دينيس ن. تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت في حوالي السادسة عشرة من عمري عندما حدد والداي موعدًا مع طبيب أسنان محلي. كانا قد سمعا عن الطبيب من والدَي حبيبي في ذلك الوقت وكانا يعتقدان أنه طبيب أسنان ممتاز.

أتذكر أنني كنت جالسة على كرسي الأسنان في غرفة صغيرة – الغرفة ما زالت محفورة في ذاكرتي حتى اليوم. كانت الغرفة صغيرة وبها نافذة على اليسار وباب على اليمين في الاتجاه الذي كانت قدماي تتجهان نحوه. كان هناك جدار أمامي عليه بعض الصور - لا شيء مميز يمكن تذكره سوى أنها غرفة عادية لعيادة أسنان. الباب كان مفتوحًا وكنت أسمع أصوات عادية من مكتب طبيب الأسنان – أشخاص يتحدثون، وصوت موسيقى، ورنين الهاتف.

كنت مستلقية على كرسي الأسنان بينما كان الطبيب يميل على ذراعي اليمنى. كان بدينًا نوعًا ما، وكانت بطنه تميل إلى الاتكاء على ذراعي أثناء عمله. لم يسبق لي أن تناولت أكسيد النيتروز لأغراض علاج الأسنان، لكنه كان يعطيه لجميع مرضاه قبل أن يقوم بحقنهم بالمخدر في الفم – ليحاول تهدئتهم قبل إظهار الإبرة.

لقد ذهبت إلى طبيب الأسنان عدة مرات من قبل في زيارات عادية، لكنني ذهبت هذه المرة لوضع حشوة، لذا احتاج الطبيب لتخدير فكي. لا أشعر عادة بالتوتر عند معالجة أسناني، بل أستطيع حتى يومنا هذا تقريبًا النوم أثناء الجلسات. أتذكر أنه سألني عن الغاز، ووافقت لأنه لم يكن لدي مانع. (كان حبيبي قد أخبرني بأن الطبيب قام بنفس الشيء معه، وأنه شعر بإحساس رائع – جعل صوته يبدو كالبطة دونالد ومنحه شعوراً لطيفًا ومريحًا). أحضر الطبيب القناع وغطى وجهي به. أخذت بضع أنفاس من الغاز، وهنا يأتي الجزء الذي يصعب شرحه – لأنني فجأة لم أعد مستلقية على كرسي الأسنان، بل كنت أنظر من الأعلى على نفسي بالأسفل.

بدا أن الزمن لم يعد مهمًا هنا. في الحقيقة لقد استغرق الأمر مني بعض الوقت للتركيز حقًا على ما كنت أراه. أتذكر أنني كنت أنظر من زاوية الغرفة – بالقرب من الباب، عند حافة السقف. شعرت وكأنني كنت في حالة ثابتة عند حافة السقف، فقط كنت موجودة هناك، لم أفكر في ما إذا كان لدي جسد أو أي شيء من هذا القبيل. كان منظر الغرفة يبدو كأنه ناعم وغائم عند حواف الغرفة – وكأن الغرفة كانت صلبة، لكن ليس تمامًا.

استطعت أن أنظر إلى أسفل، وأن أرى فتاة تجلس على كرسي الأسنان، كان الطبيب البدين يميل على ذراعها اليمنى ويضع يده على القناع الذي يغطي فمها. لم أسمع أي شيء؛ كان الأمر يشبه مشاهدة فيلم صامت باللونين الأبيض والأسود بدون صوت. وكانت هناك كاميرا الفيلم مثبتة في السقف بالقرب من زاوية الغرفة، والباب إلى الأسفل على يساري على مسافة قريبة مني. لا أستطيع أن أتذكر كم مر من الوقت وأنا أنظر إلى هذا المشهد، لكنني لم أكن مهتمة على الإطلاق بما يجري. بدا الأمر وكأنني أشاهد التلفاز – كنت أشعر بالانفصال واللامبالاة نوعًا ما.

