تجربة كولن ف في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لا أتذكر الحادث نفسه. كل ما أعرفه هو أنني كنت واعيًا ومدركًا، وأنني كنت موجودًا في نفق. كنت أتحرك بسرعة أكبر وأسرع نحو نقطة من النور في أعلى النفق (كنت أتحرك صعودًا نحو الأعلى). وصلت إلى نهاية النفق وكنت أواجه النور. كان النور متوهجًا للغاية، لكن لم يضرني النظر إليه. بدا النور طاغيًا، مقارنة بالنور الضعيف الذي كان ينبعث مني (لم يكن لدي جسد، لكنني كنت أتوهج قليلاً. أنا أيضًا كنت عبارة عن نور). لم نتحدث فعليًا لكنني فهمت كل شيء بوضوح. ثم عُرضت عليّ مشاهد من أحداث حياتي، مواقف لم أتصرف فيها بشكل صحيح، ومواقف كنت فيها فظًا، ومرات عديدة وقفت فيها بجانب الطرف المخطئ، ولم أفعل شيئًا حيال الأفعال السيئة التي ارتكبها الآخرون. حتى تلك اللحظة اعتقدت أنني ميت. أدركت أنني كنت جبانًا، وأنني أضعت حياتي. ثم عرضت علي مشاهد من المستقبل لانتحاري وجنازتي. لكنني اعتقدت أنني ميت الآن، وأن انتحاري وجنازتي كانا مجرد محاكاة لحياتي التعيسة. لقد حُكم عليّ بالموت بطريقة أو بأخرى. اجتاحتني موجات من الاكتئاب والحزن عندما أدركت أن كل ما فعلته كان مضيعة للوقت. ورغم أنني كنت فقط في الخامسة عشرة من عمري، إلا أن حياتي كانت مخططة بنمط من شأنه أن يؤدي إلى الحزن وعدم الرضا.
عندئذ وأثناء أعمق جزء من معاناتي، وجدت نفسي مرة أخرى في النفق والنور يتلاشى خلفي. انتهى النفق، بعدها كنت موجودًا في فراغ. الآن لم يعد لدي جسد من نور، لكنني كنت منتبهًا وواعيًا. كنت واعيًا تمامًا مثلما أنا واعيًا الآن، لكن كان هناك عدم يتوسع وينتشر في كل مكان لدرجة أنه كاد أن يصبح شيئًا. أردت أن أتحرك، لكني لم أستطع. لقد قاتلت للنجاة بحياتي، وكانت هي أصعب معركة خضتها على الإطلاق، وعندما أصبحت غير قادر على القتال، وجدتني مستيقظًا وواعيًا في سرير المستشفى.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
"28 يوليو 1980"
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث. إصابة مباشرة في الرأس. لقد صدمتني سيارة وأصبت بجروح خطيرة في رأسي.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة مخيفة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. على النحو الوارد أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لقد كنت على درجة عالية من الوعي منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها النفق وحتى رجعت إلى وعيي.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بدا أن الوقت يمر بمعدل طبيعي. شعرت أن التجربة استغرقت عدة ساعات.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لم يكن هناك الكثير لرؤيته خلال تجربتي باستثناء ومضات من أحداث الماضي والمستقبل. لكنني رأيت هذه الومضات فقط من وجهة نظر الشخص الآخر. لم أكن أعيش هذه الأحداث، بل كنت فقط أراها. لم أكن "أرى" الأشياء رؤية مادية بقدر ما كنت أعرفها من خلال حواس أخرى غير قابلة للتفسير. استطعت أن أرى كل ما يدور حولي بإدراك 360 درجة. كانت معظم تجربتي مجرد نور ساطع أو سواد.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. بما أنه لم يكن لدي جسد، فإنني لم أسمع حقًا. لقد فهمت الأشياء فقط من خلال "المعرفة". اعتقد أن أقرب شيء لذلك هو التخاطر أو شيء مشابه.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك يحدث عبر إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. عندما بدأت تجربتي انجذبت بسرعة عبر النفق. كنت أعرف أن للنفق جدران، لكنني لم أتمكن من لمسها.
