تجربة ديبرا في الاقتراب من الموت |
وصف التجربة
بدأت التجربة الأولية عندما تم تسريحي من المستشفى بعد أن صدمتني سيارة، كنت أقيم في منزل والديّ لكي يتمكنوا من رعايتي. كان لدينا رفاق في ذاك اليوم وكانت عندي آلة مشي ثلاثية الجوانب أستخدمها في المشي، شعرت بالغثيان واستيقظت للذهاب إلى دورة المياه لكي أتقيأ، لكنني عندما وقفت أغمى علي، هذا عندما دخلت المنطقة المظلمة، لم تكن مثل نفق بل كانت تشبه مساحة كبيرة ومظلمة. التقيت بوالد زوجي الذي لم أقابله من قبل أو أتحدث إليه، حضرت جنازته فقط. فقد توفى بعد ٣ شهور من مواعدتي لابنه، ومع ذلك التقى بي على الجانب الآخر وأمسك بيدي. شعرت بوجود الآخرين حولي لكن لم أستطع تمييزهم.
في نهاية المكان المظلم -وكأنك تنظر باتجاه الأفق- كان هنالك شيئًا يبدو وكأنه جبل وخلف ذاك الجبل يوجد أجمل وأروع ضوء (لا توجد كلمات على مستوى فهمنا تستطيع أن تصف جمال ذلك الضوء) كنت أرغب بشدة في الذهاب إلى ذلك الضوء.
لا أتذكر أنني أجريت نقاشاً مع أي شخص لكنني كنت أسمع أسرتي وهي تحاول أن تطلب سيارة إسعاف إلى الشقة، وزوجي ووالدي يتجادلان ووالدتي كانت في حالة من الذعر وتقوم بتبديل ملابسها من أجل الذهاب معي في سيارة الإسعاف. رغم أنهم كانوا في حالة هلع وخوف علي إلا أنني علمت بأن كل شيء سيكون على ما يرام وكذلك هم أيضًا سيكونون بخير. كان هنالك شعور كبير بالسلام والراحة وكأنه لا يوجد للقلق والمسؤوليات وجود أو أنه لا يوجد لهما معنى. علمت بأنني كنت مع الرب ولم أكن أريد العودة لجسدي ولعائلتي. نظرت مرة أخرى إلى الضوء وفي اللحظة التالية عدت إلى جسدي. كنت أشعر بتنمل في جسدي بأكمله - مشابه لـ عندما تستلقي على ذراعك لمدة طويلة وينقطع تدفق الدم إليها وبعد أن تقوم بتمديدها تشعر بتدفق الدم يوخز ذراعك.
وصلت سيارة الإسعاف وأخذتني للمستشفى وأجريت جراحة للحمل الأنبوبي. لم يتبقى في جسدي عندما وصلت سوى نصف لتر من الدم، كنت قد نزفت حتى الموت، بداخلي كنت أشعر بالغضب الشديد اتجاه إلهي، لأني لم أفهم لماذا كان علي العودة بعد هذه التجربة. الآن أنا أكثر حكمة، وأعرف أن هنالك أمور لا يزال يتعين علي القيام بها، وعندما أنتهي منها سوف أعود إلى حب قوتي العليا، إلى إلهي.
معلومات أساسية:
الجنس: أنثى.
تاريخ وقوع حادثة الاقتراب من الموت: أغسطس ١٩٧٣.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هنالك حدث مرتبط بالخطر؟
نعم، حادثة إجهاض طفل ربما كنت حامل لم أكن متأكدة بعد، عندما عبرت طريق المشاة شخص ما صدمني، قد تكون حادثة هددت حياتي لكن لم يدخل أحد غيبوبة بسبب حادث مثل هذا، أصبت في ظهري ووجود حمل مضاعف غير مؤكد (بالكاد ٤-٦ أسابيع) الحمل لم يؤكد خلال شهر. كل التحاليل التي أجريت كانت سلبية. تحول النزيف الداخلي إلى حمل أنبوبي، قد يكون هذا له علاقة أو لا يكون له علاقة بحادثة السيارة التي صدمتني وأنا أعبر الشارع. في كلتا الحالتين، لم يكن لدي سوى نصف لتر من الدماء بداخلي عندما تم نقلي إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية بعد أن تم تسريحي لمدة أسبوع ولا زال النزيف مستمراً.
