تجربة چين چي في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
أريد أن أوضح شيء بشكل مباشر. كنت بالكاد من الروم الكاثوليك الممارسين للدين. كنت أقول أشياء لكن أفعالي لم تتفق مع ما كنت أقوله. كنت أذهب إلى الكنيسة مرتين في العام، فقط في الأعياد، ومع ذلك كنت أؤمن بقوة الصلاة. كان والديّ عكسي تمامًا، بالكاد أذكر أنهما غابا مرة عن قداس الأحد طوال حياتهما. كان والدي يذكرني من حين لآخر ويقول: "إذا كنت بحاجة إلى مساعدة الله يا بني، فما عليك سوى الدعاء له، الدعاء بشدة وبشكل متكرر، وسوف يستجيب الله في النهاية لصلواتك". كانت والدتي، إيرين، وشقيقتي الوحيدة، سوزان، كلتاهما قسيستان في القربان المقدس.
أما سيندي زوجتي منذ ستة وعشرين عامًا، فهي حريصة على الذهاب إلى القداس كل يوم أحد تقريبًا مع ابنتينا المراهقتين، أماندا وأمبر. واتفقنا على ضرورة تنشئة ابنتينا على الإيمان بالله. واحتفلنا في مراحل حياتنا المختلفة بالمناولة المقدسة وسر الميرون المقدس لهما في كنيستنا الكاثوليكية المحلية.
إذا نظرنا إلى الوراء قبل عدة سنوات، أعتقد أنني بدأت بالابتعاد عن الكنيسة عندما كنت مراهقًا، ابتعدت بعد وقت قصير من حصولي على جائزة فتى الكشافة المرغوب، والتي تسمى " AD-Altere-Dei Medal"، والتي كانت في ذلك الوقت أعلى جائزة كشفية كاثوليكية رومانية يمكن الفوز بها. أتذكر كم كان والداي فخورين عندما سافرنا إلى كاتدرائية في قلب ترينتون، نيوجيرسي، حيث قام الأسقف بنفسه خلال قداس كبير بتثبيت الجائزة على زي الكشافة الخاص بي. اعتقدت عندما كنت مراهقًا أن تحقيق مثل هذه الجائزة الدينية يمنحني نوعًا من الحصانة من أي عبادة مستقبلية في أيام الأحد. ومع تقدمي في السن وابتعادي عن منزل والديّ، ابتعدت أيضًا عن الأنشطة الدينية. ومع ذلك كنت أصلي دائمًا، غالبًا في المساء قبل النوم، وأحيانًا حينما أقود سيارتي، بل أحيانًا كنت أصلي أول شيء عندما أستيقظ في الصباح الباكر. كنت أصلي بشكل عام للدعاء وطلب المساعدة الجسدية للمرضى الذين أعرفهم. لم تكن صلواتي منطوقة أبدًا، بل كانت أفكارًا صادقة ومكرسة.
عندما كنت أحدق من نافذة مكتبي، كنت أرى في كثير من الأحيان هذا الرجل المسن وهو يسير على الرصيف، وكنت أفكر في نفسي وأقول كم كان فظيعًا بالنسبة له أن يقضي حياته بأكملها بعمود فقري منحني. كان رأس هذا الرجل منحنية بشكل قصري إلى الأمام كما لو انه كان ينظر إلى قدميه طوال اليوم. بدأت أقارن عقليًا حياته الفظيعة بحياتي. كنت بصحة جيدة كالثور، كنت رجلًا كبيرًا وقويًا، أما هذا الرجل لا بد وأنه كان معاقًا منذ ولادته. لم اعتقد أن هذا الوضع عادلًا لا بالنسبة له ولا بالنسبة لأي شخص آخر، أن يعيش في هذا الحال من الألم أو عدم الراحة، بينما كانت حياتي قريبة من الكمال. جلست هناك ورأسي بين يدي وعيناي مغمضتان، وبدأت أصلي بصمت مرة أخرى. وفي أعمق أفكاري صرخت إلى الله قائلًا: "إذا كنت تسمعني يا إلهي، وأنا أعلم أنك تسمعني، فأنا أريد أن أكون جديًا الآن وفي هذه الحظة. لقد رزقتني يا الله بأشياء كثيرة. لقد منحتني حياة عظيمة وعائلة رائعة ومتعتنا بالصحة. أنا لست ثريًا ولكني أعيش مرتاحًا بفضلك يا ربي. أرجوك يا الله أن تسمع صلاتي، وأن تزيل الألم والحزن عن المنكوبين. وفي المقابل من فضلك أعطني أنا هذا الألم والحزن، كي أحمل هذا الصليب الصغير، حتى يتم شفاء هؤلاء المنكوبين».
