كليو بي. تجربة الإقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد حدثت تجربتي في الاقتراب من الموت في منتصف الخمسينيات في مستشفى الولادة في كاليفورنيا أثناء ولادة طفلي الثالث. وكانت هذه الولادة ولادة طبيعية دون تخدير، ولا حتى أسبرين. لقد كنت في المراحل النهائية من الولادة عندما بدأت قدمي تتخدر. ثم بدأ الخدر يتقدم على طول ساقي. أخبرت الطبيبة بما أشعر، وسمعتها تقول إنها "غيبوبة بسبب نقص الكالسيوم". لذلك أمرت بالتنقيط الوريدي الذي حقنتني به الممرضة في ذراعي اليمنى. وعند هذه اللحظة كان الخدر قد انتشر في جسدي كله. عادةً ما أشعر بالرعب من الإبر، لكنني لم أشعر حتى بالإبرة الوريدية.
وفجأة وجدت عقلي يطفو خارج جسدي. توقف عقلي بالأعلى خلف الممرضة التي كانت عن يميني. كان بإمكاني رؤية ظهر الممرضة ومن أمامها طاولة الولادة وبقية الفريق الطبي متجمعون حول الطاولة. أتذكر رؤية الجزء الخلفي من القبعة التي كانت ترتديها الممرضة والتي تغطي شعرها – كانت تشبه رأس الدُش – ورأيت الأربطة الموجودة على الجزء الخلفي من لباسها الطبي. كان من المثير للاهتمام أن الممرضة حجبت عني رؤية وجه صاحبة الجسد النائم على طاولة الولادة. لم أكن خائفة على الإطلاق؛ في الواقع كنت مفتونة تمامًا بالتجربة وهي تتكشف أمامي. لم يكن لدي أي إحساس بالوقت، لذلك ليس لدي أي فكرة عن مقدار الوقت الذي انقضى حتى بدأ المشهد من أمامي يتحول إلى اللون الأسود. كان الصورة أمامي تشبه الصورة المنبعثة من أجهزة التلفاز القديمة جدًا: عندما تقوم بإيقاف تشغيل التلفزيون، حيث تتقلص الصورة وتتحول إلى نقطة صغيرة من النور الساطع للغاية في منتصف الشاشة السوداء قبل أن تصبح مظلمة تمامًا.
عندما انطوى السواد على نقطة النور الصغيرة الرائعة تلك، سمعت شخصًا يناديني بوضوح شديد باسمي الأول. بخلاف ذلك كان الصوت هناك صامتًا تمامًا. لا أعرف إن كان صوت مذكر أم مؤنث، لكنه كان صوتاً مريحاً، ذو صدى غريب، عميق، وكأنه يأتي من مكان بعيد جدًا. أتذكر أنني فوجئت بسماع اسمي الأول. (في تلك الأيام كان العاملون في المستشفى يسمون مريضات الولادة بأسماء أزواجهن – السيدة زوجة "فلان".) شعرت كما لو أنني كنت أطفو بعيدًا، ولكن تم سحبي أو استدعائي مرة أخرى. وفي لحظة عدت إلى جسدي النائم على طاولة الولادة واختفى الخدر تمامًا. وبعد وقت قصير أنجبت فتاة صغيرة جميلة.
في ذلك الوقت اعتقدت أن الممرضة هي من نادتني باسمي. ربما كان الإجراء المتبع في المستشفى هو استخدام الاسم الأول للنداء على المريضة عندما تفقد وعيها. فالاسم الأول هو الاسم الأكثر شهرة للمريضة مقارنة باسمها العائلي بعد الزواج. لم أذكر هذه التجربة لأي شخص حتى وقت قريب جدًا. لكنني كنت أتذكرها دائمًا ووجدت أنها رائعة جدًا. لا يسعني إلا أن أتساءل هل كنت سأعود فعلًا لو كانت نقطة النور البيضاء الساطعة قد اختفت. حاولت تحليل تجربتي وقررت أن هذه التجربة ربما هي: (1) الطريقة التي يتعامل بها جسم الإنسان مع الألم الشديد؛ أو (2) نقطة في المنتصف ما بين الوعي واللاوعي؛ أو (3) تلك اللحظة الأخيرة الفاصلة بين الحياة والموت. لقد تساءلت أيضًا هل الآخرون الذين مروا بتجارب مماثلة رأوا نفس نقطة النور الساطعة ووصفوها بأنها نفق. لأنني لم أرها كنفق.
