فلانيجان د تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
|
وصف التجربة:
أتذكر أنني كنت مستلقيًا في غرفة الجراحة لدى طبيبة الأسنان. كانت ذات سقف مرتفع، وبها مصباح يتدلى من قضيب معدني طويل، وكنت مستلقيًا على طاولة الجراحة (مغطاة بجلد أسود - كما أتذكر). عندما بدأت الممرضة تعطيني الغاز، قالت الطبيبة إنها ستعد تنازليًا من الرقم عشرة، وأتذكر سماعي للأرقام: عشرة، تسعة، ثمانية، سسسستتة (تلفظت بها هكذا)، خخمسسسسة (وهنا تلاشت الأصوات تدريجيًا). ثم الشيء التالي الذي أتذكره كان صوتًا مزعجًا يشبه الطنين، مع نغمة تتذبذب بين الحدة والرخاوة. كان هناك أيضًا نور ساطع للغاية يسطع في عيني، ولم أستطع التخلص من الصوت ولا النور. بدا لي أنه بإمكاني فتح عيني أو إغلاقهما، لكن النور كان موجودًا دائمًا، وكان الصوت يزداد حدة. بعدها وجدت نفسي أدور مع الطاولة، بما يتماشى مع صوت الطنين. فكرت مع نفسي: "لا أستطيع تحمل هذا لفترة أطول"، وتوسلت أن يختفي النور والصوت لأنني لم أعد قادرًا على التحمل.
ثم فجأة، بدأ الصوت يهدأ، وشعرت أنني أنجرف بعيدًا وأخرج من جسدي – كان ذلك شعورًا هادئًا للغاية، وشعرت بالامتنان لذلك. وبينما كنت أنجرف باتجاه السقف المرتفع، بدأت ارتفع فوق المصباح الكبير المتدلي من القضيب المعدني. نظرت إلى الجزء العلوي من المصباح ووجدت الغبار عليه، وأتذكر أنني فكرت أنه من الغريب أن يكون هناك غبار في غرفة العمليات. وبينما كنت أطفو هناك، كنت أشاهد جسدي ممددًا على الطاولة، والطبيبة والممرضة تميلان فوقي. رأيت الملابس التي كنت أرتديها، قميصي ذو الأكمام القصيرة بالألوان الأزرق والأحمر والأبيض، الذي صنعته لي جدتي، وصنعت مثله لإخوتي. وكنت أرتدي أيضًا سروال جينز أزرق وحذاءً أسود. كان قميصي مغطى جزئيًا بمنشفة بيضاء. وبينما كنت أراقب المشهد من الأعلى، شعرت برائحة (مثل رائحة أزهار الليلك) ذكرتني بجدتي (والدة أمي) التي توفيت في حادث سيارة قبل ذلك بسنتين. حاولت الالتفات والنظر خلفي لرؤيتها، لكن كل ما استطعت رؤيته كان نفقًا مشرقًا بالنور الساطع، كان النفق يميل إلى الأسفل ثم ينحني للأعلى بحيث لم أتمكن من رؤية نهايته الأخرى. ثم سمعت صوت جدتي يقول: "أنا هنا يا دون، لكنك لن تستطيع رؤيتي، لكنني سأكون دائمًا بالقرب منك". كان هناك أيضًا وجود لأشخاص آخرين، شعرت بوجودهم لكنني لم أتمكن من رؤيتهم. طمأنتني جدتي بهدوء بأنني لست مضطرًا للذهاب معهم في ذلك الوقت، وأنني استطيع العودة إلى الأسفل إذا أردت ذلك. كان شعورًا رائعًا أن أكون في حضرتها، وهو شعور دافئ كنت أشعر به دائمًا عندما كنت أجلس بجانبها في الكنيسة.