لا أستطيع تحديد المدة التي بقيت فيها أشاهد من هذه النقطة، لكنها لم تكن فترة زمنية طويلة. عندما أحاول وضع إطار زمني لهذا الحدث، فسيكون على النحو التالي: ابدأ بتتبع تفكيرك وأنت تقرأ هذا، ثم أبطئ وتيرتك، اقرأ ببطء شديد، كأنك حلم – لكنك لست كذلك – أستطيع تذكر المشهد كما حدث. أستطيع تذكر كل لحظة تقريباً. كان لدي ما يكفي من "الوقت" لأشعر وكأنني كنت "هناك" فجأة. أتذكر النظر إلى المشهد بالأسفل، عندما كنت أتفحص الغرفة وطبيب الأسنان – وكأنني أستكشف المكان بنوع من الفضول المنفصل، وكأنني أفكر "يا له من مشهد مثير، ما الذي يحدث هنا؟".

بدأت أحاول فهم ما كان يحدث، وأين كنت "أنا". ثم شعرت بوجود "حضور" بالقرب مني. هذا الحضور طلب مني النظر إلى المشهد والتركيز. لم أكن أريد ذلك وبدأت في الالتفات لرؤية "الكائن" الذي كان بجانبي، لكنه أعادني بلطف إلى المشهد مرة أخرى، وطلب مني التركيز – كما يُطلب من طفل أن يركز. حثني على القيام بشيء حيال ما يحدث في المشهد – طلب مني أن أزيل القناع عن وجه الفتاة. لم أشعر أنها كانت في خطر، ولم أشعر بالحاجة لفعل أي شيء، كان الأمر أشبه بتفكير طفل، "لماذا؟ أنا حتى لا أعرف هذه الفتاة. لماذا أتدخل؟ بدت وكأنها بخير". لكنه حثني على التركيز وإزالة القناع. أصبح من الصعب تجاهل إلحاح أو "أفكار" هذا الكائن، وبدأت أشعر برغبة ملحة في فعل ما يُطلب مني. بدأت أركز - "انظري إلى الفتاة. أزيلي القناع. انظري إليها. أزيلي القناع". كان يتم توجيهي بضرورة التركيز لأنني لم أرغب في ذلك – لم أتعرف "عليها"، ولم تكن تبدو في مشكلة أو تشعر بالقلق.

فجأة، أصبح الإلحاح أكثر مما يمكنني تجاهله وبدأت في التركيز. ثم خطرت لي فكرة، أليس من المفترض أن أكون في عيادة طبيب الأسنان؟ ما الذي يجري؟ من هؤلاء الأشخاص الذين أشاهدهم؟ هل الفتاة بخير؟ كنت أنظر إلى الفتاة وشعرت بالصدمة. فكرت، من المفترض أن أكون عند طبيب الأسنان. ها أنا هنا أنظر إلى فتاة تجلس في كرسي طبيب الأسنان تبدو في مثل عمري. شعرت بالحاجة لمساعدتها. ثم شعرت بهذا الكيان بجانبي يطلب مني التركيز على "نفسي" لعمل شيء فعليًا لمساعدة "الفتاة". شعرت أنني لا أستطيع فعلاً "مساعدتها" – حيث كان الأمر مجرد مشهدًا أنظر إليه فقط. ولسبب ما، شعرت وكأنني لا أستطيع لمس أي شيء. ظل الكيان يصر على أن أركز وأنظر إلى المشهد. فعلت ما طُلب مني، ولكن بطريقة منفصلة عن الواقع. كان "الوقت" يمر – إن صح التعبير. إذا كنت تحاول حساب الزمن عبر أفكارك وأنت تقرأ هذا الآن، فاستمر في متابعة الساعة.

