تجربة د س 81 /D's
|
وصف التجربة
في مارس من العام 1978. كنت متمددا على الفراش, وهذا غريب لأنني وقبل ثانيتين كنت متمدد في بركة من الدماء مع جروح هائلة في جسدي. ظهرت في الفراش ونظرت إلى يدي اليسرى بدت أنها قد أعيدت إلى معصمي, قبل ثواني قليلة فقدتها في حطام سيارتي,
اجتهدت كي أعرف ماذا حدث ولكن كل شيء اختفى بسرعة, تفهمت الحدث ولكن ليس التفاصيل,كافحت كي أحافظ على ذاكرتي ولكنها تبخرت من عقلي, أتذكر أنني كنت غارقا في بركة من الدماء وكانت يدي اليسرى قد قطعت من عند الرسغ, وكان النصف الأسفل من جسدي قد رمي في القسم الخلفي للسيارة, كنت في صدمة, كيف سافرت في الفضاء عاليا في ثوان! لقد كانت الساعة حوالي العاشرة ليلا عندما وقع الحادث.
كانت الساعة العاشرة صباحا عندما جلست في الفراش ناظرا إلى قدماي وإلى رسغي الأيسر, أردت أن أعرف كيف عولج الضرر ومن فعل هذا وكيف.
لم يكن حلما ولكن كنت في الفراش وكأنني أتهيأ للنوم, كان عقلي موصولا بين الساعة العاشرة ليلا والعاشرة صباحا وكأن شيئا لم يحدث.ولكني عرفت بطريقة ما.
نهضت وركضت نحو أمي في الصالون وسألتها ماذا حدث لي؟
لم تعرف وأربكها سؤالي وأنا لم أعرف أين ذهب لوقت الضائع, قالت لي أنني كنت أحلم بلا شك, قلت لها أنني أعرف كيف أنظر إلى يدي في الحلم وإلى يدي في الصحو, قلت لها أنني لازلت أذكر قبل ثواني يدي المقطوعة والدماء النازفة منها, لقد كان الشيء حقيقيا جدا وليس أبدا حلما.
لقد قسم جسدي إلى نصفين, وفقدت رجلي كنت أحاول لم أحشائي بيدي المقطوعة وكنت أمد يدي السليمة إلى ساقاي المقطوعتين, اليد اليمنى كانت لا تزال جيدة كان حقيقيا من أستطاع أن يصلح ضررا كهذا, وكيف وجدتموني.
كنت على بعد خمسة أميال خارج البلدة, كنت في منتصف مكانا ما, كيف وجدتني سيارة إسعاف؟ كنت أجلس في منتصف حقلا من القطن, لا أدري كيف وجدوني وكيف عالجوني وكأن شيئا لم يحدث لي بتاتا, وكانت أمي تصر على أن شيئا لم يحدث لي.
وبعد ذلك أتذكر أنني رأيت سيارتي, كانت السيارة لدي منذ أشهر فقط, كانت السيارة بمثابة عروستي وكانت بهجتي أيضا, جريت نحوها ورأيت باب السائق ملقى على الطريق وكان يلمع وكأنه معروض في صالة عرض. كان عمره ثلاث سنين وأمي لاحظت كم كان نظيفا ولكن ليس ساطعا, كان يبرق وكأنه مسح بمادة شمعية, نظرت إلى السيارة التي كان من المفروض أن تكون قد تهشمت ولكنني وجدتها سليمة ولم يكن بها خدشا واحدا ولا حتى بقعة وسخ واحدة.
فتحت غطاء المحرك ونظرت إليه كان لامعا, ولم تكن هنالك أي بقعة للزيت أو للشحمة, قلت لأمي, هذه ليست سيارتي أنا أعرف سيارتي التي كنت أقودها أمس, قضيت ساعة متحدثا إلى أمي.
توصلت أخيرا إلى نتيجة أنني كنت قد تعرضت لحادث سيارة شنيع, أعتقد أنه كان شهر أكتوبر, فقالت لي أنه كان شهر مارس, اعتقدت أنني جابهت حادث أليم في أكتوبر وأنني قضيت في غيبوبة في مكانا ما لحين تم علاجي وتم إصلاح سيارتي,لم يريدوا من أن يواجهوا المشاعر السيئة للإصابات وقرروا أن يعملوا وكأن شيئا لم يحدث .
