تجربة دان ت، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد مت لحوالي ثلاث أو أربع دقائق قبل أحد عشر عامًا ودخلت ذلك البعد المغاير الذي اعتبرته الجنة، وبالتأكيد كان حياة أخرى. كان جميلًا حقًّا، به حدائق ونوافير وتلال ريفية صغيرة. وقد ظهر الناس في ثياب يونانية أو رومانية، مرتاحين جدًّا بأرواب بيضاء وأحذية من نوع الصندل. كانت ثلة من الإناث يتحدثن بالقرب من نافورة مياه مهيبة تظهر أيضًا ديكورًا يونانيًّا مع سيرافيم ولبلاب وفاكهة. لم أكن أعرف ماذا أفعل أو أقول، لذلك وقفت هناك ونظرت إليهم. فرفعت إحداهن ذات شعر أشقر رائع رأسها في طريقي والتفتت الأخريات لتحيتي بابتسامات مغرية للغاية. ثم ظهر فجأة رجل يسير في طريق من الطوب إلى يساري يلوح بذراعيه لمجموعة النساء ويناديهن: لا! لا تتكلمن معه فليس هذا وقته.
كان الرجل ملتحيًا وبدا إنسانًا، على عكس "ملائكة" الجمال الرومانيسكية الأخرى. وفي الواقع، كان يرتدي الجينز الأزرق وفانيلا مبرقعة. واقترب مني لإعطائي التعليمات، لكن عندما ارتطمت بجسدي مرة أخرى واستيقظت لاحقًا في العناية المركزة في المستشفى، لا أتذكر على الإطلاق ما قاله لي هذا الرجل. أتذكر دخول جنة الحياة الآخرة على الفور كما لو كنت أطفو على السطح من بركة ماء، وأصبحت الصور أكثر وضوحًا حتى كنت حرفيًّا في بقعة الحديقة هذه على بعد حوالي خمسة عشر ياردة من مجموعة النساء المتكلمات. لم أتذكر أي شعور بالرياح أو الشمس أو أي من الغلاف الجوي العلوي أو الكواكب. كان الجو نهارًا لطيفًا وملونًا، لكن لا يوجد طقس أو ضوء شمس أو ماء غير النافورة التي تجمعت عندها النساء. وقد كان ذلك مكانًا جميلًا جدًّا. لقد شهدت كل ذلك كما لو كنت أنظر من خلال عيني ولم يكن لدي شكل جسدي أو روحي يمكنني اكتشافه.
دان ت، ريتشموند فيرجينيا. حدث هذا في 27 أكتوبر 1993.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
27 أكتوبر 1993.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، محاولة انتحار.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
إيجابية.
هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟
لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا، لقد كان ذلك بعدًا آخر.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت خارج جسدي، ولكني مدرك بصريًّا وصوتيًّا ومدرك لمحيطي المادي.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لم يكن ذلك المكان هو الأرض. لقد كان بعدًا مختلفًا تمامًا من الحياة. يشبه طبيعة الأرض، لكنه أكثر سخونة وغنى بالألوان.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
مجرد أصوات من كائنات مجاورة تتحدث.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
غير مؤكَّد. كان المكان أشبه بحديقة تحيط بها التلال ويشبه الريف.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم. لم أكن أعرفهن، بدت مجموعة النساء بشرًا، لكنهن كن جميلات للغاية وكن يرتدين أردية من النوع اليوناني أو الروماني. وكان الرجل الذي اقترب مني يرتدي أرقى الملابس البشرية.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
لا. كان هناك ضوء، لكن ليس مقدسًا أو تجربة نفق. بدا الأمر وكأنه نهار، فقط لم يكن هناك أي شمس أو أي كواكب أو نجوم في السماء.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح. كان بإمكاني الرؤية والسماع والاستمتاع بالجمال المحيط، لكن لم يكن لدي شكل جسدي أو روحي. ولم أشعر بحرارة أو رياح أو طقس من أي نوع.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
الجمال المطلق والدفء والحب والانسجام.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
لا.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
لا.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
نعم. قيل لي "هذا ليس وقتي" وعدت إلى جسدي على الأرض. كنت مقيدًا من المشي في الحديقة أو التحدث مع الناس هناك.
هل وصلت حدًّا أو نقطة لا عودة؟
لا.
الله، الروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
ليبرالي.
ما هو دينك الآن؟
معتدل.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم. أصبحت أكثر تدينًا، وذهبت إلى الكنيسة، واتبعت أسلوب حياة مسيحيًّا خالصًا، ثم انخرطت فيما بعد في الروحانية وظللت أتحقق من الخوارق.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت:
متزايدة.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟
أنا أكثر صدقًا واهتمامًا بالآخرين، وخاصة الفقراء والمضطهدين.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
لم أعد عقائديًّا •دغمائيًّا• ولا أؤمن بأي دين بعينه. أنا لا أخاف الموت ولا أطيق الانتظار لمغادرة هذه الأرض مرة أخرى، ولكن ليس بالانتحار. أركز أكثر على الناس، ومساعدة الآخرين، والمساعدة في الأعمال الخيرية، وأجود بالمال على المحتاجين بدلاً من تكديس الممتلكات المادية.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. يمكنني الشعور بروح أي شخص أو مشاعره أو كيف يشعر بمجرد إلقاء نظرة خاطفة عليه. إنني لا أنسى الوجوه أبدًا. يمكن أن أكون على قمة ناطحة سحاب في نيويورك أنظر من خلال منظار لمسافة ثلاثين طابقًا وأتذكر بعد سنوات وجهًا في الشارع إذا رأيت ذلك الشخص مرة أخرى. إن هذه الهبة موجودة أيضًا في الوسائط أو الأفلام، إذ لا أنسى وجهًا أبدًا.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
أفضل جزء هو الوجود هناك، حيث الجمال والسلام. وقد كان أسوأ جزء هو الاستيقاظ في العناية المركزة وإدخال قسطرة في قضيبي وتهديد ممرضة بوجه ذي بثور دهنية بالضغط على مثانتي إذا لم أتمكن من إنتاج عينة من البول.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. يضحك المهووسون المسيحيون، والروحانيون مفتونون للغاية وتعتقد عائلتي أنني مجنون ولكنهم مندهشون من عروضي الصغيرة من الاستبصار.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
فقط كوني أؤمن حقًّا بأننا لا نموت. لا أؤمن بأننا نموت ولو لثانية واحدة حتى عندما يتوقف القلب ولم نعد نتنفس. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأرض كوكب عنيف للغاية. وليس لدي أي فكرة عن السبب، ولكن لا يوجد سلام يلوح في الأفق، خاصة في الشرق الأوسط.