جيني ب. تجربة الاقتراب من الموت المحتملة
|
وصف التجربة:
عندما كنت في عامي الأول، توفي أخي غير الشقيق الذي كان في السابعة عشرة من عمره، بسبب الحمى القرمزية. لقد أصيب بالحمى الروماتيزمية عندما كان في الرابعة من عمره. وكان دائمًا طفلًا مريضًا، لكنه كان ملائكيًا، حيث أصابه مرضه الأول بـ "ثقب في القلب". كان شابًا جميلًا وموهوبًا، أحبني وعلمني كيف أمشي. كنت أعشقه.
عندما دخلت الصف الأول، كانت معلمتي قاسية جدًا معي. كنت أعاني من عسر القراءة وكنت أواجه صعوبة كبيرة في القراءة. كانت المعلمة تحرجني بشدة بسبب عدم قدرتي على التركيز والقراءة. لذلك أصبحت مكتئبة للغاية. وفي نفس العام كان الشتاء قاسيًا. كان عليّ أن أمشي حوالي ميلًا (كيلومتر ونصف) للوصول إلى المدرسة مرتدية بدلة مبطنة وحذاء ثقيل مناسبين للجليد، وسط تساقط غزير للثلوج. كانت أمي أيضًا مكتئبة. كان والدي مستبدًا وديكتاتوريًا. كان نظامي الغذائي يشمل اللحم والبطاطا، كما كان شائعًا في خمسينيات القرن الماضي. وكان مسموحًا لي بتناول الكثير من الحلوى، وكان الخبز الأبيض شائعًا. لم يكن هناك وعي بالتغذية السليمة في منزلنا آنذاك. كان جسدي هشًا جدًا. أعتقد أنني كنت أعاني من الكساح خلال أول عامين من حياتي، حيث كانت ساقاي متقوستان بشكل رهيب.
أتذكر أنني كنت عائدة من المدرسة ذات يوم في بداية عاصفة ثلجية شتوية. كنت قد تعرضت لضرر نفسي بالغ في المدرسة مرة أخرى. كان يبدو أن هذه المعلمة تستهدفني كل يوم. كنت هشة و"جميلة"، بشعر أشقر رقيق وبشرة شاحبة. بينما كانت المعلمة ضخمة وثقيلة، لها شارب داكن وكاحلين عريضين. كنا نقيضين تمامًا.
وبينما كنت أسير عائدة إلى المنزل وسط البرد القارس، استسلمت. كنت حزينة ومكتئبة لدرجة أنني أردت الخروج من هذه الحياة بالكامل. وفي تلك الليلة أصبت بالتهاب حاد في الحلق تطور إلى ما كانوا يعتقدون أنه الدفتيريا. كما أصيبت أذني اليسرى بالتهاب. كان منزلنا مليئًا دائمًا بدخان السجائر، حيث كان كلا والديّ مدخنين. وضعوني في السرير وأنا مصابة بحمى شديدة. لم يستخدموا مقاييس الحرارة، لكنني شعرت بأنني أحترق، وبدأت أهلوس، ودخلت في حالة تغير في الوعي.
كانت جدتي لأمي تمارس العلوم المسيحية، لذا تم استدعاؤها لتعودني بعد أن تبين أنني لم أتحسن. جلست بجانب سريري وقرأت لي من الكتاب المقدس ومن كتاب "العلم والصحة"، وصَلَّت. كانت تعظني وتقول أن ما أعانيه كان خطأً وليس حقيقة. حاولت أن أستمع إليها، لكنني ظللت أفقد وعيي وأستعيده. كنت مريضة جدًا على هذا الحال لعدة أشهر. وتوقفت عن الأكل. لم يكن لدي شهية. بالكاد كنت أقوم من على وسادتي. أتذكر أنني كنت أغلق عيني وأرى فراغًا. كان كل شيء أسود داخل ذلك الفراغ. ثم على مسافة بعيدة، إذا ركزت هناك، كنت أرى نقطة بيضاء صغيرة بعيدة. كانت تقترب مني ببطء، وفي النهاية كانت تندفع نحوي مع صوت رياح عاتية. بعد ذلك، كل ما رأيته من الداخل هو نور أبيض ساطع ولامع. أكثر نور مشرق رأيته في حياتي على الإطلاق. بعدها كنت أرى نقطة سوداء صغيرة على مسافة بعيدة، وكانت تلك النقطة تندفع نحوي وتكبر أكثر فأكثر حتى يصبح كل شيء أسود مرة أخرى. واستمر هذا النمط نفسه في التكرار بلا نهاية لعدة أشهر.
