تجربة سي چيه في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد تعرضت للطعن، وكنت بحاجة لرعاية صحية طارئة. ذهبت إلى غرفة العمليات. كنت أعلم أنني مصابة بجروح بالغة. وجدتني فجأة داخل غرفة كبيرة، فارغة بلا أثاث، ذات إضاءة خافتة. لاحظت أنني لم أشم رائحة العطن كما كنت اعتقد، بل كانت تبدو وكأنها غرفة مستودع. كنت أعلم أنني سأنتظر هناك.
أدركت وجود مدخل مقوس مائل يشبه مدخل القلعة عند طرف المقابل من الغرفة أمامي. كنت فضولية، ولم أكن خائفة. ذهبت إلى المدخل. كانت الجدران عبارة عن أحجار مربعة رمادية اللون، وكانت مستديرة الحواف بشكل ناعم، لم تكن حادة مثل الكتل الخرسانية، رغم أنها كانت خشنة الملمس مثل الملاط الرمادي الفاتح. كانت الأرضية ثابتة، أما الجدران فقد كانت تدور ببطء في اتجاه عقارب الساعة. ملأ النفق نور أصفر شاحب – لم ألحظ وجود أي مصدر للنور، لكن النور كان فقط موجودًا. وعندما وصلت إلى فتحة النفق، وجدت أنه كان نفقًا طويلًا. وكلما نظرت أبعد داخل النفق، كلما أصبح النور الأصفر الشاحب أقرب إلى اللون الذهبي. وعند النهاية البعيدة للنفق كان النور ساطعًا للغاية لدرجة أنه حجب رؤية المزيد. كان للنور صفة ودية لطيفة، ولم يكن يشكل تهديدًا. كنت أعرف أنه لا بأس لي في أن أذهب إلى هناك إذا كنت بحاجة لذلك، ولم يساورني أي خوف.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ حدوث تجربة الاقتراب من الموت:
11 يونيو 1986.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لهجوم إجرامي. لقد تم طعني وإصابتي بجروح قد تهدد حياتي.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة إيجابية.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات يحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ نعم. نعم تم إعطائي دواء لتخديري. لقد تعاطيت عقار التخدير هذا من قبل هذه التجربة ومن بعدها، لكن لم يحدث لي هذا مطلقًا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
بدا الأمر حقيقيًا، لم اكن اطفو وأتقافز بين المواضيع كما يحدث في الأحلام.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لقد كنت في غرفة العمليات. بالنسبة لي بدا أنني متيقظة ولكني محصورة في تلك الغرفة.
هل بدا لك أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. فقط شعرت أنني عالقة في الزمن. وعلمت أن نتيجة ما كان يحدث لم تحسم بعد.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. عندما كان النفق يدور سمعت صوت طحن / بشر ناعم، مثل عجلة الطاحونة.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ تم إبلاغي بشكل غير شفهي أنه تم إصلاح الضرر – وأنني سأعود إلى جسدي.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. لقد كان النفق موجودًا وحسب. لقد وقفت هناك ونظرت داخله، ولم أدخله رغم أنني كنت أعلم أنني أستطيع فعل ذلك.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكّد. شعرت بوجود حضور، لكني لم أرى أحد.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. انظر السرد الرئيسي.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الهدوء، القلق، الاندهاش، السلام، الحب.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. شعرت أنني لست وحدي، شعرت أنني أتلقى المساعدة.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ أعتقد أننا جميعا نخشى الموت. الآن أعرف أنني لا أخاف منه. الآن أنا في سلام مع كل ما يحدث لي، وكل ما يحدث لمن أحبهم أيضًا – أعلم أن الأمر ليس عشوائيًا.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. كنت أعرف أنني لن أموت.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ نعم. وصلت إلى مدخل النفق، لكنني لم أدخل النفق.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة
ما هو دينك الآن؟ معتدلة
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. أصبحت أكثر يقيناً برحمة الله ومحبته.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: تزيد
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أصبحت أساعد الآخرين على تصفية مشاعرهم. أقرض الشعر الذي يقول عنه الآخرون أنه يشفي أرواحهم. أرسم قليلًا. بدا أن إحدى قصائدي قد طمأنت مخاوف أحد الأسر بشأن انتحار أبنهم الشاب.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. كان الأمر سرياليًا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. ربما أصبحت تلك الهِبات أقوى مما كانت عليه قبل التجربة. لكن لدي تلك الهِبات منذ أن كنت في الثالثة من عمري على الأقل.
لقد تعرضت مرة لحالة الكتابة التلقائية عندما توفي طفل أحد الأصدقاء، كانت أشبه برسالة من الطفل خرجت على شكل قصيدة – استغرقت كتابتها دقائق معدودة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ الجزء الأفضل من التجربة هو الشعور بالأمان وعدم الخوف. أما الجزء الأسوأ في التجربة هو أني كنت وحيدة - لم أكن وحيدة تمامًا، شعرت بوجود حضور، ولكني لم أستطع رؤية الآخرين الذين شعرت بوجودهم هناك.
هل سبق أن حكيت للآخرين عن هذه التجربة؟ نعم. أنا لست معتادة على إخبار الجميع بأمر التجربة. أتحدث عنها فقط مع المقربين مني الذين يحتاجون إلى معرفتها من أجل تحسين وضعهم. لقد قمت بمشاركة تجربتي مع الغرباء الذين كانوا يحتاجون إلى معرفتها أيضًا.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا. إن الأحلام تتلاشى، لكن هذه التجربة بقيت حية وحقيقية مثل اليوم الذي حدثت فيه.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد تعرضت للطعن في الفراغين الوربيين الأول والثاني على اليسار. تم تقطيع العظام من الترقوة. لقد أدت الضربات إلى انفصال كتفي الأيسر. لم أفقد الوعي أبدًا حتى بدأت في الحصول على العلاج. كنت في حالة من الصفاء. وقبل أن أفقد الوعي بفعل الدواء، عانيت من حالة انزياح منصفي (انحراف التراكيب المُنصفية نحو أحد جوانب تجويف الصدر) وأخبرت طبيب التخدير بذلك. لقد انزاح قلبي إلى الجانب الأيمن من صدري بسبب النزيف الحاد في الجانب الأيسر من صدري. في غرفة العمليات سحبوا ثلاث وحدات ونصف من الدم من الجانب الأيسر من صدري. كان لدي تقريبا خمسة عشر وعاء دموي كبير مقطوع يصل حجمهم إلى حجم الثدي الداخلي.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها عليك للمساعدة في توصيل تجربتك؟ أسئلة حول الأحداث التي وقعت قبل التجربة.
أتذكر أنني ذهبت إلى العمل في ذلك اليوم. وكان العالم أكثر إشراقا. بألوان أكثر غنًا. غنت الطيور بشكل أكثر عذوبة. كانت روائح الصيف في كل مكان. كان كل شيء أكثر حيوية. لقد شعرت في ذلك اليوم بالسعادة لكوني على قيد الحياة. ورغم تحذيري في الماضي من الخطر الوشيك، إلا أنني لا أتذكر أنني تلقيت تحذيرًا. أما إذا كنت قد تلقيت تحذيرًا فقد نسيت أمره.