ظل الكيان يحثني على التركيز، وفعلت ذلك، ومع تزايد الضغط عليّ للتركيز على الرؤية، ثم القيام بشيء ما. كنت أحاول دائمًا النظر حولي عقليًا وأردت أن أنظر إلى أشياء أخرى، لكن طُلب مني التركيز. أتذكر حينئذٍ رغبتي في تجاهل الكيان والنظر حولي أكثر في هذا المكان الرائع الذي كنت فيه، بما في ذلك النظر إلى الكيان الذي كان بجانبي. لم أشعر بأي خوف على الإطلاق من هذا "الكيان".

حاولت الالتفات إلى اليمين وتمت إعادتي عقليًا - شعور غريب - كان لدي سيطرة على المكان الذي أردت النظر فيه، لكن كأن هناك من يمسك برأسي برفق ويعيدني للنظر إلى المشهد. (لا أعتقد أنني كنت أمتلك رأسًا جسدية حينما كنت في الأعلى بالقرب من السقف، لكن لا توجد طريقة التحقق من ذلك، مرآة؟)

لم أستطع العودة للنظر إلى اليمين رغم محاولاتي المتكررة. في كل مرة، كانت "عيناي" تُعاد بلطف للتركيز على المشهد، على الفتاة، والأهم القناع. وأخيرًا، أصر الكيان بقوة كبيرة على أن أزيل القناع عن وجه الفتاة.

أخيرًا قررت التركيز على هذه المهمة. والشيء التالي الذي عرفته هو أنني كنت في كرسي طبيب الأسنان، داخل الفتاة، أحاول أن أجعلها تزيل القناع عن وجهها. حتى يومنا هذا، لست متأكدة من كيفية تفسير هذا. لا أتذكر أنني لمست الفتاة، لكنني توجهت لمساعدتها، على مضض تقريبًا. شعرت أنني كنت أتصرف بطريقة الفتاة المراهقة العادية، كنت غير راضية عن الاضطرار إلى "القيام" بشيء ما، كان يبدو وكأنني أنفر من توجيهات السلطة الأعلى مني، وكنت أريد اتخاذ كل قرارات "الكبار" بنفسي.

على أي حال، كنت داخل "الفتاة" وأحاول تحريك ذراعها اليمنى لإزالة القناع. لم أستطع الشعور بها، كأنني كنت غير مرئية، ولكنني كنت أتمكن من تحريك ذراعها إذا حاولت بشدة. لست متأكدة لماذا اعتقدت أنني أستطيع فعل ذلك، لكنني استمريت في المحاولة. (ربما ظننت أنني أستطيع لأنني طُلب مني القيام بذلك، ثم أردت القيام به. كان شيئًا تحتاج إليه الفتاة - المساعدة - وقد أصر الكيان على أن أفعل ذلك، لذلك ظننت أنني أستطيع؟)

كان الأمر غريبًا. في لحظة كنت أحاول مساعدة الفتاة، وفي اللحظة التالية أصبحت أنا الفتاة؟ احتجت لبعض الوقت كي أعود إلى نفسي، كأنني كنت مضطرة لتذكر من أنا، في هذا الجسد البطيء المثقل. شعرت أنني أنا نفسي، إنسانة في هذه اللحظة، وشعرت بإحساس غريب، كأنني لم أعد موجودة في زاوية الغرفة، وأن الأمور عادت إلى طبيعتها، لكنني أدركت أن شيئًا غريبًا حدث للتو لا أستطيع تفسيره. لا أذكر أي "فرقعة" أو انزلاق أثناء العودة إلى جسدي، كل ما أتذكره أنني كنت بحاجة لمساعدة هذه الفتاة، وبدأت أتحرك نحوها، ثم فجأة أصبحت أنا "داخل" جسدها.

لم أتمكن من "الشعور" بجسدها المادي، لكنني شعرت كأنني أستطيع باستخدام كلتا يديّ أن أسحب ذراعها دون أن ألمسها فعليًا. من الصعب الشرح، كأنني كنت طاقة ويدي لديهما القدرة على تحريك طاقتها؟

أتذكر بوضوح أنني اضطررت إلى سحب ذراعها اليمنى من تحت بطنه، وبذلت جهدًا كبيرًا لنزع القناع عن وجهها. (وهذا هو الجزء الغريب حقًا، كأنني كنت بداخل جسد الفتاة، أحاول تحريك ذراعها وذراعي كانت تخرج من جسدها باستمرار).