في هذه الأثناء انفجرت طبلة أذني اليسرى. كان ألم انفجار الطبلة وتصريف القيح لا يوصف، ورائحة العدوى المتعفنة، والهذيان. كانت والدتي تغير غطاء وسادتي بشكل متكرر. لم أسمح لأحد بلمس أذني لأن الألم كان شديدًا للغاية. كل ما كنت أتوق إليه هو الذهاب إلى حالة الوعي المتغير ورؤية النقاط. كانت هناك زجاجة ماء ساخن على وسادتي لتعطيني شيء من الراحة. لكن الراحة الوحيدة من الألم كانت تأتي عندما تبدأ النقاط السوداء والبيضاء في الظهور مرة أخرى، عندها كنت أهرب من الألم.
خلال هذا الوقت، أعتقد أن مرضي استمر لشهرين أو أكثر، لم أتناول أي طعام. لا أتذكر أنني شربت الكثير أيضًا. أحيانًا الماء. أخبرتني أختي لاحقًا أنني خلال تلك الفترة كنت أبدو كأنني في معسكر اعتقال، كنت مجرد هيكل عظمي وجلد أبيض.
وفي إحدى الليالي بدأت النقاط في الظهور مرة أخرى، ووجدت نفسي خارج جسدي، لم أكن أعاني من اي ألم، كنت أطفو فوق جسدي عند زاوية غرفتي. أتذكر أنني كنت أفكر أنني سأغادر الآن. شعرت بالسرور من فكرة المغادرة وترك الألم خلفي. لم أرغب في البقاء. وحينما كنت على وشك الرحيل تمامًا رأيت أمي تدخل الغرفة. ركعت بجانب سريري، وصلّت، وبكت. دموعها المتوسلة لمستني بعمق. كانت تصلي من أجل شفائي. أدركت أنها تحبني حقًا. أعتقد أنني لم أكن متأكدة من ذلك الحب قبل تلك اللحظة. أتذكر أنني قررت العودة والمحاولة.
استيقظت في صباح اليوم التالي. كانت حرارتي قد انخفضت وتوقفت الحمى. طلبت من أمي أن تحضر لي بعض الفاكهة. كانت الفاكهة الطازجة نادرة في أوماها خلال الشتاء في ذلك الوقت. أحضرت لي طبقًا من كوكتيل الفواكه المعلبة، وكان طعمه الشهي أشبه بطعام الجنة. أكلت كل شيء ونهضت من السرير. كان جسدي ضعيفًا، لكنه كان خاليًا من الألم، وشعرت أنني شُفيت.
بعد بضع سنوات، بحثت عن التهابات المكورات العقدية في الموسوعة البريطانية، ووجدت أن البكتيريا يمكنها أن تعيش لسنوات في السجاد والمفروشات. لا أعرف هل هذا صحيحًا أم لا، لكنني كنت أتساءل هل بكتيريا أخي أصابتني فعليًا أم مجازيًا. لقد كنا نتقاسم حساسية فنية رقيقة وواجهنا أبًا كان شخصًا صعبًا.
تم فصل معلمة الصف الأول التي كانت تعذبني عاطفيًا، وتم إدخالها إلى مصحة للأمراض العقلية. أخبرتني والدتي بهذا بعد سنوات عديدة. لقد كانت مختلة عقليًا.
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
1951.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟
نعم. المرض. لست متأكدة مما يعنيه هذا السؤال. كان المرض نفسه خطيرًا جدًا، مؤلمًا ومهددًا للحياة.
كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟ لقد غادرت جسدي بوضوح ووُجدت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ هذا من الصعب تحديده لأن كل حالة تختلف عن الأخرى ولكل منها شدتها. الطفو في زاوية الغرفة في تلك الليلة ورؤية أمي تتحرك بالأسفل كان واضحًا جدًا. وكذلك كان تناول طعامي الأول واضحًا أيضًا. ما زلت أرى طبق كوكتيل الفاكهة. والكرز الأحمر الذي لم أحبه لأنه كان حلوًا جدًا.
هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.
هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. في سن السابعة لم يكن لدي مفهوم للوقت على الإطلاق، لذا يصعب الحكم على ذلك. أعرف أنني منذ مروري بتلك التجربة، أصبح لدي وعي مرن جدًا بالوقت، كما لو أنني أستطيع تسريعه وإبطاءه بإرادتي.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، أعتقد أنني وصفت هذا أعلاه. أثناء حالة الوعي المتغير، لم يكن النور الأكثر سوادًا والنور شديد السطوع طبيعيان.
يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. نعم، كنت مدركة تماماً لصوت العدوى في أذني، وكأنني كنت استطيع سماع البكتيريا وهي تقضم وتتحرك مثل الديدان المجهرية، وكنت أسمع خلايا جسدي وهي تحاربها.
هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم التحقق من تلك الأمور.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟ غير مؤكّد. أعتقد أن النقاط كانت تشبه رمزيًا تجربة النفق، فقد كانت مثل النور في نهاية النفق من حيث تأثيرها.
هل قابلت أو أصبحت على علم بوجود أي كائنات متوفاة (أو حية)؟ غير مؤكّد. لا أتذكر بدقة، لكن ربما زرت أبعادًا أخرى، رغم أنني لا أملك ذكريات واضحة عنها. فقط لدي إحساس بأن هذا قد حدث، لكنه حدث خارج نطاق الوعي الكامل.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟ نور واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟ نعم، لقد وصفت سابقًا النور الساطع. كان يظهر قبل أن أعي تمامًا أنني خارج جسدي. كان يأتي ويذهب على مدار أيام متتالية خلال فترة المرض.
هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غامض؟ عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعرت بالخلاص من كل ألم وتوتر وقلق وكآبة.
هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.
هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني. لقد غيرت الأحداث التي وصفتها من حياتي للأبد. عندما عدت أخيرًا إلى المدرسة، كنت متأخرة جدًا عن بقية التلاميذ. معلمتي في الصف الثاني كانت محبة ولطيفة جدًا معي وتفهمت وضعي. لم تطلب مني شيئًا بخصوص القراءة. أعتقد أنها لاحظت أنني أحب الرسم، لذا طلبت مني في عيد الميلاد في تلك السنة أن أرسم لوحة جدارية على الحائط. قامت بتعليق أوراق الجرائد الفارغة الكبيرة، وباستخدام ألوان الجواش رسمت مشهد ميلاد المسيح بمفردي.
عندما حان موعد لقاء أولياء الأمور، أثنى الجميع على اللوحة الجدارية ثناءً جمًا. وشعرت بالفخر والسعادة لأنهم أعجبوا بها، وقررت حينها أن أصبح رسامة، وهذا ما أصبحت عليه. لقد وجدت عملي ومهنتي وسعادتي. وكان هذا أمرًا كبيرًا بالنسبة لي.
ومن الغريب أنه في شهر مارس أو أبريل، بينما كانت الثلوج تذوب، كنت أمشي إلى المدرسة وأتذكر شعوري بالسعادة لأنني اكتشفت أنني أستطيع الرسم، وأن موهبتي كانت محل تقدير، وأنني سأصبح رسامة. وعلى الرصيف، على بعد خطوات من بيتي، وجدت مسطرة على شكل حرف T، وهو أداة فنية. التقطته وعرفت أنه كان مرسلًا لي. وأنه كان علامة. لا أعرف كيف عرفت في ذلك العمر أن هذا كان مسطرة حرف T، لكنني عرفت، وما زلت أحتفظ به.
وأكثر من ذلك، سواء كان ذلك ذكرى حقيقية أم خيال، لقد رأيت يدًا سماوية تضع المسطرة حرف T هناك على الرصيف لي خصيصًا، لتعلمني أنني وجدت طريقي، بطريقة ما.
هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم. بعد شفائي، وبعد رؤيتي أن مرضي شفى العائلة بأكملها - بطريقة ما - أدركت أنني قد حصلت على الأساس الذي أحتاجه للتخطيط لحياتي وتحقيق خططي لدراسة الفن. وهذا ما حدث. أنا الآن في الثالثة والستين من عمري، والرسم والفن والتصوف كان لهم دور كبير في حياتي.
هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ غير مؤكّد. الحدود موجودة في كل مكان، في كل شيء وحول كل شيء، حتى في الواقع غير العادي. الحدود نسبية.
الله والروحانية والدين:
ما هو دينك قبل تجربتك؟ معتدلة. من اتباع "العلم المسيحي".
هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ نعم، لقد كنت دائمًا باحثة متحمسة عن المعرفة الصوفية.
ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. بوذية.
هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ نعم، لقد كنت دائمًا باحثة متحمسة عن المعرفة الصوفية.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.
