كيرت آل تجربة الإقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت في حفل ختامي للاحتفال باختتام عرضنا التمثيلي. عندما استرجع ما حدث، أجد أن تصرفاتي كانت غبية حقًا - لقد كنت مستيقظا وأعمل بأقصى طاقتي لمدة ثلاثين ساعة تقريبًا، وكنت مرهقًا للغاية. كان ينبغي أن أعود إلى المنزل بدلاً من الذهاب إلى تلك الحفلة – لكن جميع الممثلين كانوا ملزمين بالحضور بشكل أو بآخر بسبب وجود الرعاة، وما إلى ذلك.
بدأت أشعر بالتعب الشديد في الحفلة. شعرت بالغثيان والقيء والإسهال، وشعرت بالدوار وصعوبة في التنفس وشعرت بالبرد الشديد. البرد الشديد في أبريل في ولاية كارولينا الشمالية ليس أمرًا شائعًا. كانت درجة الحرارة على الأرجح خمسة وسبعين درجة فهرنهايت (حوالي 24 درجة مئوية)، وكان الجو حارًا تمامًا في القاعة التي أُقيمت فيها الحفلة، لكنني كنت أتجمد من البرد.
ممثل آخر وشخصان آخران (أتذكر الشخصين الآخرين، لكنني لم أكن أعرفهما) أسندوني عندما انهارت، وحملوني / جروني إلى سيارة، ونقلوني إلى أقرب مستشفى. تمكنت من سماعهم، لكنني لم أستطع التحرك أو التحدث.
عند مدخل غرفة الطوارئ أخرجني اثنان من الفنيين (الممرضون والأطباء والحاضرون - رجلان يرتديان ملابس بيضاء) من السيارة ووضعوني على نقالة. أتذكر أنهم كانوا يسألونني الكثير من الأسئلة. كان بإمكاني فهمها، لكنني لم أكن أعرف ماذا تعني (في ذلك الوقت). بالإضافة إلى أنني لم أستطع التحرك أو التحدث.
أتذكر أنني تم نقلي إلى ما اعتقدت في ذلك الوقت أنه غرفة عمليات – لكنني عرفت لاحقًا أنها "وحدة" داخل غرفة الطوارئ أو أي كان المصطلح الذي يطلقونه على مناطق العلاج الصغيرة هذه.
شعرت بأنني أعاني من التشنجات، لكنني أدركت أنني كنت ساكنًا تمامًا. أتذكر طبيبًا أو فنيًا قام بإخراج عدساتي اللاصقة. كان الضوء ساطعًا بشكل مكثف ومؤلم. وعندما سلط الضوء على عيني، كان التأثير مؤلمًا. حاولت الصراخ، وحاولت التحدث، لكنني لم أستطع. قيل لي في وقت لاحق أنني كنت في غيبوبة – لكنني أعلم أني لم أكن في غيبوبة، لأنني أتذكر كل شيء حدث. لقد شعرت بكل شيء.
لقد تضخمت جميع أحاسيسي الجسدية إلى حد كبير. مجرد أن يلمسني أحدهم كان ذلك يؤلمني حقًا. كانت قسطرة عينة البول مؤلمة بشكل لا يُصدق. حتى ضغط القناع (الذي أفترض أنه كان قناع أكسجين) كان يؤلمني عندما يلمس وجهي.
كنت لا أزال أشعر بالبرد الشديد، لكن الألم استمر (الألم الداخلي – كنت لا أزال أشعر بالألم عندما يلمسني أحدهم). كان مستوى الضوضاء يصم الآذان. بدا لي أن كل شيء تم تضخيمه بشكل مفرط، وأن الفنيين كانوا يصرخون في الأعلى.
ثم فجأة عندما أخذت نفسًا - ربما كان الأكسجين أو أيًا ما كانوا يضخونه لي - شعرت كما لو أن جسدي يتوسع. بدأت أشعر بالدفء. وأصبحت الأمور هادئة. بل لم أعد أتألم.
