احمل G. مثل تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت أزور منزل صديق لي من الكلية في كانساس. كان اسم صديقي چو هـ.، وكان والده بيل هـ. ضابط برتبة مقدم. كان چو هـ. ينتمي إلى الكنيسة المعمدانية الجنوبية، بينما كنت أنا لاأدرياً. طلب مني چو أن أصلي معه قبل العَشاء حينما كنا في غرفته. أخبرته أنني لا أستطيع، لأنني "لا أؤمن". قال لي چو إن مشكلتي هي أنني "أخاف أن أصلي". شعرت بالرغبة في التحدي لأنني كنت في الواحدة والعشرين من عمري وكنت أعتقد أنني لا أقهر، فقلت لچو إنني سأقبل تحديه وسأصلي. أغمض چو عينيه وخفض رأسه، لكنني لم أفعل ذلك.
أبقيت عينيّ مفتوحتين، وقلت الصلاة التالية: "إذا كنت قد ارتكبت أي خطأ، فأنا آسف حقاً، وإذا كان هناك إله، فأنا أريد أن أعرفك". وعلى الفور، شعرت وكأن شيئاً يشبه القشور سقط من عيني. كانت القشور رمادية اللون وتبدو كأنها من قشور الثعابين أو هشاشة رماد السجائر عندما تلمسها بيدك. اندهشت عندما سقطت من عيني، ومددت يدي تقريباً كرد فعل لمحاولة الإمساك بها؛ سقطت القشور في راحتي يدي، لكنني لم أشعر بشيء، فلم يكن لها وزن. وفجأة، ظهر نور أبيض كريستالي لامع فوقي، في منتصف المسافة بين مكاني ومكان جلوس چو. بدا وكأن الزمن قد توقف. وغمر النور المذهل الغرفة بأكملها، وكل شيء أشرق عليه النور أصبح أبيض اللون، بما في ذلك الأثاث والأسِرَّة والأسطح الخشبية والجدران المطلية، باستثناء لون بشرتنا أنا وچو. لم تتأثر ألوان بشرتنا ولا وجهينا.
كان النور يبدو ساطعاً بلا حدود، أكثر إشراقاً من مليون شمس، لكن نوره لم يؤذِ عيني. استطعت أن أنظر إلى النور دون ألم. وبدا أن النور يحيط بكائن لا أستطيع رؤيته. كان الكائن يشغل مساحة، لكنها ليست مساحة بالطريقة التي نفهمها عادة. بدا وكأنه موجود هناك، وموجود في كل مكان في الوقت ذاته. بدا أن هذا الكائن كان يمتلك نوعاً من العمق اللانهائي.
وعلى الفور، تحدث إليَّ من النور صوت قوي ولكنه لطيف، صوت لم أسمعه بأذني ولكن بعقلي. قال كائن النور: "كاري، أنا أحبك كما أنت بالضبط". المدهش أنني عندما سمعت هذا الصوت شعرت أنني أعرفه. بطريقة ما كنت "أعرف" هذا الكائن. كان مثل أفضل صديق تمنيت دائماً أن أحظى به ولم أكن أعرف ذلك. لكن بمجرد أن سمعت صوته، حتى عرفته على الفور.
عندما قال لي كائن النور هذا، شعرت كأنني أكثر إنسان محبوب في العالم بأسره على مر العصور، أنني أكثر إنسان مفضل في الكون، في الماضي والحاضر والمستقبل. ومع ذلك، كنت أعلم في الوقت ذاته أن هذا الكائن يحب الجميع بشكل متساوٍ وبلا حدود كما شعرت في تلك اللحظة. كان الكائن مبتهجاً بي ويركز عليّ بالكامل. كنت محور اهتمامه، ومع ذلك، كنت أعلم بطريقة ما أن الجميع كانوا في "محور" اهتمامه.
عندما قال لي ذلك الكائن هذه الكلمات، شعرت بأنه يراني كما أنا، بكل عيوبي، ليس فقط في تلك اللحظة، بل في جميع لحظات حياتي. لم أشعر بالخجل ولم أشعر أنه يحكم عليّ؛ في الواقع، كان هناك شعور بالحرية الكاملة بأن هناك من يعرفني بهذا الكمال ومن يقبلني هذا القبول الرائع. وفي الوقت نفسه، لم أشعر منه بأي إدانة أو استنكار بأي طريقة.
رأيت في هذا اللقاء أفضل فرصة لأسأل كائن النور سؤالًا. كنت أعرف بطريقة ما أن هذا الكائن هو الله، وكان يسوع في الحقيقة. كنت أعاني من أفكار متعلقة بالمثلية الجنسية منذ أن كنت مراهقًا وشعرت بالخجل الشديد، فسألت هذا الكائن: "هل من المقبول أن أكون مثليًا؟".
