تجربة جيا ب، في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
مرحبًا، اسمي جيا. في عام ١٩٨١ كان عمري ١٦ عامًا تقريبًا وكنت في المنزل لقضاء عيد الميلاد. كنت أزور صديقة في منزل زوجة أبيها وخططت لقضاء الليل. كنا أربع فتيات: صديقتي ديبي، وزوجة أبيها - الممرضة، وأخت ديبي لأبيها البالغة من العمر ٥ سنوات، وأنا. كنا نشرب شرابًا فوارًا ونأكل البيتزا ونشاهد فيلم سوبرمان مع كريستوفر ريفز ذلك الفيلم الذي يفقد فيه سوبرمان قدراته (سوبرمان الجزء الثاني أم الثالث؟) لم أره من قبل. في أحد مشاهد هذا الفيلم يظهر سوبرمان في مطعم ويدير ظهره لرجل يهاجمه من الخلف. أعتقد أن الرجل قد لكمه أو ركله في ظهره وقد عانى من ألم مذهل وربما أصيب بالشلل، لا أتذكر الآن ولكن على أي حال صدمتني قسوة ذلك الفعل إلى جانب الألم الهائل الذي شعر به سوبرمان وكأنني أنا من ضرب. كأنني تعرضت للضرب. كان الأمر غريبًا لأنه لم يسبق لي أبدًا أن شعرت بانجذاب خاص لسوبرمان (وقد كان الأمر مجرد فيلم). لماذا اضطررت إلى التعايش مع ألمه؟ ومع ذلك، هذا ما حدث عندما عانيت من ألم سوبرمان ...
نظرت لأعلى ولاحظت شيئًا مثل ستارة تنزل. نزل ببطء وبشكل متساو، مما أتاح لي الوقت الكافي لمراقبة جودته وملمسه. ونظرًا لأنني لم أر شيئًا كهذا في الحياة الواقعية، لا يمكنني وصفه إلا بأنه هواء محكم؛ هواء منسوج شفاف. خفض مثل ستارة المسرح، ولفنا في النهاية بصورة ثلاثية الأبعاد لكنني كنت الوحيد الذي لاحظ ذلك. شعرت بعدم ارتياح شديد في هذه التجربة وسألت عن مكان الحمام. طلبت الأم من ابنتها الصغيرة أن تدلني على الطريق ونهضت لأتبعها. شعرت برغبة في دفعها جانبًا لأنني لم أستطع الوصول إلى الحمام بالسرعة الكافية؛ كنت مرتبكة وأحاول تفادي الذعر.
وبمجرد أن دخلت الحمام قررت أن أبدو طبيعية وتمنيت أن يختفي كل من ذلك الشعور الغريب وذلك الهواء. جلست على المرحاض ونظرت في المرآة الكبيرة المقابلة له. أما تلك الأشياء الغريبة فلم تختف. حاولت الضغط لطرد الفضلات على أمل أن يعيدني هذا السلوك الروتيني إلى حالتي الطبيعية. ثم سمعت صوتًا عاليًا. كنت جالسة بجوار المرحاض على الأرض أفكر في هذا الصوت وعندها طرقت صديقتي ديبي الباب. سألتني إذا كنت بخير وما إذا كنت قد سقطت من المرحاض قبل أن أبدأ في الضحك بشكل هيستيري. دعوتها للدخول. وعندما دخلت حاولت أن أشرح لها _بهدوء قدر المستطاع_ ما كان يحدث لي. كان من الصعب التحدث لأن الهواء كان كثيفًا واستغرق الأمر مني مجهودًا للشرح بفمي. لا بد أنني سقطت عندما وقفت من المرحاض لكنني لم أتذكر ذلك ولم أكن واثقة من إيماني بهذه الفرضية.
