تجربة كلير، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
عندما تم حقن التخدير فوق الجافية، سارت الأمور على ما يرام ثم بدأت أشعر بالدفء أو شعرت بالضيق. قلت للممرضة إنني لم أشعر أنني بحالة جيدة، وأنه كان لدي شعور بالنزول في جسدي، من الرأس إلى القدمين. فحصت ضغط الدم، وكان كل شيء طبيعيًّا. وفي هذه الأثناء، خرج زوجي. وفجأة، ظللت أخبرها أنني شعرت بسوء شديد، ولم تسمعني، وقالت لزميلتها، "إنها تموت. ضغط دمها عند المستوى السادس وما زال يتناقص".
كانت درجة حرارة جسدي أقل من أربعة وثلاثين درجة ولم أتوقف عن إخبارها، "أقول لك إنني أشعر بالضيق لكنك لا تصدقيني" فأدركت أنها لم تسمع ما كنت أقوله لها. وفي هذه الأثناء، انتهى بي الأمر بالمرور عبر شيء سميك. ثم شعرت بالانجذاب إلى وهج مضيء. لكن كلما تقدمت أكثر، رأيت تقوسًا من نوع ما يحيط بي أشبه بأذرع تحميني.
فبدأت أشعر بالغم. لم أدر إلى أين كنت ذاهبة، لكن إذا أنزلت رأسي، فلن أستطيع رؤية أي شيء. كان لدي شعور بالطفو. كنت خائفة وكلما تقدمت للأمام أصبح الضوء كبيرًا وساخنًا. ثم، دون أن أرى أي شيء، سمعت صوتًا ضعيفًا يقول لي، "لا تخافي، ابقَي طافية" وأعتقد أنني رأيت جدتي وشعرت أنني بحالة جيدة هناك. ثم سمعت صوتًا يقول لي، "ليس لديك ما تفعلينه هنا اليوم". وفي هذه اللحظة بالضبط، قلت، "طفلي!" فشعرت وكأنني ألقيت على الحائط. وصرخت كثيرًا، لقد عانيت من آلام فظيعة في جميع أعضائي، جسدي، ورأسي كله. ولم أفهم ما حدث لي ولكن كان لدي شعور بأنني أصعد من قدمي إلى رأسي. ثم قالت لي الممرضة: "أنت الآن أفضل". وسألتها لماذا أعادتني، فسألتني: من أين؟ فقلت لها: من هناك. ثم خرجت الممرضة الأخرى وسألتني أين ذهبت. وقلت لها، لقد دخلت نفقًا ووصفت بالضبط ما قالته وفعلته، لكنها قالت لي إن ذلك مستحيل لأنني دخلت في حالة تخلو من أي ردود فعل في ذلك الوقت. لكن على أي حال، بدت متفاجئة وقالت لي، "إذا كان لدي وقت، فسأعود لمناقشة الأمر". ولم أرها مرة أخرى. ولكن في الوقت الذي عاد فيه زوجي، أصبت بالذعر. وبالنسبة لي، استمر كل هذا لمدة دقيقتين أو ثلاث دقائق فقط، لكن في تلك اللحظة، علمت أنه كان ينتظر في الخارج لأكثر من خمسين دقيقة. (لقد كنت خارج الوقت حقًّا).
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
06 يوليو 1990.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
غير مؤكَّد، الولادة.
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
إيجابية.
هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟
غير مؤكَّد. مصل لإحضار السكر أثناء الولادة، مغنيسيوم، فوق الجافية.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
نعم. شعرت بكل المعاناة القادمة من كياني ولكن دون أن أكون في جسدي.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت بصحة جيدة وشعرت بالوضوح الذي أشعر به عندما أستيقظ.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. بدا لي أنني كنت أعوم بسرعة كبيرة وأن كل ذلك حدث سريعًا جدًّا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا. بعض الأصوات فقط.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
نعم. عبرت شيئًا سميكًا جدًّا حتى انتهى بي المطاف في نفق مقوس.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
غير مؤكَّد. لم أر جدتي بوضوح لكنني أعلم أن تلك كانت ابتسامتها ويديها.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. لمعان كثيف وبراق تقريبًا يضفي أيضًا إحساسًا بالدفء، كما لو كنت تواجه الشمس في موسم حار ولكن دون أي حرق.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
شعور بالضيق وشيء من الخوف.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
كنت أخاف جدًّا من الموت، ولكن الآن بعد هذه التجربة لم أعد أشعر بهذا الخوف أبدًا. كنت سابقًا أشعر بالخوف من رؤية أحد ميت، أما الآن فلم يعد لدي أي خوف.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. توقفت أمام ذلك اللمعان الذي كان يشع من حولي ولكن إذا لم يخبرني أحد بهذه الجملة (انظر السؤال التالي) أعتقد أنني كنت سأجتاز ذلك اللمعان.
