شاري هـ. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
عندما استيقظت، وجدت نفسي في منطقة مظلمة حيث كان بإمكاني رؤية كائنات أخرى تتحرك من حولي. كانوا إما يسيرون باتجاه نور برتقالي ساطع يشرق بقوة في نهاية نفق طويل، أو يتجولون بلا هدف. بدا لي النور مظلمًا، وكذلك الكائنات الأخرى، لذلك لم أرغب في أن أكون بالقرب منهم ولا بالقرب من النور.
في تلك اللحظة، انتشر نور من الأعلى فوقي. وملأ السماء بكتلة من الألوان الزاهية. شعرت بإحساس شد في صدري عندما بدأ النور يجذبني نحوه. شعرت بحب عظيم ينبعث من داخل النور. وكلما اقتربت أكثر، كلما تمكنت من رؤية شخصين يقتربان مني. أدركت أنهما جدي الأكبر، الذي توفي قبل بضع سنوات، وأخي الصغير الذي توفي في سن الثانية. كان جدي الأكبر يقف هناك ممسكًا بيد أخي الصغير. كانا سعيدان جدًا لرؤيتي، لكنني لم أكن سعيدة برؤيتهما. عندها أدركت أنني قد مت. شعرت بالانزعاج الشديد. كان بإمكانه قراءة أفكاري، وكانت أفكاره تدخل إلى أفكاري. تواصلنا ذهنيًا بالتخاطر بشكل متبادل. بمجرد أن تخطر لي فكرة، كان لديه إجابة لي.
كنت أريد أن أعيش، لذلك بدأت أتوسل إلى يسوع وإلى الله ليعيدا لي حياتي، إذا كانا يسمعاني، لكنني لم أكن متأكدة ما إذا كانا سيمنحاني الحياة. كنت أعلم أيضًا أنني كنت قريبة من الجنة. لكني لم أكن أريد حقًا أن أكون هناك. كنت أريد أن أعود إلى حياتي على الأرض مرة أخرى. انزعج جدي الأكبر كثيرًا، وأخبرني كيف ستكون حياتي إذا عدت. لم يكن المستقبل جميلًا. أخبرني عن حياتي، وقال إن الأرض ستتجه نحو إبادة جماعية هائلة للحياة. أخبرني أنني إذا عدت، فسأواجه هذا المصير بسبب قراراتي. قال إن عائلتي كلها ستواجهه، وليس هناك ما يمكنني فعله لإنقاذهم. لكن إلحاحي على العودة إليهم لإنقاذهم وإيصال هذه الرسالة إليهم كان قويًا جدًا. استمررت في التوسل لأعيش بغض النظر عما كان يخبرني به. وفي تلك اللحظة نظرت إلى الأرض.
رأيت جثتي ملقاة في الجدول المائي. ورأيت جثة صديقي هامدة على بُعد بضعة أقدام مني. ثم رأيت السيارة بين الأشجار. ورأيت أشخاصًا من حولي، ثم رأيت بضع سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء. كان بإمكاني أن أدرك أن الناس كانوا يناقشون شيئًا ما عني. كانوا يقفون بجوار جثتي.
ثم نظرت إلى جدي الأكبر مرة أخرى وأخبرته أنني سأعود. أصبح منزعجًا للغاية، وقال: "في المرة القادمة التي ستخرجين فيها من الأرض، لن يكون الأمر بهذه السهولة. لن تتحسن حياتك إذا عدت. في الواقع، ستصبح أسوأ بكثير. ستتخذين قرارات سيئة للغاية، وستعانين من آلام عظيمة بسبب هذه القرارات. لا تعودي. من فضلكِ تعالي معنا الآن. من فضلكِ". حتى بعد أن أخبرني بذلك، كان إصراري على العيش أقوى. بعدها اختفى الإحساس بالانجذاب، وسقطت أو انطلقت بحرية عائدة إلى الأرض وإلى جسدي.