شعرت وكأنني أطفو نحو السقف المرتفع نوعًا ما. شعرت بنسيم على جانبي الأيسر، واستدرت لأنظر إلى اتجاه ذلك النسيم. ثم انقلبت وتمكنت من النظر إلى نفسي أو جسدي المستلقي على السرير. أتذكر أنني كنت أفكر: " يا إلهي! نانسي كانت على حق. أنا نحيف حقًا!". كان وزني حوالي مائة وثلاثين رطلاً (59 كيلوغرام) في ذلك الوقت. لكن بالنظر إلى طولي وبنيتي، كان يجب أن أزن ما بين مائة وخمسة وأربعين إلى مائة وخمسين رطلاً (65 إلى 68 كيلوغرام) أو نحو ذلك.
وبينما كنت أنظر إلى جسدي، سمعت طبيبًا يقول: "يا إلهي! نحن نفقده!". بدا أن كل شيء يسير بحركة بطيئة. لقد رأيته يضرب صدري – أعتقد أنه كان يريد إعادة تشغيل قلبي. حاولت أن أقول: "لا! لا تؤذيه. ابتعد عنه". أدركت أن الأمر يبدو غريبًا بعض الشيء، أن أشير إلى نفسي بـ "هو". لكن في ذلك الوقت شعرت أنني كنت ذلك الكيان الذي ينظر بالأسفل على رجل كان يشبه الشكل الذي اعتدت أن أبدو عليه كثيرًا – لكنه لم يكن أنا حقًا.
أغلقت عيني. لم أرغب في رؤيتهم يؤذونه أكثر من ذلك. لقد كنت عائمًا. انقلبت حتى أصبحت مستلقيًا (عائمًا) على ظهري. بدأ السطوع الشديد لغرفة المستشفى يتلاشى وتحول إلى "ضبابًا" لطيفًا. أتذكر أنني كنت أفكر في اللون الأخضر الشاحب وأتساءل كيف تعرفت على ذلك اللون، لأنني كنت أعرف أني أغمضت عينيّ. بعدها شعرت بأنني اقترب من شيء رائع ومثير، لكنني لم أعرف ما هو. لكنني كنت أنجرف نحوه بلطف. كان ذلك "المكان الجميل"، أيًا كان أو أينما كان، موجودًا في الأسفل ناحية اليمين. أي لو أنني كنت مستلقيًا ورأسي إلى الشمال وقدمي إلى الجنوب، لكان ذلك المكان في الجنوب الغربي، أو ربما في جنوب الجنوب الغربي. لم يكن ذلك المكان موجودًا "بالأسفل" فعليًا، بل كان باتجاه قدمي.
أحسست أنه مهما كان ذلك المكان، فإنه كان أكثر سطوعًا من الضباب الأخضر. لم يكن ساطعًا بشكل غير مريح كما كان سطوع ضوء المستشفى، لكنه كان ساطعًا سطوعًا مريحًا. أردت الذهاب إلى هناك.
ثم مررت بمراجعة سريعة لأحداث حياتي. ورغم أنني شعرت أن كل شيء كان يتحرك ببطء شديد، إلا ان مراجعة أحداث حياتي كانت سريعة بشكل لا يُصدق. تذكرت أحداثًا كثيرة من الماضي – قمنا بإعادة تمثيل للأدوار - وأجريت "محادثات" مع بعض الناس. تذكرت حياتي بأكملها، كما لو أنني كنت أعيش حياتي من جديد على مستويات متعددة وفي نفس الوقت. لقد شعرت بهذه القوة المذهلة التي جعلتني أُكرس كامل تركيزي على عدة أشياء مختلفة في نفس الوقت.
وفجأة "رجعت" بشكل صادم إلى جسدي مرة أخرى. وعندها عاد الألم، وعادت الأضواء الساطعة والأصوات العالية جدًا. لكنني هذه المرة لم أشعر بالبرد. بل كنت أتعرق بغزارة.
