تجربة غلوريا القريبة من الموت
الصفحة الرئيسية تجارب حديثـــــة مشاركة تجربــــة




وصف التجربة:

كانت تجربتي مملة نوعًا ما. أما تجربة والدتي الموازية فكانت أكثر إثارة للاهتمام. كنت مراهقة مضطربة، وكنت أجمع حبوب الأدوية الموصوفة. وفي وقت متأخر من إحدى الليالي قررت الانتحار، قطعت معصميّ بهدوء، وتناولت كل الحبوب التي كنت أجمعها، ثم ذهبت إلى الفراش.

وصفت والدتي (كنا في ذلك الوقت لا نتحدث معًا) أنها شعرت بالذعر نحوي، وشعرت وكأن البيت كله مشحون. وشعرت برغبة ملحة في الدخول إلى "الأرض المحرمة" وهي غرفة نومي لتحاول إيقاظي. وقالت إنها بمجرد أن نظرت إليّ، حتى رأت أنني كنت زرقاء اللون. وبطريقة ما، استطاعت أن تجعلني أستعيد وعيي جزئيًا وتُخرجني من سريري.

شعرت وكأنني أطفو حول جسدي، لكن من المحتمل أن يكون هذا الشعور نتيجة الأدوية. لم أشعر بأي إحساس جسدي رغم أنني كنت أصطدم بالجدران والأبواب. كنت أراقب جسدي وهو يرتطم ويتخبط. وبعد يومين، عندما انتهى كل شيء، وجدت كدمات على رأسي وأجزاء أخرى من جسدي. وفي هذه الأثناء، وصلنا بطريقة ما إلى المستشفى، حيث وضعوني على نقالة وأدخلوني إلى غرفة، وأدخلوا أنبوبًا في أنفي ونزلوه إلى حلقي (أتذكر هذا! – شعرت وكأن أحدهم وجه لي لكمة مباشرة في أنفي). ظل طاقم المستشفى يصرخون بي لأبقى مستيقظة. كنت أراقبهم من خارج جسدي أكثر مما كنت أراقبهم من داخله.

طوال هذا الوقت ظللت أفكر، أليس من المفترض أنني أُصارع للبقاء على قيد الحياة كما في الأفلام؟ أليس من المفترض أن أحظى بكشف وجودي عميق وأنا أحتضر؟ لكن لا شيء. بدا الأمر كله مخيبًا للآمال تمامًا.

وفي هذه الأثناء، كانت والدتي في غرفة الانتظار تتساءل عما إذا كنت سأموت. (بالمناسبة، كانت والدتي أقل النساء تدينًا ممن عرفتهم، لم تعلن يومًا عن إيمانها بالله، ولم يكن لديها اهتمام بالأمور الروحية، وقد تربّت على يد أم ملحدة، إلخ.). وقد وصفت شعورها بقلق شديد هو الأكثر حدة في حياتها، أثناء جلوسها في غرفة الانتظار، وكأنها هي من كانت تحتضر. وقالت إن يسوع دخل بعد ذلك إلى غرفة الانتظار، وقال لها: "كل شيء سيكون على ما يرام". وقالت إنها شعرت فورًا بسلام عميق يجتاحها، وتلاشى القلق تمامًا. كانت تعرف أنها لم يتم إخبارها بما إذا كنت سأعيش أم أموت، بل تم إخبارها فقط بأن كل شيء سيكون على ما يرام في كلتا الحالتين.

لم تخبرني والدتي عن هذه التجربة إلا بعد سنوات. سألتها كيف عرفت أنه يسوع وليس مجرد رجل يعمل في المستشفى. فقالت إن ذلك كان من خلال شكله وأنها "فقط عرفت". سألتها إن كانت ملامح الرجل تشبه رجال البحر الأبيض المتوسط بلحية ورداء طويل فضفاض، وهل كان شفافًا، أو له أجنحة، أو يطفو عن الأرض؟. فقط التفتت بعينيها نحوي وقالت إنه بدا كشخص عادي، لكنه لم يكن كذلك، ورفضت أن تناقشني أكثر في كيفية معرفتها بأنه يسوع. ثم سألتها إن كانت لم تشعر بالإلهام لتصبح مسيحية. وكان جوابها كلا، إطلاقًا.

