شارلين ب. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

قبل التجربة مباشرة تم نقلي إلى وحدة العناية المركزة. كنت أعاني من انهيار في الرئة، وكنت مصابة بحالة إنتان وجفاف شديدة؛ كان هذا بعد ستة أيام من الجراحة الأصلية. كنت في وحدة العناية المركزة، وشعرت بنفسي أفقد وعيي. أتذكر أنه كان هناك ستة أشخاص على الأقل يقفون حولي. والشيء التالي الذي أتذكره هو أنني كنت فوق نفسي وأشاهدهم وهم يعملون على جسدي. أتذكر الشعور بالسلام.

وسرعان ما انحرف اتجاهي عما كانوا يفعلونه بجسدي، إلى شعور بالشوق والنور. لقد بدا النور ساحقًا للغاية، وشعرت منه بالحب الذي تذكرته والذي لم أشعر به هنا أبدًا. لقد انجذبت نحو النور، وشعرت منه بالكثير من الحب والقبول. كان نورًا مشرقًا، لكنه لم يصبني بأذى. بل شعرت في الواقع أنني كنت جزءًا منه. وفي النور عرفت كل ما أردت معرفته، رغم أنني لا أستطيع تذكره الآن. وهناك رأيت آخرين أعرفهم ويعرفونني، لكن لا أعرف كيف عرفتهم أو عرفوني. تم إخباري تخاطريًا أنني انتهيت هنا على الأرض إذا أردت أن أغادرها أو أن بإمكاني العودة إلى الأرض إذا أردت ذلك. بدا الأمر وكأنني بقيت هناك لأيام وأيام، كما لو انني كنت في "غرفة انتظار" من نوع ما. كان الشعور الذي وصلني هو أنهم ينتظرون قراري. وعندما أخبرتهم بقراري، بدا لي أن الأمر سيستغرق أيامًا وأيامًا أخرى. الشيء الذي ظل يتبادر إلى ذهني هو أنه كان هناك نوع من "إعادة الكتابة"، لست متأكدة من ذلك. وبمجرد أن قلت إنني أريد العودة لأكون هنا على الأرض من أجل الارتقاء والتطور (كان هذا هو الشيء الوحيد الذي لم أنساه - من بين كل الأشياء التي حصلت -)، بدت جميع الكائنات الحاضرة مفعمة بالحماسة. قيل لي إنني سأعاني في البداية، وسيكون الأمر صعبًا، لكن مع تقدمي سيصبح الأمر أسهل. لم أكن متأكدة ما المقصود من ذلك، لكنني بدأت أرى الصورة الآن. لقد قيل لي الكثير من الأشياء، لكني لم أتذكر إلا القليل فقط الذي لا يمكنني مشاركته. عند عودتي شعرت بالضياع والوحدة وعدم الحب.

في اليوم الذي استيقظت فيه من غيبوبتي، وجدتني على أجهزة دعم الحياة ووجدت عائلتي من حولي وفي أعينهم دموع الفرح. ورأيت أيضًا ما يبدو أنهم أشخاص من الذين كانوا معي في "غرفة الانتظار" وما يشبه الكائنات الملائكية (أشخاص طوال القامة لهم شعر طويل لم أتمكن من معرفة ما إذا كانوا ذكورًا أم إناث). أشعر أحيانًا بلمحة من الحب والنور الأبديين عندما يصيبني الاكتئاب في الحياة. لقد ندمت على عودتي لفترة (حوالي سنتين) شعرت خلالها باستمرار أنني سأموت مرة أخرى. أنا لا أخاف الموت؛ بل أتطلع فعلا إلى الموت مرة أخرى. أنا سعيدة لأنني لم أكن وحدي أبدًا، رغم أنني أشعر بالوحدة أحيانًا. أعلم أنهم هناك يراقبونني ويشجعونني. أشعر براحة كبيرة من معرفة ذلك. أشعر أنني أصبحت مختلفة تمامًا في حياتي الآن عما كنت أشعر به من قبل. أشعر بأنني غريبة هنا، وعقلية معظم الناس تؤلمني. أشعر بها تصيبني بالوخز في داخلي. أتمنى فقط أن يعرف الآخرون ما يعنيه عدم الانتماء إلى هذا العالم بل العيش فيه. من الصعب شرح ذلك بالكلمات، أعتقد أنه عليك فقط أن تمر بمثل هذه التجربة لتعرف.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: "1 يوليو 2002"

