تجربة هان بي في الاقتراب من الموت
|
وصف التجربة:
عندما كنت في الثالثة من عمري سقطت من نافذة مفتوحة من الطابق الرابع.
أتذكر السقوط، كنت مستلقية على ظهري على البلاط الخرساني، ونظرت إلى النافذة المفتوحة بالأعلى ثم اندفعت أمي وخالتي نحوي وهما تصرخان بصوت عالٍ وبأياد ممدودة. توجد فجوة في ذاكرتي بعد هذا المشهد. بعد ذلك، وجدت المشهد يصغر أمامي ورأيت أمي وخالتي والعديد من الأشخاص الذين لم أكن أعرفهم وهم محتشدون حول صدفة فارغة صغيرة. كان هناك «صندوق» أبيض مربع به مصباحان يسطعان عليه (لا بد أنه سيارة إسعاف، إذ لم يسبق لي أن رأيت سيارة إسعاف من قبل). ثم اختفى هذا المشهد وظل يصغر كلما ارتقيت إلى الأعلى، وتوارت أسطح المنازل والمداخن عن الأنظار، والشيء التالي الذي أتذكره (بوضوح!) هو أنني كنت بين آلاف النجوم والمجرات المتصاعدة التي كانت موجودة في كل مكان. كنت «أنا» جزءًا من الكل. (لم أكن أعرف في ذلك الوقت ما تعنيه كلمة المجرة، ناهيك بالمجرة اللولبية). شعرت بوعي كامل وسعادة بالغة. كانت سماء الليل من حولي ذات لون أزرق ملكي جميل وكنت ألبس ثوبًا متطايرًا وقبعة طويلة مدببة على رأسي، من الضوء الخالص. كنت عندما أحرك يدي تخرج منها النجوم وتنضم إلى نجوم السماء.
وبما أنني كنت أصغر من أن أعرف حقيقة السحر لم يكن لدي أي فكرة عن ما كنت فيه - ولكنني أحببته كثيرًا! وعندما كبرت قرأت عن السحر وتعجبت. لقد نورني «تلسكوب هابل» والعديد من المصادر الأخرى عن المجرات اللولبية لاحقًا في الحياة: العودة إلى أحضان الوطن مجددًا. يجب أن أضيف أنه عندما وجدت نفسي مقيدة بإحكام في سرير صغير ضيق في المستشفى وعاملني الممرضون والأطباء معاملة طفل صغير (وقد سامحتهم!) فكرت: ليتكم تعرفون سني الحقيقي. كان «الاستيقاظ» أقل إثارة بكثير من تجربتي في الاقتراب من الموت، حقيقة. ولسبب ما، شعرت أنه لا ينبغي لي أن أخبر أحدًا عن «تجربتي خارج كوكب الأرض»، بما في ذلك والدتي الحبيبة، لأنها من المحتمل أن تنزعج من التجربة. أخبرتها بعد عدة سنوات - بعد أن أصبحت في سن المراهقة، وعندها أخبرتني أن الأطباء كانوا قد أعلنوا وفاتي - وعندما عدت أخبروها أنني سأفقد عقلي. حسنًا لم أفقد عقلي، وألقت أمي باللوم عليهم لكونهم قساة للغاية.
عندها وجدت أنه من العدل أن أخبرها بتجربتي الجميلة. من العدل أن أخبرها وأن أخبر الأطباء كذلك. لقد كانت مندهشة للغاية. صُغت لها تجربتي باعتدال، وظلت تطلب مني المزيد. يا لحوجتك إلى هذه التجربة يا أمي المسكينة. ولكنا لم نكن مهيأتين في ذلك الوقت، وقررنا أن نبقي الأمر سرًّا بيننا. وبعد مرور عشر سنوات، تبين أن العديد من الأشخاص مروا بتجارب مذهلة عند «موتهم»، وأعتقد أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يشعرون بالخوف الشديد من الموت أن يعرفوا أن «هذا البعد» ليس «كل شيء».
إننا كائنات متعددة الأبعاد. وإلا فمن ذلك «الكائن» الذي ظل يطير بين المجرات؟ ومن ذلك الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات والذي «استيقظ»؟
معلومات أساسية:
الجنس:
أنثى.
تاريخ وقوع تجربة الاقتراب من الموت:
يوليو ١٩٤٣.
أجزاء تجربة الاقتراب من الموت:
في وقت تجربتك، هل يوجد حدث يهدد الحياة؟
نعم، حادث. إصابة مباشرة في الرأس. كسر في الجمجمة نتيجة سقوط من الطابق الرابع.
كيف تنظر إلى محتوى تجربتك؟
رائع.
هل شعرت بالانفصال عن جسدك؟
كان من الواضح أنني غادرت جسدي وكنت خارجه.
كيف كان أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه خلال التجربة مقارنة بوعيك وانتباهك اليومي العادي؟
أكثر وعيًا وانتباهًا من المعتاد. وصفت هذا أعلاه.
