تجربة تشاد القريبة من الموت
|
وصف التجربة:
بدا كل شيء وكأنه أصبح هادئًا وبطيئًا، نوعًا ما كالحركة البطيئة، كأن لدي وقتًا لأختبر كل المشاعر والأصوات والبيئة المحيطة في وقت أقصر من الوقت الحقيقي. بدا الأمر كما لو أن الوقت لم يكن له وجود تقريبًا. من الصعب شرح ذلك، كأن دقيقة واحدة استغرقت ساعة أو ساعتين كي تمر. بعد الهدوء، أصبح هدوءًا أكثر من اللازم، مثل ليلة ساكنة بلا صوت – فقط أكثر هدوءًا. رأيت الشاحنة تتحرك بالحركة البطيئة. رأيت شارة GMC، ورأيت الشبكة الأمامية البلاستيكية المكسورة، والصدام الكروم المتآكل بالصدأ. كان الزجاج الأمامي للشاحنة مسطحًا، وليس منحنيًا مثل الطرازات الأحدث، وكانت المساحات مثبتة من الأعلى وليس من الأسفل. تفاصيل كهذه لا تنتهي، وباقية حتى الآن بعد أحد عشر سنة. بعد ذلك سمعت صوت انزلاق الإطارات وتحطم الزجاج، وأعلى صوت انفجار سمعته في حياتي.
أتذكر أنني كنت أستغيث من جانب السيارة المهشمة طلبًا للمساعدة. لم يأتِ أحد لفترة شعرت أنها كانت طويلة جدًا. ثم في طرفة عين، كان المسعفون هناك وأخي بجانبي يخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام. حتى أن أحدهم صرخ عليه لأنني طلبت سيجارة فأشعل واحدة وأعطاني إياها، لكنني كنت أرتدي قناع الأكسجين. لم يعجبهم ذلك كثيرًا.
في هذه اللحظة، بدأت الأمور تصبح غريبة بعض الشيء لأن ذلك لم يحدث حقًا، لكنني أتذكره وكأنه حدث بالفعل. لقد فقدت الوعي. ولا أتذكر عندما نقلوني إلى سيارة الإسعاف. يجب أن أستند إلى رواية أخي لما حدث عندما قطعت فرقة الإطفاء السيارة لإخراجي. قطع المسعف حزام الأمان، الذي اكتشفت لاحقًا أنه كان يعمل كحزام ضاغط. وعندها بدأت أنزف. تعرضت ساقي اليمنى للكسر؛ وانكسر الحوض في خمسة أماكن. دخلت في صدمة وتوقف قلبي مرتين على الطريق بجوار السيارة.
الشيء التالي الذي أتذكره هو أنني كنت في سيارة الإسعاف. كان كل شيء مظلمًا، لكنني كنت لا أزال أسمع كل شيء. بعض الأصوات كانت بعيدة، مثل صوت صفارة الإنذار. وأصوات أخرى كانت واضحة جدًا. ثم تمكنت من رؤية الجزء الداخلي من سيارة الإسعاف. ومن خلال رؤية تشبه دائرة ثلاثية الأبعاد، رأيت شخصًا على النقالة. لم أدرك في ذلك الوقت أنه أنا. كان هناك جهاز ضغط دم أوتوماتيكي على ذراعي اليمنى، وكان يتحقق من ضغط دمي بشكل مستمر. صرخ الرجل قائلاً: "إنه ينخفض!" رأيت الشاشة تقرأ 67/35 ثم 54/؟، وكانت نسبة الأكسجين في الدم 23%.
ثم شعرت بالدفء وأدركت أنني كنت أموت. كنت أنا الشخص النائم هناك. اختفى كل الألم المروع. وشعرت أنني في أفضل حالة ممكنة، كأنني كنت مستغرق في نوم هادئ وعميق. شعرت بالانفصال. شعرت بالسعادة. بدأت جميع الأصوات تبتعد أكثر فأكثر. ثم حدثت السلسلة التالية من الأحداث خلال مدة شعرت أنها كانت حوالي شهرين أو ثلاثة، لكن التجربة في الواقع استغرقت حوالي خمس عشرة دقيقة. لم يأتِ أحد إليّ أو شيء من هذا القبيل، بل كانت التجربة أشبه برؤية فيلمًا عما أريده في الحياة. الفتاة التي كنت معجبًا بها في ذلك الوقت كانت زوجتي، وقد تحقق ذلك بعد سنتين. كأنني حصلت على تحكم كامل في مستقبلي، وتمكنت من بناء الحياة المثالية. ثم شعرت كأن أطنان من الطوب سقطت من أعلى مبنى على صدري، وتكرر هذا الشعور ثلاث مرات متتالية بفارق حوالي عشر ثوانٍ.
أخبرني الجميع إنني كنت في غيبوبة لمدة ثمانية أيام، لكنني أتذكر أنني استيقظت وجلست في غرفة العمليات حينما كانوا يخيطون جروحي. قلت شيئًا لا أتذكر ما هو، لكن الطبيب لم يقل شيئًا. سمعت صوتًا يطلب مني أن أستلقي وأسترخي، لكن عندما استيقظت بعد ثمانية أيام لم يكن هناك أحد. اختفى كل ذلك الشعور الدافئ واختفت الحالة الخالية من الألم. شعرت أنني في أسوأ حال على الإطلاق، وكنت غاضبًا لأنني لم أعد موجودًا في ذلك المكان. استغرقت عملية التعافي حوالي سنة كاملة. وما زلت أعاني من الألم. لكنني أشعر أنني بقيت هنا من أجل تربية ابنتيّ، ومن أجل مساعدة الناس من خلال عملي في فرقة الإطفاء. حدث هذا منذ حوالي أحد عشر سنة، وما زلت أتذكر كل التفاصيل. أنتم أول من أحكي له هذه القصة، وأتمنى ألا تبدو مبالغًا فيها، شكرًا لكم على الاستماع.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
9/3/1997.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث سيارة. إصابة مباشرة في الرأس. "سيارة جراند ماركيز موديل 1993 اصطدمت بشاحنتي من ناحية باب السائق بسرعة تقارب 55 ميلاً (حوالي 90 كيلومترًا) في الساعة، وانقلبت سيارتي ثلاث مرات ثم سقطت في حفرة".
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. في سيارة الإسعاف عندما كنت أراقب الشاشة.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في سيارة الإسعاف عندما كنت أراقب الشاشة.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. كما هو موضح في القصة أعلاه.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كما هو موضح في القصة أعلاه.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كأن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الخوف من الموت، ثم الدفء والترحيب.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. رأيت مستقبلي أو ما تمنيت أن يكون مستقبلي.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي. ليس لدي أي خلفية دينية فعلية.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ محافظ / أصولي. ليس لدي أي خلفية دينية فعلية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لم أتحدث مع أي شخص عن هذه التجربة لمدة أحد عشر سنة، ولا حتى زوجتي. لأن الخوف من أن يعتقد الناس أنني مجنون جعل التحدث عن هذه التجربة أمرًا صعبًا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكّد. بعض المشاعر التنبوءية الغريبة تجاه الأشياء.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كما هو موضح في القصة أعلاه.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ لا.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ ربما كانت التجربة حقيقية.
لم تكن تجربة حقيقية بالتأكيد. كما هو موضح في القصة أعلاه.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ ربما كانت التجربة حقيقية. لست متأكدًا.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لا.