لم تصبح متدينة أبدًا، باستثناء فترة وجيزة من مغازلة البوذية، والتي تجاهلتها وقت احتضارها. قالت إن كل "ذلك" لم يعد له أي قيمة. كان احتضارها عملية طويلة وبطيئة. كانت واعية. وكانت تصف آخرين لم أكن أراهم، كانوا موجودين معها في الغرفة. وبشكل خاص، وصفت رجلًا طويل القامة. كان والدها رجلًا طويل القامة، فسألتها إن كان هو من تتحدث عنه. فقالت لا، والدها كان "هناك" (وأشارت إلى مكان آخر). وقالت إن الرجل الطويل أخبرها بأنها لن تعاني من عذاب الاحتضار. وكان محقًا. عندما توفيت، فتحت عينيها، كانتا صافيتين ومشرقتين، ثم رحلت.

معلومات أساسية:

الجنس: أنثى.

تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت: صيف 1978.

عناصر تجربة الاقتراب من الموت:

في وقت تجربتك، هل كان هناك حدث يهدد حياتك؟ غير مؤكَّد. محاولة انتحار. لست متأكدة مما إذا كنت قد فهمت السؤال.

كيف تنظر في محتوى تجربتك؟ مشاعر مختلطة.

هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟

لقد فقدت الوعي بجسدي.

كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟ أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. كما هو مذكور أعلاه.

في أي وقت خلال التجربة كنت عند أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟ عندما كنت "داخل" جسدي، لم أكن أعرف ما الذي كان يحدث. وعندما كنت "أطفو" كانت تراودني أفكار حية وسمع واضح لا زلت أتذكرهم حتى يومنا هذا.

هل تسارعت أفكارك؟ تسارعت أفكاري بشكل لا يُصدق.

هل بدا أن الوقت كان يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟ بدا أن كل شيء كان يحدث في لحظة واحدة أو أن الوقت قد توقف أو فقد كل المعنى. مجرد شعور بأنني هنا لكنني لست هنا. كنت في منطقة ما بين الاثنين.

هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟ كانت حواسي حيوية بشكل لا يُصدق.

يرجى مقارنة رؤيتك أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. لا أعتقد أنني كنت أرى بعينيّ جسدي. أعتقد أنهما كانتا مغمضتين طوال الوقت تقريبًا.

يرجى مقارنة سمعك أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة. غير مؤكّد. كان الشعور أشبه بالتصنت على شيء ما، وليس مجرد استماع عادي.

هل بدا أنك كنت على دراية بأمور تحدث في أماكن أخرى، كما لو أن ذلك كان يتم من خلال إدراك حسي خاص؟ نعم، وقد تم تأكيد حدوث تلك الأمور.

هل مررت داخل نفق أو عبرت من خلاله؟ لا .

هل قابلت أو أصبحت مدركًا لوجود أي كائنات متوفاة (أو على قيد الحياة)؟لا.

هل رأيت أو شعرت أنك محاط بنور مشرق؟

نور واضح من أصل روحاني أو من أصل غير دنيوي.

هل رأيت نورًا غريبًا؟ لا .

هل بدا لك أنك دخلت إلى عالم آخر غير أرضي؟ لا.

ما هي العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟ شعور بالانفصال والاسترخاء.

هل كان لديك شعور بالبهجة؟ شعرت بفرح لا يُصدق.

هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟ شعرت بالاتحاد مع الكون أو أني ذات واحدة معه.

هل بدا لك فجأة أنك تفهم كل شيء؟ كل شيء عن الكون.

هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟ برق الماضي أمامي دون تحكم مني.

هل جاءتك مشاهد من المستقبل؟ مشاهد من مستقبل العالم.

هل وصلت إلى حد فاصل أو نقطة لا عودة؟ لا.

الله والروحانية والدين:

ما هو دينك قبل تجربتك؟ ليبرالية. لا أمارس أي شعائر دينية وليس لدي معتقدات دينية.

هل تغيرت ممارساتك الدينية بعد مرورك بتجربتك؟ لقد جربتُ الدين، لكنني ببساطة لم أستطيع التعمق فيه ولا أؤمن به. في الواقع، كلما درستُ النصوص الدينية أكثر، كلما قلّ إيماني بالدين، لكنني أحترمه كوسيلة يستخدمها الآخرين للتواصل مع إنسانيتهم والشعور بمجتمعهم والتأمل في حقيقة الموت كجزء من الحياة.

ما هو دينك الآن؟ ليبرالية. لا شيء.

هل تغيرت في قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟ لقد جربتُ الدين، لكنني ببساطة لم أستطيع التعمق فيه ولا أؤمن به. في الواقع، كلما درستُ النصوص الدينية أكثر، كلما قلّ إيماني بالدين، لكنني أحترمه كوسيلة يستخدمها الآخرين للتواصل مع إنسانيتهم والشعور بمجتمعهم والتأمل في حقيقة الموت كجزء من الحياة.