استجمعت أفكاري مرة أخرى، وأكدتها مع نفسي، وشعرت أنني سأتمكن بالتأكيد من تحمل أي مرض قد يصيبني الله به.
وبعد ثلاثة أسابيع شعرت أنني في حالة جيدة وأجريت الفحص الطبي السنوي.
شخّصني طبيب أسرتنا بعد مراجعة نتائج فحص الدم على أنني "مريض بالسكري من النوع الثاني". كانت مستويات السكر مرتفعة، وكانت الدهون الثلاثية أعلى من الحدود الموصى بها. وصف لي طبيبي دوائين لمساعدة جسدي على التكيف مع هذه المستويات المرتفعة.
وبعد مرور ثلاثة أيام فقط على العطلة الصيفية لعائلتنا. اشترت سيندي زوجتي تذاكر لحفل موسيقي مسائي لمجموعة "بوسطن". خططنا للمغادرة بعد الحفلة الموسيقية والتوجه مباشرة إلى مدينة رالي في نورث كارولينا لزيارة عائلة زوجتي. وكان من المفترض أن نقضي النصف الثاني من إجازتنا التي تستغرق أسبوعين في جيرسي شور. لقد وضعنا كل الخطط لرحلتنا. وفي يوم الجمعة غادرت عملي ورجعت إلى المنزل لوضع الحقائب في السيارة، ولجز العشب عن حديقتنا قبل البدء في الرحلة.
كان الجو حارًا ورطبًا في الخارج؛ ربما كان ينبغي عليّ الانتظار حتى ساعات المساء المبكرة الأكثر برودة لبدء قص العشب. عندما كنت أدفع الجزازة عبر الفناء لاحظت بعض الضغط الطفيف في صدري. وعندما أطفأت الجزازة كنت قد بدأت أتعرق بغزارة لذلك دخلت المنزل. اشتد الألم وتركز في الجانب الأيمن من صدري. كانت إحدى يديّ تحمل منشفة ورقية متسخة؛ أما الآخرى فلم أستطع رفعها عن الإمساك بصدري، كانت يدي تمسك بصدري بقوة أكبر. نظرت ابنتي أمبر إلىّ من الأعلى وسألتني: "هل أنت بخير يا أبي؟".
بدأت أشعر بالغثيان وبدأت أشعر بالوخز في ذراعي. عرفت حينها أن الأمر خطير للغاية وليس مجرد عسر هضم. بالكاد تمتمت: "اتصلي يا أمبر برقم الطوارئ 911 الآن"،. لقد استحوذت النوبة عليّ بالكامل. وفي غضون دقائق كان هناك رجال شرطة ومسعفون يتعاونون في نقلي على نقالة. عادت سيندي مسرعة إلى المنزل من العمل، وسمعت أحد المسعفين وهو يقول لها: "لا يبدو الأمر جيدًا!". لم أدرك في ذلك الوقت أن كلا من أمبر وسيندي كانتا بالفعل في سيارتهما يتبعان سيارة الإسعاف في مطاردة ساخنة.
كنت نائمًا على ظهري مربوطًا إلى النقالة، وتذكرت ما قاله لي زميلي في العمل المتدين لي هاريس ذات مرة: "حتى في ساعة موتك، إذا صليت إلى الله أن يرزقك المغفرة، وقبلته كمخلص لك، فربما تنجو وتذهب إلى الجنة".
بدأت أهدأ وفكرت في كل الأوقات الجيدة التي قضيتها مع عائلتي على مر السنين. فكرت في الأفلام والصور العائلية الرائعة التي التقطناها في مراحل حياتنا المختلفة، بينما كنا نشاهد طفلتينا تنموان وتنضجان. بدأت بالصلاة مرة أخرى. هذه المرة عرفت أنني بحاجة حقًا إلى مساعدة الله. أغمضت عيني وصليت صلاة الندم (صلاة مسيحية تُعبر عن الحزن على الخطايا).