ظلت ديبي تضحك وأنا كذلك كنت أضحك بحدة. كانت ديبي تفكر في أن ما حدث لي كان أطرف حدث في العالم. ومع ذلك لم يكن الأمر مضحكًا بالنسبة لي، فقد اعتقدت أنني ربما سأصاب بالجنون أو سأموت أو شيء من هذا القبيل - نظرًا لأنني لم أكن ممن يغمى عليهم أو يسقطون من المراحيض. حاولت أن أدفع ديبي للتعامل مع الأمر بجدية، فشرحت لها _بشكل جاد_ ذلك الهواء وجودته الكثيفة. وفي أثناء حديثي حاولت غسل يدي لكنني شعرت بشيء غير طبيعي. إذ بدأت أصواتنا تنكتم. وصلت إلى المنشفة وبدا الوصول إليها وكأنه أبدي وجففت يديَّ. كان الهواء كثيفًا جدًّا لدرجة أنني بالكاد كنت أتحرك من خلاله. عدت إلى ديبي وأخبرتها إنني خائفة ولم أكن أعرف ما يحدث لي. أردت أن أبكي.
الشيء التالي الذي عرفته هو أنني رأيت نفسي أتكئ على كتف ديبي. ماذا حدث؟ شعرت فجأة وكأنني كنت شخصًا آخر يشاهد جيا تفقد وعيها على كتف ديبي! كنت قلقة على جيا لكنني شعرت أنني بخير. كنت أخشى أن تكون جيا محرجة من عدم مقدرتها على التحكم في شغفها بسوبرمان؛ كيف ستبرر موقفها؟ نادت ديبي زوجة أبيها قائلة لها بأنني فقدت الوعي وهرعت الأم وابنتها إلى المنزل. شاهدتهم يتحدثون عما كان يحدث وماذا سيفعلون معي. لم أكن قلقة بشأن جيا حقًّا لأنني شعرت أنها كانت بأمان مع ممرضة في المنزل لكنني كنت قلقة للغاية بشأن غرورها لسبب ما.
لا أتذكر ما إذا كنت قد نظرت في المرآة في تلك المرحلة أم لا، لأنني كنت مذهولة جدًّا من انفصالي عن جيا، ومن نقاشهم عنها. حملت ديبي رأس جيا بينما رفعت زوجة أبيها قدمي جيا، وقد شاهدتهما الطفلة الصغيرة يحملان جيا خارجتين بها من الحمام عبر الصالة وحول الزاوية إلى غرفة المعيشة حيث وضعا جيا على الأريكة. وقفت في الزاوية، على بعد حوالي ٢٠ قدمًا. لم أكن أعرف ماذا أفعل. لم أكن متأكدة إلى متى ستكون جيا بخير بدوني. شعرت بالمسؤولية اتجاهها. شعرت أنها ضعيفة بدوني. ومع ذلك لم أر أي ضوء أبيض أو أقارب ميتين؛ لم يخطر ببالي مجرد هذا التفكير. لقد وقفت هناك لفترة من الوقت أشاهد جيا ترقد هناك بينما كانت الممرضة تقيس إشاراتها الحيوية. قالوا إنها كانت تتنفس وإنها بخير لكنها فقدت الوعي ولم يكونوا متأكدين من ما يجب عليهم فعله بعد ذلك.
لم أستطع التحمل أكثر من ذلك. كان عليَّ أن أساعد جيا. لم أكن أعرف كيف لكنني قررت أن أحاول الوصول إليها وتمنيت لو أتمكن من العودة إليها بطريقة ما. وبما أنني لم أكن أعرف كيف خرجت لم يكن لدي أدنى فكرة عن كيفية العودة! لكن ما الذي سأخسره إن حاولت؟ لذلك انجرفت _أو رغبت في ذلك_ أو أيًّا كان ما كنت أفعله وجلست على الأريكة بطريقة أعتقد أنها مماثلة لجلوسك على نفسك. الشيء التالي الذي عرفته هو أنني كنت مستلقية وأنظر من خلال عيني جيا مرة أخرى. لقد اندمجت معها مرة أخرى. ثم أجلستها. استغرق الأمر بعض الوقت لأننا كنا كسولتين وبطيأتين للغاية. جلسنا هناك لفترة من الوقت. كان الهواء لا يزال كثيفًا وخفيفًا. سألتني ديبي وزوجة أبيها إذا كنت بخير لكن الأمر استغرق مني بعض الوقت قبل أن أتحدث. ثم حدث أغرب شيء على الإطلاق. إذ ارتفع حجاب الهواء تمامًا بذات الكيفية التي نزل بها من قبل. ارتفع ببطء كستارة المسرح التي تصعد إلى السقف - ثم اختفى. وقد عاد الهواء صافيًا مرة أخرى.
