ديفيد ج. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

شعرتُ بالدوار حينما كنتُ أتحدثُ في الهاتف، كنت جالس على كرسي في غرفتي بالمستشفى. كنا وحدنا في الغرفة، أنا وصديقتي. كان الأطباء والممرضات قد تركونا بمفردنا. كنتُ طريح الفراش لمدة أربعة أيام. اتصلتُ بوالدتي لأخبرها أنني تمكنتُ من النهوض. في تلك اللحظة بدأتُ أشعر بالدوار. جلستُ على كرسي وناديتُ صديقتي لتأتي إلي. أمسكتُ بركبتيها بإحكام بينما كنتُ أودّع والدتي، ولم أستطع سوى أن أقول: "ماما، أشعرُ بالدوار". وضعتُ الهاتف المحمول في حقيبة صديقتي، وسقط رأسي على بطنها. من حسن الحظ أنها كانت أمامي. ثم سقطتُ في نفقٍ مظلم. لا أعرفُ كم من الوقت استمر ذلك. لكن بعدها وجدتُ نفسي أسير في سهلٍ ممتدٍ إلى ما لا نهاية. وكان هناك شعورٌ بالراحة يغمرُ حواسي؛ كنتُ مبتسمًا وممتلئًا بالسعادة. كل ما امتد إليه بصري كان متوهجًا بالنور، العشب كان يشع بالنور، الأشجار كانت تشع بالنور، كل شيء كان مضيئًا.

ثم وجدتُ نفسي في غرفة ذات جدران خشبية، وبها العديد من النوافذ. إلى يميني كانت هناك منصات خشبية، تشبه تلك التي في قاعات المحاكم في الأفلام. عندما رفعتُ بصري قليلًا، رأيتُ ثلاثة أشخاص جالسين هناك. كان الأول ذو وجهٍ رمادي، والثاني يبدو طبيعيًا، أما الثالث فكان كيانًا مضيئًا، كنتُ أعلم أنه شخص، لكنه لم يكن يأخذ شكل الإنسان. كان مجرد نور، يتغير شكله باستمرار. استنتجتُ أنهم كانوا يحاكمونني. عندما نظرتُ إلى اليمين، رأيتُ والدي يمشي بقلق بين المقاعد هناك — وهو شيءٌ لم يكن يفعله عادةً، ويداه معقودتان خلف ظهره وكتفاه منحنيتان للأمام، وكأنه يحمل ثقلًا عليهما. لم يكن هناك سوى كيان آخر حاضر. كان كيانًا من نورٍ أبيض، بلا شكلٍ محدد، وكان يطفو في الهواء. لم يكن موجودًا هناك بالضبط، لكنني شعرتُ بحضوره. لم يفعل شيئًا. وبينما كان هذا يحدث، رأيتُ في رؤياي كلبًا يركض نحوي ولسانه متدلٍ، من الواضح أنه كان يحمل نوايا حسنة.

الشخص الجالس بين الاثنين الآخرين، على يميني، كان يضرب الطاولة بمطرقة، بينما كان يحمل بعض الأوراق في يده الأخرى. ثم نطق باسمي، وقال: "حُكِم عليه بالاستمرار في الحياة". استدرتُ برأسي إلى اليمين، ورأيتُ والدي يتنهد بارتياح. وأعلنت ضربةٌ ثانيةٌ بالمطرقة عن بداية تنفيذ الحكم عليّ. بعدها فقدتُ إحساسي بالأرض تحتي وعدتُ إلى النفق المظلم، الذي أخذني إلى مكانٍ ما. كنتُ أسقط، أنحدر إلى وجهةٍ مجهولة في هذا النفق، لكن في اللحظة التالية استيقظتُ من جديد في هذه الحياة.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 22 سبتمبر 2006.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ لا. التجربة مرتبطة بعملية جراحية.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في اللحظة التي قُرئ فيها حكمي، اختفت الأرض من تحتي وبدأتُ بالمرور عبر النفق.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بالنسبة لي بدا أن التجربة استمرت إلى الأبد، بينما في هذا العالم لم تمر سوى عشر إلى خمس عشرة ثانية.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كانت الألوان بدرجات الباستيل، مكثفة جدًا، لكنها هادئة في الوقت نفسه.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كنتُ أسمعُ الناس أفضل بكثير مما أسمعهم عادةً.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. كان النفق مظلمًا تمامًا، مع وجود القليل من النور في كل طرف من طرفيه. تحركت داخله دون أن ألمس الجدران بجسدي، وكان النفق دائريًا تمامًا. كنتُ "أطير" داخله.

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم، لقد تعرفت على والدي. وأقسم أنني ذهبت إلى هذا المكان في مناسبات أخرى، وتحدثت مع هؤلاء الأشخاص، ليس في قاعة المحكمة، بل في السهول، التي ظهرت قبل ذلك. إنهم والدي واثنين من أقاربي المتوفين الآخرين الذين لا أستطيع التعرف عليهما. لم يكونا معًا قط؛ لا أتحدث إلا مع أحدهما، ولا أتحدث معهما في نفس الوقت.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ غير مؤكَّد. كل شيء كان مضيئًا؛ كل شيء كان يشع نورًا بسطوعٍ أشد من المعتاد، باستثناء المنصة التي جلس عليها القضاة.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ عالم روحاني أو غير أرضي بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ العافية والسعادة، غمرني الشعور بالسعادة، حتى عندما كنتُ أُحاكم. كما شعرت بالاهتمام بسماع الحكم.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي. طاوي.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي. طاوي.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لا شيء فيها وكل شيء فيها في آنٍ واحد.

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. بعد لحظاتٍ قليلة من حدوثها. بدا الأمر غريبًا بالنسبة لصديقتي أنني سألتها: "من أنتِ؟".

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ غير مؤكَّد. قبل هذه التجربة، كنتُ قد تعرضتُ لحادثتين بالدراجة النارية. لا أتذكر شيئًا عنهما. لدي فقط إحساس بأنني منذ هذه التجربة في المستشفى، وأنا أذهبُ وأعود من هذا السهل الرائع، بشكلٍ لا إرادي، أثناء نومي. لدي أيضًا إحساسٌ بأنني كنتُ هناك من قبل، لكن لا أعرف متى.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ كل شيء كان يسير ببطء، لم يكن هناك عجلة. كان لدي صبرٌ لا نهائي. لم أكن متعجلًا للوصول إلى أي مكان، كنتُ أستمتعُ بالمكان الذي كنت فيه.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ شكرًا لكم على قبول تجربتي في الاقتراب من الموت، رغم أنني جسديًا لم أكن قريبًا من الموت على الإطلاق. إلا أنني أشعرُ أنني كنتُ على حافة الموت، لكن لا دليل لدي على ذلك. شكرًا لكم على وقتكم.