كيف تنظرين إلى تجربتك؟
بإيجابية.
هل شعرتِ وكأنكِ منفصلة عن جسدك؟
نعم، لم أكن في عالم الأرض كما نشعر به أو نعرفه. كنت في فراغ مظلم دون وجود أي مسطح كي أقف عليه، كما لو أنني لست بحاجة له. شعرت وكأني أسمع عائلتي من خلال تلفاز أو راديو وكأنهم بعيدون. وشعرت كأنني بداخل مدخل ما، فقط استقبلني والد زوجي وأخذ بيدي.
في أي وقت خلال التجربة كنتِ في أعلى مستوى من الوعي واليقظة؟
كنت ”غير واعية“ خلال التجربة برمتها.
هل كان يبدو الوقت وكأنه يتسارع أو يتباطأ؟
بدا كل شيء وكأنه يحدث في وقت واحد، أو أن الوقت توقف أو أنه أصبح بلا معنى، لم يكن هنالك وجود للوقت. كان هنالك شعور كبير بعدم الأهمية بمرور الوقت.
هل اختلف السمع بأي حالٍ من الأحوال؟
لا أتذكر أي أصوات أو ضجيج.
هل واجهتِ أو كنتِ على علم بأي كائنات متوفاة أو حية؟
نعم، انظر للقصة أعلاه.
هل رأيتِ أي ضوء غير أرضي؟
نعم، رأيت ضوءًا لو رآه بشر لأنعمت عيناه، كان جماله وروعته أبعد من أن يعيه فهمنا البشري. عندما نعود إلى أجسادنا لا نستطيع وصف ما رأته أعيننا. إنه ضوء لا يمكن رؤيته إلا بالروح وليس بالعين المجردة، لأنه لا يمكن فهمه.
هل دخلتِ أو بدا لكِ بأنك دخلتِ إلى عالم غير أرضي؟
لا.
ما هي المشاعر التي شعرتِ بها أثناء التجربة؟
الحب النقي والسلام والمعرفة. كنت أعلم بأن الأمور ستكون على ما يرام، لا أشعر بأي ألم أو قلق. ولم يكن لدي أي قلق على أن لا أكون مع عائلتي على الأرض، كما كنت أعرف أنهم سيكونون بخير أيضاً. لم أكن أرغب بالعودة، مثل شعور المرء وهو عائم فوق سحابة مع هبوب نسيم لطيف أو شعور الاستلقاء بين يدي الحب برضا كامل ولا رغبة في المزيد.
هل بدا لكِ فجأة أنكِ تفهمين كل شيء؟
كل شيء في العالم على ما يرام، لم يكن هنالك شيء لتقلق بشأنه. كل شيء سيكون كما ينبغي له أن يكون.
هل ظهرت لكِ أي مواقف من الماضي؟
بدون حول ولا قوة مني، ومض الماضي أمامي.
هل ظهرت لكِ أي أحداث من المستقبل؟
لا.
هل وصلتِ إلى حدود أو لنقطة اللاعودة؟
وصلت إلى حاجز لم يُسمح لي بعبوره، أو أنه تمت إعادتي ضد إرادتي لا أتذكر أي نقاش. أذكر أنني ترددت كثيراً في العودة إلى جسدي. لم أكن أريد العودة حقاً لكنني لست متأكدة من سبب عودتي. لذا أعتقد أن هناك بعض النقاش، رغم أنني لا أتذكر ذلك.
الله، الروحانية والدين:
ماهي ديانتكِ الآن؟
الليبرالية البوذية المسيحية، الإيمان بقوة أعلى وغرض أكبر منا.