هل قابلت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. الكائن الوحيد الذي قابلته كان مرشدي. لقد كان كائنًا مجهولًا وأقوى مني.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. في نهاية النفق كان هناك نور ساطعًا من شأنه أن يعميني في ظل الظروف العادية، لكنه لم يؤذيني جسديًا. لقد كان ألمع شيء رأيته على الإطلاق. أنا أيضًا كنت عبارة عن نور، لكنه كان نورًا خافتًا جدًا بالمقارنة بذلك النور. لم يكن هناك شيء في هذا الفضاء سوى الظلام وأنا ومرشدي، كنا كائنان نورانيان. لم يكن هذا الظلام ظلامًا حقًا، لكنه كان مجرد نقص في أي شيء آخر.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ في الغالب الحزن والندم على إضاعة الوقت الذي أمضيته على الأرض. لقد كنت متأكداً من أنني ميت. كنت في الخامسة عشرة من عمري فقط في ذلك الوقت، لكنني رأيت كيف أن حياتي القصيرة لم تكن تساوي شيء. وأدركت أيضًا بأسف عميق أن مسار حياتي لم يكن ليذهب لشيء سوى التعاسة. لقد كنت يائسًا تمامًا لأن فرصتي في الحياة كانت مثيرة للشفقة ولم تتحقق.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد رأيت العديد من الأمثلة على تفاهتي وعدم تعاطفي مع الآخرين. ومواقف تظهر جبني. رأيت أنني شخص غير سعيد، وأن لدي القليل من الأصدقاء. بعد التجربة، بدأت أتساءل عن حياتي واختياراتي. وبحثت على مدار العشرين عامًا التالية تقريبًا عن "معنى الحياة". سافرت إلى أماكن غريبة، وتعاطيت المخدرات، ودخلت السجن، وفي النهاية بدأت رحلة طويلة نحو الروحانية. شعرت بعد هذه التجربة بفقدان الهدف، وواجهت صعوبة طويلة الأمد في استيعاب الأمر برمته، وفي أن أجد للتجربة مكان ضمن أحداث حياتي اليومية.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. رأيت مستقبلي التعيس. لقد كنت طبيبًا يبدو أنه "ناجحًا"، وأخرجت مسدسًا من درج مكتبي، ووضعته في فمي، وفجرت مؤخرة رأسي. لقد رأيت جنازتي التي لم يحضرها أحد تقريبًا. شعرت بأنني محكوم علي بحياة غير سعيدة.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ غير مؤكّد. شعرت وكأن تحركاتي خلال تجربتي كان يتم توجيهها. لم يكن لدي خيار البقاء أو الرحيل. لقد تم إبعادي.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي لا شيء
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم. رغم أنني لم أصبح متدينًا بشكل متشدد، إلا أنني أصبحت روحانيًا للغاية. وفي المرة القادمة التي سأقف فيها أمام الله (أو أيًا كان) لأُحاسب، سيكون لدي أشياء إيجابية يمكن النظر إليها. أعتقد حقًا أن تجربتي الأولى في الاقتراب من الموت هذه كانت بداية رحلة ستنتهي بتجربتي الثانية في الاقتراب من الموت.
ما هو دينك الآن؟ معتدل "لست متدين بشكل متشدد، لكني أعتبر نفسي روحانياً".
