسبة لي.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. بعد مرور سنتين، عثروا عليّ متجمدًا في الثلوج على طريق ريفي. أخذني أصدقائي إلى المنزل ولم أفق لمدة يومين. ولن أصف لأحد ما رأيته حينها، لأنه قد يؤثر على مسار حياة شخص آخر. وهذا ليس قراري.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ الانتحار ليس حلًا. المشاكل ذاتها موجودة — إنما اهتمام الفرد هو الذي يتغير.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ اطرحوا السؤال التالي: "لماذا قررت مشاركة تجربتك في موقعنا؟"