وفور الانتهاء من الصلاة فتحت عيني ووجدت أن سيارة الإسعاف قد اختفت. كان الظلام شديدًا. لم أسمع صوتًا. كنت وحدي في ظلام دامس.
بدا وكأنني كنت في الواقع أطفو أو أتحرك في اتجاه ما. وفي الوقت نفسه كان يتم دفعي ببطء إلى الأمام عبر السكون والظلام. بدأت ألحظ وجود نور صغير أمامي. بعدها أصبح النور أكبر وأكثر سطوعًا، وسرعان ما أحاط بي لدرجة أنني كنت بحاجة لإغلاق عيني مرة أخرى. كان نور أبيض ساطع للغاية، شديد السطوع لدرجة أنني عندما فتحت عيني، كنت بحاجة لأن أرمش عدة مرات وأن أحدق.
وفجأة وجدت نفسي أقف وحدي؛ نعم في الواقع كنت اقف منتصب القامة، في منتصف ما كان عبارة عن غرفة كبيرة فائقة السطوع، غرفة متوهجة باللون الأبيض. كان المكان هادئًا ومسالمًا لدرجة أنني لم أرغب في أن أغادره. شعرت براحة غامرة هناك، شعرت بالدفء كأنني كنت أنتمي إلى ذلك المكان. كنت لا أزال أحدق بشكل جزئي، ثم بدأت أشعر وكأنني أعرف كل شيء.
لقد اكتسبت الكثير من المعرفة بشكل فوري، لدرجة أنه لم يعد لدي أية شكوك أو أسئلة حول ما كان يحدث. بدا الأمر كما لو أن هناك أغطية بيضاء معلقة في جميع أرجاء هذه الغرفة تشكل جدرانًا من النور المتراقص. كان الأمر مشابهًا جدًا للمشي بين ملاءات سرير أمي البيضاء وهي معلقة بين حبلي ملابس في يوم مشمس مشرق.
لقد التفت عدة مرات ولم أر أي شخص آخر. لا يوجد مسعفون ولا سيارة إسعاف كل ما كان موجود هو ذلك الشعور الهادئ بالسلام والسكينة. لم أنظر حتى لأرى ما إذا كان جسدي لا يزال جزءًا مني. لقد كان لدي ذهني. كان لدي أفكاري، وكان بصري لا يزال يعمل.
لم يكن لدي أي مخاوف على الإطلاق. الشيء الوحيد الذي لم أكن أعرفه هو أين أنا. هذا ليس حلمًا ولا هلوسة. أنا موجود هنا. ولكن هنا أين؟ هل هذا هو مدخل الجنة؟.
في أحد أطراف هذه الغرفة الطويلة البيضاء كانت هناك فتحة صغيرة مغطاة بملاءة بيضاء كانت تتحرك باستمرار ذهابًا وإيابًا كما لو أنها كانت تدعوني للمرور عبرها. وعندما انفتحت الستارة، تمكنت من رؤية قطع من أوراق الشجر الخضراء المورقة على الجانب الآخر، وكان النور أكثر سطوعًا هناك مما كان عليه داخل الغرفة، حيث كنت لا أزال واقفًا. لم أكن خائفًا على الإطلاق، لكنني بدأت أتساءل ما إذا كنت قد مت. لكن هذا ليس حلما، أليس كذلك؟ أين سأذهب إذا مت؟.
هل كان الله قريب؟ بالكاد أتيحت لي الفرصة لفتح عيني على وسعهما بما يكفي خلال ذلك السطوع لأنظر في الغرفة مرة أخرى. بدأت أتحرك إلى الأمام بشكل خارج عن سيطرتي نحو المدخل المغطى بالأغطية. وعندما اقتربت أكثر، بدأت فجأة أسمع أصواتًا. ثم تلاشى السطوع ببطء وتحول من اللون الأبيض الساطع إلى اللون الأصفر ثم إلى اللون الرمادي ثم عاد إلى اللون الأسود الداكن الأصلي. ومرة أخرى لم أتمكن من رؤية أي شيء، ومع ذلك سمعت تلك الأصوات البشرية، التي أصبحت الآن تعلو أكثر فأكثر. والآن استطعت أن أميز ما كانوا يقولونه من مسافة بعيدة. في الواقع سمعت اسمي يذكر. كان هناك شخص ما يتحدث عني.