هل رأيت أرواحًا لشخصيات متوفاة أو شخصيات دينية؟ لقد رأيتهم بالفعل.

فيما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:

هل اكتسبت خلال تجربتك معرفة أو معلومات خاصة تتعلق بهدفك؟ نعم. الموت لم يبدو مخيفًا على الإطلاق.

هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟ لا.

بعد تجربة الاقتراب من الموت:

هل كان من الصعب التعبير عن التجربة بالكلمات؟ لا.

هل لديك أي قدرات نفسية غير عادية أو أي مواهب خاصة أخرى ظهرت بعد تجربتك ولم تكن موجودة لديك قبل التجربة؟ لقد كنت صغيرة عندما حدثت هذه التجربة، لذلك لا أملك الكثير من الخبرات السابقة لأقارنها بها. لكنني عرفتُ بموت صديقة وموت حبيب قبل وفاتهما، وكلاهما ماتا في حوادث. كما أنني كنت أعلم بأشياء عشوائية وغريبة قبل وقوعها. لست شخصية عاطفية بشكل خاص أو حساسة حتى، لكن عندما تأتيني هذه "المعرفة" يكون الأمر دراميًا للغاية وغالبًا ما أنهار بالبكاء بطريقة مأساوية. في الواقع، هو أمر محرج جدًا، ولن أفصح عنه أبدًا لأي أحد إلا في منتدى وبهوية مجهولة. أحاول تجنب "المعرفة".

هل كان لجزء أو لأجزاء من تجربتك مغزى خاص أو أهمية خاصة بالنسبة لك؟ لم يكن للتجربة مغزى كبير في وقت حدوثها، لكن الآن وبعد أن أصبحت أمًا أراها بمثابة دليل عميق على مدى ارتباط الأمهات بأطفالهن (حتى لو لم يبادلهن الأطفال نفس الشعور!).

هل سبق وأن شاركت قصة هذه التجربة مع الآخرين؟ نعم، دوّنتُ مذكراتي وشاركتها مع أخي وأختي عندما كانت والدتي تحتضر، ظنًّا مني أنها قد تُعزيهما، وذلك بعد خمسة وعشرين سنة من وقوع هذه الحادثة. ناقشتُ أمر التجربة أنا وأمي من حين لآخر عندما بدأتُ الحديث عن التجربة بدافع الفضول. لا أعرف شعور أخي وأختي. لكن والدتي كانت تُدرك تمامًا أن هذه التجارب حقيقية، لكنها لم تُغيّر تشككها في الدين ولم تغير أي شيء آخر نتيجةً لتلك التجارب.

هل كان لديك أي معرفة بتجارب الاقتراب من الموت قبل مرورك بتجربتك؟ لا.

ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة من حدوثها (أيام إلى أسابيع)؟ربما كانت التجربة حقيقية. لم تكن التجربة حقيقية بالتأكيد. من الصعب التوفيق بين ما هو سريالي وما هو عادي. لا يمكنني أن أقول إن هذه الأحداث لم يتم إدراكها بوضوح، لكن من يعلم إلى أي مدى يشوه تركيبنا الفيزيولوجي البشري ما ندركه؟. لقد رأيت هذه الأحداث على أنها حقيقية، لكن العودة إلى الروتين الطبيعي (حان وقت الاستيقاظ والذهاب إلى المدرسة) وضع هذه التجربة في مكان منفصل وخاص بها.

ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟ ربما كانت التجربة حقيقية. اليوم، لا أفصل تجربتي عن تجربة والدتي. أعتبرها تجربة مشتركة. لقد قضيت وقتًا لا بأس به مع أشخاص يحتضرون. ومن الشائع جدًا أن يصفوا رؤيتهم لأشخاص غير موجودين. فهم يرون أناسًا قد ماتوا بالفعل أو أشخاصًا لا يعرفونهم. لم أقابل أبدًا شخصًا يزعم أنه يرى شخص لا يزال حيًا لكنه ليس موجودًا في الغرفة حقًا. بالنسبة لي، هذا يوحي بأنهم لا يهلوسون، لكنه لا يستبعد احتمال أنهم يحلمون وهم مستيقظون، ويتأملون الموت وأحباءهم الذين ماتوا. أنا أُطيل الحديث. أظن أنني أؤمن بأننا أكثر من مجرد بشر فانون، لكنني منفتحة على التفسيرات الفيزيولوجية، وهذه هي الطريقة التي أرى بها تجربتي.

في أي وقت من حياتك، هل استطاع أي شيء أن يعيد إنتاج أي جزء من التجربة لك؟ لا.