كنت أعلم أن الأطباء والممرضين والفنيين كانوا يتحدثون، لكنني لم أستطع فهمهم. ثم انجرفت بعيدًا - أو خلدت إلى النوم - أو فقدت الوعي.
أعلم أنني قضيت الليلة في المستشفى، ثم أخذني صديقي إلى منزله لاحقًا لأنه لم يتمكن من العثور على مفاتيحي. لم أكن واعيًا بذلك. كل ما أتذكره هو أنني استيقظت على سرير غريب في منزل غريب. لقد طلب مني أن أعود إلى النوم – وقد فعلت ذلك. قيل لي أنني نمت لمدة أربعين ساعة. أشك في ذلك. أعتقد أنه ربما مرت أربعون ساعة منذ بداية الحادثة حتى استيقظت، لكن ما قيل لي هو إنني نمت لمدة أربعين ساعة.
ذهبت إلى طبيبي للمتابعة في اليوم التالي. وكان رد فعله تقريبًا: "حسنًا، لا أرى أنك تعاني من أي مشكلة الآن". لذلك غادرت - قام شخص ما بإيصالي لإحضار سيارتي – بعدها عدت إلى المنزل وشعرت أنني بخير.
كنت غاضبًا لأن الأطباء كانوا "يؤذون" ذلك الرجل النحيل ضعيف البنية الذي كنت أشاهده. وقد استاءت من التعرض للغش لأنني اكتشفت شكل هذا المكان الرائع.
لكني لم أمر بشيء مماثل لهذه التجربة منذ ذلك الحين.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
أوائل أبريل 1976.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. لو كنت غنياً ومشهوراً، لكنت اعتقدت أن التجربة حدثت بسبب التعب. لكن نظرًا لكوني ممثلًا سيئًا في ذلك الوقت، كان الأمر مجرد حالة من التعب الشديد والإغماء بعد التمثيل. لقد كنت مرهقًا في ذلك الوقت. كنت أيضًا أعاني من ألم شديد، وصعوبة في التنفس، وشعرت بدوار شديد وضبابية في الرؤية.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ نظرة إيجابية.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لم تكن التجربة تشبه الأحلام. لقد كانت حقيقية جدًا بالنسبة لي.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. لم أشعر أن لي هيئة حقًا. عندما كنت أنظر إلى جسدي المادي لم أكن أعتقد أنني كنت "هو" حقًا، لأن جوهري كان هناك. ولا أعرف كيف كان جوهري يبدو.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ شعرت بالانتباه الشديد. قيل لي إنني فقدت الوعي، لكنني كنت أعلم أنني مشلول وأبكم.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بالنسبة لي شعرت أنني قضيت وقتًا طويلًا بشكل لا يُصدق – لكن في الواقع استغرقت التجربة بضع دقائق فقط.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لم يكن هناك أصوات غير عادية – سمعت فقط الأصوات العادية، لكنها كانت عالية بشكل لا يُصدق.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ قيل لي لاحقًا أن الطبيب قال إنه يعتقد أنهم فقدوني. هذا هو الشيء الوحيد الذي أمكنني التحقق منه. فقد سمع صديقي الذي أخذني إلى المستشفى الطبيب وهو يقول ذلك. وقال الطبيب لاحقًا أيضًا إنه أعتقد أنهم فقدوني.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. لقد كنت "بالقرب" من مكان ما، لكنه لم يكن يشبه أي نوع من النفق أو السياج.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. شعرت أن النور"هناك" كان أكثر سطوعًا، لكنني لم أرى أي نور شديد أو غير طبيعي.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الألم والغضب - ثم الراحة الكبيرة - ثم الألم القصير عندما "رجعت" إلى جسدي.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. كنت أعرف أن إجابات جميع الأسئلة كانت "هناك"، إذا تمكنت فقط من الوصول إلى هناك.