"سيد/ چي"، "سيد/ چي"، ثم سكت. بعدها قال: "أنا اسمي دكتور / ك، أنت الآن في المستشفى". فتحت عيني ببطء من الظلام، ورأيت الآن وجه رجل على بعد بوصات فقط من وجهي. كان الرجل يقول: "سيد/ چي، هل تستطيع سماعي؟ لقد تعرضت لنوبة قلبية شديدة".
لقد فوجئت تمامًا من رؤية أنني ما زلت مربوطًا إلى النقالة. كان الجزء الخلفي من النقالة مرتفعًا مما كان يدعم رأسي. لاحظت أنني خلف الستائر داخل غرفة الطوارئ في المستشفى. وكانت هذه المنطقة مليئة بمختلف أنواع الأشخاص الذين يرتدون الزي الرسمي. كان جسدي الآن متصلًا بالفعل بحقنتين وريديتين في كلتا ذراعي. وعلى بعد حوالي خمسة وعشرين قدمًا (حوالي 7 أمتار) مني استطعت أن أرى من خلال شق في ستائر الخصوصية أن طفلتيّ كانتا تبكيان بينما كان أهل زوجتي يقفون بالقرب منهما. كانت زوجتي سيندي واقفة على الجانب الآخر من سريري. كانت تمسك بيدي ورأيت أنها تبدو مرعوبة. قلت لها: "اتصلي بأختي سوزان في فلوريدا"،. أجابت سيندي: "لقد اتصلت بها بالفعل". "لقد سببت لنا جميعا الذعر أيها الرجل الكبير". شعرت أنه ليس لدي أدنى فكرة عما كانت تتحدث عنه، فشرعت في إخباري بما حدث حينما كانت تتبع سيارة الإسعاف. لقد توقفت سيارة على جانب الطريق عند منتصف الطريق إلى المستشفى تقريبًا. وصعد السائق إلى الجزء الخلفي من السيارة بينما كانت زوجتي وابنتي تشاهدان ما كان يحدث في رعب. لقد صدمني المسعفان باستخدام جهاز إزالة الرجفان عدة مرات على صدري في محاولة لإعادة تشغيل قلبي المتوقف. لقد رأت زوجتي حرفيًا جسدي وهو ينثني للأعلى مع كل صدمة من صدمات الجهاز. بينما كنت في ذهني لا أزال أتساءل أين ذهبت للتو.
تم نقلي سريعًا بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى إقليمي آخر أكبر. وبمجرد وصولي إلى هناك، تم وضع دعامة علاجية في الشريان الأبهر الصاعد المسدود الأيسر، والمعروف أيضًا باسم "صانع الأرملة". لقد كان إجراءً بسيطًا وغير مؤلم.
ثم تم نقلي إلى الطابق الثالث إلى وحدة حالات الشريان التاجي الحادة، وهي منطقة للعناية المركزة بمرضى القلب. وبمجرد وصولي إلى هناك، انخفض ضغط دمي بسرعة كبيرة، وبدأت أشعر بالبرد والقيء. قرر الطبيب بعد ذلك أنني كنت أنزف داخليًا، وعندها أعادوني سريعًا إلى غرفة العمليات في الطابق السفلي.
لقد تمزق الشريان الفخذي في منطقة الفخذ اليمنى مما تسبب في فقدان كمية كبيرة من الدم. أوقفت جراحة الأوعية الدموية الطارئة تسرب الدم، لكن بعد أن تورمت قدمي بالفعل وتحولت إلى اللون الأرجواني. تحولت خصيتي إلى "باذنجانتين" وكان لا بد من وضعها في أكياس من الثلج معظم ليالي إقامتي في المستشفى لمدة عشرة أيام.
