تجربة إستيبان ف ر، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كنت قد ذهبت إلى مدريد في مهمة تتعلق بالعمل وهناك، في فندقي، بدأت أشعر بالمرض. لم أكن مريضًا من قبل (بشيء خلاف الأنفلونزا ونزلات البرد الكلاسيكية) لكنني عرفت منذ اللحظة الأولى أن قلبي لم يكن يعمل بشكل صحيح. إذ كنت أشعر بضغط في صدري وبتسارع النبض. تناولت الأسبرين وشعرت بتحسن لكنني قررت الذهاب إلى اختصاصي في أقرب وقت ممكن عندما أعود إلى المنزل في اليوم التالي. لكن عندما عدت إلى مكتبي في غرناطة، حوالي الظهر، بدأت أشعر بالمرض مرة أخرى. أخذوني إلى غرفة الطوارئ ونقلوني إلى المستشفى على الفور لأنهم شخصوا أنني على وشك الإصابة بنوبة قلبية. وبسبب الخطورة الواضحة، أخذوني إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى وكانت الساعة حوالي السادسة مساءً بعد أن فشل تقطير النيترو وريديًّا •دِرِب النيترو• وأي شيء آخر في مساعدتي. لم يكن الألم شديدًا بل كان ضيقًا حادًّا وكان قلبي ينفجر سريعًا وبشكل متزايد. أتذكر أنني اضطررت إلى التحول في السرير لأشعر بالراحة - لكنني أدركت على الفور أن ما حذرت منه قد حل وأن النوبة القلبية كانت تحدث. وعندما أدركت أنني سأموت كانت تلك اللحظات الأولى تفكيرًا مؤلمًا في مدى الحزن الذي ستشعر به عائلتي على موت الفجأة هذا. لكنني رجل مؤمن وبدأت أفكر في أن لحظة الموت الخطيرة قد وصلت وركزت أفكاري على نفسي الداخلية. كنت خائفًا من المجهول لأنه على الرغم من أنني، كما قلت، رجل مؤمن فإنني لست واثقًا بإيماني ودائمًا ما توجد درجة من القلق بشأن ما سيحدث بعد هذه الحياة. وفي الوقت الذي تقربت فيه إلى الله، وهو أمر ساعدني في تلك اللحظة، لاحظت أن النوبة القلبية قد وصلت وتوقف قلبي - ولم أكن أعرف حتى متى حدث هذا حيث سقطت على السرير وأصاب ظهري المرتبة.
في تلك اللحظة بالتحديد، في لحظة وجيزة جدًّا لا يمكن قياسها، انفصلت عن جسدي وكان لدي شعور بالرضا وانعدام الوزن. لقد فهمت بوضوح أنني مت وأنني تحررت من كل الضيق والثقل، ووجدت نفسي على قيد الحياة وأشعر بالراحة والسلام والرفاهية الرائعة. كنت في مكان هادئ شعرت فيه بالسعادة والنشوة مكتشفًا، نعم، وجود حياة أخرى لا يوجد فيها موت. وعندما ظهرت لي صور زوجتي وأولادي لم تزعجني ولم أشعر بالحزن ولا بأي شيء - لأنه إذا كان ما ينتظرهم هو هذه الأعجوبة الأبدية، فلا معنى لوجود الألم والمعاناة في هذه الحياة طالما أن المرحلة التي تليها لا شيء فيها سوى السلام والعافية. يُنظر إلى مثل هذه المشكلات والأفراح الأرضية على أنها تافهة جدًّا من منظور ذلك العالم. لا يوجد ما يعكر صفو ذلك السلام، ويشعر المرء بالحب اتجاه جميع الكائنات لأنه لا توجد إمكانية لأي ضغينة. إنها المدينة الفاضلة. لقد كنت هناك سعيدًا وأترقب الأحداث مدركًا أن شخصًا ما سيأتي ليقودني ويدخلني في هذه الحياة الأبدية، وعندها شعرت أنني كنت أعود للتواصل مع جسدي وبدأت أشعر بالمرض الذي كنت قد نسيته. كان أول شيء سمعته صوت امرأة بلكنة بلنسية تقول، "إنه يعود، إنه يعود!".
قلت في نفسي، "أعلم أنني أعود"، وشعرت بالحزن والشجاعة على حد سواء عند عودتي إلى هنا مرة أخرى. كان واضحًا بالنسبة لي أنني عدت! وإذا كنت قد غادرت بألم شديد، عدت إلى جسدي بمزيد من الألم. لم أرغب في العودة، وشعرت بالحزن لأنني غادرت تلك الحالة الرائعة التي كنت فيها سعيدًا للغاية!
وعندما استعدت القدرة على الرؤية بعيني، لاحظت من حولي وجود الأطباء والآلات، بما فيها أجهزة إزالة الرجفان المستخدمة لإعادة الناس إلى الحياة. لكنني لم أشعر بأي شيء. عدت إلى جسدي بفضل تلك المعدات والأدوات والعاملين الطبيين المحيطين بي. وها أنا أصف هذه الرحلة، "تجربتي العظيمة"، التي حدثت قبل أحد عشر عامًا وعلى الرغم من أنني أعيد إحيائها مرة أخرى، فهي جديدة تمامًا.