وعندما أزلت القناع عن وجهي، عدت إلى كرسي طبيب الأسنان وكنت أنا من أزال القناع بيدي الجسدية، وليس "أنا الأخرى".

كان طبيب الأسنان يحاول إعادة القناع إلى فمي، وكأنه بدأ للتو. بالكاد كان القناع يلمس وجهي، وكأنه اعتاد إعطاء المريض المزيد من الغاز للاسترخاء وليس لإفقاد المريض الوعي، بل للاسترخاء قبل استخدام الإبرة.

كان الأمر صعبًا بعض الشيء، شعرت وكأنني كنت تحت تأثير المخدر ولم أكن أملك الطاقة الكافية في البداية للقيام بذلك، لكنني استمررت في المحاولة. أتذكر أنني حركت ذراعي اليمنى وأزلت القناع، ثم شعرت بسلسلة من الأفكار المميزة كأنها تأتي بالحركة البطيئة. فكرت: "يا لها من تجربة، لن أعيدها مرة أخرى أبدًا. هذا ليس جيدًا. لا مزيد من الغاز!". لم يبدُ على طبيب الأسنان أي اهتمام، وكأن شيئًا غريبًا لم يحدث لجسدي حينما لم أكن داخله. لا أظن أن شيئًا قد حدث لجسدي، كأن توقف قلبي أو شيء من هذا القبيل، لكنني لا أستطيع تفسير كيف كنت خارج جسدي ذهنيًا وكان جسدي يستمر في العمل؟.

حتى يومنا هذا، ما زلت أتساءل كيف حدث هذا، كيف يمكنني أن أكون خارج جسدي ويظل جسدي يعمل؟ كنت أظن أنه إذا لم تكن "روحي" داخل جسدي، فلن يعمل جسدي. أتذكر حتى أنني كنت بالقرب من السقف أنظر للأسفل إلى الفتاة. لا أعتقد أنها كانت تعاني، بل كانت مجرد فتاة جالسة على كرسي طبيب الأسنان. الطبيب لم يكن يتصرف وكأنها في أزمة. لم تكن الفتاة تعاني بأي شكل يمكنني أن أجزم بذلك.

لست متأكدة من كيفية سيطرتي على القناع. كان في يدي، لكنني أتذكر بوضوح أنه كان عليّ أن أسحب ذراعي من تحت بطن طبيب الأسنان بصعوبة. أتذكر أن القناع كان في يد الطبيب، وأتذكر هذا بوضوح. لا أستطيع أن أتذكر كيف أصبحت يدي هي اليد "الرئيسية" تحت يد الطبيب فجأة، لكنها كانت كذلك، وكان الطبيب يبعد يدي نحو الأسفل ليعيد القناع على وجهي. ثم أزحت يدي ومعها القناع ويده. لا أتذكر كيف أخرجت القناع من يده، ولا كيف أصبحت يدي تحت يده. لا أتذكر أنه رفع يده عن القناع، ولا أنني وضعت يدي عليه ثم وضع يده مجددًا فوق يدي، لكن هذا ما لابد أنه قد حدث.

حاول إبعاد يدي وإعادة القناع على فمي، لكنني أتذكر أنني نظرت إليه وأنا أزيح القناع بعيدًا عن وجهي ويده لا تزال فوق يدي، وقلت له: "لا أحتاج إلى هذا". أتذكر النظرة التي وجهتها له وشعرت أنه ابتعد عني جسديًا كأنني كنت أقوى منه؟. تغير جو الغرفة من زيارة طبيب أسنان عادية وموسيقى ناعمة وهواتف وأحاديث إلى صمت تام بينما كنت أركز نظري على الطبيب مباشرة. شعرت وكأن لدي سلطة على هذا الشخص – وكأنني أخبرته بوضوح تام (بنظرة؟) أن القناع لن يعود إلى وجهي. (شعرت بشيء غريب، وكأنني مُنحت القوة لأخبره بما عليه أن يفعل. لم أكن قد قابلت الطبيب من قبل، وكنت مراهقة وأحترم المهنيين والكبار دائمًا، حتى خلال هذه المرحلة العمرية).