دخل جراح القلب إلى الغرفة وسألني: "كيف تشعر اليوم يا سيد چي؟". كان ردي: "من الرائع أن تكون على قيد الحياة يا دكتور، من الرائع أن تكون على قيد الحياة"،. قال: "صحيح تمامًا". ثم نظر نحو السماء وقال: "لا بد أن شخصًا ما بالأعلى لديه سبب ما جعلك تعيش من أجله. أنت تعلم أنك تعرضت لما هو أكثر من مجرد نوبة قلبية شديدة. ولسوء الحظ فإن حوالي ثلث قلبك لن يعمل مرة أخرى أبدًا. أنت بحاجة إلى عملية جراحية كبرى للقلب المفتوح خلال أربعة إلى ستة أسابيع. وسنحتاج إلى إزالة تمدد الأوعية الدموية الذي ينمو في جانب قلبك، وفصل الجزء التالف من قلبك عن الأنسجة الجيدة المتبقية. الإجراء الذي سنستخدمه يسمى "إجراء DOR". وهي جراحة لإعادة بناء البطين الأيسر، وحينما نفتح صدرك من المرجح أن نقوم بإجراء ثلاث أو أربع عمليات تحويلية أيضًا. وقد نزيح الدعامة التي قمنا بتثبيتها في وقت سابق اليوم".
(بعدها تمت إزالة ثلث قلبي، وتم ترقيع الجزء السليم المتبقي بطبقات من الداكرون والتيفلون، وقلبي الآن متماسك بواسطة الغراء الطبي. وقد صنفتني ممرضة على أنني "ناجي من ثلاثية أمراض القلب"، وهم: النوبة القلبية، تمدد الأوعية الدموية، والسكتة القلبية).
يجب أن أخبركم بهذه القصة الآن، لأنها الحدث الأكثر أهمية في حياتي.
سُمح لبناتي بزيارة غرفتي في المستشفى. لقد أثنيت على أمبر لتحملها المسؤولية والاتصال برقم الطوارئ 911 وإنقاذ حياتي. وعندما قبلتني ابنتي أماندا، سلمتني صندوق مجوهرات صغير ملفوف. سعدت بفتح الهدية ورأيت سلسلة ملحق بها صليبًا صغير. ثم نظرت إلى سيندي بابتسامة على وجهي فابتسمت كما لو أنها كانت تقول: "أعرف ما تشعر به". وسرعان ما اغرورقت عيناي بالدموع وبدأت في البكاء. وحتى الآن فأنا أبكي وأنا أكتب لكم عن هذه القصة. لم أكن مستعدًا لما حدث بعد ذلك. لكن بمجرد أن وضعت هذا الصليب حول رقبتي وأنا هناك في غرفتي بالمستشفى، حتى غمرني شيء غير عادي للغاية. ربما كانت حالة روحية من نوع ما. بدا الأمر كما لو أن الروح قد استولت على كياني كله. شعرت كما لو أنني أصبحت "مقدسًا للغاية"! بشكل تلقائي. لقد شعرت تقريبًا وكأنني أصبحت أعرف كل شيء مرة أخرى. لم يكن لدي أي أسئلة لأنني كنت أعرف كل الإجابات.
كنت أشعر بأنني مثل الله، كنت أشعر أنني قوي. شعرت وكأنني على اتصال مباشر بالقوى الشافية. لم أستطع حتى أن أصدق ما كنت أشعر به، ولكن لسبب ما بدا أن كل شيء قد اجتمع معًا. أعتقد أنني لا بد وأن أقوم بتقبيل صليبي الجديد أكثر من ألف مرة أثناء وجودي في وحدة العناية المركزة.
شجعت الممرضات المرضى على التجول في الممرات لممارسة قدر صغير من التمارين عندما يكون ذلك ممكنًا. في تلك الليلة مشيت أنا وسيندي ونحن نسحب حامل المحقنة الوريدية الخاص بي، كنا نسير في ممر المستشفى وتوجهنا إلى غرفة لم أرها من قبل. لا بد أنها كانت غرفة مخصصة لأفراد أسر المرضى. كانت هناك امرأة شابة جالسة مع أهل زوجها في أحد أركان الغرفة بمفردهم. كانوا متجهمين وبدا وكأنهم يبكون منذ عدة أيام. همست لي سيندي أن هذه السيدة هي زوجة لرجل يبلغ من العمر ستة وثلاثين سنة، وكان في غيبوبة لمدة أسبوعين تقريبًا. لا تزال الكلمات عاجزة عن وصف ذلك الشعور العاطفي الذي غمر جسدي. بدا الأمر كما لو أن "الروح القدس" نفسه قد سيطر على حياتي في تلك اللحظة. لقد استولى عليّ الكمال والتركيز. لم يكن هناك شيء آخر يهمني سوى هذه السيدة التي كانت تبكي من الألم العاطفي. قفزت بأفضل ما أستطيع من على الكرسي الذي كنت أجلس عليه، ودفعت حامل المحقنة الوريدية مباشرة نحو هذه المرأة الشابة التي كانت ترتعش بشكل واضح. انحنيت وسألتها: " هل زوجك هو ذلك الشخص الراقد في غيبوبة؟".
