ديري ب. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
لقد مررت بتجربة اقتراب من الموت بعد إصابتي بجروح خطيرة في حادث سيارة مميت أدى إلى توقفي عن التنفس مما استلزم وضعي على جهاز التنفس الصناعي وإدخالي في حالة غيبوبة. بعد أن أفقت من غيبوبتي، كانت لدي ذكريات حية عن الوقت الذي كنت فيه على الجانب الآخر من الحجاب في عالم سماوي. كان هناك ضباب مشرق يتخلل كل شيء.
كان النور في كل مكان، حتى أنه مر من خلالي! أستطيع أن أتذكر أنني نظرت إلى يدي ومر النور من خلالها. رأيت أن يدي كانت شفافة، لكن هذا لم يفاجئني. وبينما كنت أسير مع هذا الشخص السماوي، أشرق وجهه بسطوع لا أستطيع وصفه. عرفت أن هذا الشخص السماوي هو يسوع لأنني عرفته كصديق مألوف. ولم يعلن من هو لأن ذلك لم يكن ضروريًا. أتذكر المشي مع يسوع، لكننا لم نكن نسير بالمعنى الجسدي، أفضل طريقة يمكنني أن أصف بها مشينا هي أننا كنا نسير في الهواء، ونطفو فوق أرض هذه الحديقة الجميلة التي كنا نسير فيها.
كل شيء في هذه الحديقة كان له بياض وسطوع شامل. كنت أرى اللون الأخضر الزاهي للنباتات. كان بإمكاني رؤية الماء، وكان هناك وهج ساطع يحيط به، وكان لخرير الماء صوت موسيقي، كان تيار الماء هذا يغني بطريقة ما! كان الماء متلألئًا جدًا! أتذكر رغبتي في الانحناء واحتساء رشفة من الجدول الذي كان يجري عبر هذه الحديقة التي كنا نسير فيها. وعندما حاولت أن أغرف الماء بيديّ، تدفق الماء من خلالهما ولم يبللهما! توقف يسوع عن المشي ونظر إلي بينما كنت منحنية أحاول شرب هذا الماء. كان بإمكاني أن أشعر بعينيه عليّ. لقد ذهب عطشي لهذا الماء رغم أنني لم أتمكن من وضعه على شفتي وشربه في تلك اللحظة! لا أستطيع أن أصف الإحساس الذي شعرت به عندما كان الماء يجري من خلال يديّ، لكنني شعرت بشيء ما. شعرت بهذه الرغبة الغامرة في تجربة كل شيء يتعلق بهذه الحديقة.
عندما تحدثنا أنا ويسوع لم نتحدث بأفواهنا، لكنني كنت أعرف أننا كنا نتواصل، وأشرق محياه بالنور، وأشرقت ملامحه بالمشاعر التي كان يشعر بها تجاهي. لقد كان وجهه ببساطة ينضح بالحب والعناية والاهتمام بأمري بمجرد وقوفه هناك. شعور السلام الذي شعرت به كان لا يوصف! لقد منحني يسوع حق الاختيار بين أن أعود إلى هذه الأرض وأعيش المزيد من الحياة أو أن أبقى معه هناك في السماء. كان كلانا يعلم أن العودة إلى هذه الأرض ستكون بمثابة صراع لأنني أخبرته أنني أريد العودة إلى هذه الأرض إذا كان بإمكاني مساعدة نفسي والآخرين. وكان يعلم أنني لا أريد أن أعيش المزيد من الحياة على هذه الأرض إذا كانت الحياة تعني أن أكون محاصرة داخل جسد لا يستجيب، وغير قادر على التواصل. نظرة الحب في عينيه ملئتني بالفرحة حينها، وكلما تذكرت الآن شعور الفرحة الذي شعرت به حينها أمتلئ بالفرحة من جديد.
