كريس هـ. احتمال حدوث تسلل إلى حركة العين السريعة
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت مرهقًا تمامًا واستلقيت على فراشي عازمًا الحصول على بعض النوم. لم أكن أنام جيدًا منذ عدة سنوات، ولم أشعر أن هذه الليلة ستكون مختلفة. كنت أشعر بالقلق كالمعتاد، لذلك تناولت حبة سوناتا (مهدئ خفيف) لمساعدتي على النوم. لم يكن هذا أمرًا غير معتاد بالنسبة لي – كنت أتناول سوناتا ليلتين إلى ثلاث ليالٍ في الأسبوع حتى أحصل على قسط كافٍ من النوم لأتمكن من العمل. سرعان ما غفوت، وفجأة استيقظت في وقت متأخر من الليل، لكن كان هناك خطب كبير. كنت أستطيع فتح عيني وتحريكهُما للنظر حول الغرفة، لكنني لم أتمكن من تحريك أي شيء آخر – في الواقع كنت مدركًا تمامًا لحقيقة أنني لم أكن أتنفس وأنني إذا لم أتنفس قريبًا، فسوف أموت.

كان هناك صوت غريب في رأسي بدا غير بشري – صوت عميق وإيقاعي بينما كنت أحاول التحدث أو الصراخ، أي شيء لإيقاظ زوجتي. كانت أملي الوحيد. إذا استطعت الصراخ بأي شكل، فربما تستيقظ بدورها وتوقظني. وسيمكنني حينها فقط أن أخذ النفس الذي كنت بحاجة ماسة إليه. لكن للأسف لم أتمكن من إصدار أي صوت. في عقلي، كنت أصرخ بأعلى صوتي، لكنني كنت مدركًا أيضًا أنه لا شيء، لا صوت كان يخرج. ثم كان هناك صوت آخر – صوت همس في البداية، ثم تمتمة؛ كان مشوشًا لدرجة أنني لم أتمكن من فهم ما كان يقوله. حاولت جاهداً سماع ما كان يُقال، لكن مهما حاولت، لم أتمكن سوى من التقاط كلمة من هنا وكلمة من هناك. ثم شعرت بشعور قوي بأن هناك شخصًا أو شيئًا آخر غير زوجتي في الغرفة، وأنني إذا حرّكت عيني بسرعة كافية، فسأرى ذلك الكائن المختبئ في الظلال، لكنني لم أتمكن أبدًا من التقاطه بوضوح في مجال رؤيتي. لم أكن أرغب حتى في معرفة ما هو "ذلك الكائن" – كنت أعلم فقط أنه سيكون أكثر الكائنات رعبًا وكراهيةً التي رأيتها في حياتي. لا أعرف كيف عرفت ذلك، لكن الشعور بوجوده في الغرفة كان مقبضًا تمامًا – وكان يمثل شرًا ملموسًا.

وبصفتي مسيحيًا، فقد شعرت أن هذا الوجود كان شيطانيًا. لماذا في لحظة رحيلي عن هذا العالم يكون هناك شيطان حاضر؟ لا أعرف، لكنني شعرت أن الروح الشيطانية التي أُطلقت في غرفتي كانت هناك لسبب ما، كانت موجودة لغرض ما. هل كان حاصد الأرواح جاء بنفسه ليأخذني في تلك الرحلة الأخيرة في الحياة؟ تمنيت فقط أن يكون وظيفته إنهاء حياتي، وتمنيت أن تنتظرني تجارب أكثر سعادةً ومتعة. شعرت بعرق يتدفق من جبيني إلى أذني، ورأيت مروحة السقف تدور فوقي ببطء أبدي، كنت الآن استطيع سماع ذلك "الكائن" وهو يضحك، لكن الضحك بدا غريبًا – وكأن حتى الضحك كان عميقًا وبحركة بطيئة مؤلمة. ثم شعرت بأن رؤيتي لغرفتنا تتشوش، مثل التشوش الذي يظهر على شاشة تلفاز سيء الإشارة. وحينما بدأت الأشكال والظلال في الغرفة تتلاشى بشكل تجريدي، رأيت المشهد "يتجمع" معًا حتى امتلأت الغرفة بنور ساطع. كان النور أشبه بالنور الذي تراه في مجال رؤيتك بعد أن ينطفئ فلاش الكاميرا مباشرة، لكن بدلاً من أن يتلاشى ببطء من المشهد، بدأت "الصورة المتبقية" للنور تزداد سطوعًا حتى شعرت في النهاية أن النور أحاط بي. كنت لا أزال مدركًا أن هناك ظلامًا وخوفًا خلفي، وأن الكائن الشرير لا يزال في غرفتي – لكنني كنت منجذبًا إلى النور الساطع، ومع كل خطوة أقرب إلى النور (هل كنت أخطو أم أطير؟ لست متأكدًا من أيهما) – كنت أشعر بالخوف يتلاشى بعيدًا.