في أي وقت خلال التجربة كنت في أعلى مستوى لك من الوعي والانتباه؟
طوال الوقت - لم يسبق لي أبدًا أن وصلت إلى هذا المستوى العالي من الوعي. ذلك الوعي الخالص هو وعي أنقى من كل شيء.
هل تسارعت أفكارك؟
تسارعت بشكل لا يصدق.
هل بدا أن الوقت يمر بشكل أسرع أم أبطأ؟
يبدو أن كل شيء يحدث في لحظة واحدة؛ أو توقف الوقت أو فقد كل المعنى. لا وجود للوقت في ذلك العالم.
هل كانت حواسك أكثر حيوية من المعتاد؟
حيوية بشكل لا يصدق.
يرجى مقارنة رؤيتك في أثناء التجربة برؤيتك اليومية التي كانت لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
نعم. بالتأكيد - كنت أستطيع أن أرى كل ما حولي. رؤية بزاوية ٣٦٠ درجة في كل الاتجاهات.
يرجى مقارنة سمعك في أثناء التجربة بسمعك اليومي الذي كان لديك قبل وقت التجربة مباشرة..
غير مؤكَّد. صوت طنين خفيف - هذا إن وجد.
هل يبدو أنك كنت على دراية بالأمور التي تحدث في أماكن أخرى، كما لو كان ذلك عبر إدراك حسي خاص؟
نعم، وقد أُكِّدت الحقائق.
هل مررت بداخل نفق أو عبرت من خلاله؟
غير مؤكَّد. لا أتذكر نفقًا ولكني أتذكر بوضوح «تضاؤل المشهد من تحتي»، وترك الناس، والأسقف، والمدينة، وسطح الأرض. يشبه الأمر إلى حد ما «جوجل إيرث» هذه الأيام.
هل واجهت أو أصبحت على علم بأي كائنات متوفاة (أو حية)؟
غير مؤكَّد. بما أن الجميع كانوا شيئًا واحدًا لم يكن هناك أي «اختلاف» بل كيان واحد فقط.
هل رأيت أو شعرت أنك محاط بضوء مشرق؟
ضوء واضح من أصل روحاني أو من أصل دنيوي غير مكتشف.
هل رأيت نورًا غريبًا؟
نعم. كان هناك «مصدر ضوء مركزي» من نوع ما - لكنه لم يكن منفصلًا عن أي شيء - كان كل شيء متحدًا مع الآخر. بما في ذلك «أنا» - فقد كنت نورًا بذاتي.
هل يبدو لك أنك قد دخلت عالمًا آخر غامض؟
عالم روحاني أو غريب بشكل واضح.
ما العواطف التي شعرت بها خلال التجربة؟
شعرت بالعجب - وبالنعيم الخالص.
هل كان لديك شعور بالفرح؟
فرح لا يصدق.
هل شعرت بالانسجام أو الاتحاد مع الكون؟
شعرت أني متحد مع الكون أو فرد منه.
هل فجأة بدا لك أنك تفهم كل شيء؟
كل شيء عن الكون.
هل عادت لك مشاهد من ماضيك؟
برق الماضي أمامي دون تحكم مني.
هل عرضت عليك مشاهد من المستقبل؟
مشاهد من مستقبل العالم.
هل وصلت إلى حد أو كيان مادي؟
لا.
الله والروحانية والدين:
ما دينك قبل تجربتك؟
ليبرالية.
هل تغيرت ممارساتك الدينية منذ تجربتك؟
غير مؤكَّد. لقد ولدت بحب عميق للجميع في قلبي - لا أعلم ما إذا كانت تجربتي قد غيرت أي شيء محدد في نفسي، وما زلت أشعر بذلك بصراحة. لا أتفق مع ما يفعله كل الناس، على الإطلاق. لكنني أعتقد أنه من خلال الحفاظ على طاقتي الإيجابية، يمكنني «مساعدة» الآخرين على رفع طاقاتهم الإيجابية أيضًا. وهذا ينجح في أغلب الأحيان. رائع.
ما دينك الآن؟
ليبرالية.
هل تغيرت قيمك ومعتقداتك بسبب تجربتك؟
غير مؤكَّد. لقد ولدت بحب عميق للجميع في قلبي - لا أعلم ما إذا كانت تجربتي قد غيرت أي شيء محدد في نفسي، وما زلت أشعر بذلك بصراحة. لا أتفق مع ما يفعله كل الناس، على الإطلاق. لكنني أعتقد أنه من خلال الحفاظ على طاقتي الإيجابية، يمكنني «مساعدة» الآخرين على رفع طاقاتهم الإيجابية أيضًا. وهذا ينجح في أغلب الأحيان. رائع.
هل رأيت أرواحًا متوفاة أو دينية؟
لقد رأيتهم بالفعل.