نظرت إليّ، والخوف في عينيها المنتفختين. كانت دموعها قد غسلت مكياجها الذي سال على خديها، وأومئت بنعم. عند هذه اللحظة مددت يدي اليمنى وطلبت منها أن تمسك بها. أمسكت بيدي الممدودة بكلتا يديها. حاولت أن أشرح لها أنه ليس لدي أي فكرة عما يحدث هنا، أو عما كنت على وشك القيام به. قلت إنه كان هناك صوت ما في رأسي يرشدني ويوجه حركاتي. أمسكت بيديها وأمسكت هي بيدي بقوة. وضعت يدي اليسرى على صليبي الجديد الذي كان يتدلى من رقبتي، وامتدت يدي اليمنى ممسكة بكلتا يديها. وأخبرتها أن "قوة المسيح أنقذت حياتي وأنني بحاجة إلى نقل هذه القوة إليها حتى تكون قوية وتساعد في إنقاذ روح زوجها". إن الفكرة البسيطة المتمثلة في القيام بذلك لا بد وأنها قد جاءت من قوة أعلى. ليس من عادتي حتى أن أتدخل في شئون الآخرين. شعرت بقوة مسيطرة خلقت دفئًا وصلابة ملحوظين في ذراعي اليسرى. في الواقع وبشكل مدهش تحرك تدفق دافئ وشعور قوي ومرا مباشرة من يدي الممسكة بالصليب وتحركا إلى أعلى ساعدي الأيسر وإلى كتفي الأيسر. بعد أن غمرني هذا الحدث الروحي الذي كان يحدث، أمكنني في تلك اللحظة أن أشعر بتلك الحركة الدافئة التي انطلقت عبر صدري من كتفي إلى كتفي، حيث بدوت متجمدًا في حالتي لفترة وجيزة. أغمضت عيني وشعرت وكأنني أطفو فوق أرضية المستشفى. كانت يد المرأة تمسك بيدي بينما كانت هذه القوة غير المرئية تمر عبر ذراعي اليمنى، وعرفت أنها تمر إلى قبضة المرأة الباكية. لقد وقف كلانا هناك بصمت لمدة ثلاثين ثانية تقريبًا، متماسكين معًا حتى انفجرت أنا أيضًا في البكاء. واستمرت المرأة في البكاء أيضًا. أفلت يدي من قبضتها، ثم توجهت نحو الباب. وأنا منحني، ومنهك تمامًا، وأبكي. وقفت في الردهة بجوار الغرفة مباشرةً، وأسندت جسدي الفارغ عاطفيًا وجسديًا إلى الحائط بينما كنت لا أزال ممسكًا بحامل المحقنة الوريدية. كان العرق يتقطر من جبيني.
سيندي التي شهدت ذلك التبادل العاطفي الذي قمت به كانت قد خرجت الآن من الغرفة. وقفت بجانبي وقالت: "ما هذا الذي حدث بحق الجحيم؟".
لم أتمكن من شرح الأمر، وشككت في ما إذا كانت هي أو أي شخص آخر سيصدق ذلك. بدا الأمر كما لو أن شخصًا آخر سيطر على جسدي ومشاعري.
لم أشعر بالحرج على الإطلاق. لقد شعرت بالارتياح تجاه ما قمت به للتو. كل ما تم جمعه من أحداث وذكريات حياتي كلها حتى هذه اللحظة، لم تكن شيئًا مقارنة بذلك الشعور بالخير الذي شعرت به خلال هذه اللحظة القصيرة الخاصة جدًا. أعلم بلا شك أنني قد اختبرت للتو وشعرت بالقوة الحقيقية لله والروح القدس! لقد كنت مرة أخرى مرتبطًا لفترة وجيزة بمستوى جديد تمامًا من الوجود. كانت المرة الأولى التي شعرت فيها بمثل هذا الشعور كانت عندما كنت أطفو في الأنوار الساطعة في الغرفة البيضاء، مباشرة بعد إصابتي بالنوبة القلبية الأولى. بدا لي ذلك الشعور عند نفس المستوى المقدس العالي. لقد كان الأمر أشبه بكونك جزءًا من وعي أكبر تمامًا يتجاوز معرفتنا الأرضية. لقد تركت كل فكرة دنيوية خلفي، باستثناء ما بقي من أفكار طيبة في ذهني، أو ربما في روحي في تلك اللحظة. شعرت وكأن الله قد أصبح بالفعل جزءًا من جسدي وأرادني أن أشارك قوته مع هذه المرأة التي كانت تعاني من ألم فظيع وخسارة محتملة.