لقد كتبت كتابًا صغيرًا عن هذه التجربة ولكنه لا يتناسب مع المساحة المخصصة لسرد التجربة هنا، ومع ذلك ليس لدي مشكلة في إرساله لكم تكملة لقصتي لأن هدفي الوحيد هو التعريف بما هو موجود في الحياة التالية قبل مغادرة هذه الحياة.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
٥ فبراير ١٩٠٥.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، أزمة قلبيَّة. وضعوني في وحدة العناية المركزة لأنهم اشتبهوا في إصابتي بنوبة قلبية.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟
رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كنت أعرف ما كان يحدث لي في كل لحظة وفهمت حالتي بوضوح تام. لقد كنت أنتظر الأحداث التي كانت ستحدث بعد ذلك.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
كنت طيلة الوقت أشعر بوضوح ويقظة لم أشعر بهما هنا من قبل.
هل تسارعت أفكارك؟
أسرع من المعتاد.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. كما قلت سابقًا، بصفتي فيزيائيًّا نظريًّا، كان الإفلات من نطاق الزمان والمكان مفاجأة كبيرة.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. كنت أنتظر بسلام تام لأرى شيئًا ملموسًا منذ أن سمعت عن "النفق". لكن بصفتي معلمًا للفيزياء (أنا فيزيائي نظري) فإن أكثر ما أدهشني هو الشعور بعدم الارتباط بالمكان أو الزمان.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. كما قلت، لم تنفعني حواسي. يشبه الأمر الطفو خارج الزمان والمكان. إنه وضع جديد وغريب.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية؟
لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
لا.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
سلام ورفاهية لا يصدقان، مدفوعان بحب لا يقاس لكل شيء ولكل شخص، مرتبطان بفرح هائل يؤكد وجود حياة أخرى. إنها معرفة الآن في وقت كانت فيه مجرد إيمان من قبل. إن هذه التجربة إلى حد بعيد هي أقوى تجارب حياتي. أنا الآن لا أخاف من الموت.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
سعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني. كنت سعيدًا جدًّا في حالتي الجديدة، لأن كل الأشياء الجيدة والسيئة التي عشتها في هذه الحياة لم تكن ذات أهمية. تذكرت عائلتي ومعارفي بحب هائل ودون أن أقلق عليهم فقد كنت مدركًا لما كان ينتظرهم عندما يغادرون هذه "الحياة".
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم. حسنًا، أعتقد أنني أوعى بالتصورات الروحية. أعد هذا الأمر طبيعيًّا منذ أن انفصلت عن جسدي. لقد كانت، كما يقولون، روحًا نقية وأنا أعلم أن المرء يشعر بها على هذا النحو.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
كاثوليكي. معتدل.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
لا.
ما هو دينك الآن؟
كاثوليكي. معتدل.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
لا.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. لقد فهمت كل شيء باستبصار خاص. يبدو الأمر كما لو أنك تعرف دون معرفة مسبقة.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم. في تلك الحالة اكتشفت أن الشيء الوحيد المهم هو الحب. ومنذ تلك اللحظة صرت أحب الناس بشكل مكثف (منذ التجربة أنشأت معهدًا خيريًّا والذي أصبح الآن مؤسسة). أنا أيضًا أحب نفسي كثيرًا، وهو شيء كنت قد نسيته تمامًا خلال حياتي المهنية المكثفة، لأن الأمتعة الوحيدة التي يمكننا أخذها معنا من هذه الحياة هي ما نفعله بدافع الحب للآخرين وأنفسنا. إن روحنا مخلوقة من الحب، ومن هذا الإدراك، أفهم أننا نسعد هنا عندما نحب ونتعس عندما نمارس "نقيض الحب" (الكراهية، الحقد، الحسد، إلخ) وكما قلت في البداية أنا كاثوليكي وبعد أن توصلت إلى هذا الاستنتاج بعد تجربتي غير العادية، لاحظت كيف أيد البابا الجديد _بنديكت_ في رسالته العامة الأولى استنتاجي. إن العنوان العريض هو "الله محبة" ولذا إذا كانت الروح مخلوقة على صورته وشبهه، فمن الواضح أنها خلقت من الحب.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
لا.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
كان كل شيء اكتشافًا قويًّا لا يُنسى ظل يلازمني على الدوام.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. كتبت تجربتي في كتاب صغير تحت العنوان العلمي للفيزياء النظرية لأن نظرية النسبية كانت تفسر ما يبدو أنه لا يمكن تفسيره لحواسنا، تلك الحالة الخاصة من عدم التعرض للزمان والمكان. إنه لشيء جديد تمامًا. قدمت العام الماضي مؤتمرين في مدريد حول النتائج التي توصلت إليها، كان آخرهما في ٦ أكتوبر ٢٠٠٥ في كازينو ريال مدريد. وبناءً على الاهتمام الذي أبداه الجمهور فقد حقق هذا المؤتمر نجاحًا كبيرًا.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
غير مؤكَّد. كنت قد سمعت عن ذلك النفق الشهير - لكن تفاني الشديد في عملي ومهنتي لم يسمح لي بإيلاء أي اهتمام خاص لهذا الموضوع.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
كان من حسن حظي معرفة أن الحياة تستمر بعد هذه الحياة، في حالة مليئة بالسلام (لا يوجد ما يعكر صفو هذا السلام) والرفاهية. تعلمت أن الله محبة وأن كياننا _روحنا_ لا يخضع للمكان ولا للزمان، والسبب في ذلك أن كياننا يتكون من نوع آخر من الطاقة غير طاقة الكون. إنه موجود في أبعاد أخرى. ومخلوق من الحب _نحن من صنع هذا الحب_ وليس لدينا ما نخشاه من الحب. (يؤلمني أن أعود).
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
إن أسئلتكم شاملة للغاية وتتطرق إلى جوانب كافية حتى يتمكن من يجيب عليها من تقديم تجربته بالكامل. لقد كانت تستحق وقتي.