ديانا م. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
اضطررت إلى إجراء خزعة من مثانتي حيث ظهر التهاب في الموجات فوق الصوتية. أثناء الانتظار في مرحلة ما قبل العملية، تحدثت إلى طبيب التخدير، ولم يعطني أي دواء للاسترخاء، وكانت الجراحة البسيطة تستغرق حوالي خمسة عشر إلى عشرين دقيقة. ثم تم نقلي إلى ما بدا أنه غرفة أشعة سينية، ووضعت أيضا على ما يبدو أنه طاولة أشعة سينية، مع وسادة عليها. لم تكن الغرفة معدة للجراحة. اضطر طبيبي إلى المغادرة للعثور على كاميرا وأدوات أخرى، تاركا إيّاي مع ممرضة غرفة العمليات وطبيب التخدير. دار حديث خفيف بيننا نحن الثلاثة، ثم وضعت الممرضة قناع أكسجين على فمي وأنفي، لم أستطع الشهيق أو الزفير. أمسكت بالقناع ونزعته عن وجهي وقلت للممرضة إنه لا يعمل. لم تتحقق منه حتى وأعادته بعنف مرة أخرى على وجهي، في كل مرة كنت أتلوى فيها، كانت تحكمه أكثر. بدأت أفقد قوتي في ذراعي وساقي، شعرت بالشلل. ثم باقي حواسّي، لم أستطع لا التذوق ولا الشم ولا التنفس.
شعرت أنّي أفقد الوعي. أدرت عيني إلى الأعلى محاولا جذب انتباه الممرضة للمرة الأخيرة، وعرفت حينها أنني أموت، لكنها لم تكن تنظر إلي. أغمضت عيني، وشعرت بتشنجات في ساقي، ثم فقدت السمع، وكنت داخل جسدي. ثم شعرت بالتخدير في يدي، استسلمت، وعرفت أنني مت.
وجدت نفسي في ضباب أسود دافئ، كان لطيفا، لكنني شعرت بالخوف. ثم في اللحظة التالية جرفت إلى الضوء. وفي طرفة عين، شعرت بحب هائل وفرح وسعادة تتخلل روحي وكياني بأكمله، لا انشغالات، ولا رغبات، ولا احتياجات. كان هناك أطفال يضحكون ويلعبون. كان ضحكهم مثل الموسيقى السماوية، كنت كطفلة صغيرة. ولكن ليس في الأجسام التي نعرفها، كنت تقريبا مثل قطرة دمعة، ولكن ليس فعليا. كنا جميعا على سحابة ولكن لم تكن هناك أرض أدناه، كانت هناك سماء زرقاء فوقنا، زرقاء شديدة ولكنها صافية. أردت أن أبقى وأنعم بهذا الحب الغامر، الواسع جدا والعميق، لكن كان علي العودة. عدت بعدها إلى الضباب الأسود الدافئ المحب، ثم إلى العدم.
عندما كنت في غرفة الإنعاش سألت عن سبب التهاب حلقي، قيل لي إنهم قاموا بإدخال أنبوب داخل حلقي وكنت سألت عن العملية جراحية لمدة خمسة عشر إلى عشرين دقيقة ولم يكن فيها هذا. عرفت من بعد أنّني مت وعدة للحياة مجددا. وقال كل من الطبيب والممرضة وطبيب التخدير أنّني كنت أحلم. بعد أسابيع قليلة أخبرت طبيبي الباطني وقال أنّي تحسست من التخدير. ولكن أخبرته أني مت قبل أن يسري التخدير في جسدي.
لقد غفرت لجميع المعنيين حيث أتيحت لي الفرصة لزيارة الجنة لفترة قصيرة من الزمن. مع كل الحب على هذه الأرض، لا شيء يساوي الحب الوجود في السماء. أشعر أنه يجب علي مشاركة هذا الحب مع العالم بأسره، والفرح والسعادة. أعرف بالفعل ما سيحدث إذا لم يبدأ الناس في حب بعضهم البعض حقا. أشعر بمشاعر الآخرين؛ مشاعر الحزن والموت وحتى أشعر بأسى شديد عندما تسقط طائرة، أو يقتل شرطي، أو يقتل الناس بسبب أو من دونه. الشيء الوحيد الذي كان موجودا في الجنة هو الحب والسعادة والفرح، إضافة إلى القدرة على الشعور بمشاعر الآخرين مع أني لا أفهمها بعد. أعتقد أنني ما زلت طفلة في عيني إلهي. أنا أتعلم كل يوم. أقول للغرباء الآن أنني أحبهم لكنهم يعتقدون أنني مجنونة لكنني أسامح بسهولة الآن. أشعر كما لو أنّني في سلام وانسجام مع الجميع، كبيرهم وصغيرهم. لم أر أبدا أي فرد من أفراد عائلتي، لأنني أول مسيحية من أجيال عدة.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
Feb 2000
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم ،جراحة ذات صلة
لقد اختنقت حتى الموت، بسبب قناع الأكسجين فاسد، وممرضة غرفة العمليات ، التي كانت مشغولة بالدردشة مع طبيب التخدير ولم تهتم بي. كنت أحاول أن أخبرها أن القناع لم يعمل لكنها أعادته لي بقوة حيث غطى فمي وأنفي.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
بشكل إيجابي
هل هناك أي أدوية أو مخدرات يمكنها أن تكون قد أثرت على التجربة؟
لا، ولكن قال الطبيب أنها كانت حساسية ضد التخدير ولكن حينها لم يكن دخل جسمي بعد
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لم تكن كالحلم مطلقا، كان حبا غامرا وسعادة وفرح كبيرين. لم أشعر قط في حياتي بهكذا حب نقي.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
أعتقد أنّني كنت كقطرة دمعة، لكنني لم أهتم كثيرا بما أبدو عليه لأنّني كنت أنعم بالحب. عرفت أنّني قد مت عندما استسلمت. في الثانية التي استسلمت فيها، وجدت نفسي في الضباب وليس في جسد. ولكن ككيان أو كما قلت، كروح. عقلك هو روحك. كنت أعرف أنني لست في جسد ولم أرغب في العودة.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت واعية تماما وبشكل كبير بمشاعري الداخلية، حتى أني كنت أراقب الساعة لغاية لم أعد أستطيع فعل ذلك.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
بدى أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل معنى. لا أعلم بالضبط، ولكن ما أعرفه أنّي لم أرغب في الرحيل. لم يكن الوقت مهما.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي قبل وقت التجربة مباشرة..