عندما دخلت إلى جسدي، شعرت بانفجار بارد لمادة بدت وكأنها إسفنجية ناعمة. كان الشعور غريبًا حقًا، لكنني فتحت عينيّ على الفور ووجدت نفسي مرة أخرى في جسدي. كان هناك مسعفان على جانبيّ. صاح أحدهما: "لقد أعدناها!". نظرت فورًا إلى يميني ورأيت جثة صديقتي الخالية من الحياة ممددة هناك. صرخت باسمها، لكنني كنت أعرف أنها قد رحلت. حاولت الوقوف للوصول إليها، لكنني أدركت أنني لم أعد أشعر بساقي الآن. أصيب المسعفون بالذعر وأعادوني إلى الأسفل قائلين: "لا تتحركي هكذا مرة أخرى يا عزيزتي. عليكِ أن تبقي ساكنة جدًا ودعينا نعتني بكِ. إن جسدكِ في حالة سيئة للغاية، ولا نريد أن نخسركِ مرة أخرى". أتذكر أنني فكرت حينها أنني لا أستطيع أن أصدق أن كل شيء كان تمامًا كما رأيته من الأعلى. كنت أعلم يقينًا أنني مت وعدت للحياة. وعندما أدركت أن صديقتي قد ماتت حقًا، بدأت أشعر بالندم على عودتي. ثم نظرت إلى السيارة ورأيت وجه حبيبي يحدق بي. كان وجهه شاحبًا وعيناه متسعتان وممتلئتان بالدموع. بدا وكأنه في حالة صدمة وكان يبكي. في تلك اللحظة، غابت رؤيتي. وقضيت الأسابيع الستة التالية في المستشفى.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
13 سبتمبر 1980.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث سيارة حيث طارت السيارة التي كنت أستقلها في الهواء. سقطت من السيارة عندما هبطت في أعلى غابة من الأشجار. لقد سقطت من ارتفاع يقارب عشرين قدمًا (6 أمتار) إلى قاع جدول مائي. كنت قد حلمت بهذا الحادث في هذه المنطقة بالذات عندما كنت في العاشرة من عمري. وعندما أدركت أنني سأتسبب في حادث في هذه المنطقة بالذات، دخلت في حالة صدمة وفقدت الوعي. كانت إصاباتي عبارة عن ارتجاجًا في المخ مع عدة جروح صغيرة في جبهتي، وكسرًا في الحوض، وكسرًا في الساق اليمنى مع عشرة كسور في العظام السفلية. كما كنت أعاني من كدمة شديدة في الركبة اليسرى والذراع اليسرى.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودة خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في اللحظة التي مررت فيها بتجربتي. كنت أعلم أنني خارج الأرض. كنت أعرف أنني ميتة. لكنني كنت قادرة على أن أشم وأسمع وأرى وأشعر. لقد شعرت بمحيطي على الفور.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بدا كل شيء وكأنه في نوع من الحياة المعلقة أو الجمود في الحركة. كانت الحياة بالتأكيد أبطأ بكثير وأقل إيقاعًا مقارنة بالحياة على الأرض، لكن الأحداث من حولي كانت تتحرك بسرعة، خاصة فيما يتعلق بانتقالي.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، كنت قادرة على رؤية الأشياء من مسافة أكبر بكثير، وبدا وضوحها أكثر كثافة. حتى الألوان كانت أكثر إشراقًا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم، وجدت نفسي على الفور داخل نفق، لكنني لم أسعَ للوصول إلى النور الموجود في نهايته. كان ذلك النور شريرًا جدًا بالنسبة لي.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم رأيت أرواحًا تتجول وأرواحًا تسير نحو النور الموجود في نهاية النفق.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. لقد رأيت نورًا في نهاية النفق، ثم انتشر نور أكبر فوقي.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ كانت هناك تقلبات عظيمة بين المشاعر. كل العواطف كانت موجودة لكنها كانت أكثر كثافة.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد رأيت عائلتي عندما كنت صغيرة جدًا. لقد رأيت حياتي كلها وصولًا إلى الحادث. لقد علمت أن حياتي لن تتحسن. ولشرح ذلك، سأحتاج إلى الحديث عن طفولتي، وهو ما لن أفعله.
الشيء الوحيد الذي يمنحني السلام هو معرفتي المطلقة بأن هناك حياة بعد الموت! أنا لا أخشى الموت! أنصح الجميع بعدم الخوف من الموت، لأن الموت ليس نهايتك!
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لم تكن حياتي جيدة قبل تجربتي، بل أصبحت أسوأ كما تنبأ لي جدي الأكبر. كل المشاعر التي شدّد عليها لي، فهمت سببها!.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم، كنت خارج الحدود الفاصلة بين السماء والأرض. كنت أعلم أنه إذا ذهبت إلى الجنة، فسوف أفقد حياتي على الأرض بالتأكيد.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. كنت أمر بفترة من الشك في الدين!
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، اعتدت أن أجادل في وجود الله والشيطان. اعتقدت أن الأمر برمته كذبة كبيرة. ثم مت. واستيقظت بسرعة كبيرة! كنت أعلم أن الله والشيطان حقيقيان جدًا!
ما هو دينك الآن؟ معتدلة. أنا مؤمنة بالله ويسوع المسيح لكنني لا أنتمي إلى كنيسة ولا أي جماعة دينية. أفضل عدم فرض معتقداتي على الآخرين.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، اعتدت أن أجادل في وجود الله والشيطان. اعتقدت أن الأمر برمته كذبة كبيرة. ثم مت. واستيقظت بسرعة كبيرة! كنت أعلم أن الله والشيطان حقيقيان جدًا!
