تجربة كوني ف، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
مع أنني كنت في الخامسة من عمري فقط عندما حدثت تجربة الاقتراب من الموت هذه، لا أزال أستطيع رؤية شدة ذلك الضوء الساطع في الغرفة. لقد ناقشت هذا الأمر لسنوات مع أمي، وتساءلت عما إذا كان ذلك مجرد سطوع لأضواء غرفة العمليات ولكنه كان شديدًا للغاية لدرجة أنني تجاهلت هذا الجانب.
ذهبت إلى غرفة العمليات في دودج سيتي، كانساس، عام ١٩٥٠ لإجراء عملية استئصال اللوزتين. كان من المقرر أن تكون عملية جراحية بسيطة وإقامة قصيرة مع احتمال الإصابة بالتهاب شديد في الحلق. ملاحظة: كانت عمليات استئصال اللوزتين شائعة جدًّا في خمسينيات القرن الماضي.
وفي وقت ما خلال الجراحة وجدت نفسي على السقف في زاوية الغرفة أشاهد الطبيب وطاقم غرفة الجراحة مذعورين، وسمعت صوتًا يقول: "أوقفوا النزيف" و"إننا نفقدها". كان سني خمس سنوات فقط لكن لا يزال بإمكاني سماع تلك الكلمات ورؤية ذلك الضوء الساطع الشديد والدم الأحمر ينزف من ذلك الجسد الصغير بالأسفل بينما كنت أشاهدهم من الأعلى.
لقد كانت تجربة قصيرة جدًّا ومع ذلك أدركت لاحقًا أنني كنت في الجراحة لفترة أطول بكثير من المتوقع بسبب حدوث بعض المضاعفات.
لم أر يسوع ولا قوة عليا ولا أقارب ولا نفقًا مررت عبره لكنني فكرت بأنه من الغريب أن أكون على السقف في زاوية الغرفة.
ملحوظة: كنت طفلة مؤمنة بيسوع، وقد كان والداي من الروم الكاثوليك.
والشيء التالي الذي أتذكره هو أنني استيقظت مصابة بالتهاب شديد في الحلق وأخبرت أمي بهذه القصة. كان الطبيب يعتقد أنها قصة خيالية رائعة حتى أخبرته بما قاله بصوت عالٍ لفريقه الجراحي. فقال، نعم واجهتنا بعض المشكلات في الشريان المصاب ولكن لم يشكل هذا الأمر تهديدًا للحياة.
طلبت مني أمي ألا أخبر أحدًا بهذا الحدث. فقد كانت دودج سيتي مدينة صغيرة جدًّا وأنا أنتمي إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
وعندما كبرت كنت أحقق في كل شيء يمكن أن أجده في ما يتعلق بهذه التجربة ولم أجد شيئًا حتى نشر الدكتور ريموند مودي - كتاب "الحياة بعد الحياة". ومع أنني لم أعبر نفقًا ولم أر أقارب أو حياتي القصيرة تمر أمام عيني أو إحساسًا بالله؛ كنت أعرف أن هذا ما قد حدث لي، ويمكنني رؤية ذلك المشهد في ذهني كما لو كان بالأمس. ولطالما كنت منفتحة على ما هو أكثر من الحقائق الصعبة وأعلم أنه يوجد "الكثير" مخبأ لنا بعد أن نموت. وأن الموت ليس أمرًا فظيعًا وسيئًا وأننا ننتقل إلى بُعد آخر.
لن يجبرني أحد على القول بأن هذه التجربة كانت مجرد حلم أو أنني تخيلت المشهد بأكمله. إنها حقيقية اليوم كما كانت قبل سبعة وخمسين عامًا. وفي سني هذا، لم أعد أهتم بمن يصدقني بعد الآن.
كوني.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
١٩٥٠.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم، جراحة ذات صلة. كنت أسمع الطبيب والممرضات يتحدثون عن إنقاذي في أثناء الجراحة، وكنت أرى الكثير من الدم.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
مختلط.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
غادرت جسدي بوضوح وكنت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. موصوف أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
انظر إلى التعليق أعلاه. كنت طفلة صغيرة لذا لا أتذكر "الوقت".
هل تسارعت أفكارك؟
تسارعت بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كان من الغريب أن أعلَّق بالقرب من السقف وأن أشاهد ذلك الذعر الذي يحدث بالأسفل. لا يبدو أنه كان يزعجني على الإطلاق. وبالتأكيد ربما لن ينزعج طفل يبلغ من العمر خمس سنوات من هذا الأمر بل سيكون ممتعًا بالنسبة له.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. رأيت سطوعًا شديدًا ولونًا أبيض وذهبيًّا ودماء حمراء زاهية في أثناء مراقبتي للمشهد. وقد كان السمع حادًّا.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. كان السمع حادًّا للغاية ولكن ليس صاخبًا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد أُكِّدت الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. كانت الغرفة التي كنت فيها مشرقة للغاية ولكنها لم تؤذ عيني.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر غامض؟
لا.
ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
كنت أتساءل كيف صعدت إلى هنا بالقرب من السقف؟ من المؤكد أن المكان هنا مشرق جدًّا. كيف يمكنني أن أكون هنا وأشاهد ما يحدث بالأسفل؟ ومن المحتمل أنني فكرت: "هل هذه أنا؟".