لم يتصرف الطبيب بطريقة غريبة أو غير طبيعية، واستمر في فحص الأسنان بشكل طبيعي. دفعت الأمر إلى مؤخرة ذهني وحاولت تجاهله بسرعة؛ كان غريبًا جدًا ولم أكن أريد أن أخبر أحدًا. اعتقدت أنهم سيظنون أنني أتحدث عن أشياء "غير عادية"، وكنت أعرف أنه ليس من الطبيعي التحدث عن مثل هذه الأمور. (في ذلك الوقت، لم أكن قد سمعت عن تجارب الاقتراب من الموت، ولم أكن أستطيع تفسيرها، فلماذا أحاول؟)

أريد أن أحاول تفسير ماهية هذا "الكائن". لا أدري إذا كان بإمكاني تجاهله. حتى يومنا هذا، ما زلت أتساءل عن هذا الكيان، وتمنيت لو كان قد سمح لي برؤيته أو الحديث معه. كنت أشعر بفضول شديد لمعرفة من يكون. عندما أدركت وجوده، لم أشعر بالصدمة. شعرت أنه لطيف ولم أشعر بالخوف من وجوده بجانبي – كأنني كنت أتوقع وجوده هناك.

إنه كبير الحجم، أكبر حجمًا مني بالتأكيد. ولسبب ما، كنت أشعر به وبحجمه. لم يكن بصري محدودًا، لكنه كان كذلك. تخيل أن تكون واقفًا في غرفة مظلمة ويوجد شخص واقف بجوارك، قريب جدًا بحيث لا تلمسه، لكنه قريب جدًا. لا أعلم كيف أفسر هذا الجزء. كنت "أشعر" بوجوده و"أشعر" عقليًا أن له ملامح، لكنني لم أستطع رؤيتها بعيني. لكني كنت أستطيع الشعور به بعقلي، وهو شيء غريب لأنه إذا لم أكن موجودة في جسدي وعقلي كان في جسدي، فكيف يمكنني التفكير خارج جسدي واستخدام "عقلي" لرسم ملامح شخص لا أستطيع رؤيته بوضوح. (؟)

كان لدي شعور مميز أنني أنا، ولم يكن حلمًا، بالتأكيد لم يكن حلمًا. أردت أن أنظر إلى ما هو أبعد من الجدران، ولسبب ما اعتقدت أنني أستطيع فعل ذلك، لكن الرؤية كانت تتلاشى إلى لون أبيض كريمي وراءها – كأن هناك شيئًا وراء الجدران، لكن لم يكن مسموحًا لي برؤيته من خلال هذا اللون الكريمي.

تقبلت الوضع كأنه طبيعي – كأن الخروج من جسدي والتحدث مع هذا الكائن هو شيء طبيعي – ولم أكن أتساءل عن وجوده بجانبي، كأن هذا هو مكانه الطبيعي. حتى اليوم أشعر بوجود هذا "الكائن" بجانبي – يأتي ويذهب – الشعور بأنه موجود فقط، وقد تقبلت ذلك. كأنه كيان وصي عليّ. يكون موجودًا في أوقات الضغوط أو الحاجة، يساعدني في اتخاذ القرارات الصحيحة ويساعدني على أن أكون طيبة ومحبة وصالحة – مثل أب غير مرئي؟ شعرت بوجوده بقوة بجانبي حينما كنت أتخذ قرارات صعبة. حتى أنني شعرت بيده على كتفي الأيمن مرتين – يد كبيرة جدًا – لإيقافي ومنعي عن قول أشياء مؤذية. لا أعرف كيف يمكن أن يحدث هذا، ولا أستطيع تفسير كيف يمكن ليد غير مرئية أن تلمسني، ولا أستطيع تفسير ماهية هذا "الكائن".