لم أستطع رؤية وجه هذا الكائن، ولكن يمكنني أن أؤكد أنني "أعرف" أنه ابتسم وضحك. لم يكن يضحك عليّ، بل بدا وكأنه يستمتع بحقيقة أنني طرحت سؤالي، وكأنه يعلم مدى صعوبة ذلك بالنسبة لي، ويعرف مدى جديتي في البحث عن الإجابة. "نظر" إليّ بحب كبير (شعرت بذلك الحب رغم أنني لم أرَ وجهه)، ثم قال لي هذا الكائن المحب: "كاري، هذا ليس السؤال الأهم". قال ذلك بلطف بالغ. كان من الواضح أنه أراد أن يقودني إلى حياته حتى يمكن الإجابة على جميع أسئلتي. وقبل أن أتمكن من أن أسأل: "ما هو السؤال الأهم؟"، "لمس" أعلى رأسي. ومرة أخرى، لم أرَ هذا الكائن يلمسني، لكنني أعلم أنه فعل ذلك. عندما لمس رأسي، أصبح جسدي بأكمله شفافًا. استطعت أن أرى من خلال جسدي وملابسي، ومع ذلك، كنت أستطيع تمييز كل التفاصيل كأنني كنت أرى من داخل نفسي!
ثم سكب شيئًا من ذاته في داخلي، وسكب نور ذهبي رائع في داخلي. كان ذهبيًا نقيًا، نورًا لامعًا متلألئًا. كان جميلًا جدًا؛ لم يكن كأي نور عادي، إذ كان هذا النور "حيًا" مفعمًا بالفرح النقي والسلام والخير والحياة. شاهدت النور الذهبي وهو "يملأ" قدميّ ثم ساقيّ ثم جسدي بالكامل حتى قمة رأسي. في تلك اللحظة الأبدية، شعرت بأنني حي جدًا، وحُر جدًا، ومحبوب جدًا، وسعيد جدًا لدرجة أنني لم أعد أرغب في البقاء على هذه الأرض. أدركت أنني إذا أردت، يمكنني أن "أرغب" في مغادرة جسدي والدخول إلى ذلك النور الرائع، والاندماج مع ذلك الكائن النوراني. وبالفعل أردت مغادرة جسدي، لكن النور اختفى فورًا. لاحقًا، أقر صديقي چو بأنه رأى كائنًا نورانيًا في عقله أثناء الصلاة، ولكن لأنه كان مغمض العينين، فلم يرَ ما رأيته. بعد بضعة أيام، التقيت بصديقة لم تكن تعرف شيئًا عما حدث، وصرخت على الفور: "كاري، ماذا حدث؟ أنت تبدو مشرقًا جدًا!". كل هذا حدث قبل سنوات عديدة.
لقد غيّرت هذه التجربة حياتي. الله حقيقي بالنسبة لي. وفي النهاية أصبحت كاهنًا كاثوليكيًا. ومن التأثيرات المستمرة لهذه التجربة أنني أصبحت قادرًا على "رؤية" أرواح الناس لعدة أيام بعد وفاتهم. لقد كانت لي العديد من اللقاءات مع أحبائي بعد وفاتهم مباشرة. وكان بوسعي "رؤيتهم" وهم ينقلون لي فرحتهم. قال لي أحدهم: "كاري، كل شيء جميل جدًا!".
وعندما "يزورونني" أشعر بنفس الحب غير المشروط والفرح الرائع الذي شعرت به مع كائن النور (يسوع). وبصفتي كاهنًا كاثوليكيًا، فقد شعرت بالأرواح المحبة في جنازات أبناء الرعية. وأحيانًا أستطيع "رؤية" أحبائهم يقفون بجوار المفجوعين، ويمكنني أن أشعر بفرحهم السماوي.
بالتالي، ليس لدي أي خوف من الموت، لأنني أعلم أن هذا الكائن النوراني المحب حقيقي. وكما قلت، فأنا أعلم أن هذا الكائن النوراني هو يسوع. لو علمنا فقط كم نحن محبوبون من قبل الله، وكم نحن كائنات محبة خُلقت لتُحِب وتُحَب!
