دارين ت. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
في يوم 20 أبريل 2002، بينما كنت أعمل وأشرف على بطولة للعبة الكريباج (لعبة بطاقات تقليدية. الهدف من اللعبة هو تحقيق نقاط معينة من خلال تشكيل مجموعات أو تسلسلات من البطاقات.)، وكان هناك 85 شخصًا في القاعة، من بينهم ابنتي، تعرضت لتمدد شرياني في الدماغ (نزيف تحت العنكبوتية: نزيف دماغي يحدث في الفراغ الموجود بين طبقتين من أغشية الدماغ، تحديدًا بين الغشاء العنكبوتي والغشاء الحنون. يحتوي هذا الفراغ عادة على السائل الدماغي الشوكي، الذي يعمل على حماية الدماغ.)، وسقطت على الأرض، وتوقفت عن التنفس وتوقف قلبي عن النبض. لم يكن لدي نبض لمدة 10-15 ثانية. قام رجلان، أحدهما رئيس الإطفاء والآخر موظف في دار رعاية كبار السن، بفحص علاماتي الحيوية وبدءا في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لي على الفور. كانا في الغرفة يستمتعان بلعبة الكريباج، ولم يكونا في العمل. عندما سمعت ابنتي قولهما إنني مت، ركضت إلى الطابق العلوي وهي تبكي. تم الاتصال بالإسعاف فورًا. وقام طاقم الإسعاف بإجراء عملية شق لقصبتي الهوائية لإعطائي الهواء، واستدعوا عربة إسعاف أخرى بها أوكسجين. تم نقلي أولاً إلى المستشفى المحلي، حيث طلب الطبيب المناوب من زوجتي أن تكون مستعدة للأسوأ. لم يكن في هذا المستشفى الأجهزة اللازمة لتشخيص حالتي، لذا تم نقلي إلى المستشفى الرئيسي في الجزيرة. وباستخدام التصوير المقطعي، تمكن الأطباء من تحديد حالتي، لكن هذا المستشفى أيضًا لم يستطع فعل شيء لمساعدتي. كان أقرب مستشفى يبعد ساعتين، وسأل المسعفون زوجتي إن كانت ترغب في الركوب معهم، لكنها أجابت بالنفي وقالت إنها بحاجة للعودة إلى المنزل وإحضار بعض الملابس. أخبرها السائق أنني قد أموت في الطريق، فأعطتهم رقم هاتف أختها في حال حدوث ذلك.
لم يستطع جراح الأعصاب أن يصف لزوجتي مدى خطورة حالتي بما يكفي. ذكر أن موجات دماغي كانت عند مستوى 5 بينما المستوى الطبيعي حوالي 14.3، وأنه إذا انخفض المستوى إلى 3 فسيصنفونني على أنني ميت دماغيًا. كان النزيف في الدماغ بمستوى 5، وهو أعلى مستوى ممكن، ووضعوا أنبوب تصريف في الجانب الأيمن من دماغي. لم أكن قادرًا على التنفس بمفردي لمدة شهر تقريبًا. وكان علي الانتظار لمدة 10 أيام قبل العملية. أمضى جراح الأعصاب 6 ساعات في دماغي يبحث عن المشكلة وكان على وشك الاستسلام. وفي اللحظة الأخيرة، قبل أن يقرر إغلاق دماغي، عثر على مكان المشكلة وأصلحها. أخبرني جراح الأعصاب أنني محظوظ للغاية لأنني نجوت.
أتذكر أنني كنت واقفًا في منطقة مظلمة أراقب نورا ساطعًا على بُعد. كان النور أكثر سطوعًا من الشمس، ومع ذلك لم يؤذِ عيني عند النظر إليه. كانت أشعة النور تتدفق منه في كل اتجاه. ومع اقتراب النور مني، تمكنت من رؤية ظل شخص يقف في مركز النور. تمكنت من تحديد شكل رأس وكتفي وذراعي وساقي هذا الشخص. قيل إنني تحدثت كثيرًا مع والدتي ووالدي أثناء الدخول والخروج من الغيبوبة. كلا والديّ متوفان – توفي والدي سنة 1975 ووالدتي سنة 1986. كان والدي يعاني من سرطان المعدة، وعانت والدتي أيضًا من تمدد في الأوعية الدموية. اليوم الوحيد الذي أستطيع تذكره من هذه التجربة هو اليوم الذي غادرت فيه هذا المستشفى ونُقلت إلى مستشفى آخر في الجزيرة للعلاج الطبيعي. ما خسرته خلال هذه التجربة كان هائلًا. لم أكن أستطيع التنفس، وفقدت البصر في عيني اليمنى، لم أكن قادرًا على الأكل، ولا الكلام ولا المشي – لم أكن قادرًا على القيام بوظائف الإنسان الطبيعية. لكن كل هذه القدرات عادت إليّ الآن.