لم أكن خائفة من هذا الكائن، وكان يتحدث معي عبر الأفكار العقلية، لم أستطع "سماعه" بأذني. كان تواصلًا عقليًا فقط – "ركزي على الفتاة". لم أكن مهتمة بالتركيز لأن الأمر كان يشبه مشاهدة التلفاز، وبعد فترة، كنت أريد أن ألتفت إلى اليمين لأرى من الذي يحثني على التركيز على الفتاة. أردت أن أنظر إليه، شعرت أنه ذكر، لا أعرف السبب. لم أكمل الالتفات أبدًا، لأنه أراد مني التركيز على القناع وخلعه من على وجه الفتاة. لم يكن هذا الأمر مثيرًا للاهتمام بالنسبة لي وكان عليه أن يستمر بإصرار في حثي على التركيز على الفتاة.

أريد أن أذكر أن الوقت لم يكن عاملاً مؤثراً في هذا الموقف. في لحظة كنت على كرسي طبيب الأسنان، وفي اللحظة التالية كنت أنظر إلى هذا المشهد من الأعلى. لم تكن هناك أصوات ناتجة عن خروجي من جسدي ولم يكن هناك شعور بالانتقال من مكان لآخر. كان من الصعب تحديد مقدار "الوقت" الذي قضيته في هذا المكان الآخر وأنا أشاهد المشهد بالأسفل. إذا حاولت التفكير في تفسير عنصر الزمن، فسيكون الأمر أشبه بتفسير مدى الوقت الذي يستغرقه التفكير في فكرة ما، ثم التفكير في الفكرة التالية، وهكذا، أي محاولة شرح عدد الأفكار التي تساوي مقدارًا معينًا من الوقت – من الصعب وضع بداية أو نهاية لهذا الإطار الزمني.

عندما شعرت بنفسي لأول مرة بالقرب من السقف، لم يكن الأمر مخيفًا أو حتى غريبًا، بل كان طبيعيًا. كأنني كان يجب أن أتوقع شيئًا شيء كهذا. كأنني لم أكن مضطرة للخوف من الموقف، فلا بأس. لم يكن هناك خوف من المجهول. شعرت بالغرابة، كأنني كنت أتساءل ماذا أفعل هنا، بدأت أنظر حولي، كان بإمكاني أن أرى، لكنني لا أتذكر أنني نظرت إلى نفسي.

بدا الأمر وكأن الزمن لم يكن موجودًا، ولم أكن خائفة من كوني في المكان الذي وجدت نفسي فيه في ذلك الوقت. كنت قد بدأت للتو في الشعور بمدى روعة ما يحدث، كنت أحاول متابعة ما كان أمامي. ثم شعرت بوجود ذلك الحضور إلى يميني، كان قريبًا جدًا. كان يريدني أن أركز على الفتاة ولم أكن أرغب في ذلك، لأنني كنت قد نظرت بالفعل إليها وإلى الطبيب والأشياء الموجودة أسفل مني. كنت أرغب في النظر حولي في تلك اللحظة.

كانت حواف الجدران موجودة لكنها كانت أشبه بصورة ثلاثية الأبعاد – كانت الجدران صلبة، لكنها لم تكن صلبة. لم أتمكن من رؤية أي شيء خلف الجدران من موقعي، لكن كلما حاولت، كان كل شيء يصبح ناعمًا كالكريمة البيضاء، يصبح كالضباب. لم أكن بحاجة لمعرفة ما كان وراء حدود تلك الجدران والسقف والأرض. شعرت أن ما كان خلفي لم يكن سقفًا بالضبط، لكنني شعرت أنني كنت أرى من عند هذا الموقع.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: 1976.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ لا. زيارة لطبيب الأسنان – تم إعطائي أكسيد النيتروز. كنت أقوم بعمل حشو لأسناني ولم أتوقع أي مشاكل فقد كنت أذهب إلى طبيب الأسنان طوال حياتي.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان. كما ذكرت أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ حينما كنت بالقرب من السقف، عندما كنت أنظر للأسفل على الفتاة الجالسة على كرسي الأسنان.