لا أعرف كيف فعلت ذلك، لكن بعد ذلك أتذكر أنني كنت في غرفة المستشفى أنظر إلى زوجي وهو يمسك بيدي ويتحدث معي. فقط أنا لم أكن أنظر من خلال عيني. أدركت أن هذا الجسد هو جسدي، لكنني كنت خارجه، كنت أنظر إلى جسدي من الأعلى. وعندما رأيت هذا المشهد، شعرت برغبة قوية في العودة إلى هذه الأرض وعيش المزيد من الحياة مع زوجي، إذا كنت قادرة على التواصل معه ومساعدته. لقد فهمت وسمعت رغبات قلبي. والشيء التالي الذي أتذكره هو أنني كنت محاصرة في جسدي بينما كان الآخرون يهتمون باحتياجاتي الجسدية. أستطيع أن أتذكر أنني كان بإمكاني معرفة الأشياء التي كان يفكر فيها الممرضات بخصوصي من خلال الطريقة التي لمسوني بها. كنت أعرف ما إذا كن يعتقدن أنني سأعيش أم لا من خلال لمساتهن. كنت أعرف ما إذا كن يعتقدن أنهن يعتنين بشخص ميت لم تكن روحه موجودة. أتذكر محاولتي الصراخ وأن أقول لهن: "انظرن! أنا على قيد الحياة! انا هنا! سوف أعيش!". لو كنت علمت أنهن يعلمن أنهن يعتنين بشخص حي لكنت قد استرخيت ووثقت بهن أكثر من ذلك. من الواضح أنني كنت أستطيع قراءة أفكارهن!
وبينما كنت في جسدي الروحي أتذكر التواصل التخاطري، هكذا تواصلت أنا ويسوع في تلك الحديقة السماوية. لقد بدا الأمر سهلاً للغاية، ولم يتطلب أي جهد، لقد فكرت في الأفكار وتم توصيلها. إن التحدث من خلال فمي الجسدي أمر صعب للغاية ومحبط، وأحيانًا يُساء فهمك، ويفهمون المعنى الخاطئ لما تحاول قوله. إن مصطلح رفقاء الروح الذي يستخدمه العالم يشير إلى التواصل بين روحين، تواصل من روح إلى روح. التواصل على المستوى الروحي هو تجربة عميقة جدًا.
أعتقد أنني حصلت على هذه الهبة الروحية منذ مروري بتجربتي في الاقتراب من الموت، وهذه الهدية تبارك حياتي بعمق عندما أستخدمها. أشعر بهذه الحاجة الماسة للتواصل مع الآخرين على المستوى الروحي، وإحدى الطرق الوحيدة التي تجعلني قادرة على التواصل بهذه الطريقة هي الكتابة. يجب أن أقوم بإعداد نفسي عقلياً لأتمكن من التواصل على المستوى الروحي. ويكون لدي الوقت للقيام بذلك أثناء الكتابة في المنزل، دون تشتيت الانتباه. فنحن ما نفكر فيه. أجد أن الأفكار التافهة تشتت انتباهي، لذلك نادرًا ما أشاهد التلفاز، وأشاهده فقط عندما يحفز الأفكار الجيدة لدي. أستمع الآن إلى أنواع مختلفة من الموسيقى، وأنجذب للموسيقى الأثيرية. لقد غيرتني تجربة الاقتراب من الموت، فأنا أرغب في البر وأكره الشر. في الواقع أنا ممتنة جدًا للحادث الذي تعرضت له، رغم أنه غير من قدراتي الجسدية بشكل سلبي، لكنه في نفس الوقت جعل قدراتي الروحية تزدهر بشكل كبير! منذ أن استيقظت من غيبوبتي، ونظرتي إلى الحياة تتمحور حول الأمل السلمي. أؤمن أن السبب وراء بقائي على قيد الحياة، وأن أحد الأسباب التي جعلتني أعود إلى هذه الأرض لأعيش هو أنني من المفترض أن أشهد على أن عالم الروح حق وأنه رائع، وأن يسوع كما يقول عن نفسه، إنه هو. إنه أخونا، ونحن نعرفه جيدًا كأخ ودود في عالم الروح. تؤثر هذه المعرفة وهذا الاعتقاد على كل جانب من جوانب حياتي، وعلى رغبتي في إيصال ذلك للآخرين. أعتقد أن هذا هو سبب عودتي، لأعيش المزيد من الحياة وأن أبلغ هذه الحقائق لكل من يلقي السمع.
هذه واحدة من قصائدي.
