تجربة فينا د، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
كانت الحياة صعبة عاطفيًّا في فترة ما، عدة سنوات في الواقع. وقد ولدت أحداثها القاسية في داخلي رغبة في الموت. فقط لم أكن أرغب في التألم بعد الآن. لم أر أي مخرج من الألم. لم أكن قد خططت للانتحار، لكن في تلك الليلة، في تلك اللحظة وبفعل تلك الأحداث الأخيرة وتوفر بعض الكحوليات والحبوب، اجتمعت كل هذه العوامل معًا وفي غضون لحظات تم اتخاذ قرار في ذهني. كنت قد وصلت إلى طريق مسدود. لم يكن لدي نية للعيش. أردت أن أموت. عندما كنت في غرفة الطوارئ وكانوا يجهزونني -بعد تجربة الاقتراب من الموت- قاومتهم وكنت أتوسل إليهم للسماح لي بالرحيل، وبأنني لا أريد العودة إلى هذا الجانب. كانت تلك كلماتي بالضبط، "لا أريد أن أعود إلى هذا الجانب، أريد البقاء في الجانب الآخر". كانت تلك كلماتي الأولى.
لذلك شربت القليل من البيرة وابتلعت بعض الحبوب، وشربت بضعة أنواع أخرى من البيرة، ثم تذكرت أنني لم أتصل بأختي. أردت أن أودعها دون أن أعلمها بما أفعله. كنت قد كتبت بالفعل رسالة انتحار تشرح كل شيء ولكني أردت سماع صوت أختي. وخلال حديثنا عرفت أن هناك شيئًا ما خطأ. أخبرتها أنني لست على ما يرام. فخلال حديثنا بدأ مفعول الحبوب يظهر بمعدل أسرع مما كنت أتصور، وفقدت الوعي أثناء حديثي معها. اتصلت بالرقم ٩١١ من ميسيسيبي (أعيش خارج شيكاغو) ولم يكن بإمكانها إجراء ذلك الاتصال. اتصلت في النهاية بالشرطة في المدينة التي أعيش فيها وأقنعتهم باستدعاء سيارة إسعاف. استغرق الأمر أربعين دقيقة للعثور على عنواني الصحيح ودخلوا من نافذة غرفة نومي عبر سلم. أنا أعيش في شقة بالطابق الثاني، لم يتمكنوا من الدخول من الباب الرئيس فكسروا النافذة ووجدوني فاقدة للوعي. والشيء التالي الذي عرفته هو الاستيقاظ في غرفة الطوارئ. كانوا يعملون علي. أتذكر جميع الأشخاص من حولي والذين كنت أصارعهم ليتركوني وشأني حتى أتمكن من البقاء في المكان الذي كنت فيه مؤخرًا. بدأت أصارعهم جسديًّا لأنني كنت أرغب بشدة في البقاء في ذلك المكان السعيد والمحبب والهادئ الذي كنت فيه.
والآن بالنسبة للتجربة:
أول ذكرياتي الواعية هي أنه كان هناك صوت خافت، خافت جدًّا، يشبه نوعًا ما ذلك الصوت الصادر عندما تفتح المظلة وذلك الهدوء الذي يتبعه وأنت تطفو فوق الأرض. كان هناك ضوء لا يعمي ولكن أشبه بضوء خفيف يسطع من خلال الضباب. كان الشعور هادئًا للغاية، لا وجود للألم، كنت هادئة وسعيدة وكان هناك "أناس" أو أرواح أناس كنت أعرفهم. كان هناك شعور بالسعادة والضحك والصداقة الحميمة مع كل ما كان هناك. لم أر أي جسد لكنني عرفت بعض الناس وشعرت بأصدقاء من حولي. لا أستطيع أن أقول من هم ولكني أعرف أنني أعرفهم جميعًا وأنهم يعرفونني. كانوا سعداء لرؤيتي. وكنت سعيدة جدًّا لوجودي هناك. كنت مبتهجة وعلى استعداد للبقاء. وفي اللحظة التي شعرت فيها أنني أريد أن أبقى، قال لي "شخص ما"، "لا، لا يمكنك البقاء، إنه ليس وقتك". فجادلته بأني لا أريد العودة لكن الصوت قال بنبرة آمرة ومحبة، "لا، هذا ليس وقتك". أتذكر أنني كنت منزعجة وبدأت في المقاومة، فكررت تلك الروح، "لا، لا يمكنك البقاء"، وأعادني الضوء المتلألئ وذلك الصوت إلى غرفة الطوارئ تمامًا وتقريبًا قال الصوت الروحاني والذي بدا متناغمًا: "لا، هذا ليس وقتك". وكان الشخص الذي يعمل علي في غرفة الطوارئ، عندما استيقظت بعد مغادرة عالم الأرواح، كان يقول نفس الكلمات في نفس الوقت، "لا، هذا ليس وقتك".