وبمجرد أن تمكنت من التحدث بدأت في سرد قصتي لكنني كنت على استعداد لقطع ١٠ أميال بغية الحصول على كوب من عصير البرتقال! طلبته منهم وأخبروني أنه ليس لديهم عصير برتقال لكن لديهم كيس برتقال. كنت أشتهيه بشدة. قشروا لي ما يقرب من ٦ إلى ٨ برتقالات وأطعموني لها حتى شعرت بالعودة إلى طبيعتي. وبعد فترة أخذوني إلى منزل أمي وأيقظتها لأخبرها بما حدث لي. الآن أبلغ من العمر ٤٠ عامًا (وعقلانية نسبيًّا) ولم يحدث لي شيء كهذا مرة أخرى. هل من الممكن أنني كنت فقط في حاجة إلى بعض حمض الستريك؟ اذهبوا واستنتجوا!
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
عيد الميلاد ١٩٨٢.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل مررت بحدث يهدد الحياة؟
غير مؤكد. كان الوضع مطمئنًا. بدا كل شيء على ما يرام وكانت صحتي جيدة؛ لم أتعاط المخدرات .. قبل يومين توجهنا إلى المنزل في عيد الميلاد لرؤية والدينا على مسافة طويلة استغرقت يومًا واحدًا وثلاثة أرباع اليوم! خلال تلك الرحلة السريعة قضينا أربع ساعات من السفر عبر فجوة قارية خلال عاصفة شتوية غادرة، كان علينا القيادة بسرعة ٥ أميال في الساعة دون قيود (متجاوزين كل الإرشادات)، في أكثر الظروف خطورة. كان من الممكن أن نموت - رأينا الكثير من الشاحنات المنحرفة عن مقطوراتها ولا توجد مركبات أخرى على الطريق طيلة ذلك الوقت؛ كانت القيادة حذرة وبطيئة للغاية وانحرفنا على الطريق الجليدي في ظل تلك الرياح القوية، محاولين عدم النظر إلى أسفل المنحدرات الثلجية العميقة. أتذكر أنني كنت خائفة جدًّا من تشغيل تلك الأغنية المؤرقة "الخدعة الرخيصة" على الشريط في السيارة.
كيف تنظرين في محتوى تجربتك؟
إيجابية.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
نعم، لا أدري كيف كنت أبدو. لا أتذكر أنني نظرت في المرآة الكبيرة أمامي. لكن لا شيء يبدو خارجًا عن المألوف. بدت جيا مثل جيا وكان عقلي كما هو. ومع ذلك عرفت بلا شك أنني كنت العقل وأن جيا هي الجسد. كان شعوري هو أنني كنت الروح وأنه يمكنني الاستمرار بدون جيا الجسدية لكن قد لا تتمكن جيا من الاستمرار بدوني إلى أجل غير مسمى. شعرت بالمسؤولية نحوها. لكنني كنت روحًا دون أدنى فكرة عن سبب انفصالنا المفاجئ هذا أو ما يعنيه أو ما يجب أن أفعله حيال ذلك.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
باستثناء السقوط من المرحاض وفقداني الوعي على كتف صديقتي، كنت سأقول إنني كنت شديدة الوعي. كان عقلي نشطًا وبصري ممتازًا.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أو أبطأ؟
بدا أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. يبدو أن كل شيء استغرق وقتًا طويلاً جدًّا.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
سمعت صوتًا مرتفعًا عندما سقطت من المرحاض (عندما فقدت الوعي لفترة وجيزة) لكنني لم أستطع استيعاب هذا الصوت.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
لا.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
لا.
هل رأيت ضوءًا غريبًا؟
لا.