لم أسمع مطلقا ضحكات أطفال مليئة بكل ذلك الحب. لم يكن هناك أي حديث فقط ضحك. ليس ضحك سخرية ولكن ضحك ترحيب وسعادة.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
كنت داخل ضبابي اسود دافئ ومليء بالحب. لم أستطع النظر خلاله لأنه كان كثيف، ولكن في اللحظة التي شعرت فيها بالخوف سُحِبت إلى الضوء في طرفة عين.
هل قابلت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم، كان هناك أطفال يلعبون في السحاب. لم أتعرف عليهم. كانوا يضحكون وفرحين وسعداء. لم يكن هناك أي كلام ولكن كانوا كما لو أنهم يدعونني للانضمام إليهم.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
عندما انتقلت إلى الضوء كان أسطع من الضباب الداكن. كنت في غيمة وكانت الألوان ساطعة. لم يكن الضوء مؤذي للعينين
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
من الصعب شرح ما شعرت به ولكني شعرت بحب رائع ونقي وإيجابي وغامر. شعرت بالسعادة والفرح والدفئ. لم يكن لدي لا هموم ولا مشاغل ولا رغبات ولا حاجات. فقط حب
كانهل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون. علمت أن كل شيء ممكن بالحب
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
عرفت حب الرب وكل شخص عليه أن يعرفه وأن يعرف الفرح والسعادة والدفء. وتعرفت على عمق ذلك الحب. قبل حدوث هذه التجربة، كانت تمر علي أيام أشعر فيها بالألم وأردت الموت لكني تعلمت من تلك الأوقات. مع أني لا زلت أمر بأوقات صعبة ولكن ليس بنفس القدر.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
لا، ولكن علمت سابقا بما سيحصل. قبل خمس سنوات أغمي علي لثانية واحدة، وبعد تجربة الاقتراب من الموت أعلم أنها ستحدث. ستحدث زلازل وتنفجر براكين ستغير شكل العالم الذي نعرفه.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا
الله، الروحانية والدين:
ما هو دينك الآن؟
مسيحي
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم، أنا الآن أكثر تسامحا ومع هذا أرى الأشياء بوضوح أكثر. لم أدرك سابقا حجم الآثام في هذا العالم ولكن هذا معلوم لدي الآن. كما أني لم أعد أفقد أعصابي. لقد أصبح لدي سلام داخلي وفي جسدي غريب
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت:
متصاعدة
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟
أصبحت متسامحة أكثر مع الناس.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
ليس لدي أي علاقات فأنا لا أريدها ولا أحتاجها. ولكن أصبح لدي أصدقاء وأصدقاء مقربون أكثر.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو خاصة أخرى بعد تجربتك لم تكن لديك قبل التجربة؟
أشعر بمشاعر الآخرين مع أني لا أفهمها بعد. كنت ألعب على الكمبيوتر وتوقفت لأني شعرت بحزن بالغ. لم أفهم ما جرى حينها، لكن بعد أيام عرفت أن صديقا لي من تكساس، عرفته من غرف المحادثة، لم ألتقيه وجها لوجه، قد تعرض لأزمة قلبية. عندما أقرأ ما يكتبه الناس عن مشاكلهم الصحية في غرف المحادثة يستنزف ذلك كل طاقتي. في إحدى غرف الدردشة، أرادت فتاة أن تنتحر وبعد الحديث معها لساعة علمت أنها لن تقوم بذلك.
هل هناك جزء أو أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟
وجودي في الجنة وإحساسي بكل ذلك الحب والدفء والفرح والسعادة. أسوء جزء كان العودة لجسدي وترك كل ذلك. لم يكن الموت أمرا سيئا عندما نظرت إليها من الناحية الطبية. بعدها، دونت كل شيء لحظة بلحظة لغاية لم أعد أشعر بالوقت.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم، أخبرت بعض الأشخاص ولكنهم لم يفهموا عما أتحدث وظنوا أنني فقدت عقلي. ولكن أعتقد أنهم أكثر تأثرا بأفعالي حيث أنهم يسألونني ألن تغضبي وأجيبهم بالنفي. عندما أكون برفقة أشخاص آخرين يخبرونني أنهم يشعرون باسترخاء تام وقد كانوا من قبل في غاية الغضب.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا
هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟
لم أشعر مطلقا بالألم عندما كنت أختنق. ومت في الدقيقة التي توقفت فيها عن الصراع على الحياة
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
لا تحظرني الكلمات الآن ولكن هذا يبدوا جيدا لي.