في ما يتعلق بحياتنا الأرضية بخلاف الدين:
خلال تجربتك، هل اكتسبت معرفة أو معلومات خاصة عن هدفك؟
نعم. عندما عدت/استيقظت في المستشفى، كنت أعلم بالتأكيد أن الأمر كان أكثر بكثير مما بدا أن الناس من حولي يعرفونه. كنت أعلم بالتأكيد أنني كنت كبيرة - أكبر سنًّا من أي شخص يمكنني التفكير فيه أو أعرفه. كان لدي الكثير من «المبررات» في عدم محاولة تفسير تجربتي لأي شخص، ومع ذلك كنت في سن ثلاث سنوات فقط ما يعني أنه لم يكن أحد منهم على استعداد للإصغاء إليَّ.
هل تغيرت علاقاتك على وجه التحديد بسبب تجربتك؟
غير مؤكَّد. لا أدري ما نوع العلاقات التي كنت سأنشئها خلال حياتي لولا تجربتي هذه - لقد كنت صغيرة جدًّا آنذاك.
بعد تجربة الاقتراب من الموت:
هل كانت التجربة صعبة التعبير بالكلمات؟
نعم. جميلة جدًّا - كانت تجربة سماوية حرفيًّا.
هل لديك أي هبات نفسية غير عادية أو أي هبات خاصة أخرى بعد تجربتك والتي لم تكن لديك قبل التجربة؟
نعم. يخبرني الناس أنهم يشعرون «بالعافية» لمجرد حضوري، حيث تتدفق طاقات الشفاء من يدي/ جسدي وقد ساعدتني هذه الطاقات وساعدت الآخرين مرات عديدة. وللعلم: أنا لا أسمي نفسي معالجة - فطاقة العلاج هذه تحدث بشكل طبيعي. ويخبرني الناس تلقائيًّا أنهم يشعرون بالرضا - ولا أسألهم. لا أريد أن أتعدى على الآخرين، ولا أرى أن ذلك من حقي. لدي أيضًا حدس قوي بشكل غير عادي. يخبرني على وجه التحديد بما يحدث وما يجب أن أفعله. دائمًا. لم أكن أستمع إليه دائمًا عندما كنت أصغر سنًّا - ولكني أستمع إليه الآن. لأن التجربة علمتني أن حدسي هو الصواب.
هل يوجد جزء أو عدة أجزاء من تجربتك ذات مغزى خاص أو ذات أهمية خاصة بالنسبة لك؟
كان كل شيء ذا أهمية كبيرة، بكل تأكيد. وكلما تقدمت في السن، أدركت ذلك أكثر.
هل سبق لك أن شاركت هذه التجربة مع الآخرين؟
نعم. لقد استغرق الأمر سنوات عديدة قبل أن أذكر هذه التجربة لأمي، أنا لا أذكرها إلا إذا أصيب شخص ما بالحزن على «وفاة» أحد أحبائه. فعند حدوث الوفاة أشعر أنهم قادرون على التعامل معها - وأن الموت غير موجود، وأن الأمر مجرد انتقال بين الأبعاد - مثل الانتقال من طور اليرقة إلى طور الفراشة الكاملة!
هل كانت لديك أي معرفة بتجربة الاقتراب من الموت قبل تجربتك؟
لا.
ما رأيك في واقعية تجربتك بعد فترة قصيرة (أيام إلى أسابيع) بعد حدوثها؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
ما رأيك في واقعية تجربتك الآن؟
كانت التجربة حقيقية بالتأكيد.
في أي وقت من حياتك، هل أعاد لك أي شيء إنتاج أي جزء من التجربة؟
نعم. لقد مارست التأمل كثيرًا وشعرت فيه بقدر كبير من ذلك النعيم الذي شعرت به في أثناء تجربتي، وهذا من حسن حظِّي. لم يُعِد لي التأمل إنتاج تجربة الاقتراب من الموت ولكنني بالتأكيد رأيت فيه بعض القمم الجميلة.
هل يوجد أي شيء آخر تود إضافته لتجربتك؟
نعم، أتمنى أن يعلم الجميع بوجود مصدر رائع للخير، سواء أكان اسمه الله أو أي اسم آخر - لا أعرف له اسمًا لكنني أعلم أنه موجود. إنه خيِّر ومؤثر. كل شيء على ما يرام. إن هذا العالم وهم - مرحلة تعليمية ليس إلا. الأمر ليس سهلًا دائمًا لكننا نتعلم الكثير مما لا يمكننا تعلمه إلا هنا. وإلا لما «عدت» - ولكان ذلك مضيعة «لوقت الروح».
هل يوجد أي أسئلة أخرى يمكننا طرحها لمساعدتك في توصيل تجربتك؟
أعتقد أنكم قد سألتموني عن كل ما أستطيع الإجابة عنه الآن. وإذا كان لديكم المزيد تعتقدون أنني أستطيع إضافته، فيرجى إخباري به.
شكرًا لكم!
بارك الله فيكم، والسلام عليكم،
هان.