هل وصلت حدًّا أو نقطة لا عودة؟
وصلت حاجزًا لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت بعكس رغبتي. سمعت صوتًا وديًّا يقول لي، "ليس لديك ما تفعلينه هنا اليوم". وفي تلك اللحظة أدركت أنه كان عليَّ أن أنهي ما كان عليَّ فعله وأنه كان عليَّ العودة لولادة طفلي. ومع ذلك، في الوقت نفسه، شعرت بالضيق لأنني كنت مجبرة على المغادرة.
الله، الروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
معتدلة.
ما هو دينك الآن؟
معتدلة.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. كنت مؤمنة عندما كان من المناسب لي أن أؤمن. أما الآن، فأنا أؤمن بما في أعماق دواخلي، وبالجانب الآخر الموجود بعدنا، أؤمن كذلك كوننا هنا، فليس فقط بسبب الحظ بل لدينا شيء لنفعله. إنني أؤمن بالله والكائنات من حولي. ولا أؤمن بكل أولئك الذين يعلِّمون الدين.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت:
متزايدة.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟
أؤمن الآن بأن الكثير من الناس حولي، لكن لا يمكننا أن نجزم بمفردنا بما ستكون عليه حياتنا. يمكن لشخص واحد فقط أن يقرر بشأن حياتنا وموتنا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
أنا أهتم أكثر باختيار علاقاتي مع مراعاة ما أشعر به تجاههم. والآن، أعيش من يوم لآخر، من تقلبات إلى تقلبات، مثل الجميع. لم أعد أمارس أي دين. أنا أعيش إيماني في داخلي، مهما كان الوقت نهارًا أم ليلًا، فهو في داخلي. كنت قبل هذه التجربة مصففة شعر، والآن أعمل في مستشفى من أجل خدمة الآخرين.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
غير مؤكَّد. ينظر إليك الناس بعيون كبيرة ومندهشة كما لو كنت مجنونًا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. أحيانًا أعتقد أن بعض الأحداث، ليس دائمًا ولكن أحيانًا، تتعلق ببعض الأقارب فقط. وإذا كنت سابقًا غير ناضجة جدًّا في بعض المواقف، فأنا الآن لا أرتكب أي أخطاء أخرى بشأن الناس.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
أفضل ما في الأمر هو الشعور بالضوء والطفو والدفء والرفاهية. لكن الأسوأ هو العودة والشعور بأن جسدي يعاني في نهاية هذه التجربة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. في البداية كانت عائلتي مندهشة جدًّا لكنهم صدقوني لأنني حكيت لهم لاحقًا بعض الأحداث التي حدثت بالفعل. وفي الحقيقة، ساعدوني على فهمها. لدى أشخاص آخرين آراء مختلفة ومتنوعة حول كل هذا، لذلك دائمًا ما أروي هذه التجربة بحذر.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟
إن الكلمات والجمل ليست كافية ولكن كلما كتبت تجربتك أكثر، عشت فيها مرة أخرى وتذكرت المزيد من الصور. وعلى أي حال، إنها تجربة هائلة، فعلى الرغم من هذا الخوف الداخلي، تظل تجربة ضخمة.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
لا، هذه التجربة ليس من السهل العيش فيها أو وصفها. وحتى بعد ذلك في بعض الأحيان، تجد نفسك ما زلت لا تستطيع التحدث عنها دون أن يقشعر بدنك، ليس من الخوف بل من مجرد التحدث عنها. ولا تزال الكلمات صعبة النطق. وستبقى الأسئلة دائمًا بلا إجابات!