لم أسمع عن تجارب الاقتراب من الموت إلا بعد مرور عدد كبير من السنوات بعد هذه الحادثة. أنا لست متدينة ولا أعتقد أن هناك حياة بعد الموت. لكنني أعتقد أن تجربتي في الاقتراب من الموت كانت ظاهرة مثيرة للاهتمام وغير عادية. لم يكن لتلك التجربة تأثير كبير على حياتي، لكنه عززت إيماني بأن الجسم البشري والعقل البشري رائعان حقًا.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1-9-1954.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. الولادة. لقد كنت في حالة انتباه شديد قبل وأثناء تجربة الخروج من الجسد. لكن كان هناك فقدان مؤقت للوعي في لحظتين عندما غادر عقلي جسدي وعندما عاد إلى جسدي.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ غير مؤكّد. لقد تم إعطائي حقنة وريدية لعلاج نقص الكالسيوم. لا أعرف ما هي المادة.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
بالطبع لا.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم لم يكن لدي أي شكل. عقلي غادر جسدي. وعقلي بالتأكيد ترك جسدي.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لقد كنت في حالة انتباه شديد قبل وأثناء تجربة الخروج من الجسد. لكن كان هناك فقدان مؤقت للوعي عندما غادر عقلي جسدي وعندما عاد إلى جسدي.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ لا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. سمعت فقط الصوت الذي نادى اسمي.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ كان بإمكاني التحقق هل الممرضة هي التي نادت اسمي أم لا، لكنني لم أفعل ذلك. وكان بإمكاني الاستفسار عن الدواء الوريدي، لكنني لم أفعل ذلك.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. كنت قريبة من النقطة المضيئة الموجودة في الظلام، لكن لا أذكر المرور عبرها. لم تبدو لي كنفق أو تجويف.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان النور يشبه النقطة المضيئة للغاية التي تظهر في شاشة التلفاز القديم مباشرة بعد إيقاف تشغيل التلفزيون. تلك اللحظة قبل أن تتحول شاشة التلفاز إلى الإظلام التام.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الفضول، الاهتمام، المفاجأة.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ لا.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية تم تثبيتي وتعميدي في الديانة الميثودية. كنت اذهب إلى الكنيسة بشكل غير منتظم.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية ليس لدي انتماءات دينية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ يرجى الرجوع إلى سرد التجربة أعلاه.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لم يكن لها تأثير.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. لدي القدرة على حث تجربة الخروج من الجسد على الحدوث عندما أشعر بألم أو لا أستطيع النوم. أغمض عيني وأريح جسدي تمامًا قدر الإمكان. أركز ذهني على نفس البقعة في الأعلى وعلى يمين جسدي. لا ينجح الأمر دائمًا، ولكن إذا تمكنت من الاسترخاء التام والتركيز الكامل، أشعر بأن عقلي ينفصل عن جسدي. وعندما يخرج عقلي من جسدي، يغادر التوتر جسدي ويختفي الألم و / أو أستطيع الاسترخاء بما يكفي للنوم.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أفضل جزء هو معرفة مدى روعة العقل والجسد. أسوأ ما في التجربة هو أنني كنت على وشك الموت.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد شاركت تجربتي مع صديقة واحدة مقربة فقط كنت أعرف أنها ستتفهم الأمر. وأشك أن تكون قد تأثرت بأي شكل من الأشكال بتجربتي. لكني أعلم أنها صدقتني وصدقت تقييمي للتجربة.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. يرجى الرجوع إلى سرد التجربة أعلاه.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ بشكل عام تم تصميم الاستبيان بطريقة جيدة جدًا من ناحية الأسئلة. لكن يبدو أن بعض الأسئلة متداخلة.