فرانسيسكو جي في. تجربة الاقتراب من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كنت أدرس في الفصل الدراسي التاسع من دراستي الجامعية، وكانت هناك أنشطة خارج المنهج في الجامعة مثل الأنشطة الثقافية والرياضية. كنت أمارس الأنشطة الرياضية في قسم الإنقاذ المائي والغوص. وكان القبول في ذلك القسم مقتصرًا على الأشخاص ذوي الخبرة في السباحة والذين لا يخافون من الماء، لأن ذلك النشاط عالي الخطورة. كانت التدريبات ثلاث حصص في الأسبوع: الاثنين والأربعاء والجمعة، مدة كل حصة ثلاث ساعات.

وفي نهاية كل حصة، كنت أمارس تمرينًا يُسمى "حبس النفس". يتضمن هذا التمرين السباحة تحت الماء مع حبس النفس. وفي آخر مرة مارست فيها هذا التمرين، أخبرت المدرب أنني أرغب في السباحة لمسافة خمسة وسبعين مترًا تحت الماء. ووافق المدرب على ذلك. تنفست بعمق، وملأت رئتي بالهواء، وغصت إلى قاع المسبح. سبحت لمسافة تتجاوز الستين مترًا دون مشاكل.

وفجأة بدأت رؤيتي تتشوش - رأيت حافة المسبح وكأنها بعيدة جدًا، وتوقفت عن الشعور بأي نوع من الأحاسيس، مثل الإحساس بالبرد أو الحاجة إلى التنفس أو الإحساس بأية عواطف. وفجأة بدأت أرى، من بعيد بدا وكأنني كنت أرى نفسي أغرق لكن من رؤيتي الجسدية. تحول كل شيء إلى الظلام للحظة قصيرة جدًا، لأنني بعدها رأيت نفقًا داكن اللون كان جسدي يتوجه نحوه.

عندما وصلت إلى نهاية النفق، وجدت منظرًا طبيعيًا بلون أبيض كثيف، ولكنه لم يؤذي بصري. لم أشعر بالخوف. بل شعرت بالهدوء التام. ثم رأيت صديقًا لي كان قد توفي قبل فترة؛ كان أفضل أصدقائي. اسمه نيستور. شعرت بسعادة كبيرة لرؤيته، ولم أشعر بالخوف في أي لحظة. ودار بيننا الحوار التالي:

نيستور: كيف حالك؟

أنا: بخير، بخير جدًا.

نيستور: لا تقلق بشأن أي شيء. كل شيء على ما يرام.

أنا: شكرًا. كيف حالك؟

نيستور: أنا بخير. كل شيء في الحياة سيكون على ما يرام؛ كل شيء سيكون بأفضل حال بالنسبة لك. لا تقلق بشأن أي شيء.

كانت تلك محادثتنا. أتذكر جيدًا تلك الكلمات. كنا وجهاً لوجه وصديقي لمس كتفي. لم أكن خائفًا، وفي تلك اللحظة كنت سعيدًا فقط برؤيته وكلماته جعلتني أشعر بالراحة الكبيرة. بدا كأنه لم يمت أبدًا؛ جسده ووجهه كانا نفسهما كما رأيتهما آخر مرة وهو على قيد الحياة.

بعدها أردت أن أسأله أسئلة كثيرة لكني شعرت وكأن قوة ما كانت تسحبني للخلف؛ سحبتني بطريقة ناعمة جدًا. ورأيت كيف دفعتني نحو النفق. نظرت خلفي ورأيت نفسي أطفو فوق مجموعة من الأشخاص؛ كانوا يضغطون على صدري لإعادتي إلى الحياة. رأيت كل ما كانوا يفعلونه: رأيت وجوههم المملوءة بالخوف واليأس، ورأيت نفسي ممددًا على الأرض على ظهري، شاحب البشرة تمامًا.