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، أستطيع بالتأكيد أن أشعر بالخير والشر! يمكنني أن أسميهما الجنة والجحيم.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، لا أحب التواجد حول أشخاص يرفضون الاعتراف بأن الله حقيقي، وأن ابنه يسوع المسيح هو مخلصنا. لا أطيق التواجد مع أشخاص يتحدثون عن أديان زائفة أو نبوءات كاذبة.
كنت أتقبل الناس بغض النظر عن معتقداتهم. لكن الآن، إذا أساء أحدهم إلى يسوع المسيح، فأنني أعتبره جاهلًا، ولا أريد أن يكون لي علاقة به.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لقد كنت صغيرة ولم أفهم تمامًا ما كان يحدث لي. كانت قوة الرسالة التي تلقيتها من جدي الأكبر بشأن المستقبل مخيفة. لقد حذرني من العودة إلى الأرض وأخبرني إلى أين يتجه العالم. توسل إليّ أن أذهب معه وألا أعود. لكنني كنت أريد أن أعيش. لذلك توسلت إلى يسوع أن يعيد لي حياتي. لقد أوضح لي جدي الأكبر أن المرة القادمة التي سأخرج فيها من الأرض، لن يكون الأمر بهذه السهولة. كما أخبرني أن حياتي لن تكون رائعة إذا عدت، لكنني كنت أعتقد أنني بحاجة لإنقاذ عائلتي من الأحداث القادمة. كنت أشعر أنهم (عائلتي على الأرض) بحاجة إلى التحذير من هذه الأحداث. كان عليّ التأكد من أنهم يعرفون. كان لدي إحساس مُلحّ بالعودة لإنقاذهم. لقد سُمح لي بالعودة. تخيل أن تعود وتحمل كل ذلك داخلك. كيف يمكنك أن تشرح ذلك؟.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، أنا على دراية تامة بالشر! يمكنني نقل الرسائل إلى الآخرين عن طريق التخاطر، لكنني لا أحب ذلك. لقد فعلت ذلك عدة مرات مع زوجي. أرسلت له رسائل، وكان يستقبلها. لقد أرسلت رسالة إلى شخص يريد أن يصبح مصاص دماء، وقد سمعني . كان ذلك مخيفًا للغاية وعلمني ألا أعبث مع الناس.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أعلم بلا أدنى شك أن مسار الحياة على الأرض يتجه نحو نهايته. ستكون هناك نهاية للحياة، كما نعرفها في حياتي – في مستقبل ليس ببعيد. أنا مدركة تمامًا لمدى الشر الذي يحيط بنا في العالم. أراه وأشعر به في كل مكان. الشيطان والله موجودان!
هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لقد كنت في الرابعة عشرة من عمري عندما حدث ذلك، لكنني لم أخبر به أحد سوى جدي وطبيب نفسي في المستشفى. كان رجلاً شريرًا، وقد وضعني على جرعات عالية من الڤاليوم (دواء مهدئ ومنوم) طوال فترة وجودي في المستشفى. كان شخصًا شريرًا لأنه فعل شيئًا سيئًا جدًا لي – لن أخوض في ذلك، لكن هذا هو السبب الذي جعلني أقول إنه شريرًا.
لقد استغرق الأمر مني وقتًا طويلاً حتى أتمكن من مشاركة تجربتي في الاقتراب من الموت بعد ذلك.
أعتقد أنني كنت في السابعة عشرة من عمري عندما أخبرت شخصًا آخر بها للمرة الأولى. لقد أخبرت صديقة مقربة جدًا مني. لقد تقيأت. لكنها كانت تعلم أنني أقول الحقيقة.
كما شاركتها مع عمة زوجي عندما كنت في الثامنة والعشرين من عمري. لقد غيرت حياتها تمامًا وأصبحت متدينة للغاية. ثم توفيت بعد سنة واحد بسبب سرطان الدم. وشاركتها مع والدي أيضًا في نفس الوقت تقريبًا، وبعد سنة أصبح متدينًا جدًا. وبعد سنة أخرى توفي بسبب سكتة دماغية حادة.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد كانت تجربتي تجربة حقيقية! لا يهمني ما يعتقده الأطباء أو العلماء. العلم ليس مثاليًا، وليس دقيقًا بنسبة مئة بالمئة. يمكنكم إجراء جميع الاختبارات التي تريدونها على الناس، لكنكم لن تحصلوا على نفس النتيجة إلا إذا مات ذلك الشخص! نعم، كان فيلم "Flatliners" فيلمًا جيدًا، لكنه جنونيًا!
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ لقد كان هذا الاستبيان طويلًا بما فيه الكفاية.