تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
|
وصف التجربة:
عندما كنت في السادسة عشرة، كنت أجرب "استنشاق" المذيبات. الجميع يمرون بتجربة الضجيج والرنين والشعور بأنك "خارج الواقع". وعندما تستهلك كمية كبيرة جدًا، ما عليك سوى أن تستلقي وتبقى الكيس في يدك. تحتاج إلى بضع دقائق لتعود إلى وعيك مرة أخرى.
لكنني قررت أن أخذ الأمر إلى مستوى آخر؛ استلقيت أولاً، ثم وضعت الكيس على وجهي وبدأت في استنشاق الغاز. كان هذا هو آخر ما أتذكره من الوعي قبل أن يُقال لي إنهم (الأصدقاء الذين كنت معهم) اعتقدوا أنني قد مت. أحدهم استيقظ ووجدني على الأرض والكيس فوق وجهي يخنقني، فأزاله وبدأ يصفعني. وعندها استيقظت.
لكن على مستوى اللاوعي، يمكنني أن أتذكر كل شيء بتفاصيل دقيقة.
بدأ الأمر بظلام مطلق، ثم ظهرت كرة من النور الساطع. النور كان أكثر من مجرد نور؛ كان يحتوي على تدرجات سداسية من اللون الأصفر البرتقالي المشرق، ولكن أغلبه كان أبيض. وهناك ظهر شكل بيضاوي من النور، ثم خرج منه خط واتجه إلى اليمين وإلى الأعلى، ثم بدأ يتخذ شكلاً حلزونيًا. بعد ذلك، توقف الخط فوقه مباشرة. تم إبلاغي من خلال الرؤية، وبطريقة ما فهمت عن طريق التخاطر (التواصل الذهني)، أن هذه هي الحياة. تبدأ الحياة وتتوقف، ثم تبدأ من جديد. إنها الولادة الجديدة. بدأ الخط من جديد، مع وجود فجوة صغيرة في الشكل الحلزوني، ومرة أخرى، بدأ الشكل الحلزوني ثم توقف. تكرر هذا الأمر سبع مرات أخرى مع وجود فجوات بين كل مرة، ثم تلاشى الخط الأخير.
تم إخباري أن هذه العملية لا تنتهي أبدًا حتى... كانت هذه هي الرسالة الأخيرة التي تلقيتها، "حتى تصبح واحدًا مع..."، ما الذي كان يُقال لي؟ أشعر أنني فسرت ذلك بشكل خاطئ على أنه الله. ومع ذلك، هذا كل ما حصلت عليه. لذلك تحدثت مع بعض المسيحيين الذين أعرفهم حول هذا الموضوع. ولم تكن فكرة التناسخ جزءًا من الدين المسيحي. فالجنة والجحيم أبديان. لقد حملت هذه التجربة معي، وبعد عشر سنوات كانت لا تزال حاضرة بقوة في ذهني. قمت بمزيد من البحث ووجدت أن رؤيتي للشكل الحلزوني بدت تتطابق مع مفهوم "السامسارا" (مصطلح هندي يُستخدم في الديانات الهندية مثل الهندوسية والبوذية والجاينية، ويشير إلى دورة الولادة والموت وإعادة الميلاد). جميع الديانات الدارمية تتبع هذا. لقد زرت راهبة بوذية في مدينتي، وكان لديها إجابة لكل شيء، عن أن الغرض من الحياة هو "الهروب" من دورة الولادة الجديدة. هذا هو بالضبط ما رأيته؛ كان ذلك بالنسبة لي بمثابة صحوة على المعنى الحقيقي للحياة. سألتها كيف أهرب من السامسارا. ما تلا ذلك كان صعبًا جدًا تحمله، فأنا لا أستطيع الهروب من السامسارا لأن الشروط تتطلب الكثير، وعدد كبير جدًا من التعديلات. أن تكون تمامًا بدون "الأنا" بأي شكل كان عبئًا لا أستطيع فرضه على عائلتي.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1996.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
غير مؤكّد. كنت أختنق بسبب كيس المذيبات. كنت فاقدًا للوعي لمدة ثلاث دقائق تقريبًا مع وجود كيس خبز يغطي فمي ويخنقني.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. طوال الوقت.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ طوال الوقت.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم أكن متأكدًا من المدة التي غبت فيها، ربما خمس دقائق، ولم تستغرق رؤيتي سوى عشرين ثانية فقط (في الذاكرة القابلة للاسترجاع) .