وفجأة فتحت عيني وكنت هادئًا جدًا. لم أشعر بأي خوف على الإطلاق. كنت مرتاحًا جدًا وراضيًا. سألتهم ماذا حدث، ولم يتمكنوا من الرد لأنهم كانوا خائفين جدًا. طلب مني المدرب فقط ألا أتحرك، وأن أبقى هادئًا، لكنني أجبته بأنني بخير تمامًا. كنت أنا من كان يهدئ رفاقي. طلبوا مني الجلوس والتنفس. كنت هادئًا ولا أعاني من أي مشاكل جسدية.

لحسن الحظ لم يدخل الماء إلى رئتي، لذا لم أعاني من صعوبة في التنفس. لم أخبر أصدقائي عن تجربتي في الاقتراب من الموت خوفًا مما قد يقولونه؛ أخبرت فقط والدي وصديقًا واحدًا.

هذه هي روايتي لما حدث، لكن هناك أيضًا رواية رفاقي والمدرب. وروايتهم مختلفة تمامًا عن رواتي. وقد رووا لي ما يلي:

عندما كنت أمارس تمرين حبس النفس، رأوا أنني وصلت إلى خمسة وسبعين مترًا دون مشاكل. ثم رفعت رأسي من الماء وغصت مرة أخرى في المسبح. وعندما رأوا أنني أنهيت التمرين، أداروا نظرهم في اتجاه آخر نحو منطقة الدش. أحد رفاقي نسي نظارته وزعانفه، وخرج من الدش وتوجه نحو الجانب الآخر من المسبح. وفجأة، رآني مغمورًا في القاع وظن أنها مزحة لكنه أدرك بعدها أنني كنت فاقدًا للوعي في القاع. نادى على المدرب وقاموا بسحبي من المسبح. وعندما أخرجوني أخيرًا، لم يتمكنوا من إعادتي إلى الحياة. لم أكن أتنفس؛ حاولوا أخذ نبضي لكنهم لم يجدوه. لم يعطوني تنفسًا اصطناعيًا؛ فقط وجهوا لكمة قوية إلى صدري وعندها فتحت عيني.

لا أتذكر أنني وصلت إلى خمسة وسبعين مترًا في تمرين حبس النفس، لكنهم يقولون أنني وصلت إليها؛ لذلك فقد فقدت ذلك الجزء من ذاكرتي. بالنسبة للتنفس والنبض، فإن الذين كانوا موجودين هم خبراء في هذا المجال. واحد منهم رجل إطفاء، والآخر ممرض طوارئ؛ وآخر مدرب إنقاذ مائي وغوص والباقون منقذون غطس.

مع أنه كان من المفترض أن أخاف من الماء بعد ما حدث، لكن على العكس؛ لقد أصبح الماء أكثر لطفًا معي منذ تلك اللحظة، وأصبحت لا أخاف من الموت على الإطلاق، حتى المكان الذي رأيت نفسي فيه خلال تجربتي في الاقتراب من الموت يبدو لطيفًا. أنا لست خبيرًا في تجارب الاقتراب من الموت، وقد رويت تجربتي في بعض المنتديات كمحاولة للتخلص من بعض المخاوف وللوصول إلى أشخاص مروا بتجارب مشابهة. لقد كنت قلقًا بما يكفي لدرجة أنني أردت تنويم نفسي مغناطيسيًا لأعيش تلك اللحظة مرة أخرى إن كان ذلك ممكنًا.

معلومات أساسية:

الجنس: ذكر.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: أكتوبر 2004.

أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ لا، حدثت التجربة أثناء إجراء تدريب على الغوص في مسبح.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر رائعة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ حينما كنت أتحدث مع صديقي الذي توفي قبل أشهر؛ وعندما وصلت إلى النور وعندما غادرت النور.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. لقد فقدت كل فكرة عن الوقت؛ لم أكن أعلم ما هو الوقت الذي كنت أتحدث فيه مع صديقي ولا كم استغرقت رحلتي؛ ولا أعلم أيضًا لكم من الوقت كنت فاقدًا للوعي.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، لقد رأيت الأشياء من مسافة بعيدة لكن بوضوح شديد للغاية.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.

هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم، مررت عبر نفق ووصلت إلى منطقة مشرقة بالنور.

هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ نعم، رأيت صديقًا لي كان قد توفي قبل عدة أشهر. كان أفضل أصدقائي. اسمه نيستور. ودار بيننا حوار.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، في نهاية النفق رأيت نورًا. وعندما وصلت إلى النور، أدركت أنه مكان بلا حدود – منير بالكامل وصامت تمامًا.

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالهدوء الشديد والاسترخاء والسعادة، دون أي خوف.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، في الواقع لم أكن شخصًا متدينًا أبدًا، لكن رؤيتي للأديان تغيرت؛ أصبحت أحترمها كثيرًا وأصبحت أكثر تسامحًا تجاه معتقدات الآخرين.

ما هو دينك الآن؟ معتدل

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، في الواقع لم أكن شخصًا متدينًا أبدًا، لكن رؤيتي للأديان تغيرت؛ أصبحت أحترمها كثيرًا وأصبحت أكثر تسامحًا تجاه معتقدات الآخرين.

هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، الوعي الوحيد الذي اكتسبته هو أن ما ينتظرني بعد الموت هو شيء جميل ورائع؛ وأنني لا ينبغي أن أقلق أثناء حياتي؛ لأن كل شيء سيكون على ما يرام.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، أصبحت أكثر صبراً وأكثر هدوءاً. لم أعد أشعر بالتوتر كما كنت من قبل.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لا.

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كانت هناك عدة أجزاء مهمة. على سبيل المثال: رؤية صديقي المتوفى. الرسالة التي أعطاها لي صديقي المتوفى. رؤيتي لنفسي ممددًا على الأرض فاقدًا للحياة. واستيقاظي وأنا أشعر بالسعادة والرضا.

هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، أخبرت والدي بعد أسبوع وأخبرت أيضاً أحد الأصدقاء وبدا أنهما كانا مندهشان للغاية. لكن رد فعلهما كان يشي بأنهما يملكان اعتقاد مشابه لاعتقادي لما يوجد بعد الموت.

هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، كنت قد سمعت عن مثل هذه التجارب، لكنني لم أكن أعلم الكثير عن هذا الموضوع.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.

هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ بعد مرور عام على تلك التجربة، كنت أتناول الطعام مع عائلتي في غرفة الطعام؛ كانت الساعة الثالثة عصرًا. وعندما انتهينا من الأكل، ذهب والداي إلى غرفتهما لمشاهدة التلفاز. واستلقيت على سجادة في غرفة المعيشة. وفجأة شعرت عدة مرات، وكأنني كنت أغرق في الأرض، ولم أستطع التحرك مهما حاولت. كما أنني لم أتمكن من التحدث، ولا حتى الصراخ. وبجانبي رأيت والدي جالسًا على الأريكة، ينظر إلي ويبتسم. وعندما رأيته، شعرت بالهدوء. طلب مني أن أهدأ؛ وقال أنه جاء ليخبرني أن كل شيء سيكون على ما يرام؛ وأنه لا داعي للقلق بشأن أي شيء؛ وأن كل شيء في حياتي سيكون على ما يرام.

في تلك اللحظة هدأت كثيرًا؛ كان جسد والدي هو نفسه لكن وجهه كان أكثر هدوءًا ومليئًا بالسلام. الكلمات التي تحدث بها إلي والهدوء الذي منحني إياه كانا نفسهما اللذان أعطاني إياهما صديقي المتوفى خلال تجربتي في الاقتراب من الموت.

عندما تمكنت من التحرك، استدرت ورأيت أن والدي لم يكن موجودًا. نهضت بصعوبة شديدة؛ لأنني كنت متعبًا جدًا. ثم توجهت إلى غرفة والديّ ورأيتهما نائمين. أيقظت والدي وسألته إذا كان قد دخل إلى غرفة المعيشة؛ فقال لي إنه كان نائمًا طوال الوقت. لم أرغب في إخباره عن تلك التجربة.

هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ إذا كنت ترغبون في الحصول على أية تفاصيل أو معلومات أخرى، يمكنكم التواصل معي عبر الرسائل، ويفضل ذلك، أو إذا لم يكن ذلك ممكنًا، يمكنكم التواصل معي عبر البريد الإلكتروني.