للمضي قدما وللاستمرار وعدم النظر إلى الماضي السيئ هذا ما أستوعبه عقلي. حاولت التكلم عن الغيبوبة مع الأصدقاء والعائلة, كلهم أنكروا أنني كنت في حادث وفي غيبوبة, عرفوا ما عرفوا وأنا عرفت ما عرفت ولكنهم كانوا يتكتمون على شيء ما, حصلت على انطباع أنني كنت مغطى ومحميا, تبين أن أحد أصدقائي قام بالانتحار على نفس الطريق ذاته.ولا أذكر أي صديق. ذكروا اسمه ولكنني نسيت وعندما سألتهم تجاهلوا سؤالي.لقد أرادوا أن ينسوا شيئا ما وأرادوا أن أتركهم في حالهم. كلهم كانوا مسرورين لأنني كنت قد نسيت الخمسة أشهر الأخيرة, وهذا الأمر زاد من فضولي ومن شكوكي لأنهم لم يكونوا صادقين.
أخذت معي شخصا من العائلة وعدة أصدقاء وخرجت إلى الطريق, كان هنالك مكانا لشواية سيارة, في حقل القطن كان هنالك دمارا كبيرا مكان الحادث ولكن لم يكن هنالك أي أثر لمعدن السيارة, شخصا منهم قال لي أنن أفتعل خدعة ما, مع الأسابيع تذكرت أنني قد صدمت السيارة وفي الحقل توقفت.
لقد قطعت يدي وأجزاء أخرى من الزجاج الأمامي ومن باقي الزجاج المتطاير وكنت قد صرخت يا إلهي ساعدني.
بعدها وقفت بجانب السيارة, ورأيت نفسي عاريا ولا ملابس تسترني. فكرت أنني إنحذفت خارج السيارة وكان مشهد الدماء داخلها يسيطر على فكري, ولم أعرف كيف كنت عاريا ونظرت إلى السيارة فرأيتها قد جمعت أجزائها.
كان هنالك بخارا يتصاعد من مقدمة السيارة, ولا أستطيع أن أجزم بأنه من المحرك لأن غطاء المحرك كان موضوع بشكل جيد. أقول ذلك لأنه كان قد تمزق وأصبح مشوها للغاية بفعل الحادث. لقد رأيت أحدى العجلات تأتي ساقطة من السماء وتضرب الأرض ومن ثم تتدحرج بعيدا. ثم جاءتني فكرة أنني مت وأن جثتي موجودة داخل السيارة, ولهذا قررت أن أقترب من السيارة وأن أنظر إلى داخلها. ولا أرغب حقيقة برؤية ما رأيته ثانية, لأنني كنت داخل السيارة ميتا.
لم أعد موجودا في جسدي الملموس, وعند تلك النقطة سمعت صوتا يشبه زئير حيوانات متوحشة, كانت تقترب وتضحك.
لقد كان صوتهم شبيها بصوت الضباع وكانوا قادمين مسرعين ناحيتي. بكيت متوسلا لله كي يساعدني, وعندها بدأت بالطفو عاليا نحو السماء. تذكرت أنه كان عندي هدفا, رأيت صديقا يقف على الجانب الآخر من باب الموت, لم يكن قادرا للجوء إلى الله كنت عنده كي آخذ بيده وأساعده كي يقترب من الله ويطلب الغفران على سلوكه المشين.
قلت للقوة التي رفعتني أنها يجب أن تتركني كي أعود إلى تلك المخلوقات السيئة. كنت أنوي رفسهم كي أصل إلى صديقي, كان لابد من أن أصل إلى صديقي ومن ثم الذهاب لطرق باب السماء. شيئا ما أخبرني أن أكف عن المقاومة وأن أذهب إلى حيث أؤخذ.
قلت لن أذهب إلى أي مكان من غير صديقي, فرد صوتا قائلا: صديقك سيكون معك.
نظرت فرأيت صديقي محمولا على ظهري, صرخت مبتهجا وعلوت إلى الأعلى, سافرت بدرجة 45 درجة ووصلت إلى الضوء, كان مثل عرض الليزر مع صوت وكنت أحس الضوء وألمسه واستطعت تذوقه وشمه
كان رائعا, عندما وصلت إلى مستوى معين رفعت إلى الأمام واندمجت مع الضوء.