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كانت الرؤية "إنتوبية" (يقصد أنها تجربة بصرية كانت تحدث مباشرة داخل العين أو في مجال الرؤية الداخلي). لم يكن النور المنعكس عن الأجسام الذي يصل إلى عيني ضمن طيف الألوان. كانت ألوانًا غير محسوسة، فقط من رآها يعرفها حقًا. تخيل رؤية الألوان كما في فيلم "تكنيكولور" قديم، وهذه الرؤية كانت على مستوى الصور الكسورية (صور أو أنماط رياضية تتسم بالتكرار الذاتي) بدقة أعلى من شاشات الكمبيوتر الحديثة.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. سمعت صوت رنين مستمر، لكنه كان من عالم آخر، يكاد يكون... لا، لا يمكن وصفه... آسف.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. النفق هو مدخل ومخرج إلى الشبكات، إنه المعبر بين مراحل الحياة. نحن نُحاسب في عالم الشبكات، إذا اتجه النفق للأسفل فهو إلى مستوى أدنى، وهذا يعني أنك لم تعش حياتك بفضيلة. أما إذا اتجه النفق للأعلى، فاذهب معه، لقد عشت حياتك بفضيلة.
هذا كان فهمًا آخر خرجت به من رحلتي.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ غير مؤكَّد. كان النور هو كل شيء، وكان يتواصل معي تخاطريًا. ألا تعتقدون أنه كائن؟.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. لقد رأيت كرة من النور كما هو موضح أعلاه.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الهدوء، الوعي، الرفاهية، الراحة، الحدس.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لقد شعرت بدوامة تسحبني إلى الأسفل داخل الشبكات، لكن هذا الجزء كان غامضًا للغاية.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. لا شيء.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم. لقد كنت ملحدًا متشددًا، وأنا الآن مؤمنًا بالسامسارا، وهي ليست ديانة.
ما هو دينك الآن؟ معتدل. مؤمن بتناسخ الأرواح.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم كنت ملحدًا متشددًا، والآن أنا مؤمن بسامسارا، وهي ليست ديانة.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. عرفت معنى الحياة، وهو الهروب من السامسارا (أو أيا كان الاسم الذي تطلقه عليها الديانات المختلفة).
لقد نفى المسيحيون وجودها. وآمن بها السلتيون، وقبائل السان، والهنود الأصليون، والهندوس، والبوذيون، وأرسطو، جميعهم آمنوا بها حتى أصبحت "وثنية" (دون أي إساءة للمعتقدات المسيحية).
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ غير مؤكَّد. أخبرت حبيبتي أنني أرغب في التأمل مع راهبة وشرحت لها السبب. كانت مصدومة، والآن لا أذكر ذلك لها. إنها رحلة سأخوضها بنفسي دون أن تؤثر على علاقاتي.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. من الصعب وصف التجربة بشكل دقيق. لقد رأيت رؤية للنور، لكنه كان أكثر من مجرد نور، لقد كان كل شيء.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكّد. أعرف الآن حقيقة الميلاد الجديد.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كانت السامسارا هي جوهر الحياة، وأعتقد أن سحبي إلى دوامة أدنى كان بمثابة سقوط إلى "مستوى" أقل في الحياة، لقد قاومته، والآن أحاول أن أعيش حياة فاضلة، ولكن لا يزال من الصعب القيام بذلك.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد أخبرت عددًا قليلاً من الناس، ومثلهم، لم أكن أعرف كيف أتصرف. أنا الآن أشعر بالحرج من ذلك.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ أخبرتني والدتي ذات مرة أنني أصبت برد فعل تحسسي في أحد المخيمات، وتم نقلي إلى المستشفى وكنت على وشك الموت، لكنني لا أعتقد أن لهذا أي صلة بتجربتي المذكورة هنا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.