======================
أنتظر إجابة دعائي مع حركة قلبي؛ أتخلى بوعي عن الأفكار التي ظننت أن الله سيقولها لي، وأظل ساكنة أنتظر. أعطي نفسي وقتًا هذا الصباح لأسمع صوت الله الهادئ. أتخلى عن توقعاتي لما أعتقد أنه سيفعله، وأعطيه فرصة ليفعل ما هو الأفضل بالنسبة لي. أثناء مشاهدة شروق الشمس وانتظار صوت الله، أرى في سماء الصباح المظلمة ضوءًا خافتًا قبل الفجر. ينتشر وهج وردي من الأفق إلى أطراف السُحب. تنتشر أشعة النور الذهبية البرتقالية على شكل مروحة وكأنها تلمس أغصان الأشجار العليا، لتنتقل إلى الأسفل نحو الشجيرات، وصولًا إلى الأرض الباردة المظلمة. لقد هرب الظلام وأنارني. أشعر بتوهج حبه الوردي، ودفء روحه معي، وأنا أنتظر استجابات صلاتي التي صليتها في ظلمة الفجر. أجهز نفسي لسماع صوته وأنا أشاهد شروق الشمس. وعندما أرى أشعة الشمس تنبثق من السُحب، تجد روحي الفرح! وتنمو قدراتي الروحية، وأنا أشاهد في صمت ممتن رؤية فجر النهار وأنا أنتظر، وأستمع إلى صوت الله هذا الصباح. يا لها من طريقة جميلة لبدء اليوم! أنتظر. . . . هذه هي قصيدتي الأولى التي كتبتها بعد الخروج من تجربة الاقتراب من الموت لمشاركتها مع الآخرين. لقد أعطيت نسخة من هذه القصيدة لجميع السيدات في كنيستي اللاتي تطوعن للمشي معي لأنني كنت بحاجة إلى المساعدة خلال الفترة الأولية لإعادة تأهيلي الجسدي. ألقيت هذه القصيدة في عيد الأم سنة 1998. لقد رجعت إلى المنزل من المستشفى في نوفمبر 1997.
شكرا لك يا صديق
أنا في ضباب عميق،
في حديقة جميلة،
أمشي وأتحدث مع الرب.
قلت ليسوع
أريد البقاء على هذه الأرض
لإنهاء اختباري الأرضي.
أخبرته أنني أعتقد أنني قوية
بما يكفي لمواجهة الشدائد
والإغراءات التي كانت تنتظرني،
لكن بمساعدته. لقد وعدني يسوع
أنني لن أكون وحدي أبدًا،
وأن روحه ستكون معي دائمًا
تقويني،
وتمنحني الشجاعة..
أخبرني يسوع أنه سيرسل المساعدة
من عباده الذين يستمعون إليه
قال لي يسوع
أنه كان يتعاطف معي،
أنه أحبني،
لأنه علم أنني سأعود إليه،
وأنه سوف يقدم لي المساعدة للقيام بذلك.
بمساندة وعوده،
وقوة الإيمان به،
عدت إلى هذا العالم.
وخرجت من غيبوبتي
عكس كل التوقعات،
وبدأت القتال!
لقد أوفى يسوع بوعوده.
لقد كانت روحه معي،
وتصلني كل المساعدة التي أحتاجها
من عباده الذين يستمعون
أنت! شكرًا لك
لكونك خادم الرب،
لأنك ابقيت نفسك منفتحة على روح الرب.
أنا أعرف الوعود التي قطعتها للرب،
ووعده لي سوف يتحقق
بمساعدته. أنت قوة الرب،
ومساعدته، وهو لك.
ما أجمل الصداقة!
شكرا لك يا صديق!
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
8 سبتمبر 1997.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لحادث. تعرضت لإصابة في الرأس وتوقفت عن التنفس. كان لا بد من إنعاشي ووضعي على جهاز تنفس صناعي لمدة أسبوع أو أسبوعين لأنني كنت أتوقف عن التنفس في كثير من الأحيان.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر إيجابية.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ لا.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
نعم، أتذكر أنني كنت شفافة، وكان الماء يجري من خلال يديّ حرفيًا، وكنت أتواصل من خلال أفكاري.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ كنت في غيبوبة، وتذكرت التجربة ببطء بعد أن خرجت من غيبوبتي وبدأت مرحلة إعادة التأهيل.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. عرفت أنني في جنة سماوية، وعرفت مع من كنت أتحدث؛ كنت أعلم أنني كنت أطفو فوق سريري في المستشفى وأنظر إلى جسدي النائم في السرير، ورأيت زوجي وهو يتحدث إلى جسدي.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ أخبرت زوجي أنني رأيته يتحدث معي وأنا في سرير المستشفى، وأخبرته أنه أمسك بيدي حينما كان يتحدث معي. أخبرني لاحقًا أنه حرص على أن يمسك بيدي دائمًا عندما كان يتحدث معي وأنا في الغيبوبة.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا .
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم. قابلت يسوع. لقد عرفته وتحدثنًا معًا بكلمات غير منطوقة.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كان النور في كل مكان! وتوهجت النباتات والمياه بالنور من داخلها.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالحب والحماية، ورغبت في مشاركة تجربتي في الاقتراب من الموت مع الناس.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون. لا شيء لم أكن أعرفه بالفعل، لقد جاء إلي الفهم بقوة أكبر، وأنا أعلم الآن يقينًا أن يسوع حق وليس مجرد إيمان غير مؤكد.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ محافظة / أصولية. كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.
ما هو دينك الآن؟ محافظة / أصولية. كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا. أشعر بحاجة أقوى لمشاركة مشاعري الدينية مع الناس، قبل التجربة كنت حذرة ومتحفظة في المضي قدمًا في هذا المجال.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: تزيد.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ أركز على الصلاة والشعور بروحه لترشدني كل يوم.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ أنا معروفة بأنني الشاعرة الرسمية لجماعتي في الكنيسة، وأصبحت مدرسة أفضل في مدرسة الأحد للأطفال والكبار، ويتم استدعائي كثيرًا للتحدث أو التدريس. وهو ما يثير دهشتي لأنني يصعب فهمي عندما اتكلم لأنني أعاني من صعوبة في النطق، كما أنني أعاني من ازدواج في الرؤية البصرية نتيجة للإصابة التي تعرضت لها في رأسي أثناء الحادث.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. اعتدت أن تغلبني مشاعر التذكر عندما أتحدث عن التجربة.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. أستطيع في كثير من الأحيان قراءة أفكار الآخرين، ومعرفة نواياهم. من منهم يمكن التواصل معه، ومن يجب تجنبه.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ النظر إلى وجه يسوع وقراءة الأفكار السلبية للممرضات حول فرصي في البقاء على قيد الحياة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ اعتقد أنه قد يكون من المفيد للأشخاص المهتمين بعمليات إعادة تأهيل إصابات الدماغ أن أخبركم بمزيد من التفاصيل حول عملية إعادة التأهيل الشخصية التي مررت بها. دعوني أخبركم ببعض المعلومات الأساسية الشخصية أولاً. أنا ممرضة مسجلة، في الواقع يوم وقوع الحادث أخذت ابني البالغ من العمر ستة عشر سنة إلى قسم المركبات الآلية لإجراء اختبار القيادة للمرة الثانية، بعد أن رسب فيه قبل ذلك، حتى يتمكن من استخراج أول رخصة قيادة له. سمحت له بقيادة السيارة إلى المنزل ونحن في طريق العودة من قسم المركبات الآلية حيث كان سيترك سيارتي وسيقود سيارة موستانج قديمة اشتريناها له، ليذهب بها إلى المدرسة الثانوية، وكنت سأرى بعض المرضى الذين أمر عليهم في منازلهم الذين كانوا يتوقعون زيارتي. كنت أعمل لدى مؤسسة "In Home Health" لخدمات الرعاية الصحية المنزلية هنا في لاس فيغاس. لكن بدلاً من قيامي بتلك الزيارات، تغير مسار حياتي إلى الأبد في ذلك اليوم.
أثناء قيادة ابني للسيارة في طريقنا إلى المنزل، وصل إلى ما كان يعتقد أنه نقطة توقف رباعية الاتجاه. توقف بالسيارة أمام شاحنة محملة بالكامل بالحصى، خرجت من مناطق حفر الحصى الموجودة في الجانب الآخر الذي نعيش فيه من المدينة. ابني كلينت، ظن أنه يجب أن يتوقف أمامها، لم يكن يعلم أنه لا يجب عليه أن يتوقف، كان التقاطع مجرد نقطة توقف في اتجاهين. كانت الشاحنة على طريق شاحنات الحصى، وقد تم تغيير مسار هذا الطريق الآن بعد الحادث الذي تعرضت له، حيث ووقعت عدة حوادث أخرى عند هذا التقاطع بالضبط. على أي حال لقد اصطدمت الشاحنة بسيارتي تشيفي بريزم الجديدة (والتي اشتريتها قبل ثلاثة أسابيع فقط) من ناحية باب السائق، ولم يكن ابني كلينت يرتدي حزام الأمان، ولا أنا أيضًا. وقالت الشرطة إنه لو كان يرتدي حزام الأمان، لكان قد تم سحقه وقتله وكنت سأخرج أنا من الحادث دون خدش. جرتنا الشاحنة لمسافة ثمانين قدمًا (25 متر تقريبًا) قبل أن تتوقف، وأعتقدت أنه كان لا بد من تقطيع السيارة لإخراجنا منها. لقد انمحت ذاكرتي تمامًا فيما يتعلق بالحادث الذي وقع. آخر شيء اتذكره في ذلك اليوم كان التحدث مع مدير ممرضات دار رعاية المسنين على هاتفي الخلوي عندما كنت في إدارة المركبات في انتظار كلينت أثناء قيامه باختبار القيادة بسيارتي. (أنا أيضًا كنت أمر على مرضى في منازلهم لتلقي الخدمات الاجتماعية في دور المسنين، وكذلك خدمات التمريض في مؤسسة الخدمات الصحية المنزلية). وكما ترون، لقد كنت سيدة مشغولة ونشيطة في عملي في ذلك الوقت!