هل كان لديكِ تغييرًا في قيمكِ ومعتقداتكِ بسبب تجربتك؟
نعم، لقد وضعتني في طريق روحي من التنمية الذاتية. كان الأمر صعباً للغاية في بعض الأوقات، وأوقاتاً أخرى كان مُجزياً وروحياً.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت تجربة صعب التعبير عنها بالكلمات؟
نعم، في هذا العالم نحن لا نملك القدرة الكاملة على فهم الوجود أو التجربة التي تنتظرنا. نكتسب القدرة على فهم هذه الحياة بعد انتهاء التجربة. وكأننا في مستوى رياض الأطفال في مفرداتنا وقدراتنا الروحية في الفهم. نحن بوصفنا بشر لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نفهم أو نشعر أو نعي أو نرى ما ينتظرنا بطريقة غير معقدة، لم أتحدث مع أحد لعدة سنوات كنت غاضبة جداً من الله لعدم سماحه لي بالبقاء، لأنني كنت أعرف خلال تجربتي أين كنت ولا أريد ان أغادر. ومع ذلك، اليوم أنا لدي فهم أفضل لتجربتي وأشعر بالامتنان للحياة المستمرة التي أعيشها.
هل حصلتِ على هبة نفسية أو غير عادية بعد تجربتك والتي لم تكن لديكِ من قبل؟
نعم، يقول البعض أنه لدي القدرة على العلاج بالتدليك، أعطي الفضل لقوتي العليا، أرى نفسي على أني أداة منحها سلطته، لقبني العديد من الأشخاص من الأصول الأسبانيه بـ(كونانديرا) أيّ المعالجة. أترك هذا بين يديّ قوتي العليا لجعله هكذا.
هل هناك جزء أو أكثر من تجربتكِ ذات مغزى أو أهمية خاصة لكِ؟
أفضل جزء من تجربتي هو الشعور بالسلام والهدوء ورؤية ضوء الله المحب. الجزء الأسوأ العودة دون الفهم الكامل، في ذلك الوقت.
هل سبقت لكِ مشاركة هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم، غالباً ما يكونون مرعوبين عندما أشاركهم بما شعرت به، أعتقد بأنها أثرت على البعض في نظم معتقداتهم وبدأوا بتوسيع وجهات نظرهم حول حقيقة الله.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد أي شيء إنتاج جزء من تجربتكِ؟
لا.
هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته عن تجربتكِ؟
أود أن أقول شيئاً واحد، نحن بوصفنا بشر عادةً ما نحتفل بميلاد مولود، نقيم الحفلات وندعو الأصدقاء والعائلة ليشهدوا دخول هذا الطفل بيننا والذي هو كالنعمة علينا. لماذا يصعب علينا سؤال من نحب أو صديق لنا أو حتى غريب عما يشعر به خلال لحظة موتهم؟ هل هم خائفون؟ لماذا نتهرب من مساعدة الآخرين على الذهاب لعالم آخر؟ عالم آخر من الحب والسلام والسعادة والحرية الروحية؟ أشعر بأنه من الخطأ أن ندير ظهورنا لهم ونتجاهلهم عندما يختارون التحدث عن مشاعرهم بغضّ النظر عن أي نوع من المشاعر، لا يجب علينا تغيير الموضوع بالحديث عن الطقس أو أي شيء آخر. هؤلاء الناس يستحقون شخصاً ليشاركوه مشاعرهم وهم على فراش الموت. هم على فراش ميلادهم الجديد، وبما أن المولود الجديد لا يعرف حقاً أنه سيولد في هذا العالم، لا بد وأنه كان مخيفاً بالنسبة له بعد أن عاش تسعة شهور في بطن أمه. كم هو مخيف بالنسبة لهم ونحن نبتهج..
هل هناك أي أسئلة نستطيع توجيهها إليك لمساعدتكِ على توصيل تجربتكِ؟
ليس لدي شيء في هذه اللحظة، ولكن أتمنى لكم التوفيق في جهودكم المستمرة للبحث عن أولئك الذين خاضوا هذه التجارب. بارك الله فيكم جميعاً.