دانيال أ. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
ستكون الكتابة هنا صعبة، لأنها ربما ستجعلني أبكي عندما أتذكر التجربة، ولكن هاهنا تجربتي بالتفصيل:
في ليلة رطبة ورمادية من شهر نوفمبر عام 1991.
كنت في وقت عصيب من حياتي حيث مر عليّ يوم محبط آخر. في هذا الوقت من حياتي، كنت أتناول طعامًا غير صحيًا، وكان جسدي في حالة سيئة للأسف. وبعد أن شربت قدرًا من القهوة في محاولة لرفع أحزاني، كان من المستحيل أن أنام. كنت مستلقيًا على السرير أتقلب لساعات مطاردًا النوم، لكن النوم كان مراوغًا. وفي حوالي الساعة 3 صباحًا، كنت لا أزال متيقظًا ومنتبهًا، كنت مستلقيًا على ظهري، أستمع إلى نبضات قلبي المريحة، كأنني أعد الأغنام.
كانت عضلة القلب تنبض بشكل موثوق مثل دقات الساعة عندما تستمع إليها؛ تك، تك، تك -- (ثم صمت)— لقد توقف قلبي تمامًا. وشعرت على الفور بأن تدفق الدم يتباطأ، ثم توقف تمامًا في كافة أجزاء جسدي. في أثناء تلك الثانية الأولى "انفصلت" عن جسدي، وبدأت أحوم داخله وحوله. كان بإمكاني رؤية غرفة النوم المحيطة ورؤية جسدي رغم أن عيناي كانتا مغمضتان. لقد أصبحت فجأة قادراً على "التفكير" أسرع مئات أو آلاف المرات - وبوضوح أكبر – مقارنة بما هو طبيعي أو ممكن للإنسان.
عندما أدركت أن النبضة التالية لم تصل، واصلت الشعور "بأكسدة" الدم، حيث وصل إلى حالة من الثبات التام داخل جميع الأوردة والشرايين. عند هذه النقطة أدركت وقبلت أنني مت؛ لقد حان الوقت للمضي قدمًا. لقد كان لدي شعورًا بالسلام التام دون وجود للخوف ولا للألم، ولم يكن لدي أي مشاعر على الإطلاق. أصبح الوقت نفسه فجأة لا نهائيًا وغير ذي صلة. لكن طبقًا لـ "زمن الأرض" لم تمر سوى عشر ثوانٍ تقريبًا حتى بدأ قلبي ينبض من جديد، لكن "أنا" كنت أيضًا في "انعدام الزمن" (لعدم وجود كلمة أفضل) أو كنت في الواقع خارج الزمن.
يبدو أن هذا تطورًا طبيعيًا. كانت هناك مراجعة تلقائية لأحداث حياتي بأكملها – كل حدث مررت به مكتمل بالعواطف (لكن تم النظر فيها بطريقة موضوعية) – كانت المشاهد تُعرض من أمامي ومن حولي كأنها فيلم بانورامي. عُرضت الأحداث منذ ولادتي وحتى وفاتي بطريقة خطية. كنت أشاهدها دون حزن أو ندم. ورغم أن التجربة لم تستغرق سوى ربع ثانية (على أفضل تقديراتي) بـ "التوقيت الأرضي". لكن مع ذلك بدا أنني قضيت أسابيع في مراجعة أحداث حياتي. وبمجرد أن اكتملت المراجعة، كان هناك عدد قليل من "التعليمات" التلقائية. لكن بعد ذلك أصبحت منغمسًا في مشاعر السلام والنعيم والنشوة اللامتناهية. حب لا يمكن تصوره؛ إدراك عظيم جدًا وقوي؛ رهيب جدًا لدرجة أنه غير مفهوم على المستوى الإنساني.
حينما كنت موجودًا هناك (وهناك فقط)، تم منحي القدرة على الوصول إلى المعرفة؛ "كل ما كان، وكل ما سيكون وكل ما هو كائن". وفجأة أصبحت الطبيعة الحقيقية للكون واضحة تمامًا، مثل أحجية عملاقة من الصور المقطوعة. بدا الأمر وكأنه نظام مثالي - في الواقع كان من الواضح أنني سأصبح جزءًا منه قريبًا. كنت على وشك الانضمام إلى الكيان الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه الله؛ إنه شاسع جدًا من حيث البُعد والنطاق، ولا يمكن أن تقترب من وصفه إلا كلمات الكتاب المقدس. ومع ذلك قمت بالتحقق مرة أخرى لمعرفة ما كان يحدث في جسدي المادي، ولم أتمكن من الرحيل حتى يصبح جسدي خاليًا تمامًا من الحياة.