فقد كلينت وعيه، وعانى من الاسترواح الصدري (تسرب الهواء إلى المساحة بين الرئة وجدار الصدر)، وشروخ في بعض الضلوع وكسر في عظمة الترقوة على جانبه الأيسر. وهو يتذكر أنه عاد إلى وعيه وهو في سيارة الإسعاف. أما أنا فقد أصبت بجروح أكثر خطورة. وكان لا بد من إنعاشي، إما في مكان الحادث أو في الطريق إلى مركز الصدمات في المركز الطبي الجامعي، حيث خضعت لعملية جراحية طارئة لإزالة جلطة دموية في دماغي، وجراحة استكشافية للبطن. تم إخطار زوجي في العمل بحادثتي، واتصل بالمكانين اللذين كنت أعمل فيهما، وأخبرهم أنه سيتعين عليهم الاستعانة بشخص آخر لزيارة هؤلاء المرضى وأبلغهم بحادث سيارتي. حضر الممرضون من كلا المؤسستين إلى المستشفى، وراجعوا سجلاتي وحالتي، وعلموا بمدى خطورة إصابتي، وأن وفاتي كانت متوقعة ووشيكة. وأقام قسيس من منظمة Safe Harbor Hospice (التي تسمى الآن Odyssey) صلاة لي في الكنيسة اللوثرية ودعا جميع الممرضات من مؤسسة " In-House Home Health" أيضًا. أعلم أنهم جاؤوا لأنه تم إعطائي لاحقًا دفترًا قام الأشخاص الذين حضروا هذه الصلاة بالتوقيع فيه، وكتبوا لي بداخله ملاحظات تشجيعية. كما طُلب من جميع أعضاء جماعتي في الكنيسة أن يصوموا وأن يصلوا من أجلي جميعًا في نفس اليوم.
أما والدايّ في ولاية يوتا، وقد كانا عاملين في المعبد، وهو معبد لكنيسة المورمون، فقد كتبا اسمي في قائمة الصلاة للأسماء التي سيتم الصلاة من أجلها بواسطة الحاضرون في المعبد في ذلك اليوم لجميع المعابد في غرب الولايات المتحدة في ذلك اليوم. إن الصلاة لها قوة ملموسة، وهي قوة للخير هنا على هذه الأرض! وبعد ثلاثة أسابيع من الحادث، سألني العديد من الأشخاص عن أول شيء فكرت فيه أو شعرت به عندما خرجت من غيبوبتي. ما شعرت به هو شعور لا يُصدق بالقوة من خلال تفكير الكثيرين بي وصلواتهم إلى الله من أجل شفائي. لقد شعرت بحب الله وتعاطفه معي، وأعتقد أن هذا التواصل أدى إلى مروري بتجربتي المذهلة مع المسيح في تلك الحديقة السماوية. لم أعد الآن أتمنى أن تكون هناك جنة وأن تكون تجربة حياة المسيح وكفارته حق. لأنني الآن أصبحت أعرف أنها حق! مثلما أعرف أنني أنجبت أطفالي الخمسة جميعًا، وحملتهم بين ذراعي بشكل ملموس. إن شهادتي عن المسيح تشتعل في داخلي. الآن عندما أفكر فى يسوع؛ أصبح لدي ذاكرة بصرية عنه وهو ينظر إلي هناك في تلك الحديقة السماوية.