هل بدا لك أنك قد دخلت عالمًا آخر، غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح. العيون - رأيت الهواء محكمًا وانفصل جسدي عن ذهني. الأنف - لا أتذكر أنني شممت أي رائحة. الفم - يمكنه أن يتكلم ولكن بشق الأنفس. الأيدي - يمكن أن تشعر لكن الهواء كان سميكًا للتحرك من خلاله؛ شعرت بالماء والصابون والمناشف. كانت الأذن غريبة - إذ كانت الأصوات مكتومة كما لو كان القطن محشوًّا في طبلة أذني أو كما لو كنت بعيدة عن مصدر هذه الأصوات.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
قبل الانفصال: القلق، الخوف، الذعر، البراءة. وبعد الانفصال: الاهتمام، المسؤولية، الرحمة، المعرفة. وبعد التجربة: الخمول، الشغف، الراحة، الشك.
هل فجأة بدا لك أنك تفهمين كل شيء؟
كل شيء عن الكون. أتمنى لو كنت قد حصلت على بعض جواهر التنوير. بخلاف المعرفة المطلقة بأنني أكثر من مجرد جسد، خرجت من التجربة مطمئنة بأن الحياة تدوم إلى ما بعد زوال الجسد. لقد كان ذلك مطمئنًا، بغض النظر عن شكل الوجود الفعلي لحياة ما بعد الموت.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني. رأيت جسد جيا عند العودة.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
لا.
هل وصلت حدًّا أو نقطة لا عودة؟
وصلت حاجزًا لم يسمح لي باجتيازه؛ أو أرجعت بعكس رغبتي. كنت أرغب في العودة لكن لم تكن لدي أي فكرة عن كيفية العودة - كنت أتمناها!
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك الآن؟
ليبرالية. روحانية ولست دينية؛ أعتقد أننا أرواح عظيمة تعيش في هذا الوجود المادي.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
نعم، من قبل كنت أومن بشدة أننا اختلقنا فكرة الله والدين لنعزي أنفسنا. كانت لدي صورة علمية مستقلة ومتمردة عن العالم. ومنذ هذه التجربة أصبحت منفتحة على فكرة أنه يوجد في السماء والأرض ما هو أكثر من ما نحلم به في واقعنا. ربما لم أتعرف على الله لكنني أعلم أن ما لا أعرفه أكثر من ما أعرفه. أعتقد الآن أننا كائنات مدهشة لها سمات تتجاوز بكثير تصوراتنا الجامحة! وأسباب ذلك كثيرة جدًّا لدرجة أنه لا يمكن شرحها هنا أو لا يمكننا ببساطة أن ننسبها إلى هذه المرحلة الحياتية ولكن بالتأكيد غرست التجربة بذرة في تصوري.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم نعم، خاصة محاولة توضيح نوعية ذلك الغلاف الجوي وملمسه وكثافته.
هل لديك أي هبات نفسية، غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
غير مؤكد. سيكون الأمر رائعًا إن حصلت على هذه الهبات لكن لا. ومع ذلك لدي من الحدس والأحلام الكثير.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
كان الأسوأ قبل الحدث، كنت خائفة وأشعر بغرابة الموقف. وخلال الحدث كان الأفضل هو أنني بعد أن غرقت في هذه التجربة نجوت منها.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم، عدة مرات. من الصعب معرفة ما كانوا يفكرون به حقًّا في ما وراء ردود أفعالهم الخارجية. لدي صديق يعتقد أن كائنات فضائية اختطفته - ومن أكون لأقول إن هذا لم يحدث؟ أنت فقط لا تعرف الأمر حتى يحدث لك. لقد مر الكثير من الناس بمثل هذه التجارب، والكثير منهم ليسوا منفتحين ليصرحوا بها!
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
لا.
هل يوجد أي شيء آخر تودين إضافته لتجربتك؟
في الحقيقة لا يوجد شيء.
هل لديك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
تبدو فكرة رائعة، أنا سعيدة لأنني عثرت على موقعكم هذا. وأتطلع إلى قراءة تجارب الآخرين وإلى نتائج أي بحث جمعت حول هذا الموضوع. شكرًا لكم.