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني. كان سني خمس سنوات فقط، لذلك لم يكن لدي الكثير من أحداث الحياة لأراجعها.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
غير مؤكَّد. غادرت منطقة السقف لأعود إلى جسدي. ومع ذلك، لا أتذكر دخول جسدي.
الله والروحانية والدين:
ما دينك قبل تجربتك؟
محافظة/ أصولية. الكاثوليكية الرومانية. لست متأكدة مما إذا كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تعد أصولية أم لا.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
لا. مع تحولي إلى الكاثوليكية النورانية (الأسقفية الأنجليكانية)، لم أبتعد أبدًا عن القداس الإلهي الذي أحبه.
ما دينك الآن؟
ليبرالية. "الكنيسة الأسقفية التي أنتمي إليها هي كنيسة ليبرالية جدًّا ويبدو أنها منفتحة على العديد من المعتقدات. لا أحد يرمش حتى عندما أقول إنه كان لدي حدث "متزامن" آخر.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
لا. مع تحولي إلى الكاثوليكية النورانية (الأسقفية الأنجليكانية)، لم أبتعد أبدًا عن القداس الإلهي الذي أحبه.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
غير مؤكَّد. كنت أعلم أن هذا الحدث حقيقي وليس حلمًا ولكني لم أعرف السبب.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. كان زواجي الأول كارثيًّا فقد وصفني زوجي السابق بالمجنونة وتأكدت قبل أن أتزوج مرة أخرى من أن هذا الشخص سوف يفهمني ويؤمن بي. وهذا ما قد حدث.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. عندما كنت في الخامسة من عمري، هكذا وصفت تجربتي: "يا أمي، لقد سمعت الطبيب يتحدث في أثناء الجراحة"، "كوني، لقد كنت تحلمين"، "كنت بالقرب من السقف ورأيت ما يفعله الناس"، "كوني، لقد تخيلت ذلك فحسب"، "كيف يمكن أن أسمعهم يتحدثون؟"، "لا بد أنك استيقظت للحظة".
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. بدأت أحلم بشكل مكثف وتحقق الكثير من هذه الأحلام المتعلقة بأفراد الأسرة. وأصبحت هذه الأحلام أكثر حدة مع تقدمي في السن. عندما كنت في المدرسة الثانوية كنت أخشى النوم. حلمت ذات مرة أن أخي الأكبر قد وقع شيء في عينه. وفي اليوم التالي دخل إلى ورشة غلايات وسقطت قطعة من الفولاذ يبلغ طولها ثمانية بوصات في عينه مما أدى إلى إصابته بالعمى. كانت لدي أيضًا رؤى قصيرة للأحداث المستقبلية، على سبيل المثال رأيت امرأة تصدمها شاحنة قبل وقوع الحادثة وتكلمت عن هذا الأمر. لقد طلبت من الله أن يسلبني هذه "القدرة". إن حدسي قوي إلى حد ما في الوقت الحالي ورؤيتي وأفكاري دقيقة بنسبة ٨٥-٩٠٪ على الأقل.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
بدا ذلك الضوء شديد السطوع دافئًا ومريحًا. كان ذا توهج دافئ. لم أكن خائفة، عندما كنت طفلة صغيرة كنت أخاف من المرتفعات.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. لقد حكيتها لأمي وبدا أنها متقبلة تمامًا أو ربما كانت تمازحني في تلك السن. كان والداي يؤمنان بالتقمص، لذا ربما فهماها أكثر مني. وأعتقد أنهما لم يرغبا في أن أتحدث عن التجربة لأننا كنا نعيش في بلدة صغيرة وكان لأبي عمل عائلي.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
غير مؤكَّد. لم تحدث لي تجربة الاقتراب من الموت مرة أخرى، لكن مررت بالعديد من التجارب الخارقة للطبيعة.
هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
مع أنني كنت طفلة صغيرة عندما حدثت تجربة الاقتراب من الموت، فإنني أتذكرها كما لو حدثت بالأمس وأحاول أن أعيش حياتي بقاعدتين: الحب (اللطف) والتسامح مع الجميع. خلال نشأتي كنت أنظر إلى الحياة بشكل مختلف وأضحك في الواقع على بعض الأشياء السخيفة التي ينشغل بها الناس خلال حياتهم. أنا مندهشة باستمرار من مدى تعقيد الناس لحياتهم اليومية ومدى قسوة الناس مع بعضهم بعضًا. لقد أرهقني الوضع الحالي لحكومتنا بشكل كبير لدرجة أنني لم أعد أستطيع قراءة الأخبار أو الاستماع إليها. يبدو أن كل شيء يتسارع - يتحرك على نحو أسرع وأسرع مع احتدام العراك العنيف والجدال. أجد العزاء في الأشخاص ذوي التفكير المماثل وفي عائلتي وفي تأملي وفي حديقة كوي وفي الفن.
هل يوجد أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
إذا كنتم تجرون مقابلة مع طفل فأنتم بحاجة إلى تغيير لهجة الأسئلة لتلائم تفكير الأطفال.