هل تسارعت أفكارك؟ أسرع من المعتاد.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بدا مكتب طبيب الأسنان كأنه مشهدًا من فيلم أبيض وأسود. بدت حواف الغرفة حقيقية ومحددة. لكن خلف جدران الغرفة كان هناك نور ضبابي، كريمي، ناعم، لم أتمكن من النظر إلى أبعد من ذلك. ولم يكن هناك شعور بالوقت.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. شعرت وكأنني أستطيع الرؤية، دون الحاجة لكل الحواس البشرية المعتادة التي أحتاجها. كنت أستطيع أن أرى، لكنني لم أتمكن من رؤية ما إذا كان لدي جسد، بالمعنى الدقيق للكلمة.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. لم يكن هناك صوت، لا أصوات من عيادة الأسنان، صمت تام. حتى عندما كان "الكائن" يتحدث معي، كنت أستطيع سماع الأصوات، لكن ليس من خلال الموجات الصوتية، كنت أسمعها عقليًا فقط – كأن لا أحد يستطيع سماعها سواي. لم تتمكن الفتاة وطبيب الأسنان من سماعي أو سماعه.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم، كان خلفي مباشرة على يساري، إلى الأعلى قليلاً لكنه كان قريبًا، بالقرب من أذني على ما يبدو. شعرت وكأنني كنت أعرفه – دائمًا كنت أعرفه (?) وأنه جدير بثقتي. كان يتواصل معي عقليًا. لا أستطيع شرح ذلك بأي طريقة أخرى. الطبيب والفتاة الجالسة على الكرسي لم يتمكنا من رؤيتنا أو سماعنا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بلا مبالاة، شعرت بالتعجب والفضول.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بالسعادة.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لقد كنت دائمًا أشعر بأنني مختلفة عن عائلتي، كأنني كنت أقضي وقتي على الأرض وكان ذلك أمرًا يجب عليّ القيام به. لقد عشت حياتي قبل وبعد التجربة بنفس اللامبالاة بالخطر. لم أضع نفسي في مواقف سيئة، ولكن إذا وجدت نفسي في موقفًا سيئًا، لم أكن أخاف. لسنوات، كنت أستطيع الدخول إلى غرف مظلمة وأماكن ومواقف خطرة – دون أن أخشى أن أتعرض للأذى. لم تكن لدي "قوى" خاصة لكنني كنت أشعر وكأن هناك من يعتني بي هنا، ويراقبني.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم، كانت لغرفة الطبيب حدود. شعرت وكأنني كنت أطفو في الزاوية اليمنى العليا من الغرفة. إذا كنت لا أزال جالسة على الكرسي ونظرت إلى زاوية الغرفة بالقرب من الباب، كنت أستطيع رؤية الزاوية. لم أشعر أن هناك حدودًا لا أستطيع تجاوزها أو أن شيئًا فظيعًا سيحدث لي إذا تجاوزت تلك الحدود – لم أشعر بأي قلق على الإطلاق بشأن ما إذا كنت آمنة أم لا، لم يكن ذلك عاملاً في الحسبان.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. مؤمنة بالله ويسوع.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، لقد نشأت على الإيمان بالله ويسوع والكتاب المقدس، وكنت أذهب إلى الكنيسة بانتظام عندما كنت طفلة وما زلت أذهب حتى الآن. الآن أؤمن، لكن بإيمان مختلف. أؤمن، لكن بطريقة أكثر شمولية. كل شخص لديه "جانبًا لطيفًا" بداخله؛ نحن جميعًا من نفس النسيج، ولا يوجد اختلافات. إذا أزلت المظهر الخارجي أو الفروقات السطحية بين الناس، فلن يكون هناك أي سبب للتمييز بينهم.