إن الحب والاهتمام في عينيه لهما أمر جلل بالنسبة لي، لدرجة أنني إذا فكرت في ذلك لفترة طويلة أشعر بالإرهاق العاطفي. لقد ظهرت كل مشاعري على السطح منذ الحادث الذي تعرضت له، ويعتقد الكثيرون أنني غير ناضجة عاطفيًا، مثل الطفل. أنا بريئة وعاطفية، وأقول ما أعتقده، وأنا صادقة جدًا، لكني لم أقل أبدًا أي شيء قاسٍ أو جارح لأي شخص، فقط ملاحظاتي تفاجئ الناس، وفي كثير من الأحيان لا يعرفون تمامًا كيف يتعاملون معي. إن زوجي يحميني كثيرًا، لكنه عادة ما يتفاجأ بسعادة بالأشياء التي أقولها وأفعلها الآن. كثيرًا ما يقول إنني فقدت الحذر الذي كنت أتمتع به في محادثاتي مع الآخرين، ويقول إن سذاجتي مبهجة. أنا الآن أصلي كل يوم من أجل وأتبع توجيهات الروح مع من يجب أن أتحدث وعن ماذا، تخبرني روحي مع من يجب أن أتحدث ومن تشتت انتباهه أشياء أخرى، ومن لن يستمع إلى ما يجب أن أقوله، وإذا كانت لديهم دوافع جيدة.
لقد كنت في مركز للنقاهة لمدة شهر تقريبًا، وهناك خرجت من غيبوبتي. ثم ذهبت إلى مستشفى إعادة التأهيل لمدة يومين. لقد أخبروا زوجي أنني سأتلقى العلاج الطبيعي وعلاج النطق والعلاج المهني كل يوم، وأن هذه العلاجات سوف تساعد في شفائي، لكن والديّ جاءا من ولاية يوتا لرؤيتي والمساعدة في رعايتي، لأن زوجي كان مضطر إلى الذهاب إلى العمل في كل يوم من أيام الأسبوع. لذلك ما توصلنا إليه جميعًا هو أنني سأعود إلى المنزل وسيبقى والداي معي طالما كنت بحاجة إلى مساعدتهما، وأنني سأتلقى العلاج الذي أحتاجه من مؤسسة In House Home Health من أصدقائي الممرضين. لقد تم إجراء جميع علاجاتي التأهيلية في منزلي. من التجول في منزلي إلى ممارسة التمارين الرياضية، والمشي حول المنطقة مع أخصائي العلاج الطبيعي، بدءًا من رمي الكرة الطبية والتقاطها بواسطة الجانب المصاب مني، وحتى حمل الوزن في يدي اليسرى أثناء ممارسة الرياضة. أصبحت التمارين أكثر تعقيدًا عندما بدأ المعالج المهني في القيام بالزيارات. كنت أمارس الكثير من تمارين الذاكرة، وتدريبات التنسيق بين اليد والعين، وما بين تلك الزيارات العلاجية كنت أقوم بأشياء تأهيلية لنفسي فقط من خلال القيام بأشياء تتعلق بالاعتناء بمنزلنا، بدلاً من البقاء مقيدة في السرير أتبول على نفسي، لأنه لم يجيب أحد عليّ عندما ضغطت على زر الاتصال لفك قيودي واصطحابي إلى الحمام.
كان الجميع يتجمعون حولي، وكان والدي يدلك عضلاتي المتشنجة كل صباح بعد أن أخرج من حوض الجاكوزي الموجود في حمامنا الرئيسي، ثم نذهب في نزهة معًا، حدث هذا خلال نفس الفترة الزمنية التي كان يأتي فيها المعالجون إلى المنزل. ابن أخي معالج لتقويم العمود الفقري، لكنه يعيش في لافلين، لكن شريكه يعيش ويمارس عمله هنا في فيغاس، وهكذا لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، كنت أذهب إلى شريكه ثلاث مرات في الأسبوع، وأخيراً تقلصت إلى مرة واحدة في الأسبوع. بقي والداي معي لمدة شهر واحد، ثم تمكنت من الاعتناء بنفسي في المنزل. قامت جميع السيدات في كنيستي بالتسجيل في اجتماع لجمعية الإعانة للذهاب في أيام مختلفة من الأسبوع للمشي معي. لدي الآن العديد من الأصدقاء المهتمين والمشاركين في حياتي، لأنهم تطوعوا بعد ذلك للمشي معي. في الواقع وحتى الآن، عندما أقوم بالكثير من الحركات المتكررة بيدي اليسرى، مثل الكتابة، أشعر بعقد عضلية مؤلمة حول لوح كتفي الأيسر، وتبدأ يدي اليسرى بالتشنج.