في هذه المرحلة فشلت حوالي عشر ضربات قلب (10-15 ثانية). الجسد الذي رأيته مستلقيًا على السرير كان جسدي – ولكن "أنا" (الروح / الذات) عرفت أن وقت المغادرة لم يحن بعد. علمت أن وقتي على الأرض لم ينته بعد؛ لا يزال هناك هدف لي على الأرض (سوف أشرح المزيد حول ذلك في مقال مستقبلي). وعندما تمت إعادتي إلى جسدي، جاءني إدراك صارخ. كنت هناك مستلقيًا على ذلك السرير، كنت أفقد وعيي الجسدي بسرعة، دون نبضات في قلبي. ثم فعلت الشيء البشري، هو انني شعرت بالذعر عندما قفزت من السرير، وضربت صدري بقبضتي. وبدأ قلبي يعمل من جديد. بعدها نزلت إلى الطابق السفلي بحذر عصبي، كنت أرتجف مثل غصن شجرة صغير، وأنا أتصبب عرقًا، كان قلبي لا يزال ينبض بشكل غير منتظم.
قدت السيارة بنفسي إلى المستشفى، وقيل لي أن عضلة قلبي كانت تعاني من فقدان العناصر الغذائية، مما أدى إلى إصابتها بعدم انتظام ضربات القلب. لقد حدثت بعض النوبات القريبة من هذه النوبة بعد ذلك، لكنها سرعان ما اختفت بعد تغيير نظامي الغذائي وممارسة الرياضة. لم أتمكن من الاحتفاظ بالمعرفة التي مُنحت إياها؛ إن العقل البشري بدائي جدًا ومحدود بحيث لا يمكنه استيعابها. يتطلب هذا الذكاء بُعدًا مختلفًا تمامًا للوجود والفهم. ومع ذلك فهو جزء من أبعادنا الثلاثة أيضًا، ولكنه مخفي عن أنظار حواسنا الخمس. ومع ذلك فإنني أحتفظ بما يكفي لأتذكر الروعة المطلقة.
كانت نتيجة تجربتي في الاقتراب من الموت عميقة، وكانت الحدث الأكثر "حقيقة وواقعية" الذي شهدته على الإطلاق. يبدو أنني حصلت على معرفة واسعة وفهم واضح للعالم والكون الموجود حتى يومنا هذا. وبعد التجربة بفترة وجيزة ارتفع متوسط معدل ذكائي إلى 148. لم يعد لدي أي خوف من الموت على الإطلاق لأنني أعرف أن حياتنا على هذا الكوكب الصغير مؤقتة وقصيرة، أما الحياة التي تلي حياتنا الأرضية فهي عظيمة حقًا. ما معنى هذه الحياة وما الهدف من وجودنا هنا؟ أن نعيش وأن نتعلم. أن نعيش التجربة المادية. أن نمر بالتجارب والمحن والأفراح. نحن طلاب في مدرسة تسمى الأرض – وعندما يقرع الجرس، سنعود إلى المنزل – ومعنا الدروس التي تعلمناها. مرة أخرى أقول هذا من خلال تجربتي الفعلية.
أي شخص مر بهكذا تجربة (وقد مر بها الملايين) يعرف كيف تُغير التجربة من حياتك على الفور – وإلى الأبد.