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. رغم أنني لم أصبح متدينًا بشكل متشدد، إلا أنني أصبحت روحانيًا للغاية. وفي المرة القادمة التي سأقف فيها أمام الله (أو أيًا كان) لأُحاسب، سيكون لدي أشياء إيجابية يمكن النظر إليها. أعتقد حقًا أن تجربتي الأولى في الاقتراب من الموت هذه كانت بداية رحلة ستنتهي بتجربتي الثانية في الاقتراب من الموت.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. أصبحت أدرك تمامًا رغم أنني لم أكن أعرف ما هو هدفي، إلا أنني فشلت فيه فشلاً ذريعًا ولم أحققه. هناك الكثير من المعرفة التي أستطيع تذكر معرفتي بها في ذلك الوقت، لكنني اعتقد أنها تفلت مني حينما كنت أكافح من أجل استعادة وعيي رغم محاولتي تذكرها والتمسك بها. كثيرًا ما أشعر أنني عرفت هدفي فقط للحظة وجيزة، وأمضيت بقية حياتي محاولًا إعادة اكتشافه.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. لقد تمكنت من تكوين صداقات عميقة ومرضية. أشعر الآن بالحاجة إلى الصداقة أكثر بكثير مما كنت أشعر به قبل التجربة. كما أصبحت قادرًا أيضًا على أن أكون صديقًا أفضل.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لقد كانت هذه التجربة بعيدة تمامًا عن كل تجاربي الأخرى، لدرجة أنني اضطررت إلى ابتكار استعارات وتشبيهات لوصف ما لا يمكن وصفه.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟ نعم. في بعض الأحيان أعرف الأشياء وحسب. إنها ليست رؤية، بل مجرد شعور عميق بالمعرفة. لقد التقيت بزوجتي السابقة وتزوجتها بعد أن شعرت بهذه المعرفة عندما رأيت صورتها. لقد تجنبت الحوادث وربما الموت عدة مرات بمجرد معرفتي بأن حادثًا ما سيقع. وقد تغير إحساسي بالوقت أربع مرات منذ مروري بهذه التجربة عندما تعرضت حياتي للخطر. أعتقد حقًا أن هذا أنقذ حياتي في كل مرة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أدركت أن حياتي كانت مضيعة، وأنني لم أكن شخصًا لطيفًا. لقد غيرت هذه التجربة حياتي وخياراتي بشكل كبير حيث سعيت بعدها إلى تحقيق الهدف، وهو أن أجعل من نفسي شخصًا أفضل. أشعر كما لو أنني حوكمت، وبعدها تم إعطائي فرصة ثانية لغرض ما. أنا فقط لم أفهم ذلك الغرض، رغم أنني اقتربت من فهمه.
هل سبق أن حكيت للآخرين عن هذه التجربة؟ نعم. لم أتحدث عن تجربتي على الفور لأنني لم أرغب في أن يعتقد الناس أنني مجنون. ربما استغرق الأمر ما يقرب من عام. يبدو أن الناس على مر السنين أرادوا سماع قصتي، أرادوا بعض الأدلة على أننا لا نتوقف عن الحياة عند الموت. لقد رويت قصتي لعدد قليل من الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، وكان رد فعلهم إيجابيًا للغاية.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ نعم. لقد قرأت بعض الكتب التي تحتوي على فصول عن تجارب الاقتراب من الموت، لكنها كانت مختلفة تمامًا عن تجربتي. كان لدى أصحاب تلك التجارب الكثير من الرموز الدينية والأصدقاء والأقارب المتوفين. بدا أن معظمهم يتمتعون بنبرة إيجابية ومبهجة، بينما كانت نبرتي محبطة.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) من حدوثها؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم. أحيانًا أشعر في أحلامي وكأنني أعودة إلى "الفراغ" مرة أخرى دون جسد، وأكون غير قادر على الحركة. لا بد لي من استجماع كل قوتي لأتحرك. وبعد صراع هائل، استيقظ في السرير. لا بد أن يحدث هذا ثلاث أو أربع مرات في السنة. ويكون أمر مثير للقلق دائمًا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد لعبت التجربة دورًا رئيسيًا في تحديد مسار حياتي. أعتقد أن ما عرض عليّ كان لمحة صغيرة من الجحيم. أعتقد أن الجحيم هو لحظة الوضوح المطلق عندما توضع حياتك كلها أمامك بواقعية صارخة. الفرص الضائعة والأنانية والجشع والتعاسة، كلها تصبح بارزة وواضحة لأول مرة. كان الجحيم بالنسبة لي هو الإدراك الحقيقي لكل ما أضعته، الإدراك الحقيقي للحياة التي أهدرتها.