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ نعم. المرض. خضعت لجراحة. لقد مررت بتجربة من قبل عندما كنت على وشك الغرق وأنا في العاشرة من عمري. لقد خضعت لعملية جراحية لعلاج التهاب الزائدة الدودية الحاد، وبعد الجراحة تعرضت لصدمة إنتانية وانهارت رئتي. دخلت في غيبوبة وكنت على أجهزة دعم الحياة لبضعة أسابيع. تم إعلان وفاتي سريريًا أكثر من مرتين خلال تلك الغيبوبة التي استمرت ثلاثة أسابيع. كانت فرصتي في البقاء على قيد الحياة خمسة بالمائة.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. على النحو الوارد أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ أثناء وجودي في "غرفة الانتظار"، شعرت أنني كنت في أقصى حالة من الانتباه، وكان عليّ اتخاذ قرار جاد، وكان علي أن أكون جادة.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. شعرت أن الماضي والحاضر والمستقبل كانوا جميعًا واحدًا.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. بدا كل شيء أكثر حيوية، وأمكنني أن أرى في كل الاتجاهات في وقت واحد إذا أردت ذلك. كان كل شيء واضحًا ولم أكن بحاجة إلى نظارتي لتتضح الرؤية أمامي.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لا أتذكر أنني سمعت عن طريق الصوت. بدا الأمر بالنسبة لي بمثابة نوع من نقل الأفكار التخاطرية.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. بعد أن شعرت بإحساس معين من الشوق أو الاستدعاء، شعرت أنني كنت في النور تمامًا – لا وجود لنفق أو تجويف. حتى في "غرفة الانتظار" لم تكن غرفة فعلية بل كانت مكانًا – مكان بلا جدران أو أي حواجز من هذا القبيل.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. كان هناك آخرون يبدون بشرًا، وآخرون يشبهون البشر، وآخرون كانوا كائنات نورانية. أولئك الذين شعرت أنهم ملائكيون كانوا طوال القامة ذوي شعر طويل؛ لم أتمكن من معرفة ما إذا كانوا ذكورًا أم إناثًا، وربما لم يكونوا ذكور ولا إناث. كانت الكائنات النورانية عبارة عن أقواس قزح لامعة، وشعرت بسعادة بالغة في وجودهم، ثم كانت هناك الكائنات البشرية، لكنها كانت مشرقة جدًا مثل النور نفسه.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. رأيت نورًا مشرقًا وناعمًا ومبهجًا للغاية – لم يكن غير مريح أو أي شيء من هذا القبيل. لم يكن ساخنًا ولا باردًا. لم تكن هناك أي مشاعر جسدية مرتبطة به.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الحب، القبول، المعرفة، عدم المعرفة، الاتحاد، الانتماء، الفرح، أعتقد أنني شعرت في لحظات قليلة بكل المشاعر المعروفة للإنسان.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ فرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لن أطرح بالتفصيل مراجعة أحداث حياتي. لكنني سأقول أن لدي شعور متسامح تجاه نفسي وتجاه قراراتي. وأن لدي شعور متسامح تجاه أي شخص في حياتي كنت أحتقره في السابق. أنا لا أغضب بسهولة الآن، كما كنت أفعل في الماضي. لقد تفهمت دروس الحياة التي تعلمتها، ولماذا عاملني الآخرون بهذه الطريقة. أنا أتفهم قراراتي التي اتخذتها وكيف كانت ضرورية للتأثير على الآخرين، نحن في هذه الحياة معًا. عدوك هو صديقك.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. لن أعلق على الأحداث المستقبلية سوى بأن أقول إنهم كانوا على حق، لقد كان الأمر صعبًا للغاية عندما رجعت لكن مع الوقت أصبح الأمر أسهل.

هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ غير مؤكّد. لقد كنت في "غرفة الانتظار" – والتي يمكن أن تكون بمثابة الحد الفاصل.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. كنت كاثوليكية ممارسة قبل مروري بالتجربة.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم. أنا لا أمارس دينًا معينًا. أعتقد أن لديهم جميعًا مكانًا لمسارات روحية مختلفة. اخترت أن أكون غير متدينة، لكني أخطو في النور الروحاني.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية "ليس لدي أي تفضيل ديني، بل ينصب تركيزي على الجانب الروحاني".

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أنا لا أمارس دينًا معينًا. أعتقد أن لديهم جميعًا مكانًا لمسارات روحية مختلفة. اخترت أن أكون غير متدينة، لكني أخطو في النور الروحاني.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. لا أستطيع أن أذكر ما عرفته. لا أعرف لماذا، لكني أعرف فقط أنني لا أستطيع ذكره وأنني لن أفعل.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أصبح لدي المزيد من الصبر والتفاهم. أنا لا أعتبر أن الأشياء "السيئة" سيئة، ولا أن الأشياء "الجيدة" جيدة. هي فقط موجودة لأن هناك حاجة إلى وجودها. لقد كنت أعاني من مشاكل زوجية، لكنني تغيرت وأصبحت أجد أهمية في أشياء أخرى غير زوجي. وهذا ليس شيئًا سيئًا. إنه مختلف تمامًا. ليس خطأ أحد أننا لا نتواصل على المستوى الروحاني، والذي أصبح الآن ذا أهمية كبيرة بالنسبة لي، لقد أعطاني زوجي مساحة لأكون على طبيعتي، وهذا يساعدني بشكل كبير.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لا أستطيع أن أشرح مشاعر لها مثل هذه القيمة العاطفية القوية بالكلمات.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكّد. لقد مررت بتجربة اقتراب من الموت عندما كنت في العاشرة من عمري. وقد حققت اختراقات نفسية روحانية منذ ذلك الحين. أنا الآن أكثر تركيزًا على أن أكون متعاطفة أو كما أحب أن أسميها مستبصرة.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الشعور بالحب والقبول الشديدين. كما فوجئت أيضًا بالحماسة التي أظهروها لي عندما قررت العودة.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. بمجرد أن تمكنت من التحدث، اضطروا إلى إزالة جهاز التنفس الصناعي، وكان علي أن أتعلم إعادة استخدام لساني للتحدث. تم تشخيص إصابتي بـ ABI (إصابة دماغية مكتسبة) بسبب نقص الأكسجين (نقص الأكسجة). ردود الفعل التي تلقيتها عند مشاركتي للتجربة مع الآخرين كانت - حسنًا، لقد حدث كل هذا بسبب تأثير الأدوية والعقاقير عليكِ. لكن يبدو أنه بمجرد أن تمكنت من استيعاب الطريقة التي تغيرت بها، بدا أن المزيد من الناس يرغبون في تبني فلسفاتي في الحياة – تلك الفلسفات المتعلقة بالسلام والحب والقبول.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ قال الأطباء أنني لن أعود كما كنت مرة أخرى. حسنًا، ليس روحيًا فأنا بالتأكيد لست كالسابق، لكن جسديًا تغلبت على العديد من العقبات. رجعت إلى الدراسة، وحصلت على معدل 4.0 بعد ثلاثة فصول دراسية في الكلية. لقد سعيت لأصبح ممرضة مسجلة، ولدي حاجة ماسة إلى شفاء الناس روحيًا وجسديًا وما إلى ذلك. يمكنني أن أضع يدي على الناس لشفاءهم. يحدث هذا في كثير من الأحيان، لكن في بعض الأحيان يحتاج الناس إلى المرض (وهذا أمر يصعب شرحه، لكننا جميعًا نموت بسبب شيء ما) – ليس من المفترض أن نعيش إلى الأبد في الجسد المادي.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ ليس في هذا الوقت.