فرانشيسكو د. تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

لقد كنت دائمًا مهتمًا بالفلسفة والدين ولكن في الغالب من وجهة نظر عقلانية وفكرية. أما بالنسبة لعاداتي الدينية، فأنا كاثوليكي روماني، لكنني كنت أحاول تجنب الطقوس المرتبطة بالذهاب إلى الكنيسة، وأميل إلى تفضيل التفكير اللاهوتي، حتى من البروتستانت (ك. بارث، بولتمان، بونهويفر، وغيرهم). ومع ذلك، وفي بداية عام 2003، صادفت تقريرًا مفصلًا عن ما يسمى بالظهورات المريمية في ميدوغوريه (تشير إلى سلسلة من الظهورات المبلغ عنها لمريم العذراء في مدينة مديوغوريه، البوسنة والهرسك. بدأت هذه الظهورات في 24 يونيو 1981، وقد أصبحت مدينة مديوغوريه موقعًا مهمًا للحج، حيث تجتذب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم الذين يأتون للصلاة وحضور القداس). وأردت معرفة المزيد وكنت على وشك التخطيط لزيارة مدينة مديوغوريه بمناسبة الذكرى السنوية القادمة في 25 يونيو. أود أن أوضح ما كان يحدث في حياتي خلال تلك الفترة. كنت أرملًا منذ سبع سنوات وكان لدي ابنتان، تبلغان من العمر ثمانية عشر وخمسة عشر سنة. لقد انتحرت زوجتي في ديسمبر / كانون الأول سنة 1996. كانت تعاني من الاكتئاب. كنت أتساءل وفقًا لمعتقداتي الدينية عما إذا كان لدى زوجتي الوقت الكافي لإعادة التفكير في فعلتها في تلك اللحظات عندما كانت تُلقي بنفسها من الطابق الرابع، وأثناء نقلها في سيارة الإسعاف ثم في لحظة وفاتها.

كثيرًا ما تساءلت عما إذا كانت لديها السبل والوقت للشعور بالأسى والندم فيما يتعلق بطفلتينا. وخلال فترة التساؤل هذه اكتشفت ميدوغوريه، وقرأت رسالة عن "غوسبا" ("غوسبا" هو مصطلح كرواتي يعني "السيدة" وهو يشير إلى السيدة مريم العذراء) تشير بالصدفة إلى لحظة الموت، وإلى الطريقة التي يموت بها المرء. في ذلك اليوم بعد العشاء مع بناتي، كنا نشاهد عرضًا تلفزيونيًا إيطاليًا كوميديًا شهيرًا: " Striscia la notizia". (برنامج تلفزيوني إيطالي ساخر تم إطلاقه سنة 1988 ومستمر حتى الآن، وهو محاكاة ساخرة للأخبار اليومية، كما يسخر من الفساد الحكومي). كانت هناك لحظة حيث كانوا يسخرون من شخصية تلفزيونية بارزة وانفجرت في نوبة ضحك شديدة. كان أضحك ضحكًا شديدًا جدًا لدرجة أنني بدأت اسعل بشكل متزايد، وعندها مررت بتجربة الاقتراب من الموت. (بالمناسبة، لم أسمع أبدًا أو أقرأ عن تجارب اقتراب من الموت من قبل. لم أكن أعلم عنها أي شيء مطلقًا.)

أتذكر أنني عندما كنت أفقد أنفاسي قلت: "ها هو ذا، أنا أموت. هذا هو شكل الموت". بدا أن الكلمات خرجت من فمي، لكن بناتي أخبرنني لاحقًا بأنهن لم يسمعن شيئًا من هذا. عندما قلت تلك الكلمات، شعرت بأن شخصًا آخر بجانبي أكمل فكرتي بصوت عالٍ. لقد كنت موجودًا خارج جسدي، كأنني نسخة مطابقة من جسدي، لكني لم أستطع الرؤية، ومع ذلك كنت لا أزال واعيًا تمامًا. في الواقع، في نفس الوقت الذي كنت أتحدث فيه وجدت نفسي في فراغ أسود. لم تكن غرفة أو نفق. كان مجرد فراغ. لم يكن لدي وقت للقلق بشأن ذلك، لأنني شعرت على الفور أنني أطير بسرعة متزايدة نحو أجمل سعادة، ورأيت منظرًا طبيعيًا هائلًا مصنوعًا من النور. أريد أن أشرح ذلك بأفضل ما أستطيع. ما رأيته لم يكن "أشياء" مضاءة بالنور، بل كانت الأشياء نفسها في جو رهيب سامي، كانت هذه الأشياء نفسها نورًا، أو كانت بالأحرى مصنوعة من النور. لم تكن مصادر للنور. بل كانت نورًا. لا أستطيع شرحها بشكل أفضل من ذلك، ويجب أن أكرر أن التجربة برمتها جعلتني عاجزًا عن التعبير، ليس لدي كلمات كافية لشرح التجربة.