ما هو دينك الآن؟ معتدلة. "أؤمن بالله ويسوع بالتأكيد، ولدي رغبة قوية في محاولة القيام بالأشياء الصحيحة ومساعدة الآخرين".

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد نشأت على الإيمان بالله ويسوع والكتاب المقدس، وكنت أذهب إلى الكنيسة بانتظام عندما كنت طفلة وما زلت أذهب حتى الآن. الآن أؤمن، لكن بإيمان مختلف. أؤمن، لكن بطريقة أكثر شمولية. كل شخص لديه "جانبًا لطيفًا" بداخله؛ نحن جميعًا من نفس النسيج، ولا يوجد اختلافات. إذا أزلت المظهر الخارجي أو الفروقات السطحية بين الناس، فلن يكون هناك أي سبب للتمييز بينهم.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أنا قلقة من أن تعتقد عائلتي أنني مجنونة بعض الشيء – لكنهم يحبونني كثيرًا ولا يشعرون أنني كذلك.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. لم أشعر بعدم الراحة أو الخوف مما كان يحدث – شعرت بأنني منفصلة – كانت الأجواء خالية من القلق.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ غير مؤكَّد. لدي "أفكار" تتبادر إلى ذهني مفادها أنني يجب أن أخبر شخصًا ما بشيء ما – لا أشعر أن هذا يختلف عن أي شخص آخر كلنا كذلك. تأتيني أفكار حول أحداث مستقبلية ثم أشعر بـ "ديجا فو" عندما تحدث، كأنني رأيتها من قبل. لست متأكدة لماذا أعرف أن شيئًا ما أقوم بفعله الآن قد حدث لي من قبل، لكن كأنني حلمت به والآن أفعله؟

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ أشعر الآن أن ملاكي الوصي معي في أوقات الحاجة.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. لقد مررت بهذه التجربة (وبعض الحوادث الأخرى عندما كنت في الثالثة من عمري) والتي لا أستطيع تفسيرها. لقد صادفت هذا الموقع الذي يوثق تجارب الاقتراب من الموت بالصدفة، وجدته في وقت من حياتي كنت أبحث فيه عن إجابات. لقد توفى والدي البالغ من العمر خمسة وسبعين سنة وشعرت بحزن شديد، وافتقدته بشدة، وكانت لدي الرغبة في التواصل معه بطريقة ما. بدأت أصلي في المساء في الفناء الخلفي عندما أخرج الكلاب لقضاء حاجتهم للمرة الأخيرة قبل النوم. كنت أطلب المساعدة كي تظهر لي أشياء أو إشارات تبين لي أنه لا يزال موجودًا. كنت أطلب أشياء، مثل أن أتمنى أن تتصل بي أمي (لم نكن قريبين)، وكنت أجدها تتصل بي في صباح اليوم التالي. حدث هذا عدة مرات. (تقول إنها كانت تشعر برغبة قوية في الاتصال بي). لقد شاركت هذا مع إحدى أخواتي، واعتقدت على الفور أنه شيطان، وطلبت مني التوقف عن الاستماع إلى هذا الكائن. أخبرت أختًا أخرى بعد سنوات، وكان رد فعلها أكثر انفتاحًا. ثم أخبرت زوجي (الذي تزوجته قبل ثلاثة وعشرين سنة) وأطفالي المراهقين. لقد قام ابني وابنتي بأشياء في حياتهما أدهشتني. لقد كانا دائمًا يتصرفان وكأنهما أكبر سنًا مما هما عليه، وأحيانًا يكونان ناضجان جدًا بالنسبة لعمرهما، ويقولان أشياء تتجاوز قدرتهما على الفهم – أمور يصعب تفسيرها.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لقد حدثت بعض الأشياء في سنوات شبابي، لكنها ليست مشابهة لهذه التجربة.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ ربما في وقت آخر.