وفجأة أصبحت مدركًا أنني إذا نظرت للخلف، فقد أواجه الرعب مرة أخرى، لكنني لم أتمكن من مقاومة ذلك. نظرت إلى الخلف وصُدمت لرؤية نفسي مستلقيًا في السرير نائمًا بجانب زوجتي، وعيناي مغلقتان. قلت لنفسي: "هل كان كل هذا حلمًا؟ لا"، كان هذا أكثر واقعية من أي حلم قد حلمت به على الإطلاق. نظرت بعناية إلى وجهي أسفل مني بينما كانت "ذاتي الأخرى" تنجرف ببطء نحو السقف بالأعلى. ورغم أنني كنت أشعر أني على بُعد عشرة أقدام (ثلاث أمتار)، إلا أنني كنت أستطيع رؤية نفسي بوضوح حتى في الظلام، وكنت لا أتنفس. علمت في داخلي أنني في هذه اللحظة إما أن أتنفس أو أن أستمر في الاتجاه نحو النور الساطع بالأعلى، وشعرت أنني ممزق بين الخيارين. بعدها شعرت بشيء يلتف حول رقبتي ويخنقني – وأصبحت رغبتي في أخذ نفس شديدة مرة أخرى، وتغلبت على رغبتي في استكشاف ما وراء النور.

المثير للاهتمام أنني لم أفكر في زوجتي أو كيف ستشعر عندما تجدني جثة هامدة في صباح اليوم التالي. بدا أن الشيء الوحيد المهم في الكون هو قراري الذي كنت سأتخذه حول ما إذا كنت سأكافح للحصول على هذا النفس – هل سأقاتل من أجل الحياة نفسها أم لا. وأخيرًا استخدمت كل قوة استطعت أن استجمعها واستنشقت الهواء. وعندها شعرت بأن احساس الاختناق يتلاشى حينما دخل الهواء في رئتي. وشعرت بأنني أسقط نحو الجسد الذي تركته على السرير، وبعد لحظة أخرى استيقظت – غارقًا في العرق. جلست مستقيمًا على السرير. ونظرت حولي بسرعة، أبحث عن ذلك الكائن الشرير الذي شعرت بوجوده في الغرفة في وقت سابق. كنت مرعوبًا. ثم نظرت إلى زوجتي النائمة بسلام بجواري. وشعرت ببعض الغضب تجاهها لأنها لم تسمع صرخاتي طلبًا للمساعدة، لكنني تذكرت حينها أنها لم تسمعني أصلاً.

