تجربة سينتا جي في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت أسلم شريكي فنجان شاي، فإذا بأسناني ترتعد، وإذا بي أنقلِب إلى عالمٍ آخر. لا أنوارٌ ساطعة، ولا شعورٌ بالارتفاع نحو النور، بل وجدتُ نفسي فجأةً في مكانٍ أعرفه منذ الأزل. هؤلاء الناس عرفوني، وعرفتُهم. لم يخطر ببالي ذكرى حياةٍ سابقة. كان ذلك الواقعُ أصدقَ من كل ما عرفته من قبل، ولكن الأهم من ذلك كان جمالُ تلك النفوس. كانوا طيبين، وظرفاء، وحنونين، يراعون مشاعر بعضهم. كأنما السعادةُ نفسها تسري في دمائي.
ومضت تلك السنين، ثم أفقتُ فجأةً في غرفةٍ لا أعرفها، تحيط بي وجوهٌ غريبة. بعضهم كان يرتدي زيًّا أشبه بزيٍّ رسمي. علمتُ لاحقاً أنهم رجال الإسعاف. أحسستُ بألمٍ مبرحٍ في صدري، ولم أعرف أين أنا، ولا من هؤلاء القوم - ظننتُ أنني غرقتُ في كابوسٍ مفزع. وتساءلتُ في حيرة: أي ذنبٍ عظيمٍ اقترفتُ حتى أُلقى في هذا المكان؟ ثم سمعتُ أحد المسعفين يقول: «كدنا نفقدكِ لبضع دقائق».
وفي الأيام التالية، بدأت ألملمُ خيوطَ الذاكرة، محاولة فهم مَن أنا ومَن هؤلاء الذين من حولي، لكن الأمر كان شديدَ العسر. لم أفهم كيف يعرفونني. لكن قلبي اشتاق إلى العودة إلى ذلك العالم. اشتاق إليها حتى الثمالة، حتى صار الهاجسُ الوحيد الذي يشغلُ فكري. ثم جاء تشخيصُ الورم، وتذكرتُ قول الطبيب إن فرصتي للنجاة من الجراحة هي ثمانون في المئة، فخطر لي أن هذه هي بوّابتي للعودة. كنتُ واثقة أنني سأكون من العشرين المحظوظين الذين لن يعودوا، لا من الثمانين الذين سيعيشون.
وفي الجراحة، «فقدوني» حقًّا. أخبرتني الممرضةُ بذلك، لكنني كنتُ أعرف. فقد عدتُ إلى ذلك العالم الذي أنتمي إليه، وعرفت أنني من الثمانين حتى قبل أن أفيق، لأن الكلمة الوحيدة التي رنّت في رأسي كانت «الحرمان». لقد اختفى طريقُ العودة. لم يعد البابُ مغلقاً فحسب، بل تلاشى تماماً، كأنه لم يكن.
أعرفُ كل النظريات - أن العقل، حين يواجه صدمةً قاسية، قد يُنقذ «ذاتك» ويحتمي بها في مكانٍ آمن، وأن ذلك ليس موتاً حقيقيًّا. لكن ما يهمني هو أن ما حدث لي تزامن مع لحظة «الموت»، لذا فأنا أومن بما اختبرته. أما أنت فلك أن تؤمن بما تراه. كل ما أعرفه أن هذا العالم الذي أعيشه الآن لا يعدو أن يكون ظلًّا باهتاً لتلك الجنة التي فقدتُ.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1999.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم، ورم في المخ. كنت أعاني ورمًا سحائيًّا ضخمًا غير مشخّص يضغط على الفص الجبهي الأيسر.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
رائع.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لا.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
وعي وانتباه عاديان. ليس لدي فكرة.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
ليس لدي فكرة.
هل تسارعت أفكارك؟
سريعة بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. كنت أعرفهم، لكن لم يكن أيٌّ منهم من حياتي هنا. كانوا مجرد بشر. وكانت الحياة مجرد حياة، بل أفضل.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
لا.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر أو غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
السعادة. والحب. والفرح. وكل شعور إيجابي يمكنك تخيله.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني.
هل ظهرت لك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما دينك قبل تجربتك؟
ليبرالية. لا شيء.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
لا.
ما دينك الآن؟
ليبرالية. لا شيء.
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. تعلمت أن هذه هي الطريقة التي كان من المفترض أن تسير بها الأمور.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. أحاول جاهدة أن أكون لطيفة بدلًا من أن أكون فظة. أحاول مساعدة الناس. أشعر بالأمور بعمق أكبر، خاصةً عندما يرتكب أحدهم فعلًا فظيعًا لمصلحته الشخصية أو لإرضاء ذاته. أشعر بآلام الآخرين بشدة. يبدو أنني أعرف ما يفكر فيه الناس. بدأت أحقق نتائج مرتفعة في اختبارات التعاطف في العمل. غالبًا ما يكون ذلك بسبب زيادة مستوى التعاطف مع الشعور بمواجهة العالم دون أي نوع من أنواع الخجل.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية أو غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. أعرف متى سيحدث لي أو لشخص أحبه شيء سيئ.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. كنت أخبر الناس بعد حدوث التجربة، ولكن الآن أخبر أصدقائي المقربين جدًّا مسبقًا.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
نعم. فقط الأشياء المعتادة «الدخول إلى النور».
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل لديك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
هل كانت حقيقية؟ هل حدثت؟ هل يوجد تفسير علمي؟ هل أريد أن أعرف؟