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
أبريل 1971.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
لا، لم أكن ميتًا.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لا.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كنت طوال الوقت في حالة انتباه تام ووعي كامل.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت طوال الوقت في حالة انتباه تام ووعي كامل.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بالتأكيد، توقف الوقت. كنت في "الخلود". لم يعد للزمان والمكان كأوصاف أي معنى. لم يكن هذا هو الزمان أو المكان الذي اختبرته من قبل.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كان نور هذا الكائن مذهلًا. لا يوصف. كان جميلًا، شفافًا، بلوريًا، نقيًا، حيًا، مليئًا بالفرح والفكاهة والحياة. أدهشني أنني استطعت النظر إلى هذا النور دون ألم، رغم أنه كان أكثر إشراقًا من مليون شمس. إذا كان بإمكان النور أن يكون حبًا نقيًا وفرحًا وسلامًا، فإن هذا النور كان كذلك بلا حدود. كان نورًا حيًا. كان يشع بالحب والسلام والفرح.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا. كانت الغرفة هادئة وكان "الصوت" الوحيد الذي استطعت سماعه هو "صوت" التواصل الذي كان يتم بشكل تخاطري. كان الصوت أكثر من مجرد صوت لأنه عبّر عن الشخصية الكاملة لذلك الكائن. كان كائنًا مليئًا بالفرح النقي والحب الصافي، وكان يتمتع بحس فكاهة رائع وقدرة سلسة على الضحك.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم، كان كائن النور يتواصل معي تخاطريًا. كان هذا النوع من التواصل طبيعيًا و "عاديًا." لم يكن هناك أحد آخر حاضرًا باستثناء صديقي چو. وبمجرد أن بدأ الحوار، كنت وحدي مع كائن النور.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الفرح! الحب! السلام! الخلود. الأبدية.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لم تكن أحداثًا محددة، لكنني كنت أعلم أن كائن النور كان يعرف. لقد رأى حياتي بأكملها في وقت واحد، الماضي والحاضر والمستقبل. وكان رد فعله معيّ مليئًا بالحب غير المشروط والسرور.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. كنت لا أدريًا.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، أود أن أقول ذلك. لقد أصبحت كاهنًا كاثوليكيًا.
ما هو دينك الآن؟ معتدل. كاثوليكي روماني.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، أود أن أقول ذلك. لقد أصبحت كاهنًا كاثوليكيًا.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. بالمعنى الذي أدركت فيه أنني وجميع البشر محبوبون بشكل لا يُصدق.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. لقد تغيرت حياتي بالكامل. أجد الحياة مغامرة مليئة بالدروس الروحية اليومية التي تقدمها لنا تجارب الحياة والعلاقات. يمكن أن تتحسن الحياة يومًا بعد يوم إذا احتضنّاها كلها – حتى مآسيها – كجزء من الصورة الكاملة.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. أستطيع وصف التجربة لكني لا أستطيع التعبير بالكلمات عن مشاعر الحب والفرح والسلام التي شعرت بها.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، أرى أولئك الذين ماتوا للتو. لقد مررت بتجارب عديدة مع أصدقاء وأحباء متوفين يزورونني ويودعونني. أخبرتني إحداهن أنها في الجنة وأن الجنة "جميلة للغاية"، لقد قالت لي ذلك وكأنها تعلم "متى" سأموت وألحق بها أيضًا. وبصفتي كاهنًا، غالبًا ما أختبر هذا في الجنازات والدفن. إنه يستدعي نفس التجربة التي مررت بها مع كائن النور. أشعر بالفرح والسلام والحب من المتوفين.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الكائن النوراني الذي أراه هو يسوع. من الواضح أنه يحب الجميع بطريقة مذهلة. أعلم أنه من الصعب على غير المؤمنين أن يتخيلوا وجود كائنًا يحبنا جميعًا بجنون.
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد فعلت ذلك مرات عديدة. أولئك الذين يؤمنون بالله يقبلون بالتجربة كاحتمال. أما أولئك الذين لا يؤمنون بالله فلا يقبلون بها. لقد أخبرت المحتضرون كثيرًا عن هذه التجربة مع كائن النور. لكنني لا أقول "إنني" كنت الشخص الذي مرّ بالتجربة، وهم يجدون فيها راحة كبيرة. وعندما أشارك تجربة وجود الشخص المتوفى مع أحبائه، يجعلهم ذلك يشعرون براحة كبيرة أيضًا.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا. لقد مررت بهذه التجربة في سنة 1971 قبل أن تتم مناقشة هذا الموضوع.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا، لم أكن أتناول أي أدوية ولم أشرب أي شيء.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد كانت تجربة رائعة. لقد حدثت عندما كنت في الحادية والعشرين من عمري، لكنني أتذكرها بوضوح شديد كأنها حدثت للتو.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لا يوجد اقتراحات.