لعدة أيام، كنت أذهب إلى العمل وأعود إلى المنزل، وأنا أفكر فيما حدث لي. كنت قد سمعت عن أحلام "الجاثوم"' والتي يشعر فيها الناس بوجود قوى شريرة في الغرفة، وشعروا بوجود كائنات فضائية أو حتى رأوا كائنات شيطانية، وقبل أن أمر بتجربتي الشخصية كنت دائمًا أعزو تلك الروايات إلى الخيال المفرط أو كنت اعتبرها مجرد روايات مختلقة. لم يمض وقت طويل على هذا الحدث حتى تم تشخيص والدي بانقطاع النفس أثناء النوم، ولأنني كنت أعاني من الكثير من الأعراض نفسها، أجريت الاختبار وبالفعل تم تشخيصي بانقطاع النفس الانسدادي الشديد أثناء النوم. وبدأت أبحث في هذا الموضوع بعناية شديدة واكتشفت أن تجربتي المذكورة أعلاه ليست فريدة كما كنت أعتقد. وأن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم غالبًا ما يمرون بأحلام تحتوي على إحساس بوجود "كائن" ما في الغرفة، وتجارب الخروج من الجسد، وشلل اليقظة، والكثير من تلك التجارب يشبه التجارب التي مررت بها تمامًا. لقد مررت بالعديد من التجارب الغريبة الأخرى قبل تشخيصي بانقطاع النفس أثناء النوم وعلاجي منه. ومنذ أن بدأت في استخدام جهاز CPAP [جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر]، لم أعد أعاني من تلك التجارب المرعبة التي ذكرتها أعلاه. وقد وصلت إلى قناعة أنه خلال الفترات الطويلة من انقطاع النفس أثناء النوم، يمكن أن تحدث تجارب الاقتراب من الموت. لذا، شعرت أن قصتي قد تكون مفيدة في السعي لفهم هذه التجارب. شكرًا لمنحي الفرصة لمشاركة ما يصعب شرحه للأصدقاء والأقارب.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 1999.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ تجربة اقتراب من الموت بسبب انقطاع النفس أثناء النوم. لا أعرف مدى قربي من الموت في تلك اللحظة، لكن هذه التجربة وتجارب أخرى مشابهة لها دفعتني إلى طلب المساعدة لعلاج انقطاع النفس أثناء النوم. وأصبحت خائفًا جدًا من النوم لدرجة أنني أصبت بالأرق المزمن، وكان ذلك يؤثر على عملي كطبيب. وأعلم من خلال قراءتي عن انقطاع النفس أثناء النوم أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يكونون قريبون من الموت، وفي بعض الأحيان يحدث لهم موت فعلي.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. شعرت أنني حي ومستيقظ تمامًا طوال التجربة برمتها.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ شعرت أنني حي ومستيقظ تمامًا طوال التجربة برمتها.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. كان هناك شعور بأن كل شيء كان يتحرك حركة بطيئة للغاية.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كما ذكرت في شرحي لتجربتي، شعرت بأن الغرفة أصبحت شديدة السطوع والحيوية.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. انظر الإجابات المذكورة أعلاه.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. كان النور يشبه النفق.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. شعرت بوجود حضور شرير في الغرفة قبل أن أرى النور.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كما هو مذكور أعلاه.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ خوف كبير في الغالب.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظ / أصولي. مسيحي / معمداني.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ محافظ / أصولي. مسيحي / معمداني.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. شعرت أنني اقتربت من العالم الروحي.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. أصبحت أكثر حرصًا على قضاء وقت أكبر من حيث الكم والنوعية مع عائلتي ومع من يهمني أمرهم.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. بصفتي طبيبًا محترفًا ذو مستوى عالٍ من الشك، يصعب عليّ شرح تلك التجربة التي كانت شديدة الغرابة.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان الخوف من ذلك "الكائن'" الموجود في الغرفة شديدًا لدرجة أنني كنت خائفًا حرفيًا حتى من الخروج من السرير للذهاب إلى الحمام بعد ذلك. رفضت العودة إلى النوم وبقيت مستيقظًا طوال الليل. كان عزائي الوحيد هو أن تجربتي في الاقتراب من الموت (؟) انتهت بشيء أفضل وأكثر إشراقًا – كان لدي شعور بأنني لو تابعت التجربة، كنت سأحظى بتجربة أكثر متعة.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. حاولت مشاركة ما حدث مع زوجتي في الصباح التالي، لكنها لم تبدُ مهتمة، لذا تراجعت عن الحديث.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ الآن أتساءل هل الدماغ "يخلق" مثل هذه التجارب ليخيفنا من انقطاع النفس ويدفعنا إلى التنفس مرة أخرى، أو في حالة تجارب الاقتراب من الموت السعيدة، هل الدماغ "يخلق" أحداثًا إيجابية لتسهيل انتقالنا من هذا العالم إلى العالم الآخر.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.