ديلا ر. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
عانيت من مضاعفات خطيرة بعد استئصال اللوزتين عندما كنت في السابعة من عمري. كنت أنزف بشدة، فأخذني والداي إلى المستشفى لكي يقوموا بكيّ حلقي. فقدت الكثير من الدماء، وكنت على شفا الموت. تم إدخال والديّ إلى غرفتي، وأتذكر أنني كنت أطفو عالياً فوق جسدي لدرجة أنني كنت أستطيع لمس الأنابيب المثبتة في السقف. كان يحيط بي نور عظيم في كل مكان. وسمعت الممرضة والطبيب يقولان لوالديّ: "لن تعيش حتى الصباح". انهارت أمي على الطاولة تبكي بشدة. أما والدي الذي كانت تربطني به رابطة قوية دائمًا، فقال إنه سيتبرع لي بدمه مباشرةً من طاولة قريبة. وبالفعل تم ذلك ونجوت. ولاحقًا عندما استيقظت، حاولت إخبار الممرضة والطبيب وأمي بما شعرت به. لكن الطبيب اعترض قائلاً إنه من المستحيل أن أكون قد سمعت ما حدث لأنني كنت فاقدة الوعي. أصررت على ما قلته، واحتضنتني أمي قائلة أنني لا ينبغي أن أقول هذه الأشياء لأن الطبيب لن يسمح لي بمغادرة المستشفى. لم أتحدث عن هذا الأمر مرة أخرى، ودفنت هذه الذكرى بداخلي لسنوات عديدة.
في وقت لاحق من حياتي عندما أصبحت بالغة، تذكرت الأمر فجأة وسألت والديّ عن هذه التجربة. استمعا إليّ، ولكن والدتي بالأخص قالت إنه لا ينبغي لي أن أتحدث عن مثل هذه الأمور لأنها تفتح أبوابًا خطرة، وأنه يجب على المرء ألا يتحدث عن الأمور الغيبية. كانت أمي متدينة جدًا طوال حياتها (كان والدها مبشراً إنجليزيًا في جزيرة سابا في جزر الهند الغربية الهولندية)، وكانت تحثني على الصلاة وطلب الحماية من الله.
بعد زواجي، تحدثت مع زوجي عن هذه التجربة، وهو قس أسقفي وطبيب نفسي حاصل على درجة الدكتوراه أيضًا. لطالما استمع زوجي إلى روايتي بصبر، رغم أن عقله التحليلي لا يستطيع قبول إمكانية حدوث مثل هذه التجربة.
لم أرَ نفقًا ولم أسمع أصواتًا أو أرى كائنات روحانية. شعرت فقط بأنني كنت أطفو فوق جسدي وأشاهد ما يجري من أحداث في الأسفل.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1946.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. المرض. تجربتي مرتبطة بعملية جراحية. انظر السرد الرئيسي.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر إيجابية.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ غير مؤكد.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. لم أهتم بمظهري، أنصب اهتمامي فقط على ما كان يحدث بالأسفل.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في حالة انتباه تام، بقدر ما أستطيع أن أتذكر.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم يكن للوقت أي أهمية، وبالطبع في ذلك العمر الصغير لم أفكر فيه.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ سمعت الممرضات والأطباء يتحدثون عني.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان النور ساطعًا للغاية، يكاد يعمي.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ كنت منزعجة من احتمال أن أترك والديّ في حالة يأس وحزن شديدة، وكنت أرغب في طمأنتهم.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. شعرت أنني محبوبة، وأن لدي هدفًا في حياتي لم يتحقق بعد.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ كنت أعلم بشكل غريزي أن الرابطة بيني وبين والدي ستظل ممتدة من هذه الحياة إلى الحياة التالية. كانت فكرتي عن الله هي أن حبه لي سيكون أعظم من الحب الذي كان يحمله لي والدي في هذه الدنيا. وإذا كان الله مثل والدي ألفريد، فلا بد أن الله رائع حقًا، لأنني كنت أملك أفضل أب.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. كنت أعرف أنني سأعيش عندما قام والدي بنقل دمه لي بشكل مباشر.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. كنت في صندوق أبيض كبير – غرفة العمليات – ولم تكن هناك أبواب للخارج.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. أسقفية متدينة
ما هو دينك الآن؟ أسقفية متدينة
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: تزيد.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أنا أعتز بعائلتي وحاولت أن أتبع خطى والديّ اللذين كانا تجسيدًا كاملًا للحب.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أفضل جزء من هذه التجربة كان معرفتي لأنني محبوبة. لقد دفنت هذه التجربة داخلي لسنوات عديدة، وأنا متأكدة أنها جعلتني متحفظة فيما يتعلق بالمجازفة. أنا شخص محافظ وحذر.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أبدى الجميع اهتمامًا بالتجربة، وفي بعض الأحيان شاركني الآخرون تجارب مماثلة.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أتمنى لو كنت أكبر سنًا عندما مررت بالتجربة. لقد ساعدتني هذه التجربة على تقبل حضور الرب الحقيقي ومعرفة أنه كلي القدرة، وأن حياتي بين يديه. أشعر أن لديّ مهمة يجب أن أكملها قبل مغادرتي لهذه الأرض. الآن وبعد أن ربيت أبنائي وبنيت عائلتي، أنا مستعدة للقيام بتلك المهمة. زوجي وأنا مستعدان لبدء فصل جديد من حياتنا معًا. "فمَن أُعطي الكثير، يُطلب منه الكثير". وكلانا محظوظان لأننا قادران على إدراك مدى البركة التي أنعم بها الله علينا بأن منحنا أفضل والدين ممكنين.