ريتشارد ب. تجربة الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كان ذلك يوم الخامس من مايو، وكنت في غرفتي الخاصة في الطابق التاسع من مستشفى جامعة سينسيناتي أتعافى من عملية جراحية لإزالة ضلعي الأول والثاني. لقد غادر زوجي وطفلي البالغ من العمر ثلاث سنوات للتو بعد زيارتي، لكني لم أكن أشعر أني بحالة جيدة. بدأ أشعر بالتعب تدريجيًا مع استمرار المساء. شعرت بثقل في صدري وكان قلبي ينبض بقوة. ظللت أقرع زر الاتصال للممرضة وعندما جاءت أخبرتها أنني أعاني من خطب ما. لكنهم ظلوا يقولون إنني بخير ثم غادروا الغرفة. وأخيراً توسلت إليهم ألا يغادروا الغرفة مرة أخرى لأنني كنت اعتقد أنني أموت. كنت خائفة جدًا. صرخت الممرضة في وجهي: "أنت تأخذين من وقت المرضى الذين يحتاجون إلينا حقًا". ثم غادرت. واستغرق باب الغرفة البلوط الضخم إلى الأبد حتى ينغلق.
شعرت بالخوف من الركن الأيسر من غرفتي. كما لو أن شيء شرير كان هناك. ثم أصبح هذا الجزء من الغرفة أسود. لم يعد هناك وجود للجدران في تلك الزاوية، كل ما كان موجود هو السواد فقط، لكن كان له تناسق معين. لقد كنت مدركة تمامًا لهذا، وأعتقد أن هذا هو ما تشيرون إليه باسم الحدود الفاصلة بين عالمين. لم أرغب في الاقتراب من تلك الهاوية السوداء. من المثير للاهتمام قراءة ما كتبته الممرضات في الرسم البياني الخاص بي في هذه المرحلة. لقد تعرضت لتوقف في التنفس، لقد وجدتني الممرضة والملاءات ملفوفة حول معصمي، وذراعي متشابكتين في حواجز السرير. لقد كنت متمسكة بسريري لأنني لم أرغب في أن يتم نقلي إلى تلك المنطقة أو أن أمر عبرها. كنت أعلم أن هذا هو الخط الفاصل الذي إذا تجاوزته فلن أكون موجودة في هذا العالم بعد الآن، وكان لدي طفل عمره أربعة أشهر في المنزل وطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وفكرت أيضًا بشدة في عدم قدرتي على ترك والدتي. شعرت وكأنها معركة بالنسبة لي. لم أكن لأذهب وأتركهم.
بعدها تم إعطائي الأوكسجين، وأتذكر أنه تم نقلي إلى وحدة العناية المركزة حيث قاموا بتصوير صدري بالأشعة السينية ووجدوا أن رئتي اليسرى قد انهارت. مكثت هناك يومًا ثم تمت إعادتي إلى غرفتي الخاصة؛ فقط لتنهار الرئتان مرة أخرى وتتم إعادتي إلى وحدة العناية المركزة ليتم تنبيبهما وتعطيلهما. لقد بقيت في هذه الحالة لمدة ثلاثة أشهر داخل جهاز التنفس الصناعي. كانت عيناي مغلقتان لكن في بعض الأحيان كنت أسمع. لقد كنت مريضة جدًا في هذه المرحلة. كان قلبي ينهار، وكان لدي ما مجموعه سبعة وعشرون أنبوبًا صدريًا من رئتاي اللتان كانتا تنهار بشكل متكرر. وقرب نهاية هذه المعضلة، كنت فجأة جالسة في غرفة بها نافذة، ولكنها ليست نافذة تطل على الخارج. بل نافذة كبيرة تطل على غرفة كبيرة بها مكتب أو منضدة طويلة. وعلى الجانب الآخر من الغرفة كان يوجد سرير مستشفى كنت نائمة بداخله؛ لكنني أقسم أنني أقنعت نفسي أنه كان تمثالًا يرتدي شعري الأشقر الطويل ليشبهني. حتى أنهم وصّلوا الأنابيب بهذا التمثال. لقد غضبت لأنني لم أرغب في أن ترى والدتي هذا. اعتقدت أنها كانت مزحة سخيفة. وكلما نظرت أكثر كلما كان عليّ أن أبتعد. ثم كان هذا كل شيء.
لاحقًا بعد عدة أشهر من خروجي من المستشفى، عدت لرؤية الممرضات في وحدة العناية المركزة تلك. لم أكن قد رأيتهم قط لأن عيني كانت مغلقة بشريط لاصق. كنت أعرف الممرضات في الوحدة الموجودة بالطابق السفلي، ولكن ليس من وحدة العناية المركزة. على أية حال دخلت، وتحدثت معهم، وانجذبت نحو المكان الذي كانت فيه "الوحدة" التي كنت فيها. سألوني إذا كنت أرغب في رؤية غرفتي. فأشرت إليها ودخلت. كانت تلك الغرفة هي التي رأيت فيها ما اعتقدت أنه التمثال، ولكنني كنت أنا المستلقية على ذلك السرير. وكانت بها نافذة زجاجية تطل على قسم الممرضات. كان الأمر غريبًا. أعتقد أنني لم أتمكن من التعامل مع تلك التجربة، وكان عليّ أن أشرحها لنفسي بعبارات أكثر راحة تناسبني.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
مايو ويونيو من سنة 1994.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
غير مؤكّد. لقد تعرضت لـ 8 حالات سكتة قلبية في غضون أسبوعين بعد الجراحة. لا أدري المغزى من هذا السؤال؟
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل تعاطيت أي أدوية أو مخدرات والتي من المحتمل أن تكون قد أثرت على التجربة؟ غير مؤكّد. حسنًا، لقد كنت موجودة في المستشفى أتعافى من عملية جراحية، لكنني كنت واعية تمامًا ولدي سجلاتي الطبية وفي كثير من الأحيان تشير إلى ثلاث مرات. وأستطيع أن أخبركم بكل ما حدث قبل أول سكتة قلبية لي. كنت أعرف أنني أموت.
