ديفيد ب. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت في أسوأ حالة في حياتي من جميع النواحي: كنت تحت ضغط الديون والإفلاس بسبب إدماني على القمار، وزوجتي تركتني وهي حامل بشهرها الرابع، وكانت لدي الكثير من المشكلات المالية، وعلاقات عائلية سيئة من كل جانب. وفي أحد أيام شهر يونيو 1996، بينما كنت في العمل، جاءت زوجتي وأخذت سيارتي، ونظفت الشقة، وعادت إلى بيت والديها في وقت خروجي من عملي. لم يكن لدي رغبة في العيش بعد ذلك. تناولت كل دواء أو مادة كيميائية وجدتها في متناول يدي، ثم صليت وخلدت إلى النوم.
استيقظت من النوم وجسدي يرتجف؛ كان جسدي يشعر بالبرد والخدر. لم أشعر بأطرافي. قلت لنفسي: "ها هي البداية، أنا أموت". ثم رأيت في ذهني مشهدًا للفضاء وبه نجوم ومجرة تدور في اتجاه عقارب الساعة. بدأت أقترب من مركز المجرة وأنا أطير ويديّ أمامي، وبدأت النجوم تمر بجانبي بسرعة متزايدة وكأنني كنت في "ستار تريك" (مسلسل خيال علمي أمريكي). كنت أطير في خط مستقيم والمجرة تدور، ثم فجأة تغيرت حالتي أو شيء من هذا القبيل. لم أستطع تحديد ما إذا كنت أدور في اتجاه عقارب الساعة أم المجرة هي التي كانت تدور. وكلما اقتربت من المركز، كلما بدأت النجوم تمر بسرعة كبيرة، لدرجة أنها بدت كنور ثابت تقريبًا. في هذه اللحظة، تحول وعيي إلى جسدي وكنت أنظر إلى نفسي من الجانب الأيمن لجسدي، كما لو كنت مستلقيًا هناك بجوار جسدي. ثم بدأت أشعر بأن روحي بدأت تخرج من جسدي وتصعد. بدأت تطفو. وعندما حدث هذا شعرت فجأة بالخوف، لم أكن أريد أن أموت. وفي تلك اللحظة، رأيت الأحداث المستقبلية التي كنت سأفوتها بموتي، رأيتها تمر بسرعة أمام عيني. شعرت بالندم والخوف. وصرخت إلى الله وطلبت منه أن يسمح لي أن أعيش.
في تلك اللحظة، شعرت بروحي تغوص داخل جسدي وتلتصق فوق سرة بطني مباشرة. كنت مندهشًا لأن روحي تعلقت بهذا الجزء من جسدي. شعرت من داخلي بأنني لن أموت، وغمرني السلام. ثم عاد بصري إلى مشهد المجرة، لكن في الاتجاه المعاكس. كانت المجرة تدور عكس اتجاه عقارب الساعة وكانت النجوم بعيدة. استيقظت بعد عدة ساعات وتقيأت المواد الكيميائية من جسدي (مواد زرقاء). لقد فقدت الرؤية في عيني اليمنى، وكان هناك صوت إنذار يصم الآذان في رأسي، وفقدت توازني. اتصل صديقي بسيارة إسعاف، وذهبت إلى المستشفى، وتم غسل معدتي، واستعدت رؤيتي. بقيت يومًا في وحدة العناية المركزة، واضطررت للبقاء في جناح الطب النفسي لمدة ثلاث أيام.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
21 يونيو 1996.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم، لقد تناولت جرعة زائدة من الدواء.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ نعم، تناولت العديد من الأدوية والوصفات الطبية والمواد الكيميائية للانتحار بجرعة زائدة.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا. لقد كنت أختبر بالمرئيات حقًا في حركات جسدي، إذا كان هذا منطقيًا. كان الأمر مختلفًا عن أي حلم حلمت به على الإطلاق.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم، كانت لدي "رؤية"، ثم رجعت بشكل مؤقت إلى جسدي. بدا الأمر كما لو أن وعيي كان يستلقي بجانب جسدي، وليس فوقه. كنت أشعر وأرى روحي تبدأ في الارتفاع من جسدي. كانت ترتفع من منطقة السرة. كانت "روحي" غير مادية وكان جسدي يعاني من البرودة والتنميل، وتوقف عن التشنج.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت في حالة شبه واعية (بسبب المخدرات)، لكنني كنت واعيًا جدًا للمشاعر في جسدي وأفكاري.