سوف أصلي إلى الأبد، وسأنتظر بفارغ الصبر أن يعود هذا الشعور بأنني "مثل الله" ويستحوذ عليّ مرة أخرى ما دمت باقيًا على قيد الحياة على الأرض.
لا أعرف ماذا حدث لزوج هذه المرأة الذي كان في غيبوبة. ولا أعرف هل كانت قادرة على نقل تلك القوة التي أعطاها إياها الله من خلالي. ما أعرفه هو أنه خلال تلك اللحظات القليلة القصيرة في تلك الغرفة استحوذ على جسدي بالكامل الروح القدس والرب واهب الحياة، بينما كنت مباركًا بالكمال والمعرفة بالله.
لك أن تصدق هذا أو لا تصدقه. لقد كنت أنا نفسي متشككًا دينيًا إلى حد ما، أما الآن فأنا مؤمن لبقية حياتي. ربما وربما فقط كان قيامي بهذا الشيء البسيط مع هذه المرأة كان كما وصفه جراحي بأنه "لا بد أن شخصًا ما بالأعلى لديه سبب ما جعلك تعيش من أجله".
قرأت ذات مرة على لافتة أحد الكنائس: "ليس من الضروري أن يكون الموت هو أفضل وقت للقاء الله للمرة الأولى"، وقد أصبحت هذه المقولة الآن أكثر منطقية بالنسبة لي. يموت كل يوم 2600 شخص بسبب النوبات القلبية. لكني لم أمت! سبحان الله!
معلومات أساسية:
الجنس:
ذكر.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
16/06/2003
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. تعرضت لأزمة قلبية. تعرضت لنوبة قلبية.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ تجربة رائعة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد فقدت الوعي بجسدي.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ وعي وانتباه عاديان.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم. ظلت رؤيتي كما هي، الألوان وما إلى ذلك. كانت الرؤية فقط مشرقة للغاية وداكنة للغاية.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. لا.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من ذلك.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ نعم. وصفته أعلاه في سرد القصة.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ لا.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من روحاني أصلي أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ مشاعر قوية للغاية من القداسة والحب والسعادة واليسر وسعة المعرفة.
هل كان لديك شعورًا بالبهجة؟ السعادة.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. استعرضت تجاربي الحياتية حينما كنت لا أزال على قيد الحياة في سيارة الإسعاف.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حاجز أو نقطة لا عودة؟ غير مؤكّد. ربما كان الستار المفتوح بمثابة الحاجز أو الحد الفاصل.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدل من الروم الكاثوليك
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ مرورك بتجربتك؟ نعم. انظر سرد القصة أعلاه.
ما هو دينك الآن؟ معتدل نفس الانتماء الطائفي
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم. انظر سرد القصة أعلاه.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت من خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. شعرت بأني على معرفة بكل شيء وأنني مثل الله.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم. عانت زوجتي من الاكتئاب.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم. شعرت لأسابيع بعد التجربة أنني أستطيع التحكم في الأشياء الموجودة في الطبيعة، مثل تغيير رحلات الطيور. شعرت وكأنني أستطيع شفاء المرضى عن طريق لمسهم والحديث معهم.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ انظر سرد القصة أعلاه.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم. أشاركها فقط مع الأصدقاء المقربين منذ حدوثها وحتى اليوم.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟ لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا. أنا أتعاطى الكثير من الأدوية بشكل يومي – لكن التجربة لم يعيد إنتاجها شيء.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أنا الآن محامي لدى جمعية القلب الأمريكية. لقد ألقيت خطابات عامة تطرقت فيها إلى هذه التجربة، ولكنني كنت دائمًا حذرًا من قول كل شيء يتعلق بالتجربة خوفًا من أن يطلق عليّ لقب مجنون.