سمعت نفس الكلمات من عالمين في نفس الوقت. كانت الأصوات تأمرني بمغادرة عالم الأرواح ودخول العالم المادي. وهذا هو آخر شيء أتذكره قبل الاستيقاظ بعد بضع ساعات والنظر إلى جانب السرير في غرفة الطوارئ ورؤية وجه أعز أصدقائي كارول. (إنها جهة اتصال الطوارئ في هاتفي وقد تم الاتصال بها). عندما استيقظت ونظرت إلى كارول، قلت، "ماذا تفعلين هنا؟" ابتسمت وقالت إنهم اتصلوا بها. كانت جملتي التالية: كارول، توجد حياة بعد الموت. يوجد جانب آخر، كنت فيه. ثم عدت إلى النوم. وفي وقت لاحق عندما استيقظت مرة أخرى، أخبرتها بذلك مرة أخرى وأخبرتها أنني لم أكن أرغب في العودة. وبعد أسابيع، ظللنا نتحدث عن هذا الحادث عدة مرات. وقادنا الفضول إلى البحث عن معلومات على الإنترنت حول تجارب الاقتراب من الموت. وهكذا وجدت هذا الموقع.
كانت مشاعري تجاه هذه التجربة إيجابية. أعتقد أنه لم يكن من المفترض أن أموت. أشارت الأرواح إلى أن لدي المزيد من الأشياء التي يجب القيام بها وأنهم كانوا يعتمدون علي في القيام بها. ما هي، لا أعلم. ولا أزال أطلب التوجيه. إذا كان من المفترض أن أعيش، فما هي المهمة التي يفترض أن أنجزها؟ في أوقات الشدة وبعد الاجتهاد، أبحث باستمرار عن الإشارات والتوجيهات.
لقد قمت بتشغيل شبكة اجتماعية كبيرة للعزاب من أجل اللقاء والصداقة والمواعدة والأعمال الخيرية. كثير من الناس أصبحوا أصدقاءً اليوم بفعل أولئك الذين يحضرون مناسباتي. أصبح بعضهم شركاء وبعضهم أصدقاء والبعض الآخر أزواج. ومع وجود كل هؤلاء الأشخاص في دائرة حياتي وحولها، كنت وحيدة جدًّا وبعيدة عن الجميع. كل ما أفعله يخضع للتدقيق، فإذا نفخت أنفي يعرف كل المجتمع ذلك. أنا أشبه المشاهير تقريبًا. ألتقي بالعديد من الأشخاص، وأنشئ العديد من الأصدقاء الاجتماعيين، وأساعد الآخرين في تكوين الصداقات، لكنني على الأرجح أحد أكثر الأشخاص وحدة في المجموعة. لا يمكنني حقًّا تكوين صداقات مع العديد من الأشخاص الذين يأتون إلى مناسباتي لأسباب عديدة. مهنية وشخصية وبالطبع ليست مادية. أصدقائي الأعزاء هم الأصدقاء الذين تعرفت عليهم من خلال مناسباتي في فترة ما أثناء طفولتي. كارول هي أحد هؤلاء الأصدقاء. أشعر أن تلك الرسالة التي مفادها أنه لم يكن الوقت قد حان بالنسبة لي، أشعر أنها تفيد بأنه من المفترض أن أفعل شيئًا مميزًا، مميزًا حقًّا للناس. فقط لا أعرف ماهيته. هل يتعلق بتلك المجموعة الاجتماعية؟ ما هو؟ أتمنى لو كنت أعرف. أعلم أن الكثير من الناس ينظرون إلي من أجل التوجيه. كثير من الناس يتبعونني ويشاهدونني. لقد كنت قائدة دائمًا. أشعر أن الرسالة كانت تفيد بأنه من المفترض أن أفعل شيئًا رائعًا.