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. في البداية كان الفضاء يدور، ثم لم أستطع تحديد ما إذا كنت أدور في نمط حلزوني أم لا. أولاً كان يدور في اتجاه عقارب الساعة، ثم في الاتجاه المعاكس.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا، لم أسمع شيئًا حتى استيقظت لاحقًا وأنا أعاني من صداع وتعب بسبب الجرعة الزائدة. كان كل شيء صامتًا.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ كان أشبه بنفق من الفضاء تحيط به أنوار أو نجوم.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، كان هناك الكثير من النجوم، وكان هناك نجم أو كوكب أكثر إشراقًا في مركز المجرة. لم يكن هناك نفق من نور، فقط النجوم.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالدهشة من قلة معرفتي بالأرواح، رغم أن ديني علمني الكثير عنها. لم أكن مستعدًا للتجربة، وبذلت جهدًا واعيًا في ذلك الوقت لمعرفة الأسرار المجهولة التي اختبرتها. وشعرت بالخوف في لحظة ما، ثم تلاه شعورًا بالسلام عندما علمت أنني لن أموت. والآن أشعر بالامتنان للمعرفة الروحية التي حصلت عليها.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ لا، لقد كنت مندهشًا وحائرًا بشأن ما كان يحدث.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. أتذكر أنني رأيت أحداثًا مستقبلية وأردت أن أعيش لأجربها، ولكن عندما استيقظت لم أستطع تذكرها. لذلك، لا أعرف إذا كانت قد حدثت أم لا.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لم أعد أخشى الموت، ولم أعد أشعر بالحاجة لإضاعة وقتي مع أشياء وأشخاص يستنزفون طاقتي. شعرت بقوة جديدة في الحياة لأنني لم أعد أخشى شيئًا. واصلت البحث عن معلومات تساعدني على شرح تجربتي بشكل أفضل، وتساعدني لأصبح شخصًا أكثر روحانية (ليس بالضرورة أكثر تدينًا). تعلمت أن ديني لم يكن قويًا مقارنة بتجربة روحية مثل تجربتي هذه في الاقتراب من الموت.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أطلب باستمرار نصيحة الله ومساعدته في علاقاتي الشخصية لتحديد ما إذا كانت ستفيدني أم ستستنزفني وتؤلمني في النهاية (مثل زواجي). قررت أن الوظيفة مجرد وظيفة، والهدف منها فقط دعم حياتي، لذا أحاول أن أجني أكبر قدر ممكن من المال وأستمتع بوقتي خارج العمل.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، بدرجة بسيطة. رأيت أحلام أو رؤى تتعلق بأحداث مستقبلية في حياتي حدثت بعدها بوقت قصير. أعتقد أنني أصبحت أكثر وعيًا على المستوى الروحاني.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ المعرفة الروحية التي اكتسبتها عن الحياة الآخرة، والشعور بالامتنان للحرية الشخصية، وحب الحياة (حتى وإن كانت صعبة)، وإدراك مدى قلة معرفتي بالأمور الصالحة الموجودة. أما أسوأ جزء فإنني اضطررت إلى الاستيقاظ ومواجهة الحقائق الصعبة في حياتي التي لم أرغب في مواجهتها.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لكن لم تكن لهم ردود فعل كبيرة في حدود علمي. كان معظمهم ينتقدون محاولتي الانتحار فقط.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا، لقد كانت تجربة فريدة من نوعها.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أود أن أكون قادرًا على تجربة هذا الشعور والوعي بنفسي في جميع الأوقات. الحياة مرهقة للغاية مقارنة بتلك التجربة، لكن من الرائع أن يكون لديك جسد مادي، إنه نعمة كبيرة شعرت بقيمتها.