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ لقد استعرضت فقط أحداث حياتي. لكنني لم أتعلم شيئًا جديدًا.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. أنا يهودي إصلاحي. أعتقد أن ذلك الاتجاه محافظ إلى حد ما، رغم أن معظم الناس يرونه ليبراليًا نوعا ما. أنا كبير بما يكفي لأشعر بالارتباك لأن المصطلحات يبدو أن تقلبت بمرور السنين.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. اعتنق الدين نفسه. يهودي إصلاحي.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: بقيت على حالها تقريبًا
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ لا أشعر أنني تغيرت بشكل معين، لكن أصبح لدي الآن تقدير متزايد للحياة. ومنذ مروري بالتجربة لم أتمكن حتى من قتل حشرة. أصطاد العناكب وأخرجها خارج المنزل - ثم أشعر بالذنب لأن الجو سيكون باردًا وغير مريح بالنسبة لهم. كنت في السابق أدوس على الحشرات، والآن أحاول طردها.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لم تطرأ عليها تغييرات حقيقية.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لقد حاولت لسنوات أن أجد طريقة لأشرح التجربة لشخص ما، لكني لم أستطع. لقد كانت التجربة ممتعة ومخيفة في نفس الوقت. كنت أيضًا غاضبًا نوعًا ما في ذلك الوقت – أولاً لأنني كنت أموت (على حسب ما كنت أعتقد) ثم كانت لديهم الجرأة لإعادتي مرة أخرى إلى الحياة.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكّد. أعتقد أنني أصبحت أكثر وعياً مقارنة بما كنت عليه قبل التجربة. من المحتمل أن يكون ذلك راجعًا بالطبع إلى التقدم في العمر. لقد حدثت التجربة منذ نصف عمري تقريبًا، لذلك يجب بالتأكيد أن أكون قد أصبحت أكثر وعيًا. وإذا لم يكن هناك سبب آخر، فقد أصبحت على الأقل أعتز بالحياة أكثر دون خوف من الموت.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان الجزء الأفضل من التجربة: هو الشعور براحة لا تُصدق لوجودك بالقرب من ذلك المكان. أما الجزء الأسوأ منها: فهو ألم العودة إلى جسدك مرة أخرى.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد قلت لعدد قليل جدًا من الناس. وتراوحت ردود الفعل ما بين "ما تقوله محض هراء!" إلى "أوه، يا إلهي! هل حدث هذا حقًا؟". ولا أعتقد أن تجربتي قد أثرت على أي شخص بشكل خاص. لكن كانت هناك طالبة دراسات عليا مجنونة تلاحقني. وقررت أن تمر هي أيضًا بتجربة اقتراب من الموت. لكنها كانت فقط شخصية غريبة الأطوار. لقد هاجمت لاحقًا ممثلًا كنت قد تحدثت إليه بعد الأداء التمثيلي – كان مجرد حديث عام من نوع "لقد كان تمثيلك رائعًا يا صديقي". لم يسبق أن قابلته من قبل. لقد هاجمته وحاولت قتله لأنه، كما قالت لاحقًا، "كان يسبب خلافًا بيننا". أعتقد في عقلها كانت تظن أن شخصًا غريبًا يمكن أن يسبب خلاف بيننا لأننا لم نكن معًا من قبل.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لا أعتقد ذلك. لا أعرف ما الذي تحتاجون إلى معرفته للقيام بأبحاثكم. سأكون سعيدًا بالإجابة على أي سؤال (أسئلة) تطرحونه – لكنني لست متأكدًا من أن لدي أي شيء آخر لأضيفه.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أنا متأكد من أن هناك أسئلة يمكنكم طرحها، والتي من شأنها أن تساعدني. لكنني لست متأكدًا ما هي تلك الأسئلة. ليس الأمر أنني أطلب المساعدة. لكن إذا كانت تجربتي تعني أي شيء بالنسبة لأبحاثكم أو يمكنها أن تساعد شخصًا آخر، فسيكون هذا رائعًا. فأنا شخصيًا لا أبحث عن أي شيء.