وفي الختام، لقد أخبرني خالي وخالتي، اللذان يعيشان في المدينة التي أجريت لي فيها العملية الجراحية، أن هناك مجموعة كاملة من الراهبات الكاثوليكيات كنّ يصلين من أجلي. وقبل خضوعي للجراحة، منحني كاهن مقدس طقوس الوداع الأخيرة.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
20 أبريل 2002.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تتعلق التجربة بعملية جراحية. إصابة مباشرة في الرأس. تعرضت لتمدد في الأوعية الدموية الدماغية. حدث لي تمدد شرياني – انفجر أحد الأوعية الدموية في دماغي، مما أدى إلى إغلاق جميع مراكز الدماغ التي تبقيني على قيد الحياة.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ نظرة رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ لم أتمكن من رؤية ما كان يحدث لجسدي. كنت فقط أنظر إلى الأمام نحو النور الساطع.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لا أعرف تمامًا كيف أعبر عن هذا، ولكن خلال العشر إلى خمس عشرة ثانية التي كنت أقف فيها هناك أنظر إلى النور، شعرت وكأنها فترة أبدية. الله خلق الزمن والله يتحكم بالزمن، وبالتالي لا وجود لشيء اسمه الزمن في العالم الآخر.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم، رأيت فقط ظل كائن يقترب مني، لكنه لم يصل إليّ بالكامل، إذ تم إنعاشي وإعادتي إلى الحياة.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان النور أكثر جمالًا مما يمكن تخيله.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ كنت خائفًا، مليئًا بالأمل، متسائلًا وغير قادر تمامًا على التحكم في ما كان على وشك الحدوث.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. شعرت فقط بحاجة قوية لمساعدة الآخرين في هذا العالم وإظهار حبي للجميع. شعرت أيضًا بحاجة قوية لعدم امتلاك أي ممتلكات دنيوية.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. كاثوليكي روماني.
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. كاثوليكي روماني.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ غير مؤكَّد.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، ذكرت زوجتي مرارًا وتكرارًا أنني عدت من التجربة شخص مختلف عما كنت عليه عندما غادرت. كنت منعزلاً وخجولاً وحساساً ووحيدًا. أما الآن فأنا أستمتع برفقة الآخرين قدر استطاعتي.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ غير مؤكّد. الناس لا يصدقون.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كان كل شيء في التجربة ذا معنى خاص بالنسبة لي، فحسب حالتي وقت حدوث التجربة لا يفترض لي أن أكون على قيد الحياة اليوم.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لا أستطيع أن أجعل هؤلاء الآخرين يصدقون أو يتفهمون أو يتقبلون ما مررت به. لكنني أستطيع الآن أن أقول بقوة أنني لم أعد خائفًا من الموت.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم. قبل أيام قليلة من وفاة والدتي، دخل نور ساطع إلى غرفتي في الساعة الثالثة صباحًا. جلست على سريري ورأيت والدتي ترتدي ملابس يوم الأحد الأنيقة. ابتسمت لي وابتسمت لها بدوري. ثم عدت إلى النوم. حدث هذا في ليلة الجمعة وتم إعلان وفاتها في صباح يوم الاثنين التالي.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أود بشدة أن أقول إن الموت هو بوابة لعالم آخر. لا يمكننا أن نقرر تدمير هبة الحياة التي منحنا الله إياها، بل فقط ننتظر أن يحين أجلنا وحتى يُطلب منا الخضوع للحساب. طلبت من الله أن يأخذني إلى مملكته، بالصلاة والدعاء بصدق. أخذني إلى جزء من الطريق ثم أعادني لغرض آخر. كن حذرًا جدًا فيما تدعو الله من أجله – إذا دعوت الله من أجل المال أو الشهرة أو الثروة، فلن تحصل عليها، لكن إذا دعوت الله من أجل مغادرة هذا العالم فقد يستجيب الله لذلك كما فعل معي. أيضًا، في العالم الآخر لا يوجد شيء أسمه الزمن، لذلك أتفهم كيف يمكن للشخص أن يرى أحداث حياته كلها تمر أمام عينيه – فهذا هو حسابه.