هذا كل ما أستطيع أن أتذكره عن تجربة العام 1978. أخبرت الجميع عندها أنني كنت في رحلة صاروخية إلى السماء, سألني الناس من هو صديقك المذكور فقلت لا أعلم من يكون. ولكني عرفت هنالك أنه صديقا. وعندما التفت لأراه لم أرى إلا ظهره. ظهره كان على ظهري, لم أرى وجهه ولكنني سمعت صوته ولا أعلم من يكون.
لأشهر ظللت أتكلم عن هذه التجربة, قال الناس مهما كانت تجربتك فلقد غيرت من شخصيتك.
قالوا أنت شخصا آخر في نفس الجسد الذي نعرفه, لم يخبروني عن ذلك الصديق الذي مات, لا أدري لماذا أخذت حياته, لقد كان الموضوع لغزا كبيرا لي. لم يصدقني أحدا عندما قلت لهم أنني كنت ميتا في حطام سيارة بشع وبطريقة ما عدت للحياة.
في العام 1988 حدث لي حادث بسيط وكنت منقولا إلى المستشفى بسيارة إسعاف. استيقظت بعد غيبوبة استمرت 12 ساعة ولم أعرف لماذا أنا موجود في المستشفى.أفاد الطبيب أنني وقعت على جرح قديم, وقد أراد أن يتكلم عن ذلك الجرح القديم. قال لي أنه رأى دليلا على أنه قد أجريت لي عملية جراحية بمهنية ودقة عالية المستوى جدا. أضاف أنني كنت مشوها من الداخل وأن العملية المذكورة عالجت ذلك بدقة متناهية. وأفاد أيضا أن الندب الجراحية قد عولجت بطريقة لا مثيل لها أبدا.
سألته إن كان السبب معقولا لو حدث هذا لشخص قلبت به السيارة عدة مرات وهي تسير بسرعة 125 ميلا في الساعة ؟ فأجاب هذا ما كنت اعتقده.
فقلت له هذا ما اعتقدته على الدوام ولكن الناس يرفضون قبول هذا القول. طلب مني الطبيب أن أجد ذلك الجراح الذي عمل لي تلك الجراحات فقلت له هذا صعب وشبه مستحيل. ولكنني أتصلت بكل المستشفيات في بلدي باحثا عن ذلك الجراح ولكن بدون جدوى !.
وكأن شيئا لم يحدث لي بتاتا, قلت للطبيب أنه الوحيد الذي صدق روايتي, طلب مني أن أسمح له أن ينشر ملفي الطبي إلى العالم وإلى كل من يهتم بالموضوع ويصدقني. قلت له بأنني سأصلي لله ومن ثم سنرى ما سيحدث لي ربما في الأحلام. عدت وقلت له بأنني لن أراه قبل العام 1999 لأنني سأنتظر حقيقة ستأتي. وعندما رأيته مستاءا قلت له بأنني سأتبع قلبي وإيماني وبصيرتي وبذلك سأصل إلى الحقيقة.
قبل عدة أشهر, تذكرت تلك الساعات الاثنا عشر اللواتي قضيتهم في العام 1978 والساعات الاثنا عشر اللواتي قضيتهن في العام 1988, لقد كانت عندي تجربة اقتراب من الموت في العام 1978 وكذلك في العام 1988.
سائق الإسعاف الذي أسعفني حينها قال لي أنني كنت كالميت بدون أي إشارة للحياة لمدة 26 دقيقة. وأفاد أنه وضع كمامة الأكسجين على وجهي بالرغم من كوني ميتا حينها لأنني تكلمت إليه وأنا خارج جسدي, تذكرت ذلك في اليوم التالي, لقد كنت خارج جسدي وكنت أحاول أن أدخل إلى جسدي مجددا.
أنا أؤمن بتناسخ الأرواح أيضا, الوعد الذي تلفيته في تلك التجربتين كان أن يعود صديقي للحياة مجددا. لقد ولد صديقي مجددا في جسد صغير, وانتظرت 21 سنة ليكبر, ومددت إليه يد الصداقة مجددا. الرابط بيننا لا ينقطع بالموت أو الحياة أو الزمن أو الفضاء أو أي مسألة أخرى, أنه رابط قوي يجمع بين قلبين.
هنالك الكثير مما يضاف للقصة, وأنني بصدد كتبتها بكل التفاصيل, لقد طلب مني أن أفعل ذلك خلال كلا التجربتين وأنا مسافر في النور.
هل كنت قد تناولت أدوية أو مواد قد تكون أثرت عليك أو على تجربتك:
لا.