وبينما كنت أتقدم إلى الأمام بسرعة ودون انقطاع، كنت لا أزال قادرًا على التفكير. لكن تفكيري كان مختلفًا عن المعتاد. لم تكن لدي أفكاري متباينة أو مفككة، بل كنت في حالة اكتساب مستمر للمعرفة، وكأن حياتي موجودة الآن في هذا المستوى الأعلى من الوعي. لقد كنت دائمًا محبًا للأدب، حتى أنني كتبت رواية، وعملت عليها لفترة طويلة، لكن كان مقدرًا لها أن تبقى حبيسة الأدراج. في لحظة تجربتي رأيت كيف حُلت جميع المعضلات الواردة في روايتي من تلقاء نفسها. وكلما رأيت روايتي تتطور كعمل فني مكتمل، كلما سقطت أعمق في حالة من السعادة والفرح لا يمكن وصفها، ولم أندم حتى على أنها لن تُنشر أبدًا. وأخيرًا أدركت أنني كنت أحتضر، وأنني كنت ميتًا بالفعل. في هذه اللحظة شعرت بندم شديد لأنني سأترك ابنتيّ إلى الأبد. وكانت هذه هي اللحظة التي واجهت فيها حاجزًا فاصلاً أو حدًا نهائيًا.

في هذه اللحظة تم دفعي إلى الخلف. ورجعت إلى العالم الذي نعرفه، وبجانبي ابنتيّ. كن يضحكن ولم يلحظن أي شيء غير طبيعي. ألمحت إلى ابنتيّ أنني فقدت الوعي للتو. أخبرنني أنهن لم يروا أي شيء من هذا القبيل يحدث. بدا أن التجربة برمتها استمرت قرابة الساعة، لكن ابنتيّ أكدن لي أنني تعرضت لنوبة سعال استمرت لثوانٍ فقط وخلالها كنت أضحك، وظلت عينيّ مفتوحتان طوال الوقت.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: مايو 2003.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ غير مؤكّد. رد فعل تحسسي. لا أعلم هل كانت حياتي في خطر خلال هذه النوبة من انقطاع التنفس أو الاختناق أم لا.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. عندما كنت في النور.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت في النور.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. بالنسبة لي استمرت التجربة لفترة طويلة، بالنسبة للحاضرين كانت مجرد ثانية أو ثانيتين.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. كل شيء كان مكبرًا إلى حد يصعب معه الإجابة على السؤال.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لم أسمع ضوضاء أو أصوات، باستثناء عندما بدا أن صوتي يأتي من الشخص الغريب الذي كان بجانبي.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم. كما قلت سابقًا، لم ألتق بأشخاص أو كائنات نورانية؛ كنت فقط في مكان هائل مصنوع حرفيًا من النور.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ الفرح الهائل، شعرت باللانهاية، ومدخل الجنة.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ نعم، عندما فكرت في ترك بنتيّ، عندها واجهت فجأة حاجزًا روحيًا أعادني إلى هذا العالم. أعتقد أنني لو عبرت ذلك الحاجز لكنت قد مت.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالي

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، لقد أصبحت أقوى.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالي

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد أصبحت أقوى.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، إن الإشباع والرضا التامين يؤديان إلى إشباع أعمق ورضا أكبر.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أصبح من الأسهل بالنسبة لي أن أبقى غير متعلق بشيء، وأنا أعيش وأراقب أحداث الحياة.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ نعم، النور، ونوع الوعي، وسرعة التفكير: لا يمكن لأي قدر من الشرح أن يبدأ حتى في إعطائك فكرة عن عمق كل هذا.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، منذ طفولتي كنت صاحب بصيرة، ولكن عقلي البالغ كان دائمًا يعزو ذلك إلى الصدفة. والآن تبدو قدراتي أقوى، وهي تأتي بشكل أكثر تكرارًا ولا أعزوها إلى مجرد الصدفة.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ عملية التفكير، ومستوى الوعي. لا شيء مماثل ممكن في هذا العالم.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. قبل بضعة أشهر أخبرت صديقة، ورغم أنها لم تختبر التجربة بنفسها، إلا أنها تمكنت من العثور على أبحاث حول الموضوع، وساعدتني في توضيح أفكاري. كما تحدثت عنها أيضًا مع أفراد العائلة، وبما أنهم يعرفونني، فلم يشككوا فيما أخبرتهم به.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ لقد كانت هذه تجربة مهمة للغاية بالنسبة لي. لقد أعطتنى دعمًا كبيرًا ويقينًا للقناعات التي كنت أرسخها بالفعل.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.