هل كانت التجربة تشبه الحلم بأي شكل من الأشكال؟
لا، رغم أن الأمور بدت بطيئة. يبدو أنني كنت في وجود مختلف إذا كان ذلك منطقيًا.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ نعم. كنت أرقد بلا حراك على سريري في المستشفى، وكانت هناك أنابيب في فمي وأنفي. كنت على بُعد حوالي عشرة أقدام (ثلاث أمتار)، وسرعان ما أقنعت نفسي أن النائمة على السرير ليست أنا، بل تمثال مصنوع ليشبهني. لقد انتابني شعور مزعج حول هذا المنظر.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ في المرة الأولى كنت واعية تمامًا. وفي المرة الثانية كنت في العناية المركزة وتم توصيل الأنابيب إلى جسدي. كانت هناك أوقات كنت فيها في غيبوبة.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لم يكن هناك وقت أو كان وقتاً مختلفاً عما لدينا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لم أسمع صوتًا كما نعرف الأصوات. بدا الأمر كما لو أن المعلومات كان يتم فقط عرضها في رأسي.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ عندما خرجت من جهاز التنفس الصناعي وتمكنت من التحدث، سألت والدتي عن حال عمي. كان قد أصيب بنوبة قلبية عندما كنت مريضة، ولم يكن لدي أي وسيلة لمعرفة ذلك، ولا أعرف لماذا كنت قلقة للغاية. ربما لا أتذكر ما الذي جعلني أشعر بالقلق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكّد. أحسست أن هناك أنثى معي. أنثى أكبر سنًا لكنها لم تكن شخصية أعرفها. لكن بعد أن فكرت، ربما كانت جدتي. كان لوجود هذه الأنثى تأثير مهدئ على نفسي في هذا الموقف المخيف؛ أشعر أنني كنت أتضرع إليها.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ في المرة الأولى كانت اشعر بخوف فظيع فظيع فظيع، طاقة سلبية ومنظر السواد. لقد أخافني السواد الذي كان يمتد إلى ما لا نهاية والذي بدأ في زاوية الغرفة. لم أكن أرغب في الذهاب إلى هناك، وشعرت أنني كان يتم سحبي في هذا الاتجاه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ لا.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ لا.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم. لقد كان سوادًا كاملاً له بداية محددة. لكن السواد لم يكن له نهاية واضحة. لم أرغب في الاقتراب من حيث بدأ السواد. كنت أعلم أنني سأعبر منطقة لن أتمكن من العودة بعدها. كما كان هناك شعور سلبي قادم من تلك المنطقة.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية. لقد نشأت في طائفة الروم الكاثوليك، وهو ما كان مخيفًا في حد ذاته.
ما هو دينك الآن؟ معتدلة. أصنف نفسي الآن كمسيحية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. لفترة طويلة اعتقدت أن ما اختبرته هو باب الجحيم. وجعلني ذلك أشعر بالفزع. وتعثرت طوال السنوات الماضية في محاولة التأقلم مع هذه التجربة. لا أستطيع أن أتحدث عنها مع أي شخص لأن الناس لا تستطيع أن تفهم.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
كانت التجربة مع مرور الوقت: تزيد.
ما هي التغييرات التي حدثت في حياتك بعد تجربتك؟ لم أعد أنانية. ولا أصدر الأحكام على الآخرين. الناس يمنحونني ذبذبات الآن، لذا فأنا لا أحبهم لأن فلانًا يعرفهم. إن ذبذباتهم الإيجابية هي التي تجذبني. يصعب شرح الأمر.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم. المشاعر النقية والرعب. أجد صعوبة في وصف ما رأيته لأنه ليس شيئًا يمكن للأشخاص "العاديين" فهمه، وأعتقد أنهم سيعتبرونه غريبًا. لقد كانت تجربة شخصية للغاية.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. ولكن يبدو أنها تركز على أحداث غير مهمة للغاية مما يجعلني أشعر بالغرابة.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ ربما معرفة أن لدينا روح. لا بد لي من القيام بأشياء جيدة الآن. لذلك أصبحت أكثر رحمة. أسوأ ما في التجربة هو الارتباك.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أمي. لقد كانت داعمة لي في التعامل مع الأمر وشعرت بالإحباط أيضًا. لست متأكدة هل كان للتجربة أي تأثير عليها أم لا. لقد أجهدت عقلي محاولة تذكر إذا كان هناك شيء كان من المفترض أن أخبرها بها.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.