هذا كل ما أتذكره، لكنني أتذكر أنني استيقظت بعد ذلك وأنا أشعر بدوار شديد وطعم كريه في فمي، الذي كان مليئًا بالشاش والدم. قالت الطبيبة إن طعم الأثير هو ما سبب ذلك. لم أتحدث عن التجربة مع أي شخص، حتى سنة 1977 عندما قرأت كتاب "الحياة بعد الحياة" للدكتور ريموند مودي. وعندما قرأت لأول مرة عن تجربة شخص آخر مشابهة لتجربتي، عادت الذكريات فجأة إلى ذهني بوضوح، كأنها حدثت للتو.
سألت والدتي عما إذا كانت هناك أي مشكلات حدثت أثناء العملية، وكل ما قالته هو أنهم أخبروها أنني استيقظت قبل أن ينتهوا، واضطروا لإعطائي الأثير.
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
صيف 1954.
عناصر تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
غير مؤكَّد. التجربة مرتبطة بعملية جراحية. "جراحة في الفم – تم خلع 8 أسنان لبنية كانت تتعفن وتؤثر على أضراسي وأسنان الدائمة". تم تخديري باستخدام "غاز الضحك" (أكسيد النيتروز)، ثم قيل لي لاحقًا إنني استيقظت أثناء عملية خلع الأسنان التالفة، لذا اضطرت الطبيبة لإعطائي الأثير لإعادة تخديري. لا أتذكر أنني استيقظت على الإطلاق.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح وكنت موجودًا خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان. كما سبق.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت أطفو فوق المصباح الكبير ورأيت الغبار، بعدها شممت رائحة جدتي، وأحسست بوجودها معي.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. سطوع النور كان مذهلًا، وكان شديدًا جدًا على عيني، وكذلك الصوت. النفق المضيء كان مشرقًا بشكل لا يمكن تحمل النظر إليه مباشرة.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. جهارة الصوت ودرجة الطنين العالية والمنخفضة.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا. لقد بقيت خارج النفق مباشرة.
هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟ نعم. انظر وصف التجربة أعلاه.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. انظر وصف التجربة أعلاه.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ السلام والهدوء والدفء بسبب وجودي بالقرب من جدتي. وشعور الهدوء العميق، وعدم التأكد من رغبتي في العودة إلى جسدي.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بالسعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل. انتمي إلى الكنيسة الميثودية الموحدة (عائلتي نشطة في كنيسة ريفية صغيرة بولاية كانساس).
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لا.
ما هو دينك الآن؟ معتدل. انتمي إلى الكنيسة الميثودية الموحدة.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لا.
هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ لا.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ عندما حدثت التجربة، لم أخبر أمي أو أي شخص آخر. فقط أخرجت الأمر من ذهني لسنوات عديدة، معتقدًا أنني ربما كنت أحلم في ذلك الوقت.
هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ التحرر من الضجيج والنور الساطع، والشعور بالهدوء والسلام الذي جاء عندما غادرت جسدي.
لقد فاجأتني رائحة جدتي والشعور بوجودها هناك معي، لكنها كانت بمثابة مفاجأة مريحة لي، وليست صادمة.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، بعد ثلاثة وعشرون سنة. لقد كانوا مهتمين جدًا، ومتأثرين بتجربتي. وطرحوا المزيد من الأسئلة، وأخبروني عن آخرين سمعوا عن تجاربهم، سواء قرأوا عنها أو سمعوا عنهم ممن مروا بتجارب مماثلة.
هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ لم أكن أعتقد أنني قد مررت بهذه التجربة حقًا عندما حدثت، وكنت أظن أن أمي ستضحك أو لن تصدقني، لذلك لم أشاركها مع أي شخص.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ أعتقد أن قلبي قد توقف أو توقف تدفق الدم إلى دماغي، وكانت التجربة هي الطريقة التي سُمح لي بها أن أعيش أو أتذكر ما حدث.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ لقد شاركت تجربتي مع أشخاص آخرين في مجموعات، ووجدت في المجموعات الكبيرة أشخاصًا آخرين مروا بتجارب مشابهة. لا أشك أبدًا في أن ما حدث لي كان في نطاق تجارب الاقتراب من الموت، رغم أنني لا أدعي فهم ما حدث بالضبط قبل ثلاثة وخمسين سنة.