فيما يتعلق بحياتنا الارضية بخلاف الدين:
هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم، لقد عرفت أن الجسد المادي هو بيت مؤقت لجسد آخر. وأن هناك أبعاد عديدة لا يدركها العالم العادي، لا سيما في خمسينيات القرن الماضي، وأنني يجب أن أمتلك وعيًا مزدوجًا للتعايش مع العالم العادي. لذلك أصبحت شديد الانطواء. وفي وقت لاحق من حياتي، أصبحت شغوفة بدراسة وتجربة الموضوعات الصوفية.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ نعم، لقد كانت تجربة المرض وتجربة الخروج من الجسد تجربتان قويتان جدًا، وحدثتا في وقت مبكر من حياتي، لذلك أصبحتا جزءًا لا يتجزأ من تاريخي، ضمن عدد كبير من الأمور الأخرى. هناك عدد قليل من البشر في حياتي لا يعرفون عن هاتان التجربتان، فكيف يمكن أن يكون هناك أي تغيير حقًا؟ إنهما جزء من تاريخي.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ نعم، أنا أتواصل بشكل تخاطري، ويمكنني التنبؤ باتجاهات الأحداث في المستقبل بدقة كبيرة – فيما يتعلق بالخطوط العامة للأحداث العالمية. أستطيع أن أعرف ما يشعر به الآخرون، في كثير من الأحيان بشكل حاد للغاية، لذلك يكون التعاطف مؤلمًا أحيانًا. أستطيع غالبًا قراءة أو سماع ما يفكر فيه الآخرون. أعرف ما سيقولونه قبل أن يقولوه.
هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ كانت التجربة برمتها مشبعة بطبقات من المعاني.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، لقد جاء إدراكي الكامل لمدى اختلافي عن الأشخاص العاديين بعد إجراء تحليل متعمق في سن الثلاثين. كانت الفجوة بين من كنت عليه وما كنت مدركًا له، وما كان العالم يفعله ويقوله ويعترف به شديدة جدًا في سنوات مراهقتي وعشرينياتي، لدرجة أنني واجهت العديد من الصعوبات النفسية. ساعدني بعض المحللين النفسيين البارعين على فهم موقفي، ووضع كل شيء في إطار معقول يمكنني التعايش معه. بعض القبول الذاتي والوعي بالآخرين، الذي كان من الصعب الوصول إليه بمفردي بسبب الوعي المختلف أو الغريب الذي كنت أعيش فيه، أصبح أخيرًا واضحًا لي بطريقة منطقية. لقد بدأت في العمل مع التحليل النفسي عندما كنت في الثلاثين. قبلها كنت أتخبط مع طبيب نفسي من أتباع فرويد، وبعض المعالجين السلوكيين الذين ليس لديهم فكرة عن كيفية التعامل مع طريقتي في الحياة، ولا وجودي وواقعي. وبعد حوالي ثلاثمئة ساعة مع بعض المحللين النفسيين البارعين، بدأت أتمكن من مشاركة بعض تجاربي مع عدد قليل من الآخرين المختارين. معظم الناس ليسوا مهتمين، بل يخافون من المواضيع المحيطة بالموت والاحتضار والأبعاد الأخرى.
هل كانت لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ نعم، عندما توفي أخي كنت في عامي الأول. وكانت الأسرة تعاملني ككائن غير واعي. في خمسينيات القرن الماضي، لم يكن معظم الناس "العاديين" يؤمنون بأن الطفل يتمتع بقدر كبير من الوعي. لكنني في ذلك العمر كنت منفتحة جدًا، وكان لدي وعي بدائي. أشعر أن لدي ذكرى غير واضحة لخروجي من جسدي لألقي نظرة خاطفة على حقيقة أخي بينما كان يحتضر. هناك مشاعر غامضة جدًا تتعلق بمقابلته بعد وفاته. لكن هذه المشاعر ضعيفة للغاية.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ نعم، أمر بتجارب الخروج من الجسد من وقت لآخر، أخرج من جسدي عدة مرات في السنة. أنا أدرس حياتي التي أعيشها في عالم الأحلام، وأدرس اليوغا الخاصة بالأحلام. عندما كنت في الثالثة والثلاثين من عمري، تناولت البيوتي في طقس ديني منفرد (Peyote: نوع من الصبار ينمو بشكل طبيعي في المناطق الصحراوية بشمال المكسيك وجنوب الولايات المتحدة، وهو مادة مهلوسة يمكن أن تؤثر على الوعي والإدراك، ويُستخدم طبقًا لطقوس الأمريكيين الأصليين بهدف تحقيق تجارب روحانية أو رؤى)، ومررت بتجربة صوفية عميقة أضافت المزيد إلى دراستي للتصوف.
هل هناك أي شيء آخر تود إضافته إلى تجربتك؟ أعتقد أنني قلت كل ما أستطيع الآن. أنا متعبة جدًا. كانت مشاركة كل هذه التفاصيل متعبة ومرهقة عاطفياً.
هل هناك أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟ أود أن أفعل ذلك، لكن في وقت لاحق. أنا متعبة وقد تأخر الوقت، وكما قلت أشعر بالإنهاك. أرجو المعذرة!