هل يصعب وصف تجربتك بالكلمات؟
لا
ماذا يوجد في التجربة يجعل الاتصال صعبا؟
في ذلك الضوء الاتصال لم يكن بالكلمات الانجليزية, كان بنوع آخر من
اللغات, كانت بدون كلمات كانت كالتخاطر الفكري.
هل رافق تجربتك انفصال الوعي عن الجسد؟
نعم
هل سمعت أصواتا غريبة أو ضجيجا ما؟
نعم فلقد سمعت أنغام منسجمة لم أسمعها من قبل.
هل مررت من نفقا ما أو ممرا ما؟
نعم فلقد مزجت مع الضوء.
هل رأيت ضوءا؟
نعم يشبه ضوء الليزر.
هل رأيت أو صادفت أية مخلوقات أخرى؟
نعم, ففي تجربة العام 1978 رأيت مخلوقين سماويين, أحدهما كان أنثى
والآخر ذكرا, كانا كصديقين قديمين معترف بهما خارج الأجساد. وكان لدي إحساسا روحيا
إننا سافرنا وتنقلنا معا كثيرا.
هل تضمنت تجربتك مراجعة لحياتك أو لجزء منها على الأقل؟
نعم, لقد طلبت ذرة فشارة خلال التجربة تتعلم في التجربة كيف تندرج
حياتك مع حياة الآخرين, تذهب منك أحاسيس الكراهية والغضب عبر موجات, وتعود إليك
موجات من حياة الآخرين لا غضب فيها ولا كراهية
هل سمعت أو صادفت شيئا بخصوص أناس أو أحداث خلال التجربة وقد تحققت
لاحقا؟
نعم, ففي خروجي من جسدي في العام 1988 تكلمت مع سائق الإسعاف الذي
أتى إلى مكان الحادث, كان المسعفين قد تخلوا عن إسعافي لاعتقادهم أنني مت فعليا,
وعندما عدت من سفري من الضوء قلت له استمر في محاولة الإنعاش لأن عملك لم ينتهي
بعد, كان قد أبتعد قليلا مشعلا سيجارة ومنتظرا قدوم الشرطة إلى مكان الحادث.
هل كان لديك إحساسا بالوقت أو الزمن المختلف؟
نعم, ففي تجربة العام 1988, كان هنالك حجابا يشبه حاجز الماء,
وعندما خطوت عبره بدأت بالسفر مع اهتزاز مختلف, ولكن الفهم والذكاء عندها مختلفا عن
العادة.
هل أصبحت تملك قدرة التنبؤ بأحداث مستقبلية؟
نعم, أحداث مستقبلية ولكن بخصوصي أنا, لم أستعيد ذكريات الأحداث
الدنيوية, ولكنني أعتقد أنه قد أعطيت لي معلومات.
هل أصبح لديك تغييرا في المعتقدات والمواقف نتيجة لتجربتك؟
نعم, فبعد تجربة العام 1988, كنت سعيدا جدا, ولكني أصبحت مضغوطا
لأنني لم أكن مهيئا للتجربة, ولكن حياتي بعد ذلك كانت تحوي الأمل.
هل شاركت الآخرين بتجربتك؟
نعم, ففي العام 1988, كان هنالك العديد من الشهود. قالوا لي أن
الحدث قد مسهم بطريقة ما, ( رأوا جسدي وقد فارقته الحياة ورأوا كيف عادت الحياة
إليه مجددا) طلبوا مني أن أكتب عن تجربتي, ووعدتهم أن أفعل ذلك يوما, وذلك لأن من
رأيتهم في التجربة طلبوا مني ذلك.
ماهي العواطف التي تملكتك بعد التجربة؟
البهجة, والانسجام, والضحك والسلام.
ماهو الجزء الأفضل في التجربة وما هو الجزء الأسوأ فيها؟
شكوك الآخرين كان هو الجزء الأسوأ وأما الجزء الأفضل فلقد كان
الدروس التي تعلمتها وشاركت الآخرين بها.
هل بودك إضافة شيئا ما بخصوص تجربتك؟
لازال هنالك الكثير ولا زلت أكتبه, أنها هائلة تشبه إدخال فيل من باب البيت! إن
كتابتها صعبا
لأن هنالك ما لا يلائم الموضوع( أقصد نقل معرفة روحانية إلى لغة
مكتوبة على الورق).
ترجمة : بهجت حسان, فلسطين, غزة.