أولاً، يجب أن أتغلب على الألم الذي أشعر به، ومن ثم علي اكتشاف ما يفترض بي أن أفعله. خلال الشهر الماضي -بعد محاولة الانتحار- قضيت الكثير من الوقت في التفكير في الحياة الآخرة وكيف يفترض بي أن أعيش بقية حياتي وأن أحقق ما يفترض أن أفعله. أعلم أن هذه الرسالة كانت مؤثرة جدًّا وأشعر أن شيئًا رائعًا سيحدث. فقط لا أعرف ما هو.
أعلم أن المشاعر التي كانت لدي عندما كنت على الجانب الآخر تتعلق بالمكان الذي أرغب في أن أكون فيه عندما أغادر هذا العالم. يجب أن أنجز مهمتي هنا قبل أن أتمكن من العودة إلى ذلك المكان الذي أرغب في تسميته بالمنزل. ربما كان لدي خمسة وعشرون عامًا أخرى لمعرفة ذلك. أعلم أن هذه التجربة ستحدث فرقًا كبيرًا في الطريقة التي أعيش بها بقية حياتي. والآن أعلم أنه لا يوجد موت بعد هذه الحياة. أرغب بشدة في أن أعود إلى العالم الآخر. وأدرك تمامًا أنني لا أستطيع الذهاب حتى يحين وقتي.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
٣ أكتوبر ٢٠٠٥.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد الحياة؟
نعم، محاولة انتحار. جرعة زائدة.
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كنت على تواصل صحيح مئة بالمئة مع الجانب الآخر. لا أشك في مشاعرهم تجاهي أو مشاعري تجاههم. لم يكن هناك خوف.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
أثناء الحديث مع الأرواح. كانت هناك ابتسامات وضحك وترحيب وسعادة في حين كنت معهم لفترة وجيزة.
هل تسارعت أفكارك؟
سريعة بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. كان كل شيء غامضًا، لكنني كنت أعرف الجميع هناك. لم يكن الأمر بصريًّا بقدر ما كان وعيًا.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
لا.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد تم التحقق من الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
نعم.
هل رأيت أو شعرت أنك محاطة بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. ضوء ضبابي خفيف.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
السلام والسعادة، شعرت أنني وصلت إلى حيث يفترض بي الوصول إليه. لقد زال الألم.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحدة مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي، دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟
لوثرية معتدلة.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
نعم، لا أتبع دينًا منظمًا ولكني أعرف الآن أنه توجد حياة بعد الموت وسنكون مسؤولين عما نفعله خلال هذه الحياة.
ما هو دينك الآن؟
معتدلة.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم، لا أتبع دينًا منظمًا ولكني أعرف الآن أنه توجد حياة بعد الموت وسنكون مسؤولين عما نفعله خلال هذه الحياة.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. أيًّا كان الذي كان يقدم لي التوجيهات فقد كان ذا سلطة. ولا اعتراض على حكمه. وعلى الرغم من أنني قاومت القرار، كنت أعرف أن ما كان يقوله كان قانونًا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
نعم، أعلم أن لدي غرضًا. وأن علي فقط الاستمرار في البحث عنه.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
لا.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
لا.
هل هناك جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
طالع القصة أعلاه.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم، بمجرد استيقاظي. صدقتني صديقتي. حتى أنها شاركتني بعد ذلك أنها ذهبت إلى صديق لها بطريقة ما. لقد فقدت صديقها العام الماضي منتحرًا. تحدثنا بشكل مكثف حول هذا الموضوع. لقد أخبرت العديد من الناس ومعظمهم صدقوني.
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
نعم، كنت قد شاهدت برامج تلفزيونية عنها وقرأت كتاب العبور.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل هناك أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟
أعلم أن هذه التجربة قد حدثت. أعلم أنها غيرت الطريقة التي سأكمل بها حياتي. لدي هدف ولكن لا بد لي من إيجاد المسار الذي من المفترض أن أسلكه.