(ملاحظة للقراء: إن تجربتي في الاقتراب من الموت رغم عمقها، أدت بعد بضع سنوات إلى ظروف مجيدة أكثر بكثير – بشكل لم يسبق له مثيل. (للإطلاع على القصة بأكملها، يرجى الذهاب إلى: https://www.angelfire.com/or/truthfinder/Daniel.html )
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
نوفمبر 1991.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. توقف القلب (الرجفان). توقف قلبي عن النبض لبعض الوقت.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ نعم. الكافيين والقهوة.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
في الواقع أن الجانب الآخر أكثر واقعية من هذا العالم المادي. إن العالم الأرضي / الحياة أشبه بالحلم عند مقارنتها بالعالم الآخر.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. سبق وأجبت عن ذلك، ولكن نعم كنت خارج جسدي.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت أكثر وعيًا بكثير من الطبيعي البشري. وعي رباعي الأبعاد.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. إن الوقت كما نعرفه في الكون المادي غير موجود. يمكن للمرء أن يعيش إمكانيات لا حصر لها على ما يبدو دون قيود.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا. كل شيء كان هادئًا جدًا.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكّد. أنا متأكد من أنني فعلت ذلك، لكن محاولة التذكر أمر مستحيل؛ العقل البشري لم يكن مجهزًا لذلك.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السلام العميق، الحب، الفرح.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. بادئ ذي بدء، كل ما تعلمناه فيما يتعلق بالأديان ووجهات نظرهم حول الآخرة وكيفية الدخول إلى الجنة، ووجهات نظرهم المتعلقة بالعقاب، وما إلى ذلك، هو في الأساس خطأ. لقد تم إنقاذنا بالفعل. القضية الوحيدة المتبقية هي إنقاذ أنفسنا من جحيمنا وشياطيننا. إن تناسخ الأرواح حقيقي. وكل شيء له غرض وسبب ونتيجة. إن مقياس الله والكون أبعد بكثير مما يمكننا فهمه.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ تمت مشاهدة أحداث حياتي بانفصال عاطفي، مثل فيلم بتفاصيل واضحة وضوح الشمس. الأشياء التي كان من الطبيعي أن ينساها المرء تم تكرارها كما لو أنها كانت تحدث مرة أخرى.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. رغم إعطائي معلومات هائلة لكني لم أتمكن من تذكرها في حينها، إلا أنها كانت تتعلق بحدث مستقبلي مدمر يتضمن الحرب العالمية الثالثة أو كارثة طبيعية واسعة النطاق.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك الآن؟ لا شيء
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لا يمكن للنظم العقائدية الموجودة لدينا على الأرض أن تصف الحياة الآخرة بدقة.
لقد تغير موقفي تجاه الحياة بشكل جذري منذ سنة 1991 فصاعدًا. لقد استغرق الأمر سبع سنوات من البؤس المستمر والبحث عن النفس قبل قبولها والتعامل معها أخيرًا.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع الوقت مرور: تزيد.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد مرورك بتجربتك؟ كانت السنوات السبع التالية صراعًا. لكن منذ أكتوبر سنة 1999 أصبحت مهمتي على الأرض واضحة – اكتشفت أنني كنت الروح الملائكية المتجسدة للشخصية التوراتية دانيال (انظر: http://www.angelfire.com/or/truthfinder/Daniel.html)
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أصبحت غير مهتم تمامًا بالعالم البشري والمساعي البشرية؛ كل هذا عقيم وغير مهم في الصورة الكبيرة. أصبحت غير طموح في المجال الوظيفي.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. عِظم التجربة، وفقدان الزمان / المكان، والحجم الهائل للمعرفة المقدمة.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. أصبحت أكثر حساسية للنور والناس والحشود البشرية. ظهرت لدي بعض القدرات الإدراكية والنفسية. أصبحت أحلم أحلامًا عميقة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أن تكون محظوظًا بما يكفي لرؤية الجانب الآخر هو أمر عظيم. لكن محاولة التكيف مع الحياة بعد التجربة هي الجزء الأسوأ.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. حاولت في البداية أن أشرحها للآخرين، لكن الكثيرين لم يصدقوا. لقد أصبح الأمر مختلفًا الآن لأن تجارب الاقتراب من الموت لم يعد يُنظر إليها على أنها "وهم" أو خيال. لكنني تعلمت في النهاية تجنب السخرية بعدم مناقشتها.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أن تقولوا للجميع أن تحبوا إلهكم من كل قلوبكم وعقلكم وروحكم، وأن تحبوا قريبكم كنفسكم، وابنوا كنوزاً في السماء بالمحبة. هذه هي الأشياء المهمة – وليس الأنظمة الدينية.